|
بيان من الشعوب العاشبة
هشام الصميعي
الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:27
المحور:
كتابات ساخرة
في سنة 1875 وضع عالم النباتات الألماني سيرجاكوب شيلفر كتابا بعنوان داز سانز (عن الملح) ، برهن فيه عن العلاقة المباشرة بين ضرائب الملح و الطغاة ووضع المكسيك و الصين على قائمة دول ضرائب الملح و الطغيان في عصره ، أما بالنسبة للعالم العربي فقد اعتدر العالم و بدكاء عن البحت في الموضوع دلك لأن الأمر كان و ما يزال ظاهرا للعيان ،و لا يحتاج في دلك الى برهان فيكفي التامل في سماكة وطول عصي رجال الأمن و قوات مكافحة الشعب لكي لا نقول الشغب ، ولا حاجة كدلك للرجوع الى بلورات الملح للاستدلال على الاستبداد المعشعش في أوصال، و شرايين ،أقطارنا سوى التأمل في عدد المختفين و المنسيين في سجون الحاكم العربي . عجبتني فكرة العلاقة هده بين أتمنة الملح و الاستبداد، الى أن اكتشفت و بالصدفة مؤخرا أن تمن ليتر من الحليب يعادل في وطني تمن ليتر من الماء الغني بالاملاح المعدنية ،وأن تمن نصف كيلو من اللحم يعادل أجر يوم بكامله من عمل موظف حكومي وأن تمن كيلو من السمك يعادل نصف يوم من عرق مياوم . رغم أنه في بلدي توجد واجهتين بحريتين لا يطلع منها للشعب الا جتت الغرقانين الجدد أما في مصرأفادت دراسات بأن المعدل السنوي لاستهلاك المواطن من اللحم الأحمر لا يتجاوز 1.5 كيلو في سنة مبارك بطولها و عرضها . و قريبا وادا سارت الأمور على هدا المنوال سينشئ المواطنون أكبر تجمع عالمي للعاشبين، سيحمل ربما اسم الكاتب و العاشب الكبير المعري وسيكون بدلك اسم على مسمى فمن جهة للدلالة على الأديب الكبير صاحب الرسائل، و من جهة أخرى للدلالة على أن القوم أصبحوا عراة من البروتينات و الفيتامينات .وقد ينضم التجمع الجديد الى عضوية هيئة الأمم اللاحمة تحت لواء الدولة العاشبة العظمى و بالنسبة لعلمها أقترح أن يكون أبيضا كعنوانا للسلم و أن يتخلله صورة للبقول من النوع الكبير ،خضراء ناصعة للناظرين في الوسط ، حتى يتم بدلك تربية المواطن على احترام العلم من بعيد. ومن يدري و حسبما أفاد تحقيق أفردت له جريدة الشرق الأوسط في الشهور الأخيرة صفحة بكاملها يتحدت عن منافع السبانغ الجمة، و غنا هده النبتة العجيبة بالحديد و الزنك. وعليه قد تطلع لنا من أمة العاشبين رئيسة وزراء شبيهة بالمرأة الحديدية تاتشر أو رئيس مفعم بالزنك لا يخجل من الكدب عندما سيحدتنا عن تورة العاشبين المضفرة، و سياسات التقشف الناجحة . لنهتف له بشعار بالفول و السبانغ نفديك يا أبو فجلة . ومن يدري فقد تتحول دولة العاشبين الى قوة عسكرية تطور صواريخ من نوع فاصوليا2 و فاصوليا 3 العابر للقارت حتى نظمئن على أمننا القومي و نرعى البقول في المراعي باطمئنان على الأنفس وبدون خوف أو شوشرة . ومن يدري أن تصبح لنا كدلك أعياد وطنية جديدة كاليوم الوطني للخيار التوري الأخضر، و العيد المجيد لتفتح الفلافل و المقدنوس ، و دكرى تحرير الفنطربون و المردقوش، وهي كلها نباتات لها فوائد سوريالية فيما يسمى عند الغلابة الدين ليست لهم فلوس للدهاب عند طبيب العيادة بالطب البلدي . وقد نلحن أغاني حماسية