أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - المواطنة كعب أخيل الحركة الإسلامية!














المزيد.....

المواطنة كعب أخيل الحركة الإسلامية!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بفضل ثورة الديسمبريين الباسلة، ونبل مطالب الشباب المرابط حول لاءاته الثلاثة، لا تفاوض لا شراكة لا مساومة، في الحرية والسلام والعدالة، ظل غربال الثورة السودانية دقيقا في غربلة كل الذين اجحفوا وخانوا عهد تلك المطالب، ان كانوا من المنقلبين عليها او من الذين تضامنوا مع الانقلابيين وأسهبوا في تبرير الاسباب. ولعل محاولة المفكر السياسي الدكتور حسن مكي في مناصحة الحركة الإسلامية وتخصيصاً شبابها هي من باب دعوة لهم للتعلم من المتساقطين من ثقوب ذلك الغربال قبل فوات الأوان! فلقد صرح لصحيفة السوداني بقوله (إنّ الإسلاميين يحتاجون لمراجعات كبيرة وقراءة للواقع وعمل وسط الشباب ورؤية للحركة الإسلامية في بلد يقوم على المواطنة وليس على العالمية) 12 ديسمبر.. فهي مناصحة تضع على عاتق شباب الحركة الإسلامية مطلوباً فوق طاقاتها! اذ العمل بموجبها يعني الانعتاق من الفكر الإسلاموي المتحجر، ومعارضة توجه الحركة السياسي والديني، والثورة علي مرشدي ومفكري الحركة، مما يحتم اعادة (صياغة الانسان الاخواني)! بديلا لمنهجية ابائهم الذين حاولوا ولمدة ثلاث عقود من الزمان (إعادة صياغة الانسان السوداني) لإخضاعه لدولة (المشروع الحضاري).
والشاهد ان مفهوم الوطن لديهم ليس هو السودان! وانما هو حركة الاخوان المسلمين العالمية وهي التي تدير شئون التنظيم وشئون تلك البلدان، وتتعامل معها كأمصار إسلامية هم ولاتها، لا تقبل الثورات ولا التغيير السياسي، يستبيحون الفساد فيها بفقه التحلل وبالثراء الحرام، يستعدون التجديد بإرهاب الخصوم بتهم الانتماء للغرب والعمالة ومعاداة الدين! وجاءت ثورة ديسمبر، موجعة اذلت ذلك الطغيان، وقَضَّت مضاجعه في كل البلدان. وما نصيحة دكتور حسن مكي الا تأكيداً لما هو معلوم في اصل الحركة الإسلامية بالضرورة ( ضرورة أن تكون قيادة الحركة الإسلامية جماعية، لأنّ لها أموالاً كبيرة وأسراراً كثيرة وعلاقات دولية كبيرة، حتى لا يبيعها أحدٌ، ولا ينفرد بقراراتها أحدٌ) المصدر السابق,, بمعني اَخر انها مفاهيم الحاكمية وشيطنة المدنية، التي قادت البلاد لحركات الجهاد الإسلامي، والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، وفصل الجنوب حتى تصير البلاد خالصة العروبة والأسلمة، ونجحوا في اثارة النعرات القبلية والعنصرية، وقمط جيل الشباب حقهم في المنافسة في الحياة الكريمة بسياسة التمكين الإسلامي، ومصر والامارات وتركيا، اقرب رحماً لديهم من دارفور والفشقة وحلايب وشلاتين.
والدعوة لشباب الحركة الإسلامية (بالمراجعات الكبيرة وقراءة للواقع) و (ان تعود كحركة شبابية) تعمل وسط الشباب المجد في اللحاق بركب الحضارة العالمية، تلزمهم باشتراطات الوعي الثوري الشبابي، الذي هو سمة مميزة ادهشت كل المراقبين لأدب وتعريف الثورات المشهورة، والاسهام بتحريض عقول شباب الإسلاميين على الفكر النقدي الحر والذي بدوره سيفضي الي ان الواقع وحكم الوقت لا يتناسب والدستور الإسلامي الذي تنادي به جموع الحركات الإسلامية، إذ لا توجد فيه فرصة للديموقراطية والحقوق الأساسية للأفراد.. فهو لا يوفر فرصة المواطنة المتساوية في بلد مثل السودان متعدد الأديان، والإثنيات، واللغات، والثقافات، ولا يحقق مطلوبات ثورة ديسمبر، ولا يحقق المساواة التامة بين الرجل والمرأة..
بل شهدنا كيف وقف هذا الفهم الإسلاموي سداً منيعاً، حين جدت الحركة الإسلامية في حشد كل الطاقات المناوئة من رجال الدين والفقهاء في عرقلة مشروع رفع كافة اشكال التمييز بين الرجال والنساء، كما عوَّقتهن تجذر قوانين سياسة (التمكين) من الإبداع في مجالاتهن، وحرمتهن من عزيز مكتسباتهن، بالصورة التي اعجزت الشق المدني في الحكومة الانتقالية من منح المرأة حقها في ان تنال المناصفة السياسية العادلة.. النساء اللائي لا تزال شراكتهن في ثورة ديسمبر المجيدة محط انظار العالم، صاحبات الحق الاصيل في عدم تكرار تجربة الحركة الإسلامية وتسلمها لمقاليد السلطة، فلقد تعرَّضن لأحلك فترة في تاريخهن، إذ وقع عليهن إذلال غير مسبوق، كان نصيبهن السوط والإهانة..
ومن أوضح تجارب مؤامرات الحركة الإسلامية عجز الحكومة الانتقالية في تلبية اشواق الشعب في تمهيد السبيل امام دولة المواطنة حين انتصرت أصوات (اقتسام السلطة والثروة) على اصوات تحقيق العدالة وتوطين النازحين وتعويض المتضررين من الحروب العرقية، وتعثرت اتفاقية السلام الشامل، واضحت ضرباً من الاماني، وظل المسخ المسمى (اتفاقية سلام جوبا) محنة اعجزت الصناع.
ولمصلحة المراجعات الإسلامية لشبابها ان جوهر القضية ليس في (ألا تراهن على الشيوخ، فكثير منهم هربوا إلى تركيا وقطر تجنباً للاعتقالات) انتهي.. وان نقول لشيوخ الحركة اذهبوا أنتم الطلقاء! بل بحمل الاخوان المسلمين علي شرف التطهير السياسي، وان يكونوا شجعان امام الشعب السوداني، في نقد تجربتهم الفاشلة، وتحمل مسئولية جرم ما اقترفوه في حقه، وليس بالتمادي في طلب السلطة بالانقلاب على الحكم المدني! والتهرب من العقوبات والاحكام القانونية. وبالكف عن الفتنة والعنف، في وقت تمر فيه البلد بأخطر منعطف في تاريخها، تكالبت فيه الاطماع الدولية الخارجية واطماع العسكر والمليشيات وتحالفت فيه الحركات المسلحة الانقلابية.
تحية ليك يا شارعاً سوى البدع ** اذهلت اسماع الملا ** كالبحر داوي الجلجلة ** فتحت شبابيك المدن ** سدا منيعا يا وطن **



