|
( المحمدية تلعب دور الشرير في المعادلة الداروينية _ الثقب الأسود المحمدي )
راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.
(Rawand Dalao)
الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 17:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
( المحمدية تلعب دور الشرير في المعادلة الداروينية _ الثقب الأسود المحمدي )
قلم #راوند_دلعو
الديانة #الكاكائية_اليارسانية ... ديانة مسالمة توحيدية ، و هي إحدى الديانات القديمة التي انتشرت في كوردستان.
تقوم هذه الديانة على التوحيد و التسامح و التضحية لإسعاد الآخر ، كما أنها تحترم الموسيقا كجزء أساسي من التقرب إلى الخالق !
و يلاحظ الباحث في مجال العقائد و الأديان مدى تأثر أتباع هذه الديانة بالديانة المحمدية _ لاسيما الطرق #الصوفية _ من حيث العقيدة و الطقوس و المظهر و طريقة اللباس و الحجاب .... !
⛔ و لو تساءلنا ، يا ترى هل يقتصر هذا التأثر بالمحمدية على الديانة الكاكائية اليارسانية ؟
في الحقيقة لا ، إذ يلاحظ المتمعن في تعاليم الديانات الشرقأوسطية القديمة التي عاشت في ظل حكم المحمدية لقرون طويلة ، التأثر الكبير و الواضح لهذه الأقليات بالعقيدة المحمدية ( التوحيد ) و الطقوس ( صلاة _ تلاوة _ صيام _ اغتسال ... ) و طريقة الزي المحمدي ( عمامة _ قلنسوة _ ثوب _ جبة _ عباءة ....) ، ليصل إلى نتيجة واضحة مفادها أن كل الأقليات الدينية غير المحمدية التي عاشت بين الغالبية المحمدية السنية قد تأثرت بعقيدة و طقوس و أزياء هذه الغالبية بشكل كبير ، ك #الصابئة و الكاكائيين و #الإيزيديين و #الزردشت و غيرهم ...
بل حتى الأقليات المحمدية غير السنية قد تماهت أيضاً مع الغالبية السنية كطائفة الشيعة #الدروز و الشيعة #العلوية #النصيرية و #البابية و #البهائية و #الاسماعيلية.
يشكل هذا التشابه من حيث الشكل و المضمون ظاهرة ملفتة تستحق التفسير ، إذ ليس من الصدفة أن تتفق كل هذه الطوائف على التوحيد من حيث العقيدة ، و الجبة و القلنسوة و الثوب و العباءة من حيث الأزياء ، و الصلاة و الاغتسال و القبلة و و و من حيث الطقوس !!!!
و هنا ينقدح في ذهننا السؤال المنطقي التالي .... ما سبب هذا التشابه الغريب ؟؟ ما سبب تماهي هذه الديانات و المذاهب مع الغالبية المحمدية ؟
سؤال منطقي تماماً و دقيق ، إذ عادة ما تسعى الأديان إلى التمايز و مخالفة بعضها البعض من حيث المظهر و الطقوس و طرائق التعامل و اللباس و غيرها .... فالتميز جزء أساسي من غريزة التدين ، و سلوك واضح عند مؤسسي الديانات ... فكل دين يحاول أن يختلف عن الديانات الأخرى تاركاً بصمة مميزة في وعي أتباعه الجمعي و سلوكياتهم اليومية .... !
فما سر تشبّه الأقليات الدينية و المذهبية في الشرق الأوسط بالغالبية المحمدية #السنية ؟
سؤال عميق !!
و لو طرحنا احتمال المصادفة جانباً _ إذ يستحيل أن يكون هذا التشابه بين كل هذه الأقليات و تقليدها للغالبية السنية حصراً مجرد مصادفة _ لكان سؤالاً مشروعاً يساعدنا على تفسير التاريخ و التطورات السلوكية بطريقة علمية !
⬅️ فالصابئة مثلاً يلبسون الثوب الأبيض و يطيلون اللحى و يصلون بشكل شبه سنّي ...
⬅️ كما يلتزم رجل الدين الإيزيدي بالقلنسوة المحاطة بالعمامة ( مثل زي رجل الدين المحمدي تماماً !!! ) و يتفق مع المحمدي بالعقيدة و قصة آدم و سجود الملائكة للرب .... مع اختلافات بسيطة.
⬅️ كذلك رجال الدين الشيعة الدروز يشبهون شيوخ المحمديين السنة في جبتهم و طربوشهم الأحمر المحاط بعمامة بيضاء ... و يتفقون بالهيكل العام للديانة مع المحمديين السنة !
⬅️ حتى نساء الأقلية العلوية النصيرية يتحجبن بأوشحة رقيقة مع أن الحجاب ليس فرضاً و لا من شعائر الأقلية العلوية ... !
