|
! إسرائيل :دمرنا بلدكم ونشهدلكم بالانتصار! حزب الله :إنتصرنا لاتهمنا الضحاية والدمار!
هرمز كوهاري
الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:16
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد إنقشاع غبار المعركة ، وإيقاف نزيف الجروح ، ظهر كل شيئ واضحا جليا ، عن مدى الدمار والخراب الذي أصاب لبنان، وأبناء لبنان ، وضخامة الزلزال وقوة العاصفة التي هبت على لبنان ، دون أن يؤشر " بارومترهم " على قرب هبوب تلك العاصفة ،والفيضان الكاسح الذي ضرب جنوب بلاد الارز وجنوب عاصمتهم ، وبعد توديع وإيداع الشهداء الى مثواهم الاخير الذين قتلوا على قارعة الطرقات أو وجدوهم تحت الانقاض منهم بأجساد سليمة ومنهم بأشلاء ! أطفالا ونساءً وشيوخا ، وإعطائهم اللقب الذي تعودنا عليه وهو الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون بأحسن حال وهم لا يحزنون ، والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل دفاعا عن وطنهم من دون سابق علم ومعرفة .
وفي الفيضانات والزلازل ، بعد أن تهدأ ، يبدأ المهتمون بشؤون البلد والشعب بدراسة أخطائهم التي إرتكبوها في بناء السدود وحماية افراد الشعب لتلافيها أوالتقليل من أضرارها الى أقل حد ممكن إذا لم يتمكنوا من منعها، بأن يتخذوا إحتياطات فاتتهم في هذه المرة كي لا تتكرر تلك الجسائرالكبيرة ، بتقوية السدود ، وحماية وتقوية جوانب الانهر ، أما الزلازل ، فقد توصلوا بعض البلدان الى أبنية تتجاوب مع الهزّات الخفيفة ، والصينين إستخدموا الارانب ، حيث لها حساسية أكثر من الانسان في الشعور بالارتدادات ، فيترك من يشغل تلك العمارات بأسرع وقت ممكن قبل وقوع الكارثة ، وإذا لم تتمكن تلك الدول من منع أية أضرار ، إلا أنها تحاول تقليله الى أقل حد ممكن .
هذا الاجراء الاخير ، بدأوا به في إسرائيل ، أولا في العامل البشري ، بمحاسبة المسؤولين في إداء العمليات الحربية وإدارة المعركة ، أي بالسؤال ، هل كان بإمكان لإسرائيل أن تتلافى تلك الخسائر من البشر وهو العنصر الاهم عندهم من أي شيئ آخر لأنهم غير متأكين بأن أولئك الضحاية يكونون أحياء عند ربهم يرزقون باحسن حال كما في شهداء الامة الاسلامية !!، ولوكانوا كذلك ربما ما بكوا عليهم ولا إهتموا بهم ! ، وخسائرهم في الحجر في البنايات والبنية التحتية ، حيث كان عندهم شعورا بأن إسرائيل لا تطال من قبل دول فكيف حدث هذا من قبل حزب كحزب الله ، وحيث كان لديهم ما يحذرهم من نشاطه وتسلحه ، دون أن يأخذوا إجراءات ضامنة ، وبدأ المسؤولون بإعادة النظر في كل خططهم وأخطائهم والتشكيك بكفاءة القائمين بإدارة المعركة . إن مراجعة الاخطاء والاعتراف بها هو المدخل الصحيح لتقويم السلوك والاهتداء على أفضل طريقة للعمل ، وبالتالي الطريقة الصحيحة والمثلى للتطور والتقدم
أما الجانب الآخر ، أي حزب الله ، فمعالجته للحالة لا تنم بهذه الطريقة سواء بعدم تكرارها !أ و تقليل الاضرار البشرية والمادية في الحالات اللاحقة إذا حدثت لاسمح الله ، بل بعد طلب الرحمة على أرواح الشهداء ، و الشفاء العاجل للجرحى ورفع الانقاض . بدأوا برفع صور القائد ، حسن نصر الله ، على أنقاض العمارات دون أن يعرفوا فيما إذا دفنت تحتها أشلاء أطفال أو نساء أو شيوخ ! وأعلنواعن فرحتهم بظهور زعيم جديد يقود الامة العربية والاسلامية الى العزة والكرامة بعد عبد الناصر ويتحدى إسرائيل وأمريكا !!، والويل لمن ينوه بأن سماحته قد وقع في خطأ ، فهذا القول يعتبر تقليلا من شأن المقاومة وقائدها ويصب في خانة العدو، بل دعما له وعداءا صريحا لللامة ، ولا يستبعد أن يكون عميلا لإسرائيل أو صليبياً متصهينا !! يعمل على خلق البلبلة وتشويه وقدسية نضال الامة وكفاحها ، وحاشا أن يخطأ سماحته أو أي زعيم أوقائد عربي ،لأنه لم يمرعلينا في التاريخ العربي الاسلامي أن أخطأ ملك أو قائد أوزعيم !بل كل الاخطاء تكون من العدو ، إنما كان الآن مجرد عدم توقعه ماحصل أي سوء تقدير كل الخطا و الرعونة من العدو المتغطرس " كأن لسان حالهم يقول لإسرائيل " يابا مو كلنا هيج .. على كوفكم ويانا .. لويش مستعجلين .. لنا جولات لاحقة ..!" ! ويقولون : ولولا مساعدة أمريكا لها لكانت النتيجة غير هذه!! كأنهم لايعرفون منذ ما يقارب القرن أي من ( وعد بلفور )، إلتزمت بريطانيا و أمريكا وكثيرا من الدول الاخرى بحماية إسرائيل .حتى قال الرئيس الامريكي الاسبق نيكسون ، " قد لاتضطر أمريكا لإستعمال السلاح النووي يوما ، إلاّ في حالتين ، حماية إسرائيل وحماية آبار النفط .!!
والسوال المحيّر الذي لم يطرح على حزب الله ،ويطرح نفسه بإلحاح وهو: " لماذا لم يقم حزب الله بتحرير مزارع شبعا بدل أسر الجنود ما دام الحزب يدعي أنه هناك لتحرير بقية الاراضي غير المحررة وهي المزارع المذكورة ، الامر الذي لم يكن رد فعل إسرائيل كما رأيناه الآن ، بدلالة أن عندما حرروا جنوب لبنان إعترفت إسرائيل ضمنا بالامر الواقع بدلالة أنها لم تشن حربا شرسة مثل هذه .
ولكن ممثل سماحته كان صريحا واضحا مع المحاورة المعروفة ، جيزيل خوري ، عندما قال ، إننا باقون هنا ما بقيت إسرائيل ! لأن خطرها باق ما بقيت للاعتداء على الامة العربية والاسلامية !! وعندما سألته هذا دور الجيش اللبناني و بقية الجيوش ، قال ما معناه ، إن الجيش اللبناني لايملك أسلحة ، وإن أمريكا وبريطانيا وكذلك أوروبا لاتزوده بالسلاح لأنهم أصدقاء إسرائيل ، ونحن أي حزب الله سنزوده بما يحتاج من السلاح !! .
مبروك للبنان الدولة ، تتلقى المال والسلاح من حزب الله ويحميها ويحمي الامة العربية والاسلامية ، أما تدمير لبنان والآف الشهداء والجرحى فهذه ليست إلا متطلبات المعركة والاصل المبادئ ! وليس البشر والحجر ! كما قال نائب الضابط العبقري، طه الجزراوي ،" أننا لايهمنا عدد الضحاية بل يهمنا تطبيق المبادئ "! جوابا على سوآل صحفي بريطاني عن عدد ضحاية العراق في الحرب العراقية الايراني وأعتقد كان ذلك في منتصف الثمانييات ، ولغبائه إعتقد أنه سيعجبون بجوابه ،وصلابة موقف حكومته وسمو مبادئهم !! بل علق الصحفي ،: " هذه هي الحكومة العراقية ، لايهمها حياة الشعب العراقي "!!
أرجو أن لا تظهر مليشيات أو مقاومة في بلدان عربية أخرى للدفاع عن البلد وتسليح جيوشها من قبل تلك المليشيات !! وتتلقى الدولة أوامر من تلك المليشيات ، كما هو الحال في لبنان الضحية .
#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعارات للصراعات المستديمة .. التحدي المهلك !
-
شعارات للصراعات الكستديمة ..2 المقاومة
-
شعارات للصراعات المستديمة ..! 2
-
شعارات للإقتتال والصراعات المستديمة ..الجهاد .. المقاومة.. ا
...
-
هل سينجح المالكي في مهمته ؟
-
المقامرون بحياة الشعوب ..!
-
المليشيات الطائفية .. لصالح من تعمل ..؟
-
ماذا لو تكرر السيناريو في العراق ..؟
-
المصالحة ..يجب أن ترافقها : المصارحة والمكاشفة ..
-
وأخيرا، قالوها صراحة ..!
-
الدولة الحديثة بين العلمانية والدين والمجتمع
-
في مجلس نواب : القوميات والطوائف والعشائر ..!
-
مقترحات بتعديل الدستور العراقي
-
بل يفهمون ..ويحرّفون..!
-
يباركون سفك دماء الابرياء .. بإسم المقاومة الوطنية ..!!
-
إقتراح بفتح حوارا حول ، تنازع الهويات ..!
-
فتّشوا عنهم بين أتباعكم ..!
-
من حق الشعب أن يعرف ،..!!
-
العظمة في التعمير وليست في التدمير ..!!
-
وهكذا أضيئت مدن العراق ، كما أضيئت شوارع بكين !!!
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|