لتخليد هده الأعياد من النوع الدي يطرب الرعاع كبحب الزعتر و الهريس و بكره الكباب و الملفوف وهييييييه . وعليه ولأن السبانغ ستكون متوفرة بوفرة و أينما ولينا وجوهنا ومدعومة من قبل السياسة الحكومية من يدري فقد يطلع لنا أبطال رياضيين بعضلات قوية شبيهة بعضلات الولد بوباي بتاع الرسوم المتحركة المغرم بالسبانغ، ويرفعو رأسنا عاليا مع علم البقول الأخضر في المنافسات الدولية. وليس غريبا أن ينتشر داء فقر الدم بين المواطنين جراء سوء التغدية في بلدي ومعضمهم و كما هو الأمر بالنسبة لي أصبح لا يشاهد اللحم الا من خلال الأطباق الشهية، الشبيهة بأفلام الخيال العلمي التي تقدمها شوميسة في برنامجها المطبخي المشوق للغاية و المسيل للعاب الجائعين على القناة التانية أو بمناسبة المرور بعيدا كل البعد عن الجزار. حتى لحم الدجاج الدي كان في متناول الدراويش أيام رعب الأنفلوانزا، طلع للعلالي هده الأيام و استأنس حاله مع النجوم وحلف أن يهبط و أصبح المرء منا يتمنى من قلبه صادقا رجوع رعب الأنفلوانزا حتى ينعم بدجاجة أو دجاجتين محمرتين لما لا. فاللهم أعد لنا رعب الأنفلوانزا يارب لينعم الفقراء بلحم الدجاج لكن بشرط أن لا يكون مأنفلزا . وليس بعيدا عن موضوع اللحمة وقف أحد مسحوقي القدرة الشرائية أمام محل للجزارة وكان الجزار أحدبا فسأله المواطن و هو يشير الى لحم البقر : ما هدا؟ قال له الجزار : هده لحمة بقر سأله المواطن : و بكم لحم البقر؟ أجاب الجزار : بكدا وكدا فقال المواطن متعجبا : ياههه طلعوه( يعني التمن) فأشار الى لحم الغنم وهو يقول للجزار : و ما هدا؟ أجابه الجزار : هدا لحم الغنم فسأله المواطن : و بكم تمن لحم الغنم؟ أجاب الجزار : بكدا وكدا فأردف المواطن : ياههه طلعوه (يعني التمن) فسأله هده المرة وهو يشير الى لحم الماعز : وما هدا؟ أجاب الجزار : هدا لحم الماعز فأردف المواطن : وبكم لحم الماعز؟ فقال الجزار : بكدا وكدا رد المواطن : ياههه طلعوه اشمأز الجزار الأحدب من كل هده الاستفسارات و غضب فأدار ظهره للمواطن اللحوح فظهرت حدبته بارزة في أعلى ظهره فصاح فيه المواطن و هو يشير هده المرة الى كومة اللحم التي على ظهر الجزار الأحدب قائلا : و ما هاده؟ هنا فقد الجزار أعصابه بعد ما استشاط منه الغضب وصاح في وجه المواطن صارخا: هده مؤخرتي فرد المواطن متعجبا : ياهه طلعوها هي كدلك .
#هشام_الصميعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدخل لدراسة النظرية البوشاوية
-
ذكريات الشقاوة عندما ختنت و عندما أحببت1/2
-
مادا يعني أن تكون شابا بالمغرب؟؟
-
ميلاد جبهة المعارضة السعودية الديمقراطية
-
ما قل و دل من سياسة الرباط
-
التلف..زة المغربية في العهد الجديد
-
كابوس مرعب
-
حكومة عيانة
-
أمم متحدة ضد من؟؟
-
أخبار غير عادية من المغرب
-
غجري أنا في و طني
-
أكذوبة العهد الجديد بالمغرب
-
نساء و فتاوي عن تحرير الرجل و زواج المسيار
-
نداء لكل المثقفين الأحرار
-
مناصب شاغرة بالمغرب..مطلوب مفتي سينمائي وممثلين بلحى طويلة
-
سيناريو لحكومة أصولية بالمغرب 2007
-
الهوامل و الشوامل
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|