⬅️ كما أن لباس رجل الدين العلوي يشابه تماماً _بل إلى درجة المطابقة_ لباس رجل الدين السني في الدولة العثمانية !!!
⬅️ كذلك من يطَّلع على لباس رجل الدين الإسماعيلي يلاحظ الشَّبَه الكبير مع جبة رجل الدين السني !!
و هكذا نجد أن من يطلع على ثقافات و أعراف أهل المنطقة يلاحظ انصهاراً واضحاً بالوعي الجمعي السني ... فما سر هذا التماهي يا ترى ؟؟
#الحق_الحق_أقول_لكم ....
➖ إنه الخوف و الرعب !!! إنه الذُّعر ... إنّه القهر ....
إنه الخوف من إرهاب الأكثرية المحمدية التي حكمت بالسيف و المخابرات لقرون متطاولة ، حتى باتت سلوكياتها ثابتاً من ثوابت الواقع الشرقأوسطي ...!
إرهاب مريع يدفع الأقليات الدينية و المذهبية إلى التشبُّه بالأكثرية من حيث الملبس و الطقوس لتفادي السلبيات الناتجة عن التصنيف الطائفي و بالتالي التهميش و الفناء ... !
#الحق_الحق_أقول_لكم .... إن هذه الظاهرة لدليلٌ قطعي على أن هناك إرهاباً محمدياً تاريخياً عميقاً رهيباً مرعباً شمولياً مهولاً منظماً إجرامياً استئصالياً ، عانت و تعاني منه المنطقة منذ انتشار المحمدية في القرن السابع الميلادي ، لدرجة أن كل المكونات الضعيفة اتجهت نحو التلون بلون المكون المحمدي القوي ؟؟ ذاك المكون الأمهر باستخدام الإرهاب و السيف !!
➖ حيث اتجهت الأقليات إلى التشبه بالأغلبية من باب انقياد الضعيف لا إرادياً نحو سلطة القوي و هيمنته الفكرية و إرهابه الاجتماعي .... فعندما نعلم أن المحمدية تحض على استخدام السيف و العنف في نشر الدين ندرك تماماً بأنه الخوف من الجهاد المحمدي السني ، إنه الهلع من #الإرهاب !!!
إذ يستحيل أن يكون هذا الشبه بين كل هذه الديانات و المذاهب مجرد صدفة ....
يتساءل الباحث الموضوعي ثم يتساءل ، إلى أن يجد الجواب بسهولة عندما يقتحم عالم السياسة الشرعية عند المحمديين ( الحسبة _ الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر _ جهاد الطلب _ ديكتاتورية الخليفة _ ظل الله على الأرض _ أهل الذمة _ الجزية _ الخراج _ الأئمة من قريش_ حد الردة _ عقاب الخروج على الحاكم ... الخ ) ...
إنها منظومة إرهابية متكاملة التنسيق ... تنشر الرعب في كل ما هو غير محمدي ..... تنشر الذعر ، لهذا ركعت هذه الأديان و الطوائف .... إذ لم يكن لها من خيار آخر !
و المعنى في قلب الشاعر !
🍄 و أنا هنا محزون ، أشعر بالشفقة و الحزن و الأسى على ملايين البشر الذين استئصلت ثقافاتهم و أعرافهم و تقاليدهم ...
فثقافات و أعراف جميع الشعوب التي ألقى بها حظها السيء في طريق المحمدية السنية ، إما أنها سُحقت بإكراه مادي عنيف ( سيف الإرهاب المحمدي ) ، أو أنها تماهت مع المحمدية السنية لتتحنب سيف الإكراه المحمدي ( التهديد و الوعيد و مخابرات الخليفة و حد الردة و عار الزندقة و الهرطقة ) كما هي الحال عند الإيزيدية و الصابئة و الكاكائية ... فلكي تنجح عملية البقاء ، لا بد من التلون محمدياً !!!
تماماً كما تنص نظرية التطور في سياق تفسير صراع البقاء في الطبيعة ... إذ تتطور الحيوانات لتتكيف مع الوسط المحيط بغية الحفاظ على وجودها ...
و هكذا تطورت هذه الديانات داروينياً عبر الزمن ، لتتكيف مع مناخ القهر الذي فرضه الوجود المحمدي الجديد ... ذلك الوجود الذي هيمن على الأرض في القرن السابع الميلادي ، مثلما تطورت أشكال الجراد لتشابه أشكال أوراق الشجر تجنباً للمفترسات !!
