أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - سيّدة النجوم














المزيد.....

سيّدة النجوم


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


باختيالٍ تتلألأ على ذروة الجبل
أمام الطفل
نقطةً حمراء لعناق الأرض والسماء
ولا تكشف له إلى أيٍّ منهما تنتمي
فاتنةً، مغويةً تجمّد قلبه بسلاسل من نارٍ
وتُسَرّع خفق أجنحته إلى ما يسبق الضوء
وتقفُ بانتظار
قدومه إليها بالصورة التي اختار بعد جليد الكهف/
متسلّقو جبال الردى نحن
جهّزنا أشواكَ أقدامنا للصعود ونيْلها
كما تُحصدُ كؤوس الذهب بعد قطع الماراثونات
كما تُقطف اللآلئ بعد قطع الأنفاس في أعماق البحار
كما تُخطَف العروس التي يحيط بها أولاد عمّ ضارين ولا يرحمون
وكما يخبّئ كل قلب تخيُّلهُ عن الآخرين
لها...

متسلّقو جبال الردى نحن
شحذْنا أسنان عدّتنا للصعود
مُسَرْنَمين بأحلامنا وأوهامنا وأطماعنا
عضلاتُنا مشحونةٌ بثقة الصخر الذي نمشيه
فرْواتنا مدبوغةٌ بالصقيع القادم لقضم اللحم
خرائطنا تمحو سراب الضياع في تخوم النجوم
كُتُبَنا الشعبية تفكّ أسرار المجاهل وأنيابَ المنعطفات
وأغانينا تُغذّينا إن يأسْنا بالأمل
في أنّ أناساً قبلنا قطفوا
النجمة الحافية بين النجوم
قطفوا
سيّدة النجوم
من فم الردى...

على طريق جلجلتنا الطويل الذي نتسلّقُ
نحدّقُ بعين الغيرةِ إلى بعضنا
بيننا المجهولون يسخرون من أسمائنا وأزيائنا
ويمضون غير آبهين بمجادلاتنا
بيننا الشهيرون الذين قطفوها والرّماح في قلوبهم
يعيدون التسلّق معنا
لأنّ من تذوّقها سيُحرَم طعمَ النسيان
بيننا من أصبح مزاراً لعشّاقها
من رسمها نجمةً حمراءَ على قبّعته
من حوّل نفسه وردةً بيضاء وقنينةَ ماء وسدّ بها فوّهات البنادق
من رضيَ أن يأكل ضريحَه حرّاسُ الظلام
ليبقى نوراً في قلوبنا...

على طريق الردى نمرّ بحواجز التربية والمحرّمات والتطويع
مسننةً بلغز سؤال الوحش عن الإنسان
ونصالِها لمنعنا
نمرّ بمرايا الجبل منصوبةً أنّى اتجهنا أمامنا
مرعبةً تعرض صورنا في أنياب العذاب
في الجحيم نشوى على الأسياخ بأيدي الكهنة
في جهنم تذاب جلودنا بأيدي الحسبة وتنمو ثانيةً لتُذاب
معلّقين بخطافات صراخنا يرتدّ إلينا
مصدوماً بزجاج الرجل الذي يتفرج علينا
نمرّ بمرايا تعذيبنا في السجون
سياطٌ تسلخ جلودنا مع اللحم
هراوات تحطّم فقرات ظهورنا
نارٌ كهرباءٌ أحماضٌ تذيبنا
خوازيقٌ مدقّات تهرس أعضاء خصبنا
اغتصاباتٌ لنسائنا فتياتنا صبياننا ورجالنا أمامنا
نمرّ بمرايا خطفنا بأنياب الطريق وعرضنا
نمر بمرايانا نأكل بعضنا
في طريق التيه إليها...