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمدوك.. (كيف سنعبر)!
- محنة الوطن لا تحل بجوع البطون!
- التطرف والفوضى صناعة اخوانية!!
- ما بين ترك والقراي.. (اي كوز ندوسه دوس)!
- مخاوف نسوية في ظل معارك الإسلامويين!!
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (2) الاعلان السياسي ووحد ...
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (1)
- دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!
- النوع الاجتماعي ازمة المهووسين وعجز الحاكمين!
- وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!
- هن النساء.. لسن بسوائم!
- حين أتانا جبريل!
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (3)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (2)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (1)
- المصادقة على (سيداو) بين النصر وعرج المسير!
- شباب الإسلاميين إفطار ام إنذار!
- شباب المدنية و(المتكوزنين) الطغاة!
- أبريل وأزمة الضمير!
- السلام (الحلو) وعجز القادرين على التمام!


المزيد.....




- مقتل يحيى السنوار.. CNN حللت فيديو لحظة مقتلة وهذا ما وجدته ...
- تحذيرات طبية بشأن الإفراط في تناول الباراسيتامول
- كيف تطورت الكلاب لتلبية احتياجات البشر؟
- اكتشاف عوالم حيوانية مزدهرة تحت قاع البحر!
- بماذا سيضحي أردوغان لقبول دولته في -بريكس-؟
- خبير ألماني يتوقع تقليص الإنفاق الأوروبي على أوكرانيا
- عقب مقتل السنوار.. بلينكن يشدد لنظيريه القطري والسعودي على ض ...
- صحة غزة: 1206عائلات فلسطينية مسحت من السجل المدني خلال عام م ...
- هاريس تدافع عن سياستها.. وجمهوريون ينتقدون أداءها
- مساعدات أميركية لكييف تزامنا مع إعلان -خطة النصر- الأوكرانية ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - المواطنة كعب أخيل الحركة الإسلامية!