أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - أندرياس : رواية بان الجميلي














المزيد.....


أندرياس : رواية بان الجميلي


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


ولدٌ ضال/ والدٌ شرير : رواية (أندرياس) بان الجميلي
الى العزيز بدر خميس
لمن لم يقرأها: نعتذر على اختزال هذه الرواية التي هي قائمة على الاختزال الأسلوبي
(*)
جندي أمريكي من أصول عراقية،(توفيت والدته منذ صغره، ووالده فُقِد َ في العام 2005 شاعت الكثير من الأنباء إثر فقدان والده، الرجل العراقي الذي وهب نفسه للجيش الأمريكي منذ الثمانينات، بعضهم قال إنه قتل في العراق ومنهم من يقول إنه ما يزال على قيد الحياة، يعيش في أحدى المحافظات العراقية /17) ..
(*)
أندرياس يأتي مع جنود الاحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003، ناويا البقاء في العراق وهو يبحث عن أبيه فتتكشف له مدينة بابل التي أحبها بشكل مقبوح (في وسط البلاد الميتة المزهرة بزهور سوداء، لا الشوارع يعرفها ولا السكان يألفهم/ 9) وتحتدم في أندرياس لحظة عودته (تجول في مخيلته الكثير من التساؤلات التي لا جواب لها، فهو غربي يعتبر أهل العراق صندوق ماس أسود ملطخا بالدماء/ 10).. الفضاء الروائي في أندرياس يجعلني أشاهد فيلما عن مدينة أشباح(المنطقة قديمة جداً وأغلب منازلها خاوية على وشك الهدم شوارعها ضيقة وأزقتها محفرة /19) وما يؤكد كلامنا هذا هو حديث غيش مع أندرياس (لا تخرج بعد منتصف الليل فالساحرات يتجولن في هذا الوقت 20)
(*)
لم يكتف ِ العنوان بذاته!! بل ثبّت مفتاحا يختزل مهيمنة الرواية، ويرتسم منصة ً في صورة غلاف الرواية، يرتكز عليها/ ينطلق منها اسم أندرياس : (سحر النساء لا يصل إلى القلوب). كأن المفتاح يغوي بقراءة عاطفية للرواية، ويشهد على ذلك المكتوب على قفا الرواية
(إني أتيتك من بلاد الغرب مأجوراً
وها قد وقعت فيك مسحوراً
وكتبتُ لأجلك كلاماً كثيرا.
الصلاة لك ِ فريضة وعنك البعد
جريمة، كل الحروف لا تصف ولا
تنصف. فأنت من فرط الجمال
تستحقين أن أسميك ِ أرض الغرام)
والشاهد الثالث هو المكتوب تحت عنوان( مقدمة ) والمذيلة باسم بين قوسين (عمار ساطع)
(*)
بعد قراءتي الثانية يمكن تنضيد هذه الرواية القصيرة ضمن الروايات التي أطلقت عليها : الرواية المشطورة لتوفرها على ثلاثة مستويات
(1) رواية تتناول الواقع العراقي في سنوات الاحتلال
(2) المستوى الثاني العلاقات العاطفية المأزومة
(3) الشعوذة للتحكم بمصائر الآخرين يتزعمها غيش (هو علم السيطرة على مقدرات النفس البشرية ومصارعة العرش الإلهي ومسابقة القدر لتحقيق غاية لا نفع فيها ولا خير منها إلا الضرر/ 16)
(4) التشدد الديني ويمثله والد فاطمة
(*)
الأمكنة في الرواية بلا ملامح، يقتصر دورها على التسمية : الحلة/ بابل منطقة الاسكندرية/ فرنسا/ نيويورك بوسطن.. إلخ. وظيفة الأمكنة تقتصر على فاعلية المونتاج في النقلة المكانية
(*)
يتحرك الشخوص من الخارج وهكذا حركة : هي رد فعل :
(1) أندرياس عاد إلى العراق (يبحث عن الشيء الذي يسعى عنه ولا أحد يعلم ما هو/ 12)
ردة فعل أندرياس، هي مجيئه للعراق (جاء باحثا عن والده، وأخبره القس ميبرنار أن والده لا يزال على قيد الحياة عندما التقى به في فرنسا قبل وصوله إلى أرض بابل/ 88)
(2) المرأة التي اسمها أيسن ستذهب إلى آثار بابل لأن (أندرياس سيذهب في رحلة إلى الآثار مع ماري/ 74)
