أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - السينما والذاكرة المشتركة














المزيد.....

السينما والذاكرة المشتركة


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7101 - 2021 / 12 / 9 - 01:51
المحور: الادب والفن
    



"على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة"، ذلك ما كان يردّده الشاعر محمود درويش، وهو ما اقتبسه رئيس مركز الذاكرة المشتركة عبد السلام بو طيّب عند افتتاح المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة في الناظور بالمغرب، وهو المهرجان العاشر بعد انقطاع اضطراري دام سنتين، حيث تسبّب اجتياح فايروس كورونا (كوفيد - 19 ) في تغيير نمط العلاقات الإجتماعية والروابط الإنسانية التي اعتاد الناس عليها في حياتهم اليومية، سواء في العمل أو الدراسة أو وسائل النقل أو الاتصال. وقد فرض هذا الواقع طرقاً جديدة وأساليب غير مطروقة للتفكير، وأوجب إعادة النظر في الكثير من المسلّمات والحتميات التي كانت أقرب إلى حقائق غير قابلة للنقاش.
والسينما بقدر ما هي فرجة ماتعة، فإنها في الوقت نفسه وسيلة للتغيير والتنوير، وهي عابرةٌ للحدود ومتجاوزةٌ للحواجز، ويمكن أن تكون رسالةً لنشر ثقافة السلم والأمن الدوليين الذي تعرّض إلى التصدّع والانتكاس بسبب اجتياح وباء كورونا، فضلاً عن استمرار حروب دولية ونزاعات أهليّة مسلّحة وإرهاب دولي .
كان مهرجان السينما في الناظور استثنائياً بكلّ معنى الكلمة، لأن الفترة التي مرّت على البشرية هي الأخرى استثنائية بامتياز، خصوصاً الخوف من المجهول ومن اللايقين العلمي الذي عانت منه الأمم والشعوب، وكان استثنائياً في تحدّيه للواقع في لحظة ثقافية مفعمة بالأمل والتجدّد والبقاء .
وإذا كان الاتفاق بشأن أن عالم ما بعد الوباء هو ليس عالم ما قبله، إلاّ أن المستقبل ما يزال غامضاً ومبهماً. وبالمقارنة مع النظام العالمي القديم، ففي العام 1346 وصل الطاعون أو "الموت الأسود" من الصين إلى أوروبا، ولعلّها مفارقة حين تمّ إكتشاف وباء كورونا في الصين أيضاً لينتقل إلى العالم، وانتشر الطاعون عن طريق التجارة وطريق الحرير الذي يربط الصين بالبحر المتوسّط وكان يقضي على نصف سكّان المنطقة التي يصل إليها. ولكن نظام ما بعد الطاعون هو ليس مثل نظام ما قبله، فأوروبا التي كانت تعتمد على الزراعة في ظلّ نظام إقطاعي تغيّرت باتجاه الصناعة بالتدرّج. فهل سيتغيّر النظام الدولي ما بعد كورونا ؟ وكيف يمكن للعولمة أن تفعل فعلها في ظلّ نظام ما بعد كورونا؟ وما هو دور السينما في الذاكرة المشتركة ؟
بتقديري ثمّة مؤشرات أولية تحتاج إلى زمن لنتأكّد من تغيير بعض مظاهر النظام العولمي القائم، منها: تراجع العولمة التجارية الدولية، واستدامة العمل عن بعد، وتخفيض الضغط على وسائل النقل، يضاف إلى ذلك إفلاس ودمج العديد من الشركات في قطاعي النقل والطيران والسياحة، وارتفاع رصيد اختصاصيّ الذكاء الإصطناعي في ظلّ الطور الرابع للثورة الصناعية، ناهيك عن دور الروبوتات.
