أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية















المزيد.....

روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7107 - 2021 / 12 / 15 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القصف الإسرائيلي الشبه اليومي لبعض الأهداف في سوريا وتحت مرأى ومسمع القيادة الروسية اعطى سبب قويا لبعض القوى المسلحة العراقية رفض أي تواجد لقوات اجنبية لاي سبب على ارض العراق. التواجد الاجنبي ومهما كان تبريره لا يخدم الدول المضيفة ولا يحمي استقلالها بقدر تسويق رغبات وتامين مصالح دولته القصيرة والبعيدة الامد. وهذا ينطق على دول أوروبا واليابان , حيث ان تواجد القواعد الامريكية على أراضيها جعل من هذه البلدان ان لا تخرج في سياستها الخارجية عن الحدود التي تخطها لهم الإدارة الامريكية سواء كانت الإدارة تقاد من الديمقراطيين او الجمهوريين.
بالحقيقة , ان إصرار المرجعية الدينية في العراق على تجنيد الشباب العراقي فقط بوقف زحف تنظيم داعش نحو بغداد في حزيران 2014 كان صائب على ضوء ما تشاهده الساحة السورية من تدخلات خارجية: إسرائيلية , أمريكية , روسية , اردنية , إماراتية , قطرية , سعودية , إيرانية , لبنانية , والله اعلم عن بقية الدول. الشباب العراقي حارب تنظيم داعش وقتل وجرح منهم الالاف، ولكن على الأقل لم يسمح بدخول دول اجنبية كقوة عسكرية يستعان بها وبالتالي تفرض ارادتها على القرار العراقي. نعم اشتركت قوات إيرانية وامريكية في قتال داعش , ولكن في النهاية لم يسمح للأمريكان والايرانيون التمركز في مناطق عراقية لها حدود جغرافية , كما هو موجود في سوريا الجريحة الان.
سوريا منحت للإدارة الروسية بتأسيس قاعدة عسكرية ضخمة على اراضيها, وبذلك تكون سوريا قد ساعدت الروس في الحفاظ على نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط وبحر الأبيض المتوسط , وهي خدمة لم تستطع روسيا الحصول عليها من بقية البلدان سواء كانت في الشرق الأوسط او خارجه. بكلام اخر لولا سوريا لقفل العالم حدوده مع روسيا , ولأصبح تحركات اساطيلها البحرية تعاني من المتاعب اللوجستية.
في مثل هذا الحال وكرد جميل , من المفروض بالروس ان تحمي على الأقل السيادة السورية من أي اعتداء أجنبي على أراضيها , تماما مثل ما تعمل الإدارة الامريكية حماية السيادة الوطنية لحلفائها. أمريكا لا تسمح باختراق الطائرات الحربية الصينية أجواء تايوان على الرغم من ان تايوان هي جزء من الأراضي الصينية ويعرف العالم جميعا بهذه الحقيقة. الإدارة الامريكية لا تسمح لروسيا بنشر قواتها على الحدود الأكرانية , على الرغم من عدائها الشديد للروس او الإدارة الروسية , والإدارة الامريكية لا تسمح حتى برد اعتداء إسرائيلي فاضح على أي دولة عربية او غير عربية , وهي التي تقف في قاعات الأمم المتحدة تدافع عن سياستها العدوانية. امثلة كثيرة نستطع سردها لولا خوفنا من ملل القارئ.
روسيا ساعدت الجيش العربي السوري بمحاربة تنظيم داعش وهذا عمل يشكر لها ,ومع تضحيات الجندي السوري تحرير أراضي مهمة كانت تحت سيطرة داعش. ولكن الاحداث الأخيرة كشفت ان هذه المساعدات الروسية السخية للقيادة السورية ليست من اجل القضاء على تنظيم داعش وإنقاذ النظام السوري من السقوط , وانما هو معرفتها من ان سقوط سوريا بيد تنظيم داعش يعني رحيلها من الأراضي السورية وهي اخر مرتكز عسكري لها خارج الخارطة الروسية.
لا اعتقد ان سوريا تريد من روسيا الحرب مع إسرائيل نيابة عنها , ولكن سوريا تريد من روسيا ان تكون ظهيرا لها في الرد على الهجمات الإسرائيلية والتي وصلت الى اهم مرفق اقتصادي عندها , مرفأ اللاذقية. الدفاعات السورية استخدمت بما لديها من مضادات ضد الهجوم , ولكن ليست تلك المضادات الدقيقة مثل 300 اس التي يحرم الروس استخدامها ضد الهجمات الإسرائيلية على سوريا. بالحقيقة ان الزيارة الاخيرة لرئيس الكيان الإسرائيلي بينيت الى روسيا الاتحادية كشفت المستور , حيث ان الرئيس الروسي منح إسرائيل الضوء الأخضر لضرب مواقع في سوريا تعتقد انها تشكل خطرا على امنها. بل كشفت الاخبار ان هناك تنسيق يومي بين القيادات العسكرية الروسية والإسرائيلية. فقد جاء في تصريح وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف يوم 9 أيلول 2021 في موسكو مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيبد " اما بخصوص الغارات الإسرائيلية على سوريا , فنحن نعارض تحويل سوريا الى حلبة لصراع بين دول أخرى , وفي هذا الصدد لا نريد ان تستخدم الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل او أي بلد اخر".