على طريق الردى نَقلِب الآياتِ حياةً
قلوبنا الفهود الدلافين الخيولُ
جامحةً رماحةً طليقةً في السهول
أيادينا المصافحات
أجنحةَ عصافيرٍ تمدّها القبلاتُ إلى أجنحة عنقاء
رؤوسنا الأشجارُ مورقةً بأشعار تَداخُلِ سماواتنا
أجسادنا الموسيقى يتقادح شررُها بأقدام الرقص
دموعنا الفرحُ يتناثر حراً
بابتسامة رضيعٍ
بتفتح زهرةٍ
بانبثاقِ قطرةِ ندى من برعمٍ
ينشقُّ ليفردَ تويجات شقائق النعمان أجنحةً
شفاهنا الأغاني تتناثر بكل الألوان
مشعةً على جباهنا النديّة
صدّاحةً تتطاير إلى التي تنظر إلينا مشفقةً
يا حرية... يا حرية...

على طريق الرّدى بعذاباتنا وفرحنا
تمتصّنا المرايا المريرة
نقاوم الهول الذي يتخاطفنا حتى اللحظة الأخيرة
لكنّنا
ما أن نتوقّفَ لننكّس الرايات
إثر موت الصديق مضرّجاً قبل قطْفها
حتى تنزلَ إلينا التي قطفتْ قلوبَنا
بمرايا الألماس
شفافةً حمراء
تنشر أجنحتها ببطءٍ على الآفاق
تخطفُ بها قلوبَ المحاربين
آلهةُ المحاربين
من تملكُ أقدارهم إليها وتبسطُها طريقاً
قبل أن تُطلِقَها نهراً طائراً في الريح
تهبطُ إلينا في اللحظة القاتلة من يأسنا
تحتضنُ الصّديق الصّريع بأجنحة الأمّ
تنظر إلينا بقلب الأمّ
وترتفع
متلألئةً باختيالٍ على ذروة الجبل
أمام الطفل
نجمةً حمراء لعناق الأرض والسماء
ولا تكشف إلى أيّ منهما تنتمي.
16 كانون الأول 2021



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية مختلفة عن تفاحة آدم بروموناد إلى جاك بريفير
- في رواية أحمد طيباوي -اختفاء السيد لا أحد-: داخل كل أحدٍ في ...
- صياغةٌ فاتنةٌ للحبّ في مجموعة الشاعرة ديمة محمود -أصابع مقضو ...
- غرفة الأسرار التي تجعلنا كلّنا كُتّاباً في رواية عبد الفتاح ...
- تحدّي حرية النثر اللامحدود بمحدودية التفعيلة في مختارات الشا ...
- أمومة الطبيعة والإنسان في مطحنة القهر، برواية سمر يزبك -مقام ...
- لكيلا تموت الحكاية مرّتين في رواية العراقي أزهر جرجيس: -النو ...
- قسوة وعذوبة نشيد الموت بكامل ثياب الليل في مجموعة الشاعر حسن ...
- عودة الابن الضال
- الحب والحرية داخل اختلافات التاريخ في رواية رشا عدلي: -آخر أ ...
- لونٌ آخر لاختزال القصيدة حدّ الأثير في مجموعة الشاعر حسين بن ...
- لقالق اليباب
- -غانيات بيروت- للروائية اللبنانية لينة كريدية: لوحة روائية م ...
- مواجهة الشاعر للعالم بقوة الحب والشعر في مجموعة السوري فواز ...
- دفاتر ورّاق جلال برجس: حبكة سينية لتعرية أحشاء المدن
- مختارات الشاعر الفلسطيني يوسف عبد العزيز: -صامت وفي رأسه شلا ...
- البيان الأخير للملك شهريار: شرارة بائسة في رماد الذكورية الع ...
- استعادة زمن الماضي الجميل بلغته وأغراضه في مجموعة الشاعر شكي ...
- في السيرة العطرة لزعيم شكري المبخوت: تعرية ساخرةٌ قاسية لصنا ...
- صوفية اللون في حقول وأشجار فاروق قندقجي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - سيّدة النجوم