دور المفكر والكاتب والباحث والأديب في تنمية الوعي الفكري وتطور المجتمع

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن النصوص التي ينشرها ويقولها المفكر والباحث والأديب الهادفة والبناءة تخلق وتنمي الوعي في المجتمع وفق رؤية جديدة وفاعلة تتجاوز الواقع الثابت والجامد نحو الأفضل وخاصة حينما يكون ذلك النص يبحث في الشؤون التي تعالج السلبيات التي تحيط وتنخر وتؤخر المجتمع يترك أثره الإيجابي الفعال ويفعل دوره بالتغيير سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لأنه يخلق ويعبر عن حالة جديدة للمجتمع من خلال بث وغرز الوعي وتنميته وتطوره في المجتمع يؤدي إلى التغيير نحو التقدم والتطور من خلال تأثيراته في المجتمع ولذلك تلجأ السلطات الطاغية والدكتاتورية إلى محاربة وكبت الوعي الفكري وإنهائه لكي لا ترى إلا لونها ولا تسمع إلا صوتها وتجعل الشعب يعيش حالة ووضع من الجهل والفقر والأمية والمرض ويعتبر مخطط وعمل مقصود لأنه يجعل من الشعب آلة صماء يستجيب فقط لأصواتها وأفعالها التي تصب وتعبر عن مصالحها الذاتية الأنانية وتشرف عليهم وتحركهم فيخضعون ويستجيبون لرغبات الحكام الطغاة ومصالحهم التي تعتبر منزلة من إرادة عليا ويحذرون الشعب ويهددونه بالغضب والويل والثبور إذا خالفوا رغباتهم وإرادتهم عن طريق محاربة الوعي الفكري والثقافي الذي يخلق الوعي من خلال أفكار ونصوص المفكرين والباحثين والأدباء وإهمال كل ما يتعلق بالتربية والتعليم والثقافة والصحة ورفاهية الإنسان وقيمه الروحية والمعنوية ويصبح المجتمع مرهوناً فقط بلقمة العيش مستعبداً للعمل فقط ويبقى في حالة العوز والفاقة يعيش تحت كابوس الخوف والقلق من فقدان حريته وحرمته .. ولما كانت أمور الحياة اليومية متداخلة ومرتبطة بعضها مع بعض كالسياسة والاقتصادية والمجتمع فإن الإنسان الذي يعيش تحت سلطة القوى الطاغية والدكتاتورية تجعله يعيش حياته راكضاً من أجل توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته دون تحقيق الرغبات الأخرى مما يجعل الإنسان يعمل ويكدح حتى بأقل الأجور لتوفير لقمة العيش بينما تستمتع القوى الطاغية والدكتاتورية في سلطة الحكم بملذات الحياة وتحقيق جميع رغباتها وامتيازاتها. ولذلك إن الواجب الإنساني والضمير الوجداني يفرض على حملة القلم ترجمة أفكارهم في وعي وخدمة الشعب التي تعتبر من مهامهم الأساسية في الحياة.
إن بث الوعي الفكري بين جماهير الشعب يعني تحريره من سلطة الجهل والأمية والمرض وسلطة الذات وتحفيز الإنسان على استعمال قدراته العقلية والذهنية وحثه على اليقظة والنهوض بواقعه والانتقال به إلى واقع يسود فيه الوعي والمعرفة والثقافة عن طريق الثقافة بمبادئ الفكر النقدي وتحويله إلى ممارسة ثقافية اجتماعية تؤدي إلى التقدم والتطور كما أنه يمتلك ناحية الوعي الفكري والثقافة الواسعة يتمكن من الحوار مع الآخرين والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وإقناعهم بآرائه وأفكاره المطروحة للحوار وإن الإنسان الذي لا يمتلك الوعي الفكري والثقافة والمعرفة كالإنسان الذي يدخل المعركة بدون سلاح.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات