الشعب.. والسياسي: النموذج البريطاني

عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان من المفترض اليوم أن يحتفل المسؤول في بريطانيا بيوم التلقيح حيث بدأت حملة التلقيح ضد فايروسات الكورونا في الثامن من شهر ديسمبر عام 2020 أولا في بريطانيا وهي أول حملة تلقيح رسمية في العالم. ولكن وزير الصحة وبقية المسؤولين الكبار في الدولة أبتعدوا عن الكاميرات فلم يتم الأحتفال بعدد الملايين الذين لقحوا وهي الفرصة بالتذكير بأهمية اللقاح لعموم الناس.. والسبب في ذلك هو ما تسرب الى أجهزة الأعلام البريطانية من أن رئاسة الوزراء كانت تحتفل بأعياد الميلاد في ديسمبر من العام الماضي في حين كان التجمعات والأحتفالات ممنوعة قانونا بسبب أنتشار حالات وباء الكورونا في البلاد وزيادة أعداد الوفيات... فكان قد أصدرت الحكومة وقتذاك تعليمات مشددة تمنع فيها التجمعات الأحتفالية ولكنها لم تطبقها كما يبدو... بل ومما زاد الطين بلة -كما يقال- أن موظفة في مكتب رئاسة الوزراء كانت قد دعت الى محاكاة لمؤتمر صحفي حول الوباء حتى اذا سئلت عن أحتفالية أعياد الميلاد داخل بناية رئاسة الوزراء ضحكت وتبادلت النكات مع ضيوفها...
المسؤولية السياسية كما تعرّف هي حالة ألتزام السياسي بمعايير تحددها النظم والمناهج في الدولة بحيث يؤدي ذلك الى تحمل السياسي لنتائج سلوكه وألتزامه وما نتج عن ذلك من قرارات... ثم أن النظم السياسية الديمقراطية والتي تتمتع شعوبها ومنظماتها المدنية ووسائل أعلامها بفسحة من الحرية لابد لها من أن تكون العين التي تراقب السياسي وتطالبه بأن لا يحيد عن خدمة مصالحها وأحترام المنهج والنظام... وهكذا كان الحال اليوم حيث راحت الصحافة والقنوات التلفزيونية تكيل الأنتقادات للمسؤول الأول في الحكومة مطالبة بتبيان الحقائق حول أحتفالية أعياد الميلاد للعام الماضي وكيف أن حالة الألتزام والمسؤولية السياسية يجب أن تكون هي السائدة في دولة تريد أن تبقى متقدمة منتجة محترمة لها دورها المهم على الساحة الدولية...
رئيس وزراء بريطاينا اليوم سيواجه نواب البرلمان، والمعارضة السياسية تريده أن يعتذر... وتريد من الحكومة التركيز على مشاكل البلد في وضع عالمي دقيق فيه التحديات على مختلف الصعد...

#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات