أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - فلتكن نقابة للصحفيين (2)...- كفاية دورتين















المزيد.....

فلتكن نقابة للصحفيين (2)...- كفاية دورتين


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انتهيت فى المقال السابق الى أن ما حدث فى نقابة الصحفيين من فوضى ومزج غير منظم بين العمل السياسى والعمل النقابى لم يؤدوا إلا الى مسخ الافكار السياسية وانهيار المصالح النقابية ، واكرر مرة ثالثة بأننىلا افصل بين العمل السياسى والنقابى وانما كان الاعتراض على المزج بين المجالين بدافع الازمة لدى كل منهما ولأهداف بعيدة عن المصالح النقابية .
واشرت الى أن هذا الوضع ادى الى افراز سلوك وادوات ومناهج متردية يؤكد وجودها العديد من الوقائع داخل مبنى النقابة وهى نفس الوقائع التى تكررت منذ اكثر من عشر سنوات فى نقابة المهندسين وادت الى انهيارها .
والحقيقة أن هؤلاء الذين سيطروا على نقابة الصحفيين وخلطوا بين المفاهيم النقابية والسياسية وجدوا فى المنهج الميكيافيلى " الغاية تبرر الوسيلة " مظلة تحمى اهدافهم المشوشة وذلك برغم اختلاف منطلقاتهم الفكرية ، إلا أن مصالحهم وتوحد اهدافهم جعلهم يستخدمون منهجاً واحداً فى تأكيد السيطرة على مجلس النقابة واستمرارها فى ايديهم بصرف النظر عن مصالح الصحفيين المهنية والنقابية .
وابدأ بما هو بسيط واقصدفريق الاتجاه القومى والذى يشكل ثلث تمثيل المجلس تقريباً ويرى اصحاب هذا الاتجاه انهم الممثلين الوحيدين لطائفة الوطنيين فى النقابة وبالتالى فمن حقهم الحفاظ على وجودهم الدائم داخل التمثيل النقابى بأى وسيلة من اجل الحفاظ على المصالح الوطنية والتى اختزلوها فى وجودهم وقصروها على انفسهم وفى ذات الوقت يقدم اصحاب هذا الاتجاه مبرراً قوياً للاستثناء من مبدأ تداول التمثيل النقابى وحجة لاحتكاره .
ومن الطبيعى ان يستند مبدأ الحفاظ على الوجود والاحتكار الى سلوك إستبعاد الآخر والذى يشكل منافسه وخطراً على هذا الوجود الاحتكارى ، وهذا الآخر يتمثل فى ظهور عناصر من الصحفيين ذات سمات شخصية نقابية يمكن ان تتداول التمثيل مع اعضاء المجلس الحالى وهو ما يشكل خطراً عليهم ، هذا السلوك الاستبعادى لأعضاء المجلس الحالى يفسر وضع قيود على انشطة الكثير من الصحفيين وهى انشطة تطوعية ليس خوفاً من هذه الانشطة فى ذاتها ولكن خشية من ظهور القائمين عليها كعناصر منافسةانتخابياً ، وعلى سبيل المثال لم اجد أى سبب منطقى لمنع اعضاء مجلس النقابة لندوة نظمها الزميل "على القماش" حول سرقة الاثار ، الشئ الوحيد اليقينى أن زملائى فى المجلس ليسوا لصوص اثار ولاتوجد مصلحة لهم مع هؤلاء اللصوص ، المبرر هو أن وحدة القياس الانتخابى لدى اعضاء المجلس " الانتخابومتر " قد اشارت الى ارتفاع معدل نشاط الزميل "على القماش " واقترابه من مجال المنافسة ، وهذا المثل تكررفى العديد من المجالات وخاصة فى المجالات الخدمية .
ولأن الغاية تبرر الوسيلة فكان لابد من وسيلة لاستمرار آلية العمل النقابى بعيداً عن ظهور عناصر من الصحفيين تنافس نقابياً ، ولهذا لجأ بعض الزملاء فى المجلس الى تفعيل دور موظفين النقابة فى الخدمات النقابية بديلاً عن الصحفيين المتطوعين ، بحجة الشفافية والبعد عن الشبهات فهؤلاء الموظفين لا يمثلون خطراً على مصالحهم الانتخابية ، وتطلب هذا النهج زيادة سلطات الموظفين وصلاحيتهم الى الحد الى انهم اصبحوا ادوات قمع لأى صحفى تسول له نفسه ويرتفع معدل وجوده فى النقابة الى حد المنافسة ، وهو ما حدث فى حالة الزميل "على القماش" عندما تم منعه من اقامة ندوته بقطع التيار الكهربائى والتكييف والتضييق على ضيوف ندوته بواسطة موظفى الامن ، كما انهم اصبحوا المتحكمين فى معظم الخدمات الخاصة بالصحفيين مما ادى الى تدهور العديد منها بسبب استبعاد الصحفيين من الاشراف عليها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر .. وجه معظم اعضاء المجلس الحالى انتقاداً للزميل النقابى السابق "كارم محمود" لتوليه بنفسه و عدد من الصحفيين المتطوعين مسئولية اختيار مصايف الصحفيين ورحلاتهم ،وكان قولاً باطلاً مايراد به ايضاً باطل .. فقد كان المقصود استبعاد نشاط هذه اللجنة والتى يتم من خلالها تعرف الصحفيين على عناصر من زملائهم يتسموا بالنشاط النقابى ( وهو ما يشكل خطراً على احتكار البعض للتمثيل النقابىأو حكره على اتجاه ما ) ، وبدأت الشائعات المتعمدة والاقاويل حولة الزميل "كارم" بدعوى ان مجرد سفره لمعاينة المصايف أو للاشراف على الافواج هو شبهه !! ! وغيرها من الاتهامات الغير مستندة على ادلة... وبمؤامرة انتخابية تقليدية وبعض الشائعات تم استبعاد "كارم" من المجلس وتحويل كافة الاجراءات التنفيذية فى لجنة الرحلات الى الموظفين وكانت النتيجة تدهور احوال المصايف والرحلات عامة فالقائم على الاشراف والاختيار ليس صاحب مصلحة . .. وليس غريباً ان تتشابه هذه الوسيلة مع ما حدث فى مصر فى الستينيات عندما لجأت السلطة الحاكمة الى زيادة صلاحيات الجهاز البيروقراطى فى مصر لحماية وجودها من المنافسين السياسين وكانت النتيجة توحش هذا الجهاز وتحوله الى طبقة فاقت مصالحها مصالح السلطة الحاكمة وما استتبع ذلك من فساد وانهيار فى المجتمع .. وهذا ما اخشى حدوثه فى نقابة الصحفيين والتى وضع مجلس نقابتها المصالح الانتخابية فى مرتبة اسبق عن المصالح النقابية ..