حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 11:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابعت المؤتمر الصحفي الذي عقده جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني المزمع ، والذي اعلن استقالته نتيجة الضغوط الإقليمية والدولية التي احكمت الحصار علي لبنان وعلي الوزير طلباً لهذه الإستقالة ..
واعتقد أن في حالة تعرض لبنان (لاقدر الله) لعملية اجتياح إسرائيلي لن تبذل هذه الأطراف الإقليمية والدولية أي جهد ذات قيمة في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي ..
المؤسف في هذا المشهد ، ومايثير الحزن والأسي من وجهة نظري هو مايمكن استخلاصه الآن من دلالات لهذا المشهد ، وهو أن لبنان بلد في حال سائل ورخوي جداً وفي نفس الوقت قد بلغ مبلغاً عميقاً من الهشاشة ..
يبدو لي أن لبنان الآن لايفتقد سيادة دولته فقط بل يفتقد إلي أهم عنصر وجودي لازم لاستمرار أي دولة لتتخذ وضعية (الوطن) بالنسبة لسكانها .. وهو عنصر الإرادة الوطنية الذي أعلن اليوم عن غيابه التام من خلال هذا المشهد ..
سيختلف معي البعض انطلاقاً من أن الإرادة الوطنية اللبنانية تتجسد في فيما يسمي ب(فريق المقاومة) ..
والرد هو مع الأسي والأسف يتجسد في سؤال هو :
منذ متي يصلح أن تتجسد الإرادة الوطنية في فريق - شئنا أو أبينا - لم يتجاوز الوضعية الطائفية ، ومنذ متي تنجع المقاومات المتمترسة في مواضعها الطائفية ..؟
ثم أن هناك سؤال تجيب عليه الحالة اللبنانية براهنيتها وتاريخها ..
وهو :
منذ متي حافظت دولة علي أساسات تموضعها ك(وطن) إذا ماكانت الاعتبارات الطائفية هي صاحبة الكلمة العليا ، وتتقاسم هيمنته أمراء الطوائف؟
كان الله في عون لبنان واللبنانيين وفي عون جميع أبناء منطقة الشرق الأوسط .. تلك البقعة الجغرافية البائسة التي تتلاقفها الهيمنتات الإقليمية والدولية وامتداداتها الداخلية الهشة والمستبدة في ذات الوقت ...
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