أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رعد مطشر - نحن معا ًفي حبّ هذا العراق العظيم















المزيد.....

نحن معا ًفي حبّ هذا العراق العظيم


رعد مطشر

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


الأديب والروائي المبدع حميد المختار:
لولا الحقبة السوداء لـ (35) عاماً لكان الأدب العراقي عالمياً..

حوار وتقديم: رعد مطشر/ بغداد
في البدء البعيد، كان الجنوب، أو كان الجنون، وفي البدء القريب كان الجنوبيون مضطهدين ، منفيـّين في بغداد، أدباً وفكراً وحياةً، وفي هذا البدء ظهرت أسماءٌ ناصعةٌ لـَمْ تراوغ , ولم تبايع الطغاة ولم تترك أقلامها لتتمرّغ في الوحل ِ.. ومن هذه الأسماء؛ الأديب، الشاعر، القاص، الروائي المبدع حميد المختار؛ حميد الذي تناسلت جروح الجنون في رئتيه، وتساقطتْ من جسده النحيل أثواب الفرات المغمّسة بالدم، وصرخات دجلى الملأىبالنداءات الموحشة التي يسممّها الموتى , وقبورهم المنتـشرة كلوحةٍ مظلمةٍ... حميد الذي سرقته موجة(النزلاء) من جنوبه وشعره الى محنة ( الغيبة الكبرى) بمسالكها ومهالكها، فرأى (السفياني) في أُفق بغداد ؛ مغطّياً بكفّيه الكريهتين (شمس كوفان) ، متمنـّياً أن يدوم هذا الظلام الى (آخر الزمان) ولكن.. مهما طالت الغيبة، ومهما إتـّسعت آلآم هذا الجنوبي الجميل، خلف قضبان زنازين (أبي غريب)... فهاهوثانيةً في بغداد بعد رحيل السواد ، يحاول أن يلملم أشلاء ذاكرته وأن يؤرشف لفترة غيابه خلف ظلام زنزانته، وأن أحاول-أنا- أن أترك له حبل الحوارت ـ بأسئلتي المنقـّطة بعلامات الإستفهام والتعجّب ـ دون مقاطعة ليقول أشياءً كثيرة عن الجنوب وبغداد والسجن وهمّ الكتابة رغم مشاركة زميلي وأخي الأديب محمد الشاهين، حوارنا هذا ، ومحاولته إبعاد المختارعن الحزن الذي رافق الحوار فكانت النتيجة كالآتي:-

• حميد المختار إبن الجنوب من أين نبدأ ؟
ـ نبدأ من الجنوب رغم إنـّني لم أمتلك صورة ً واضحة ًعن الجنوب.. لقد كنا نعيش في الجنوب ثم نزح الوالد الى بغداد وإنخرط في العمل في بغداد ... وإنخراطه في سلك الجيش... ولقد كان من يأتي من الجنوب الى بغداد يعامل معاملة مُرّة في حينها.. وفي أحد مقالاتي ذكرت ذلك .. ولقد كان الغرض منها هو ذكر فئة من مايُسمّون بـ (الشراكوة) الذين كانوا يـُعاملون في بغداد بصورة غير مرضية..
• .................... ؟؟!
ـ كلّ كاتب عربي أو عراقي حينما يكتب بلغة ثانية سواء كانت فرنسية أو إنكليزية يضع في إعتباره القارئ الأوربي؛أي صاحب اللغة على سبيل المثال (جبرا ابراهيم جبرا) عندما كتب (صيادون في شارع ضيق) باللغة الانكليزية ذكر أهالي بغداد وعلاقة أهالي بغداد بالـّذين جاءوا من الجنوب , ولقد تعزّزحينها ذكرهم.. وهذه تعبر عن حقيقة معينة؛ مفادها أنّ جبرا كان كالباقين الذين يكتبون بلغات أخرى, يعطي تصّوراً آخرَ للأوربي بأنـّه بمستوى ثقافاتهم.. يمتهن لغتهم ويكتب بلغتهم .. ويعطيهم مايريدون ولهذا ففي كثير من الأحيان يحصلون على جوائز عالمية سواء كان في فرنسا أو في بعض البلدان الأوربية وهذا مطلب كبير وقع فيه الكتاب مثل المغرب العربي لكن معظمهم تجاوزوا هذا المطب , وعادوا نادمين للكتابة بلغتهم الأم ليكتبوا الحقائق مثل الكاتب الجزائري (رشيد بو جدرة) يكتب بالفرنسية ويكتب بالعربية ... كتب (التفكـّك) بالفرنسية , وكتب (مئة عام من الحنين) بالعربية ... وكلتا الروايتين عن الموضوع ذاته ... لكن هذه بالفرنسية وتلك بالعربية ... وهذه إشكالية كبيرة وقع فيها كتاب المغرب العربي حيث حدث لهم إنفصام فكري.. يكتبون باللغة العربية بشكل معين وباللغة الفرنسية بشكلٍ آخر.. إرضاءً لجهة معينة بعض الكتاب يكتب عن الحقيقة.
• .........؟؟؟!!
ـ كان رشيد بوجدرة ... يكتب عن الجزائر وشعب الجزائر بفكر مشوّه تحطّ من حقّ المقاومة الشعبية الجزائرية وفرق العلاقات الأسرية في العائلة الواحدة ,هذا شيء كان بإعتقادي يرضي الفرنسي!! وعاد ثانية ً ليكتب في نفس الموضوع ولكن بالعربية وإذا به يرتقي بالمقاومة الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي , ويعطي وحدة وتضامن وبشكلٍ عجيب ؛ هذا مكتوبٌ بالعربية ليـرضي بـه العربي , وذاك مكتوب ٌبالفرنسية ليرضي به الفرنسي , أشبه بنجـّارٍ يصنع الزخارف بما يرضي الزبون... ولهذا أقول عن أهل الجنوب الذين عاشوا في بغداد العاصمة... إنّهـم نقلوا طقوسهم وواكبوا على صناعة مناخهم فحصلوا على موضع قدم أدنى من الآخرين وكأنّهم مواطنون من الدرجة الثانية...
• .......؟؟؟؟!!!
ـ كان هنالك أنظمة قبائلية عشائرية تحكم بغداد فأهل الجنوب كانوا الصوت المعار في الوطن لأنّهم كانوا منفيون داخل أوطانهم ... لايستطيعون أن يوصلوا أصواتهم الى المناصب العليا.. هذا جعل الأصوات المعارة أن تخلق مناخات أدبية وفكرية وثقافية والصوت المنفرد الواحد لايستطيع أن يصل عبر مترين أو ثلاثة ولكن حينما تتأسس مجموعات أو تكتلات فكرية وثقافية ممكن أن تصل بأجوائها وأفكارها عندما ترغب بإعتراضاتها عن مايحدث في المشهد السياسي العراقي والثقافي , ولهذا فأنّ معظم أدباء الجنوب وبالخصوص في سني الستينات حينما أتوا إلى بغداد... هُـمْ أول الناس الذين إستقبلوا حركات التمرّد والتجديد وإنّ جيل الستينات تفاعل مع الإتجاهات التمردية الحديثة التي أتتهم من أوربا ومن فرنسا وأمريكا بالتحديد... والتي حدثت بدورها بعد تغيرات الحرب العالمية الثانية وقد تفاعل معها جيل الستينات ؛ وهو أوّل من إبتدأ بهذه الثقافة رغم أنّ جيل الخمسينات كان جيلاً موظفاً وجيلاً هادئاً ولكن ثمة أسماءٌ مخضرمة ٌظهرت في جيل الخمسينات وتواصلت مع أسماء الأجيال الأخرى وواضحٌ للعيان ؛ أنّ الصوت الجنوبي توحـّد والتحم ببغداد وأهلها عبر حناجر القصّاصين والشعراء والنقاد الذين أسهموا إسهاما كبيراً في بناء أدب عراقي متين.. وشارك مع أسماء أخرى في باقي المحافظات من الشمال والوسط والغرب تفاعلت وقدمت صورة راقية وجميلة لأدب عراقي متطور.. ولولا الحقبة السوداء لـ (35) عاماً من زمن الطاغية لكان الأدب العراقي يصل إلى أدبيات العالم ويقوّمها... لكن حقبة صدام هي التي أجهضت الأصوات الحرّة النزيهة!
