أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - طيبة الاغلبية العراقية وخبث الفئة الهجينة














المزيد.....

طيبة الاغلبية العراقية وخبث الفئة الهجينة


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 03:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك خيط رفيع بين الطيبة والسذاجة ؛ والطيبة الزائدة والضعف – في نظري القاصر – هما وجهان لعملة واحدة ؛ وكما ان : (المال السايب يعلم الناس السرقة ) , كذلك الطيبة الزائدة - ( الفطارية )- تدفع اصحاب القلوب القاسية والضمائر الميتة الى الاستحواذ على مقاليد الامور ؛ وقد اشار الى هذه الحقيقة الفيلسوف و الاقتصادي الفرنسي ( برتراند دي جوفنيل ) بقوله : (( مجتمع من الخراف لابد أن تحكمه عاجلا أو آجلا حكومة من الذئاب )) ؛اذ كان مجتمعنا وقتذاك مجتمع سلبي بل وسلبي بامتياز .... , فمجتمع لا يستطيع إلا الشتم والاتهام والكلام الفارغ وافشاء الاسرار والطيبة الزائدة عن حدها والثرثرة والتخبط والثقة العمياء بكل من هب ودب ... دون أن يعمل او يحرك ساكنا ؛ لن يحكمه إلا مرتزقة وذئاب وعملاء واشباه الرجال ؛ وقد رأينا ما حل بنا طيلة 83 من حكم الفئة الهجينة بسبب تلك الصفات الذميمة ؛ وصدق فرانسيس بيكون عندما قال : (( إن مجتمعا من الخراف يخلق دائما حكاما من الذئاب )) .
وبما ان الضعيف هو ذلك الغبي او الجاهل الذي لا يعرف سر قوته – كما قالها الكاتب نجيب محفوظ - ؛ حرص الاستعمار وعملاءه على ابقاء الاغلبية العراقية جاهلة متخلفة ضعيفة بل ومارسوا مختلف انواع واشكال وصور التجهيل والتغييب والتسطيح بحقها ؛ ومراجعة بسيطة لمذكرات و وثائق رجال الفئة الهجينة في العهد الملكي تكشف لنا مدى التآمر الخطير على الاغلبية العراقية لاسيما في مجالي التربية والتعليم , وكلنا عايشنا ايام اخر طاغية لقيط من بقاياهم ؛ اذ سقط صدام عام 2003 - اي في بداية القرن الحادي والعشرين- ؛ و محافظات الوسط والجنوب تملأها المدارس الطينية بل وكان الطريق اليها عبارة عن اوحال و اوساخ تشمئز منها النفوس ... .
واضعف الناس من عجز عن كتمان سره ... وهذه صفة اخرى من السلبيات التي تضاف الى سجل الاغلبية العراقية ؛ لذلك اجتمعت في العراقي الاصيل اغلب نقاط الضعف , وبما ان العدو يقوى بمقدار ضعفك , فكلما زادت نقاط ضعفك زادت قوة عدوك ؛ سيطر الطارئ الدخيل على العراقي الاصيل .
طوال عقود متمادية من الزمن الاغبر في التاريخ العراقي الحديث ؛ تحكم بنا الانذال واصبحت مقاليد الامور بيد الاوغاد , وتلقفت ايدي السفهاء و ذراري الغلمان والمماليك والشواذ والمرضى والعملاء كرة السلطة و المسؤولية والحكم يلعبون بها كما تلعب الاطفال بالدمى .
وما استمر وجود هؤلاء الاوباش في الحياة العراقية الا بوجود الاطايب والكرام من ابناء الاغلبية العراقية وباقي مكونات الامة العراقية الاصيلة ؛ فهؤلاء كالكائنات الطفيلية التي تعتاش على الاجساد الحية او كمصاصي الدماء يعيشون بدماء الضحايا , فالنذالة مرهونة بالشهامة والاستجداء بالكرم ... مثل القطب السالب و القطب الموجب في الفيزياء , فأن لم يكن هناك ناس طيبون ما وجد أوغاد خبثاء ؛ فلولا ( فطارية ) العراقيين وطيبة قلوبهم ما عبث هؤلاء المنكوسون الغرباء الدخلاء بأرواح الناس وكراماتهم وثرواتهم وقيمهم وحقوقهم .
هذه الطيبة التي جعلت من العراق ملاذا لكل الغرباء حتى سمي ب ( بلد الغرباء) الا انه في الوقت نفسه كان قاسيا على ابناءه الاصلاء وبشدة ..!! .
ومما تقدم يتضح لك ان اغلب رجال الفئة الهجينة كانوا يظنون أنفسهم أقوياء وأذكياء، إلا أنهم من الناحية العلمية والنفسية والواقعية هم أضعف وأجبن وأجهل البشر، ولكى يغطون على ضعفهم وجبنهم وجهلهم يلجؤون دائما إلى النفاق والتلون والكذب والعمالة والجريمة والاحتماء بالأجنبي وعدم المواجهة ؛ ومن اكبر الشواهد على ذلك تخبطهم وتشرذمهم بعد هلاك لقيطهم الهجين صدام المشنوق .
فهؤلاء الحاقدون المنكوسون يعانون من جميع الأمراض النفسية والعصبية التي أصيب بها اسلافهم - من قبل - ؛ نتيجة لإحساسهم بالاغتراب والقلة وفقدانهم لأوطانهم الاصلية وانعدام الهوية الوطنية الحقيقية .
ولعل من اوضح الادلة والبراهين على كرههم للعراق وحقدهم على العراقيين ؛ تمجيدهم الدائم والمستمر لكل القتلة والسفاحين والمجرمين من الذين اذاقوا العراقيين الموت والعذاب والذل ... وكما قال ( دنيس ديدرو) : ((الراعي الذي يفتخر بالذئب لا يحب الخراف )) .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة السابعة / ( الكنارة )
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة السادسة / ترويع الامهات والنساء ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الخامسة / دفن الابرياء وهم احياء
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الرابعة / التعذيب النفسي بواسطة ...
- الاحتلال وضياع الهوية والقرار الوطني
- ظاهرة الشماتة في مجتمعنا
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثالثة / الفلقة
- طائفية متجددة وصحوة عراقية مرتقبة
- جرائم صدامية مروعة / الحلقة الثانية / الصندوق المعدني الصغير
- كتاب شمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلابي العامري الهوازني النجد ...
- العراق والتغييرات الديموغرافية في القرن الهجري الاول
- الاعلام المسعور للدخلاء ضد ابناء الجنوب العراقيين الاصلاء / ...
- ظاهرة جريمة الاغتصاب في العراق
- المدفع النمساوي والهلع الصدامي
- رحلتي في غياهب الإيجارات
- ظاهرة انتشار الجرذان في العراق
- اذكروا مثالب الفطيس مولاكم
- ظاهرة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين في مجتمعنا
- (غمان وثولان ) الاغلبية العراقية / الحلقة الاولى / تأبين الم ...


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - طيبة الاغلبية العراقية وخبث الفئة الهجينة