وإذا كان ذلك واقعاً أخذنا نتلمّس بعض جوانبه، فإن ثمّة لا مساواة وتصدّع في نظام العدالة الإجتماعية، سواء على صعيد كلّ بلد (فقراء / أغنياء) أو على الصعيد الدولي ( جنوب / شمال) أو ( الدول الصناعية / الدول النامية)، فضلاً عن ارتفاع معدّلات البطالة، يضاف إلى ذلك تراجع معدّلات تشغيل المرأة. وحتى اليوم ثمّة ضبابية اقرب إلى التشاؤم وقد تتطلّب بين 20 – 30 عاماً لتجاوزها حسب ( أنغوس ديتون )، ووفقاً ﻠ (فوكوياما ) فإن القلق سيطر على المشهد السياسي فيما يتعلّق بمستقبل البشرية ، والأمر لا يرتبط بالنظام الصحي والإداري والمالي والاقتصادي الدولي فحسب، بل وقوف الآداب والفنون والثقافة بشكل عام بما فيها السينما حائرة أمام هذا التطوّر الهائل، فضلاً عن أن هذا التغيّر الدراماتيكي كشف ضعف النفس البشرية وهشاشتها.
ربما الشيء الوحيد الإيجابي في هذه الكارثة المأساوية التي حلّت بالعالم ،هو "التضامن الأممي" وارتفاع رصيد التعاطف الإنساني بما فيها بعض ما صدر من الدول الغنيّة أو بعض قطاعاتها، سواء بالتبرع بأجهزة طبية أو جرعات من اللقاح أو أقنعة واقية أو غيرها.
وقد طرحت الأزمة الراهنة عدداً من الأسئلة، منها ما هو حاضر ومستقبل العلاقات بين الدول والأمم والشعوب؟ وأين دور المشترك الإنساني؟ وكيف يمكن التخلّص من تأثيرات الجائحة بحيث يكون العالم ملاذاً للسلام والتفاعل الثقافي والحفاظ على منجزات الحضارة البشرية؟
والأمر يحتاج إلى التفكير بمسؤولية أكبر بمنظومة القيم المشتركة تلك التي تتعلّق بالإنسان، سواء ما له علاقة بقضايا الهجرة من الجنوب الفقير إلى الشمال الغني، والإتجار بالبشر وتجارة المخدرات والسلاح وقضايا البيئة والإحتباس الحراري، فضلاً عن الإرهاب الدولي وسبل مواجهته عالمياً، وكلّ هذه الأمور لا يمكن مجابهتها والإنتصار عليها دون تعاون دولي وعمل جماعي تكاملي يسهم به الجميع دون استثناء.
ويمكن أن تكون السينما إحدى وسائله الحيوية، خصوصاً بتعزيز الذاكرة المشتركة، وهو ما كان حاضراً من خلال مناقشات جادّة ومسؤولة ساهم فيها مفكّرون وباحثون وفنّانون وسياسيون في إطار مائدة مستديرة على هامش مهرجان السينما الدولي بالناظور، والذي سيُستكمل في مدينة أفران بالمغرب أيضاً في مطلع العام الجديد 2022 .



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشام جعيط -الفتنة- المستمرة
- السيد محمد حسن الأمين: عمامة وعلمانية
- الإمارات : رؤية ما بعد الخمسين
- العروبة المؤنسنة
- الصين: الحضور الاستراتيجي
- عشر دقائق مع الحلاج
- صورة الأردن في العالم في 100 عام / الملك حسين الاستثناء في ا ...
- صورة الأردن
- ثقافة اللاّعنف
- الوهم الديمقراطي
- مناظرة السليمانية : واستذكارات الحوار العربي - الكردي
- السلطة ذكورية ولا كتابة حقيقية دون جرأة
- كورونا والسلام العالمي
- المناخ والنفط
- الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل
- مآلات الربيع العربي- وقفة مراجعة
- صاحب الحكيم وسوسيولوجية الشيوعية في النجف
- الطائفية وأسئلة الضرورة
- مئوية الدولة العراقية
- الإرهاب الدولي : قراءة مغايرة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - السينما والذاكرة المشتركة