مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
الحوار المتمدن-العدد: 7114 - 2021 / 12 / 22 - 00:21
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يوجد حاليا حوالى 700 مليون إنسان فوق سن 60 عاما ولكنهم سيزيدون فى السنوات القادمة ليشكلوا أكثر من 20% من السكان على مستوى العالم وسيصلون إلى أقل من ثلث عدد السكان فى بعض دول أوروبا وشرق آسيا التى زادت فيها نسبة كبار السن بالفعل وخاصة فيمن تعدوا سن الثمانين عاما والذين يشكلون عبئا على الحكومات لإن غالبيتهم لا ينتجون ويحتاجون إلى رعاية شبه كاملة من الدول قبل الرعاية الأسرية ، بل وسيزيدون بصورة كبيرة خلال السنوات القادمة مع التقدم الطبى والرعاية الصحية وارتفاع متوسط عمر الإنسان لما فوق ثمانين عاما. فماذا تفعل دول مثل اليابان والصين ودول شرق آسيا وبعض الدول الأوروبية لمواجهة تلك الظاهرة الإنسانية ؟ . إن التقدم التكنولوجى أفاد فى تقديم حلول لتلك المشكلة وربما أصبحت تلك الحلول هى الأقرب إلى الواقع ، ومعظم تلك الحلول تعتمد على مسارين رئيسيين تقدمهما التكنولوجيا لكبار السن والمرضى وهما :
أولا : توفير الاتصال بالمستشفيات من خلال أجهزة متقدمة يمكن أن تقوم بمتابعة حالة كبار السن وهم فى بيوتهم أو فى دور الرعاية أو حتى مع أسرهم دون التحرك من أماكنهم عن طريق الطبيب الآلى الذى يحدد العلاج المناسب بنسبة كفاءة تصل إلى 80% وأعلى 5% عن الطبيب العادى الموجود بالمستشفيات ، خاصة مع تطور وسائل الاتصال التى تنقل معلومات النبض والضغط والسكر وحالة القلب والوظائف الحيوية إلى جهاز يحدد القصور والمرض ويصف العلاج بل ويمكن أن يتم توصيل العلاج من خلال المستشفى المتابع معه المريض ليصل إلى المسن فى مكانه أو أخذ عينة من دم أو بول المسن عبر أجهزة آلية بل ونقل المريض المسن إلى أقرب مستشفى بأسرع وقت ممكن حين الحاجة إلى ذلك. وقد بدأت التطبيقات الفعلية فى الصين وسنغافورة منذ عام 2018 وتم الاستفادة منها فى مواجهة فيروس كورونا .
ثانيا : تطوير روبوتات تعمل كممرضات أو مساعدات تقوم بكل العمليات التى من شأنها مساعدة كبار السن فى ارتداء الملابس والوقوف والجلوس ودخول الحمام بل وإعطاءه الأدوية والحقن فى المواعيد المحددة والمبرمجة حسب كل حالة ، بل ويمكن للروبوت أن يرفع الروح المعنوية لكبير السن بمحادثته كأنه أحد الأبناء أو الأصدقاء ويتابعه حتى ينام ، وبالطبع لا يكل الروبوت ولا يمل من أى عمل يقوم به بل ويمكن متابعته من الشركة التكنولوجية الموردة له بصورة دائمة وإعادة برمجته حسب الحالة بصوت وشكل رجالى أو أنثوى . وتعتقد اليابان أن الروبوتات ستتطور مع حلول عام 2035 لتقوم بعمل صيانة لنفسها ولروبوتات أخرى
وقد حاولت بعض دول شرق آسيا بالفعل وخاصة اليابان والصين وسنغافورة الوصول للطريقين معا لإن ذلك يوفر أيضا النفقات التى سيتم صرفها على ثلث عدد السكان فوق سن الستين عام 2050 فى بعض دول شرق آسيا وأوروبا . إنه عالم إيجابيات التكنولوجيا التى تفيد كل الناس على مختلف أعمارهم قبل أن يكون عالم سلبيات التكنولوجيا التى تأكل عمر الإنسان فى الواقع الافتراضى .
#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)
Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