أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أنا أبحث عن الله في .....














المزيد.....


أنا أبحث عن الله في .....


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7113 - 2021 / 12 / 21 - 03:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد حفلة الفنان محمد رمضان التي أقيمت في جزيرة السندباد ببغداد، إنطلقت القوى والشخصيات الدينية في خطاب ديماغوجي تبحث فيه عن الأخلاق والقيم الإسلاميّة التي أُهدرت وتُهدر من خلال حفلات الفجور التي تُبعد الشابات والشباب عن الله، وتتجاوز وتستهتر بالمنظومة القيمية والأخلاقية للشعب العراق كما جاء في بيان حزب الدعوة الإسلامية!! وكأنّ الفنانة مادلين طبر التي أقامت حفلا فنيا برعاية زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي ببغداد بمناسبة يوم الصحافة العراقية في شهر آب/ أغسطس سنة 2016 لم تغنّي في ذلك الحفل، بل كانت تتلو آيات من الذكر الحكيم، أو تقرأ دعاء كميل في حضرة الدعاة ورجال الدين!! أم لأنها أنثى وجميلة وتتلوى كالأفعى في حضرة الحُواة الإسلاميين، الذين لم ينظروا إليها كبقرة وهم يلتهمونها بعيونهم وأحاسيسهم، تاركين الله الذي يدعون عبادته في دُرج مهمل !!

ككل مزايدة بين الإسلاميين في مثل هذه الحالات خرج علينا مقتدى الصدر يبحث عن طاعة الله والأخلاق والأفكار والعقيدة الإسلامية، التي تُبعد شباب العراق عن الله والقيم الإسلامية والمجتمعية كما يدّعي. وكحل لهذه المشكلة الكبيرة، يقول الصدر من أنّه صار لزاما علينا تفعيل مشروع "ديني – عقائدي – أخلاقي" و "إرجاع المجتمع الى الله" !!! وأن الخطوات الأولى في هذا السبيل ولازال الحديث لمقتدى الصدر هو "تفعيل المساجد والحسينيات لتكون دارا للطاعة والخدمة والرجوع لله".

الرجوع لله ....، أين يوجد الله عند حزب الدعوة ومقتدى وشيوخ الإسلام..؟ وكيف السبيل للعودة إليه، هذا إن كان المؤمنين البسطاء قد تركوه أصلا..؟ إنّ الله وفق ما تعلمناه من الدين قبل أن يتاجر به الدعاة ومقتدى وبقية الإسلاميين، ليس ربُّ يُعبد دون قيم وأخلاق، وليس بعبعا لتخويف الناس وإرهابهم.. فالله أو أي إسم آخر له وفي أي دين، هو رحمة ومغفرة وحب وصدق وأمانة. الله، يجب أن يكون طريقا للبناء لا الهدم. الله، هو طريق لزيادة معارف الإنسان لا نشر الجهل بين البشر، وعليه يجب تفعيل المدارس والجامعات لنشر النور وهو العلم بينهم. الله، عافية وليس مرض ويجب هنا تفعيل عمل المستشفيات لإنتاج إنسان معافى. الله، رشيد يرشد الناس للخير، وليس فاسد ينهب الناس. الله، رحمه وليس بمستبد...

المالكي والصدر وبقية إسلاميي العراق يبحثون عن الله في المساجد والحسينيات، وأنا أبحث عنه في المدارس الآيلة للسقوط. هم يبحثون عنه بين أفخاذ الرضيعات، وأنا أبحث عنه في براءة طفولتهن ودموع أمّهاتهن. هم يبحثون عنه لإحتكاره، وأنا أبحث عنه ليكون مشاعا لجميع الناس بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم. هم يبحثون عنه كأداة للقمع، وأنا أبحث عنه كطريق للحريّة. هم يبحثون عنه ليقتلوا الناس بإسمه، وأنا أبحث عنه للرحمة بالناس. هم يبحثون عنه من خلال منابرهم، وأنا أبحث عنه في مساطر العمّال الفقراء. هم يبحثون عنه بجكساراتهم وجيوش حماياتهم، وأنا أبحث عنه حافي القدمين. هم يبحثون عنه من خلال ولائمهم الفاخرة، وأنا أبحث عنه في المزابل حيث الجوع يفتك بالفقراء. هم يبحثون عنه في ثروات وطننا، وأنا أبحث عنه في جيوب المحرومين. هم يحولونه لسوط بيد ابو درع والولائيين، و أنا أريده يد حانية على رؤوس الارامل والأيتام.

من أقرب الى الله، انا الذي ابكي طفل عراقي يتيم وجائع أم الذي سرق أموال هذا الطفل؟ من أقرب الى الله، أنا الذي أغضّ البصر عن إمرأة جائعة في بلادي، أم الذي يريد أن يضاجعها متعة لحاجتها؟ من أقرب الى الله، أنا الحريص على ثروات بلدي أم الذي ينهب تلك الثروات؟ من أقرب الى الله، أنا الذي أردد قول محمّد "إياكم والرشوة فإنها محض الكفر ولا يشم صاحب الرشوة ريح الجنة"، أم الذي جعل الرشوة ثقافة في مجتمعنا!؟

إنني أرى الجواهري ينظر الى حال العراق الإسلامي وحال النجف اليوم وهو ينشد:

يُلَمُّ فتاتُ الخُبزِ في التربِ ضائعاً هُناك، وأحياناً تُمَصُّ نواة
بيوتٌ على أبوابها البؤسُ طافحٌ وداخِلَهُنَّ الأنسُ والشَّهَوات
تحكَّمَ باسمِ الدّينِ كلُّ مذَمَّمٍ ومُرتكِبٍ حفَّتْ به الشُبُهات
وما الدينُ إلا آلةٌ يَشهَرونها إلى غرضٍ يقضُونه ، وأداة
وخلفَهُمُ الأسباطُ تترى ، ومِنهُمُ لُصوصٌ ، ومنهمْ لاطةٌ وزُناة



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية التوافقية / المحاصصة الطائفية القومية وخطرها عل ...
- طلبة العراق .. ماكنة الثورة التي عليها أن لا تهدأ
- المُجرَّبْ يُجرَّبْ
- تحويل أموال العراق المنهوبة من جيب البعث الى جيوب قوى المحاص ...
- الديموقراطية في العراق .. وهم ليس الّا
- ما بعد پشتاشان
- نعم لمقاطعة الإنتخابات ونعم لحث الجماهير على مقاطعتها
- هكذا يبايعون عليّا عند غدير العراق
- على أي نظام من نظامي الحكم الملكي يتباكى اليوم مناصروه..؟
- علي وياك علي
- المشاركة في الإنتخابات.. الحزب الشيوعي العراقي ليس ملكا لأعض ...
- لو لم يكن للعباسيين الا هذه لكانوا أعلى منكم مكانة وسؤددا
- حينما باع التجّار سيف ذو الفقار
- المفوضيّة غير المستقلة للإنتخابات تكذب كعادتها
- لتخرس طهران الفقيه وميليشياتها
- السيد روحاني.. بلادكم اكبر ثقب أسود إبتلع العراق
- هل العراق بحاجة الى ليلة سكاكين طويلة ..؟
- فشلت وستفشل محاولات مكافحة الشيوعية بالعراق
- ليتعلّم المؤمنون بالعراق محاربة الفساد من فرنسا
- العراق .. سمفونية الموت!!


المزيد.....




- مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
- شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب ...
- حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
- القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
- عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
- حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا ...
- سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
- الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا ...
- العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
- الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - أنا أبحث عن الله في .....