|
هل الإله ( الله )غاية؟
أحمد جدعان الشايب
الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 23:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
-هذه المقالة، أردت نشرها كمعلومات معرفية ثقافية، خاصة لجيل الشباب، الذي حرم هذه السنوات من الاطلاع والقراءة والمعرفة. . 1 - (الله) اسم ومصطلح تم نطقه ولفظه بهذه الأحرف حين نشوء الدعوة الاسلامية، فلم يكن معروفا تاريخيا بهذا الاسم واللفظ قبل الإسلام. فالإله تم تشخيصه وتقريبه من شكل وهيئة ونفسية الإنسان، بواسطة الكتابات الدينية في جميع الأديان، فهو من غير تصوره أو تقريبه أو تشخيصه، غاية الروح البشرية، فكل دين، أو فكر، أو فلسفة، أو حتى علم من العلوم، أو أية مجموعة بشرية، أو فرد واحد، يسعى ويفكر ويعمل وينتج وينجز لإنقاذ البشرية، فهو بقصد أو بدون قصد يؤدي ما توصله إلى هذه الغاية، وهي بالتالي إرضاء ( للإله)، الذي يفيض سعادة وحبورا لإنجاز الناس عوامل ونتائج الخير، وتلاشي وبتر الشر.( وليكن هذا افتراضا). فالخير، هو العمل الذي يؤدي إلى إسعاد الناس، ولو حتى فرد واحد، أما الشر، فهو أي عمل يؤدي إلى إتعاس الناس، ولو حتى فرد واحد. لا يجوز أسعاد فرد على حساب إتعاس مجموعة. لا يهم إتعاس فرد واحد، بعمل يكون فيه إسعاد مجموعة، في حالة المفاضلة. ويبقى الخير مطلق.
2- كل إنسان يستطيع بقواه العقلية السليمة، وخاصة منها ما يتعلق ب ( الانتباه.. الإدراك.. التصور.. التخيّل.. الانفعال.. الحس.. العاطفة.. الشعور) يستطيع أن يميز بين الخير وبين الشر، وأفعال الخير أو أفعال الشر، وكل ما يؤدي إلى نتائجهما. إن هذه الملكات المكونة لملكة العقل، يمكن اختصارها بكلمة واحدة، هي مجموع هذه المكونات التي يمكننا تربيتها وتنميتها وتعليمها وتثقيفها، لكي تكون في نقاء وصفاء، كسطح بلوري صقيل، يعكس نتائج أي فعل أو سلوك، إنه ( الضمير).
3- قد يقول قائل: من هو الذي يتولى تربية وتثقيف الضمير؟.. وكيف نستطيع الوثوق من نقاء سريرته وضميره؟. نعم ، ولكن لا يفوت أي كائن عاقل، خراب أي جزء من ضمير المربي، لأننا في النهاية نتميز عن وحوش الغابة، بالعقل، ونحن كحيوانات عاقلة، مفكرة، ناطقة، نخضع لقانون طبيعي يسود جميع الكائنات، ونحن منها، حتى بعض الحيوانات، أحيانا، تتصرف تصرفا ينتج عنه فعل خير، إنهاء للشر. فبعض القطط، على سبيل المثال، وخاصة القط المهيمن، حين يرى معركة بين قطين يتقاتلان، ويعلو صراخهما، يتقدم بهدوء ورزانة وثقة عالية نحوهما، ويقف دون أية حركة، أو حتى دون صوت، فسرعان ما يتوقف القطان عن الصياح والعويل، فقط ينظران إليه، وفورا ينسحبان بهدوء، بينما هو يعود إلى حيث كان دون أن يؤذي واحدا منهما.
4- القانون الطبيعي ، لا يغني عن القانون الوضعي، البشري، الأخلاقي، الذي يحفظ الحقوق، ويحقق العدل، وينهض بإنسانية الإنسان إلى مراتب عليا، متطلعا نحو الغاية التي تنشدها الروح البشرية.
5- كل التشريعات التي وضعها الإنسان ونفذها، منذ أن غدت حياته جماعية منظمة، بعد انتقاله التدريجي من البدائية الحيوانية الصرفة، إلى حياة كائن اجتماعي، ينطق بأصوات وتعابير ومعاني، يفهمها أعضاء مجموعته أو جماعته، ثم تحوّل مع مضي آلاف، بل ملايين السنين، إلى كائن يأنس لجنسه، وتطورت رغبته في الحياة الاجتماعية إلى استقرار في المغاور وسفوح الجبال، ليحمي نفسه ومن يرافقه من جماعته، من تعدي ومهاجمة الحيوانات اللاحمة عليه، حتى استطاع اكتشاف وصنع بعض الأسلحة البسيطة، من الأخشاب والحجارة الصلدة.