(3) المشعوذ غيش يتزوج امرأة أمريكية ويهجر عشيقته عذراء (ليترقى في عمله، وهذا الذي حدث بالفعل أصبح من أهم أعمدة الجيش الأمريكي/ 74)
(4) عذراء ردة فعلها كانت على زواج غيش أنها (قررت الانتقام والثأر لنفسها فأصبحت تلاحق محمد أينما ارتحل حتى اتتها اللحظة المناسبة / 75)
(5) التشدد الأخلاقي في أبيها جعل ردة فعل فاطمة تريد (الهرب من قمع أفكار والدها والتحرر لعيش حياة أخرى / 78)
(6) تكابد ماري من ردة فعل (بين الرجل الذي تحبه ورجل آخر يحبها / 86)
(*)
الوجه والقناع : يتجسد في شخصيتيّ الشيخ خالد والمشعوذ غيش
الشيخ نموذج متوفر في حياتنا اليومية، يتجسد فيه : الظاهر هو القناع والباطن هو الوجه
وشخصيته القناع :(تجسدت على هيئة خالد الذي عُرف بتقواه وأصالته عند الناس/ 83) أما الوجه فقد تجسد في عنفه ورداءة أعماله مع عائلته، تاركا سخطه وعنفه على وجهيّ زوجته وابنته.
غيش المشعوذ: قناع يضعه آشور الكلداني فوق وجهه، لتحقيق غايات السلطات التي أرسلته للعراق لغرض التخريب والتدمير وفي الوقت نفسه هو يبحث كمشعوذ عن السحر الأسود المدفون في آثار بابل وفي حالة الحصول عليه سيعمل بكل ما به من غل لتدمير البلاد والعباد. إذن غيتش من وكلاء الشر لتخريب العراق
(*)
مفاجأة الرواية هي مفاجأة سينمائية فالهدف المكلف غيتش ان يتخلص منه هو أندرياس
ولم يعلم أن أندرياس هو ولده؟ وكيف يعلم..؟( بسبب فقدانه الجزئي للذاكرة إثر حادث سير تعرض له/ 88)
(*)
أندرياس لن يقتل بل سيموت بسبب تورطه بعلاقة موبوءة جنسية مع الفتاة اليهودية أيسن التي عرفه غيتش عليها.. ينتهي غيتش في مستشفى المجانين وتتآكل أيام أندرياس بسبب مؤثرات الشعوذة فيه وكذلك الامراض الجنسية
(*)
أندرياس : يقتله والده غيتش / آشور الكلداني، وتكون أداة القتل البطيء : أيسن
فاطمة : يقتلها والدها الشيخ خالد بسبب حبها للشاب الذي اسمه خالد
(*)
بدأت الرواية في بابل وانتهت في نيويورك. والحقيقة بدأت الرواية في أمريكا من خلال أندرياس
وانتهت في أمريكا. لأن أمريكا هي المهجر الذي اختاره أندرياس ووالده آشور الكلداني
(*)
الوالد والولد : عراقيان غادر العراق – ربما في سنوات الحصار- إلى فرنسا ومنها أمريكا التي وفرت لهما كل أسباب الحياة الكريمة، الابن عاد إلى العراق مع الغزاة الامريكان لكن بنوايا طيبة – على ذمة الرواية – والأب عاد موتورا ً لتدمير العراق. وكلاهما انتقمت أرض العراق منهما
*بان الجميلي/ أندرياس/ دار ماركيز/ البصرة- الجنينة/ ط1/ 2019



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : محمود مسعود
- معايش
- القاص والروائي غانم الدباغ : قراءتان متباعدتان
- الشهيد العالم عبد الرزاق مسلّم الماجد: في ضيافة قاعة الشهيد ...
- الشاعر علي السبتي : بيت من نجوم الصيف
- حيدر الكعبي / واثق غازي
- كوب كمون
- إيمسال وتأنيث الكرسي
- نسكافيه ونمل : المتصل في روايتيّ ميادة خليل
- وجه الملك رواية كاظم الأحمدي في معرض البصرة الدولي
- يخزن ُ لسانه ُ
- لونا قصير : روائية بأمتياز
- محمود البريكان : من خلال حسن ناظم و علي حاكم صالح
- حياتُنا : خبز ٌ الزقوم
- ماء اليقين
- رايات الريحانة
- النص والنص المخبوء في(أراجيح الياسمين) للروائي زيد عمران
- البحر صغير يا إبراهيم
- عنه ُ
- لكم اليقظة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - أندرياس : رواية بان الجميلي