تصريح الوزير الروسي رسالة واضحة الى القيادة الإيرانية بان روسيا لا تريد منازلة إيران والقوى الصديقة إسرائيل من الأراضي السورية , وبذلك فقد اعطى الوزير الضوء الأخضر الى القوات الإسرائيلية ضرب أي هدف في سوريا , إسرائيل تعتبره خطرا على امنها, وان روسيا لها علم مسبق باي ضربة إسرائيلية سواء كانت جوية او صاروخية. حيث جاء في تصريح الوزير الروسي ان " العسكريين الروس والإسرائيليين يبحثون على أساس يومي المسائل الفنية المتعلقة بهذا الموضوع , مؤكدا ان هذه الاتصالات اثبتت فعاليتها وتم الاتفاق بين الطرفين على مواصلتها".
لقد حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من الرئيس الروسي بوتين صك على بياض لتوسع رقعة الضربات الإسرائيلية في سوريا , بل اعطى الحق لإسرائيل الاستمرار بضرب مواقع في سوريا، حتى لو كانت بعض تلك الهجمات تقع في مناطق تعتبر " محميات روسية". حيث جاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب زيارته موسكو يقول فيه ,ان اللقاء كان “جيد جدا ومعمقا" , مؤكدا ان الملف السوري اتخذ مكانه خاصة , وقال " بحثنا الأوضاع في سوريا بطبيعة الحال , علما بان الروس هم جيراننا من جهة الشمال الى حد ما , فمن المهم ان ندير الأوضاع الحساسة والمعقدة الموجودة هناك بسلاسة وبدون خلل". وذكر البيان ان رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الروسي قد توصلا الى " اتفاقات جيدة ومستقرة" , مضيفا انه وجد لدى الرئيس الروسي " اذن صاغية بشأن احتياجات إسرائيل الأمنية".
اذن , روسيا لا تكترث كثيرا باحترام سيادة دولة فتحت ارضها وسمائها لها بعد ان أغلقت الدول الأخرى جميع الأبواب بوجهها , وأنها أعطت الحرية لإسرائيل بممارسة أي اعتداء على الأراضي السورية شريطة " ان تكون الضربات من خارج الأجواء السورية وان لا تلحق الضرر بالجنود والمصالح الروسية في سوريا". هذا يأخذنا الى القول انه لا فائدة من الاعتماد على الاخرين لأخذ الحقوق المشروعة او صيانة السيادة الوطنية. من يريد اخذ حقه عليه الاعتماد على قواه الذاتية والانفتاح على شعبه , وان العالم , غربا وشرقا , لا يحترم الا القوة.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف السوق في النظرية الاقتصادية الاكلاسيكية
- لماذا يختلف الاقتصاديون ؟
- ارتفاع التضخم المالي في دول جوار العراق وتاثيره على اقتصاده
- ما هي علاقة اسعار الفائدة باسعار الذهب في نظام السوق؟
- هل ستقبل اور العراقية تحدي قصر Biltmore الامريكي ؟
- الاتجاه السياسي الجديد للادارة العراقية تحت قيادة السيد مصطف ...
- انهيار الليرة التركية وتاثيره على الاقتصاد الوطني
- هل ستغادر القوات الامريكية العراق بنهاية هذا العام؟
- ضحايا التقدم الاقتصادي غير الملتزم
- هل من علاقة بين تسبة التضخم المالي و البطالة؟
- خطايا نظام السوق
- العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم
- هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟
- و تبين ان العراق كان مربط خيول ال سعود!
- تاثير محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي على مستقبل العملية ا ...
- لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...
- على الحكومة العراقية التفكير بتوفير فرص عمل لا التفكير باضرا ...


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - روسيا الاتحادية تتاجر بالسيادة السورية