• ...............؟؟؟؟؟!!!!
ـ إنّ هذا النظام خلق أدباً تعبوياً يستلم تعليماته مباشرةً من رأس النظام ... ويبدأ توصيله عبر صحفـِهِ المقيتة ؛ الصحف التي أسهمت في طمس الملاحم الحقيقية لهذه الحقبة... لـ35 سنة.. ولإنتكاسة كبيرةٍ للأدب العراقي ... وخلقِ فجوة ٍسوداء وخلط ٍ للأوراق وصنع ٍ لكتاتيب يتلقـّون الأوامر من النظام....
والذي يعارض أي تعليم من النظام سيكون مرتـّداً …
• .................... ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ الكتابة ُهي التي داهمتني أولاً منذ نعومة أظافري كتقليد العمودي البسيط لبعض الأسماء ... ومحاولة تقليدها ومن هذا المخاض بدأ إسم حميد يولد منذ بداية السبعينات ... وفي نهاية السبعينيات نشرت أول قصة لي في الطليعة الأدبية... وولدت قاصاً.. حيث تنحيـّت عن صوتي الشعري .. أنا بدأتُ بالشعر, وركنتـُه جانباً ... كتبت القصة ... كتبت الرواية وبقي صوت الشاعر مقموعاً لكثرة الأصدقاء من الشعراء في الوسط الثقافي تركت مجال الشعر للآخرين وأعلنت نفسي قاصاً في الساحة العراقية ... مازلت أمتلك صوت الشاعر الذي كان يداهمني حتى في أثناء الكتابة القصصية مثل (النزلاء) حين قالوا إنّها عبارة عن قصيدة شاعر يحاول أن يعبـّرعمـّا في داخله....
• .................... ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
ـ هناك نصوصٌ مفتوحة ٌكما يسميها النقاد وخاصة في مجال الرواية الواسع لأنّها وعاءٌ كبيرٌ وشامل يستطيع إستيعاب الأجناس الأخرى عبر مساحات كبيرة وشاملة لهذا أنا وجدت نفسي في الرواية لأنـّها إستطاعت أن تستوعب معاناتي وكل شيء..
الكتابة من وجهة نظري الخاصة ليست حالة عامة في قياسات بعض الفئات ... فحينما تنظر إلى بعض الأسماء التي تكتب نصوصاً بشروطها الفنية ستحدث القطيعة بين الكاتب والمتلقي وهذا موضوع شائك سبق وأن دخلنا بـه ولكن الآخرون يقولون نعم أنت تجلس وأنت تمارس دورك في الكتابة ونحن لانفهم ماتكتب ... أنا أقول يجب أن تفهم ما .. أكتب..
• .......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
ـ هنالك تواصل الجيل الستيني وقفوا لمرحلة ... وجاء السبعينيون فتواصلوا على طول الخط لكن هذا الجيل إكتوى بالحرب والحصارات والعذاب ... أنا باعتقادي لم تخرج النصوص المعبـّرة الآن ... وستخرج عند توافر دور النشر والمؤسسات الثقافية ... أنا كتبت عن سجن( أبو غريب)... قصة لم تنشر لحد هذه اللحظة.. وربّما ستنشر حينما يكون هنالك إنفراج سياسي أمني إقتصادي…
• .......؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ـ لم أكتب على طريقة نجيب محفوظ .. ونجيب محفوظ بالمناسبة لم يلتزم بعباءة نجيب محفوظ القصصية, ومن يكتب على شاكلة نجيب محفوظ يكون تقليدي وكلاسيكي.... كان نجيب يسير بخطاه ومعظم رواياته كانت هدفاً واقعياً لقد حاول عبدالرحمن الربيعي أن يقلـّده.... والذي كان يقول إنّ المغاربة يطلقون عليه نجيب محفوظ العراق ... المغاربة معروفون بالتجريد , ولكنهم إمتازوا بالمقالة النقدية وقد خرّجت المغرب العربي أصواتاً رصينةً في النقد الأدبي والمدارس الجديدة ....
• ماذا تقول للعراق من خلال علامات إستفهام العراق ونقاط تعجـّبه؟
ـ همّي عراقي، أحمل همّ العراق .. وأنتم عراقيون تحملون همّ العراق .. فلهذا نحن معاً في حبّ هذا العراق العظيم.



#رعد_مطشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليد تكتشف كرويّة جنونها
- عبد الرحمن الربيعي ... أيّها الغريب رتّق نيازكي
- مساقط الضوء أم مرثية الإنطفاء
- كرخيتي لآليء النور


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - رعد مطشر - نحن معا ًفي حبّ هذا العراق العظيم