6- كل هذه المدة التي عاشها الإنسان جيلا بعد جيل، لم يكن يعرف فيها لا القوانين، ولا التشريعاتُ، ولا حتى الكلام الذي يعبر به عن حقه الذي سلب، ولم تكن حياته وأدواته، ولا ممتلكاته، حينها، بحاجة لأي قانون أو تشريع.
7- لما امتلك الإنسان البدائي القوة باستخدام عقله المتطور عن باقي الكائنات الحية، تطورت أدواته وحياته شيئا فشيئا، فنزل من بين الصخور والجحور، وسكن الوديان والسهول العامرة بالأشجار المثمرة، والمياه الجارية، وصار يدافع عن نفسه، وعن مجموعته، وعن منطقته التي سكنها واستقر فيها.
8 - بعد أن استقر الإنسان البدائي في السهول، اكتشف بعض الأدوات، دجّن بعض الحيوانات، ثم اكتشف المأكولات الزراعية التي يمكنه الاعتماد عليها أيام البرد حيث تنقطع ثمار الأشجار. فكثرت أعماله وأشغاله، لتأمين الحياة الأفضل، فاحتاج إلى الكلام، والتحدث، واستطاع أن يستخدم ذاكرته بتكرار عدد من الرموز والكلمات، التي تعينه على التواصل مع أسرته وجماعته.
9- حين صار لدى الإنسان البدائي، قدرة أولية على الترميز والمعاني بشكل أفضل، تطورت ملكاته العقلية، وخبرته في استخدام الكلمات، ثم تدوينها بشكل تم التوافق عليه، حتى غدت ضرورة لكل فرد يرغب أن يكون متميزا عن جماعته، بمعرفة تدوين رموز بعض الكلمات التي ينطقون بها.
10- حين تطور البشري في المراحل الأولى من حياته على الأرض، تطورت منتجاته، وصار يمتلك أشياء خاصة به، فاحتاج إلى من يحمي حياته وأمنه واستقراره، وأرزاقه التي يجني منها طعامه. عندها، نشأت بعض القوانين والتشريعات الأولية، المحلية، لتنظيم علاقة الجماعة ببعضها، بحيث يكون كل تعاون ومساعدة على بناء كوخ سكني، أو زرع وجني محصول غذائي، أو المحافظة على سلامة الجماعة من أي هجوم أو اعتداء، فهو خير عام وخاص في الآن ذاته، وكل من يهاجم غيره ليأخذ حصيلة تعبه وجهده بالقوة، أو يعتدي على أي فرد بالأذى والألم من المجموعة، فهو شر عام. عند ذلك، وُجدت الحاجة للتشريع الأولي البسيط، الذي هو في الواقع، تأكيد (للقانون الطبيعي) الذي بثه الخالق الموجد في الكون، لكن هناك دائما، سنجد من يخرق هذا القانون الطبيعي، مع أنه يعلم تمام العلم، أنه يخرقه، ويستطيع بسهولة كل عاقل واعٍ أن يميز بين الخير وفعله ونتائجه، وبين الشر وفعله ونتائجه.
#أحمد_جدعان_الشايب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام والشعر
-
الإسلام وشعر الغزل
-
القوارير تثور أيضا... قصة
-
دموع حمراء... قصة
-
ابتسامتها سلسبيل
-
كابوس ثقيل جدا...قصة
-
أحلام من سراب...... قصة
-
السكون بعد العاصفة..... قصة
-
البلاد تغلق أبوابها..... قصة
-
انعطافة لابد منها..... قصة
-
المغفل يستخدم عقله...... قصة
-
مبادئ وقناعات متحولة......قصة
-
القارض لم يمت
-
المأزق....... قصة
-
حق مشروع... قصة
-
مشوار العذاب
-
البدائل لأساليب التدريس القديمة.
-
الصرخة.. وعناق الأرض...... قصة
-
طرق التعليم التقليدية.. القمع الأسري والمدرسي للأطفال
-
خفقات القلب الأخيرة.... قصة
المزيد.....
-
شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت
...
-
-لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل
...
-
وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت
...
-
شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان
...
-
شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف
...
-
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف
...
-
أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
-
لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
-
-فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|