➖ و بالتالي أخلص هنا إلى نتيجة مذهلة مفادها :
{{ أن الأقليات الدينية غير المحمدية التي تعيش بيننا اليوم هي عبارة عن صور شوهاء متطورة و معدلة لذواتها قبل ألف و أربعمائة عام ... فكل المؤشرات تؤكد أن أصحابها قد قاموا _ مضطرين _ بتعديلها محمدياً للتكيف مع الهيمنة المحمدية ... أي وفقاً للرؤية المحمدية ... و لتنسجم مع المحمدية ... و ذلك كي لا تلتهمهم المحمدية بأنياب فقهها الدموي و قرآنها الاستئصالي .... فلو استطاع الإيزيديون أو الكاكائيون السفر عبر الزمن و معاينة دياناتهم قبل سيطرة المحمدية لوجدوا اختلافاً كبيراً بين إيزيدية و كاكائية اليوم ، و إيزيدية و كاكائية ما قبل هيمنة المحمدية ... و ذلك لأن الإيزيدية اضطرت لتعديل عقيدتها و طقوسها تماهيا مع المحمدية ، تماماً مثلما تطورت أشكال الجراد ليشبه أوراق الشجر تفادياً للمفترسات.
و كذلك كل الأديان و الطوائف غير السنية.
و ذلك لأن المحمدية رعب تاريخي مخيف انبثق من مكان ما في الشرق الأوسط ، و وحش اجتماعي رهيب ابتلع كل ثقافات الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و وسط آسيا بزمن قياسي من خلال إرهابه الممنهج و أجنداته الاستئصالية المدروسة و التي تم تصميمها و هندستها في أروقة الخلفاء الأمويين و العباسيين و أقبية قصورهم و دهاليز مخابراتهم و زبانيتهم ...
أسمي هذه الظاهرة بال #ثقب_الأسود_المحمدي ... حيث كنس هذا الثقب جميع الثقافات التي في طريقه ... فالثقافة التي حاولت الثبات على أصولها و تقاليدها تم ابتلاعها و كنسها بالسيف المحمدي حتى اختفت و تلاشت ( كالمانوية ) ... أما من قامت بتعديل مبادئها لتنسجم و تتكيف مع المحمدية فعاشت كأقلية مضطهدة ذليلة بتعاليم و طقوس شبه محمدية شوهاء ، كالإيزيدية و الكاكائية ...
فإيزيدية اليوم ليست كإيزيدية ما قبل المحمدية بل هي أشبه بالمحمدية منها بالإيزيدية الحقيقية ، و كذلك صابئة اليوم تحتلف عن صابئة ما قبل محمد فهي أشبه بالمحمدية منها بالصابئية الأصلية.
الحق الحق أقول لكم ... تلعب المحمدية دور الظرف القاسي الذي يضغط تطورياً ، دافعاً باقي الأديان للتطور من أجل التكيف معه ، و ذلك كالظروف القاسية التي تضغط على الكائنات الحية فتدفعها لتتطور بهدف التكيف معها داروينياً ....
و هنا تلعب المحمدية دور الشرير في نظرية دارون !
#راوند_دلعو
#راوند_دلعو (هاشتاغ)
Rawand_Dalao#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( حقيقة الديموقراطية في الديانة المحمدية - و أمرهم شورى بينه
...
-
الحقيقة الوثنية لعقيدة التوحيد ، و آثارها الكارثية على الوعي
...
-
الحقيقة الوثنية لعقيدة التوحيد ، و آثارها الكارثية على الوعي
...
-
الحقيقة الوثنية لعقيدة التوحيد ، و آثارها الكارثية على الوعي
...
-
كوميديا الأغبياء _ الأمانة العِلمية في مجتمعات الكهنوت و مجت
...
-
السيرة الذاتية لمُهَستر _ قصة أول ثورة في التاريخ
-
كِيمياء السِّياسة بالكِيميَاء
-
رسالة من ماوراء الماوراء _ الحب في زمن الروبوتيك
-
الشخص التراثي من منظور برمجي
-
مصطلحات يجب أن تُصَحَّح _ #الرسومات_المسيئة #رسومات_الحقيقة
-
ثُلاثِي بِيكَربُونَات الشِّعر
-
فيه اختلافاً كثيراً _ توظيفُ مؤلف القرآن للرب كإرهابي في الس
...
-
فيه اختلافاً كثيراً _ الضعف التمثيلي و المشاكل اللغوية في صد
...
-
(فيه اختلافاً كثيراً _ معالجة أفقية ثم عمودية للسجعيّات رقم
...
-
مُعَدّل النزيف ....
-
فيه اختلافاً كثيراً _ خطأ استراتيجي واضح في السجعية رقم 8 من
...
-
الأديب الهارب من الله !
-
قصة نجمتين
-
العُنْصُطَائفية المحمدية
-
الوهم الهرموني المريح
المزيد.....
-
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى
...
-
إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من
...
-
العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم
...
-
ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
-
لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م
...
-
المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
-
رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا
...
-
مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا
...
-
التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
-
أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|