|
صفقات السلاح المشبوه
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 10:59
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تحدثت وسائل الإعلام العالمية والعربية مؤخراً عن صفقات أسلحة ضخمة بمليارات الدولارات لعدد من دول النظام الرسمي العربي المنهار( السعودية، الأردن، الإمارات،.....)، مع أمريكيا وفرنسا، وطبعاً ربما يتبادل لذهن الإنسان العربي البسيط ، أن هذه الأسلحة هي لربما للدفاع وحماية الأمن القومي العربي، أو لتحرير فلسطين والعراق من الإسرائيليين والأمريكيان، أو لربما لدعم وإسناد لحزب الله اللبناني المقاوم، والذي كان له شرف الدفاع عن الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، وإلحاق الهزيمة النكراء بالجيش الذي لا يقهر، ومسقطاً ومفشلاً لشرق" رايس "الأوسطي الجديد، شرق أوسط الهيمنة الأمريكية على كل مقدرات الأمة العربية وخيراتها، وعصاها الغليظة إسرائيل، وخدمة وحراسة من أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من الرؤوساء والملوك والأمراء العرب، وبالعودة للأسلحة العربية المكدسة قديماً والمشتراه حديثاً، فعد أنها تأتي على حساب قوت الإنسان العربي وإفقاره، فإن استخدامها يأتي من أجل قمع الجماهير العربية وإذلالها بالدرجة الأولى وبالدرجة الثانية، أو لربما بنفس الدرجة من أجل إستخدامها والمشاركة بها في العدوان الذي تخطط له أمريكيا والغرب الإستعماري المتوحش على الجمهورية الإيرانية من أجل منعها من امتلاك سلاح نووي، وبالتالي أن تصبح قوة إقليمية في المنطقة تهدر مصالح أمريكيا في المنطقة، وكذلك تهديد وإضعاف حليفتها الإستراتيجية إسرائيل في المنطقة، وما أشبه اليوم بالبارحة، عندما بادرت دول النظام الرسمي العربي المنهار إلى تشكيل تحالف حفر الباطن مع أمريكيا، والذي شارك في العدوان على العراق واحتلال أرضه، تحت حجج وذرائع امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ونشر وتعميم الديمقراطية الأمريكية، ديمقراطية أبو غريب وغوانتوناما، ومع الشبه الكبير، إلا أن النظام الرسمي العربي المنهار، قد إنتقل اليوم إلى مرحلة التآمر العلني والمشاركة الفعلية مع أمريكيا في فرض الشروط والإملاءات الأمريكية_ الإسرائيلية على الأمة العربية والإسلامية، وبات عارياً ومفضوحاً وغير مستوراًَ حتى من ورقة التوت. ومن المفيد أن نتحدث بملموسية عن ممارسات هذا النظام الرسمي العربي المنهار وتحديداً أقطابه الأساسية مصر، السعودية، الأردن، حيث شاهدنا كيف شاركت العدو الإسرائيلي_ الأمريكي في محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويعه، ودفعه للتخلي عن نهج المقاومة والإستجابة للشروط والإملاءات الإسرائيلية_الأمريكية، حيث عواصم النظام الرسمي العربي، رفضت إستقبال أعضاء الحكومة الفلسطينية المنتخبة، ناهيك عن نسج القصص والروايات عن تورط حماس في تهريب أسلحة للإردن لاستخدامها ضد النظام ورموزه ، في الوقت الذي كانت فيه عواصم النظام الرسمي العربي، مفتوحة وتستقبل أعضاء الحكومة الإسرائيلية، والذين يعملون قتلاً وتدميراً في الشعب الفلسطيني، كما أن عواصم وزعماء النظام الرسمي العربي المنهار أوغلت في الردة والتآمر، وذلك عندما حمل أحد أركان النظام الرسمي العربي بمطالبة حماس بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير دون أية شروط ، ودون أن ينبس ببنت شفه عن عشرة آلاف أسير فلسطيني، وكأن الشعب الفلسطيني هو المحتل، ويمارس القتل والإرهاب، وليس العدو الإسرائيلي، وتخطا النظام الرسمي العربي كل الخطوط الحمراء، عندما وقف إلى الجانب العدو الإسرائيلي في تشريع العدوان على لبنان، مما شجعه وشكل له غطاء لارتكاب مجازره بحق الشعب اللبناني. هذا النظام الرسمي العربي المنهار، أصبح جزء من المنظومة المعادية لكل أماني وطموحات الأمة العربية، وعلى كل القوى والأحزاب العربية بمختلف ألوان طيفها السياسي، وكذلك الشعوب العربية، أن تعمل على عزل وإسقاط هذه الأنظمة، هذه الأنظمة التي تشتري الأسلحة وتصدر الفتاوي، وتطلق التصريحات تحت عناوين الحكمة والعقلانية، هي خدمة لمصالحها وارتباطاتها وخدمة لرعاية الإرهاب الأولى في المنطقة أمريكيا، وهذه الجيوش وقادتها، من حملة الألقاب والنياشين عليها أن تخجل من نفسها، وأن لا تستجيب لهذه الأنظمة المنهارة والتي توظفها وتستخدمها، لكل ما هو معاد للأمة ومصالحها، وكما يقول الشاعر الكبير مظفر النواب" بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوه"، والعدو الحقيقي لكم، ليس في طهران، بل في تل أبيب وواشنطن، والجماهير العربية وأحزابها وقواها عليها أن تنتقل من لغة الخطاب والشعار والتظاهرات المغلقة إلى لغة الفعل والعمل وعليها أن تدفع ثمن معارضتها دماً وسجوناً، وإلا فإنها ستبقى وجهاً آخر للأنظمة، بل وشريكة لها في العدوان على الأمة العربية ونهب خيراتها وثرواتها وتعميق حالة التخلف والفقر عندها. وأخيراً مرة أخرى نقول أن هذه الصفقات الضخمة من الأسلحة، ليست لتحرير فلسطين، أو العراق، أو لبنان، ففي إجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، عبر وزراء النظام الرسمي العربي المنهار بشكل سافر ووقح عن مكنونات أنفسهم، عندما وصفوا التصدي للعدو ومحاربته بالأحلام الوردية الشيطانية، وسيوظفون كل علماء السلاطين، وأجهزتهم الديماغوجية، وسيلعبون على وتر الطائفية وتهديد مصالح الأمة لتبرير مشاركتهم الامبريالية الأمريكية في العدوان على إيران.
بقلم الأسير: راسم عبيدات سجن عسقلان _ المركزي
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيخ حسن نصر الله، عنوان مرحلة جديدة
-
شيء ما في الحرب الأهلية
-
الحجاب
-
رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير
...
-
هل حقاً لا يعرف الأمريكان لماذا يكرههم الفلسطينيون والعرب؟
-
مفارقات العرب والجامعة العربية
-
المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي ال
...
-
مفارقات أقوال وتعليقات
-
مفارقات المعايير المزدوجة
-
المجد- لهوغو شافيز- والخزي والعار لكل قادة وزعماء العرب
-
لأنك محمود الزهار لا نستقبلك وعندما تصبح محمود-اولمرت- أهلاً
...
-
القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية
-
عفواً مات العرب !
-
هذا الزمن العربي مجيد وسافل
-
مفارقات
-
ما الذي يمنع فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين؟
-
إعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية يجب أن يمهد لتعامل وثقافة
...
-
هل تتولد وتنشأ نخب سياسية فلسطينية جديدة
-
إبقوا بعيداً عنا، لا نريد نصائحكم ولا إرشاداتكم
-
ما المطلوب من حماس مقدسيا
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|