، وحنى لا اتعرض لمزايدة طبقية من زملائى فى المجلس فأن كلامى لايعنى نوعاً من التعالى الطبقى أو المهنى على العاملين فى النقابة ، بل على العكس فأنا ارى ان أى امتياز يقدم لهم هو حق لهم كعاملين فى هذا المكان وليس بصفتهم ادوات يستخدمها اعضاء المجلس فى السيطرة على المكان ويسهل التخلص منهم او استخدامهم كا كبش فداء عند أول ازمة .
وتمتد خطورة هذا المنهج لتشمل كافة المشكلات المتعلقة بالصحفيين سواء من ناحية الاجور أو من ناحية الحريات او غيرها . فموقف مجلس النقابة الحالى من هذه القضايا يتحدد من منطلق الحفاظ على المصالح الانتخابية وبصرف النظر عن موضوع المشكلة ... ولهذا فكثير منا لاحظ ارتفاع النبرة الاحتجاجية للمجلس بهدف استيعاب غضب الصحفيين لدى مواجهة مشكلة ما .. ويقابل ارتفاع النبرة الاحتجاجية فى المجلس خواء فى محتوى الموقف حفاظاً على حالة التوازن مع الاطراف الاخرى للمشكلة سواء كانوا من اصحاب المؤسسات او جهات حكومية والسبب فى ذلك هو أن المجلس يُغلب المصالح الانتخابية والتى تتطلب ارضاء كل الاطراف على المصالح النقابية والتى تحدد الجبهات والمواقف وتفرض منهج تداول التمثيل النقابى ، وهو ما يفسر عزوف المجلس الحالى عنها وانحيازه تجاه المواقف الاعلامية .
محبة النقابة فى الله
أما الفريق الثانى فى المجلس والذى يمثل ايضا ً حوالى الثلث فهو فريق الايمان والغفران والعاشقين فى الله... وانتقاده أو الاقتراب من مصالحه الشديدة الانتهازية انما هو كفيل بالوقوع فى المحظور وليس بعد الكفر ذنب.
ويتفق الفريقان على اسلوب واحد فى السيطرة على النقابة وإن اختلفت الدوافع المعلنة .. الفريق الاول دوافعة الحفاظ على الروح الوطنية التى يحتكرها فى النقابة ، والفريق الثانى فدوافعه كلها محبة فى الله ، وماانبل ان تقع المصالح النقابية بين الوطنية والايمان والذى يجرؤ على المعارضة إما خائن أو كافر ، اما الوسائل فلاسقف لها طالما الغايات شريفة ..... الم يقل مكيافيلى " الغاية تبرر الوسيلة " ، ومن قبله قال معاوية بن ابى سفيان " لله جنود من عسل " عندما كان يضع السم فى العسل لمعارضيه ، الم يضع يوسف صواع الملك فى امتعة اخوه ويتهمه بالسرقة ليكشف مؤامرة اخوته ... بهذه التفسيرات يفهم فريق الايمان فى النقابة الغاية والوسيلة ... فالمحبة فى الله هى التى دفعت فريق المؤمنين فى النقابة الى بذل الجهد فى السيطرة على الاوضاع المالية فيها والتى تشكل مفتاح التحكم فى أى تنظيم نقابى ، والمحبة فى الله هى التى دفعت اعضاء هذا الفريق الى حالة التآخى مع الاخوة موظفى الادارة المالية فى النقابة دون غيرهم والاجتماع معهم دورياً خارج النقابة ، واستخدامهم فى توصيل الهبات والزكاة الى بعض الفقراء ( رغم أن القاعدة الشرعية تقول لا تجعل يدك اليسرى ترى ما تقدمه باليمنى ) ، المحبة فى الله هى التى جعلت احد اعضاء المجلس يصرف مكافاءات لبعض موظفى الادارة المالية من جهات خارج النقابة او من جيبة الخاص، المحبة فى الله هى التى جعلت فريق المتآخيين يستخدمون الخدمات النقابية كأمتيازات للمقربين لهم واصدقائهم مثل تسوية الفيزا التى لم يتمتع بإمتيازاتها إلا المجمع الانتخابى المقرب منهم ، المحبة فى الله هى التى تسببت فى تغيير مديرين ماليين رفضا تجاوز القواعد المالية المؤسسية لحساب المصالح الانتخابية لفريق التأخى . المحبة فى الله هى المسئولة عن حالة الخلل المالى والادارى فى مبنى النقابة ، والحقيقة لا اعلم هل هى محبة فى الله ام محبة بالله .
كفاية دورتين
واخيراً فلكى لا تقع النقابة بين براثن البيروقراطية من ناحية والثيوقراطية من ناحية اخرى وما يستتبعهم من فساد وانهيار ، وحتى لا تقع اسيرة أى مصالح ضيقة ، يجب تفعيل صيغة مؤسسية تضمن الحماية النقابية للصحفيين ومصالحهم ولاجد انسب من تحديد مدة عضو المجلس بدورتين ، لأن التجربة اثبتت ان الشخصية النقابية بعد هذه المدة تتحول الى كائن انتخابى يضع المعايير الانتخابية فى اسبقية عن المعايير النقابية ، هذا علاوة على انه لا يليق بنقابة الصحفيين والتى تعتبر الضمير الحى للامة ان تتخلف عن التيار المجتمعى الصاعد والمطالب بكسر الاحتكار السياسى والنقابى ، والطريق مفتوح امام العطاء النقابى امام الجميع حتى خارج المجلس لمن يريد .. كما ان نقابة الصحفيين ليست نقابة عقيمة لكى يستمر شخص اكثر من دورتين فى تمثيل اعضائها نقابياً .. وكفاية دورتين .. وبدون قانون .



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتكن نقابة للصحفيين
- أنا فى عرضك يا كبير
- الصحفيون المصريون ما بين - فسادومتر - رجال الاعمال وحقوق الم ...
- مات القديس... مات الهلالى
- حضور ممثلى الحكومة احتفالات التجمع ، وغياب العناصر المعارضة ...
- جلسات اللجنة المركزية للتجمع اليسارى فى مصر .. ظاهرة ديمقراط ...
- فى مصر .. - حالة حوار - بين قبضايات الصحافة وازكياءها
- من المستفيد من تقويض حرية الصحافة فى مصر .. ومن الخاسر ؟
- متاهات
- حماية الدولة للاحتكار وراء كارثة الطيور فى مصر
- كحلي أورادك
- ايام اشتراكية فى القاهرة
- الأرض
- إني أتنفس شعراً
- وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا القض ...
- وما نيل المطالب بلعن الاخوان ... ولكن تؤخذ الدنيا كفاحا
- لماذا فاز عارف بنقابة الصحفيين المصريين
- الرد على فتوة الحزب الوطنى فى مصر
- ست ساعات هزت مصر
- الاحدث السياسية تفرض نفسها على نقابة الصحفيين المصريين


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - فلتكن نقابة للصحفيين (2)...- كفاية دورتين