أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - والتقينا














المزيد.....

والتقينا


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 12:51
المحور: الادب والفن
    


تنتابني مشاعر غريبة عندما أرى عاشقين يتهامسان .. أظل اتبعهما بنظراتي .. أبحث في ملامحهما عن إجابة لسؤالي اليتيم .. ترى ما يقول لها ؟!..
لم أعش تلك اللحظات ؟ كيف لي أن أعيشها مرة أخرى ؟!
مضت سنين العمر .. كنت اعتقد فيها أني أحبه .. خدعتني مشاعري .. أو ربما أنا من خدعها .. أنا امرأة لم تعرف الحب .. لم تدخل جنته .. لم تلسعها نيرانه .. السهاد لم يزر جفنها .. أحلامها فارغة من الوجع .. إلى أن التقيته ..
الكل يعلم أنني امرأة صعبة .. مستحيلة على الرجل .. عصية على الحب ..
لكن حين دعاني للعشاء تلك الليلة .. لم أجد شيئًا من هذا بي وكأن ربيعًا جديدًا أخذ يزهر في قلبي .. لم تكن دعوة عشاء فحسب .. بل كانت رحلة للسفر فوق غيوم حبلى أمطرت فوق صحرائي ..
اخترقتني عيناه .. جردتني من كل شيء .. عرف سر المحارة النائمة في عمق البحر .. أجهز على ما تبقى مني .. لم أعد أنا التي أعرفها .. وأنا أنظر إلى لهب الشمعة الحمراء التي كان ركامها يتساقط كما مدني المهجورة .. سرت بي ارتعاشة لذيذة .. وهو يمسك يدي ليطبع فوقها قبلته الأولى ..
رجف ذلك اللعين الصغير المتربص بي داخل قفصه .. داخل زنزانته الرمادية .. وارتعشت أوصالي كأنها اتصلت بسلك كهربائي ..رحت أنظر إليه وكأني به أرى نفسي لأول مرة ..
وتوالت اللقاءات ..
فررت من شرنقتي .. تلقفني العالم فراشة مكتملة الأنوثة .. تنثر الربيع على الزهور .. تخشى النار الاقتراب منها .. أحمل على جناحي بذور عشق أول أنثى لآخر رجل .. تحملني نسائم الصباح إلى أرض الأحلام الموعودة .. أرتع في بساتينها .. أنهل من خمرها .. ثم أعود في المساء اختبىء في أحلامه إلى أن أيقظني صوته الحنون وهو يطلب مني ملاقاته مساءً.. من أين لي بالصبر حتى المساء ؟!..
ما الذي سأرتديه ؟ ..
وأي عطر أضعه ؟..
لعلي سأحمل حقيبتي الصفراء ؟..
ما أجمل صوت العصافير اليوم .. يا لجمال الطبيعة وهي ترتل معي أغنية لراهب عشق .. ..
كيف لي بفك هذا الأسر؟ .. جناحاي تعبت من الرفيف .. ليت لي قدرة التحليق عاليًا كما روحي الآن ؟ ..
ساعات طويلة مضت لم تبقَ فيها أغنية لنجاة لم ادندنها مع نفسي .. حتى اقترب المساء .. كان الدرب يسبق خطواتي ..
والتقينا .. جلس في هدوء تام .. بعد أن مد يدًا باردة في مصافحتي .. أحسست بشيء غريب لم أدركه بين هواجسي .. الهدوء الذي اعتلاه جعلني أشعر أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ..
أية عاصفة ؟
العاصفة هنا في رأسي .. اقتلعت جذور الأحرف والكلمات .. تركتني حطامًا .. لعبت الهواجس بيّ أفضل أدوارها .. ما بال هذا المساء شديد الظلمة .. شديد السواد .. بلون عينيه الواسعتين .. منذ جلوسنا.. لم ينظر نحوي إلا مرة واحدة .. لكنها تحمل معان كثيرة ..
ارتطمت يدي بالفنجان امامي .. فانسكب بعض من الشاي فوق يدي .. لم انطق بكلمة واحدة .. لجم لساني وقد مرت الدقائق بطيئة ثقيلة .. كأن عقارب الساعة ثعابين تزحف فوقي .. فقدت القدرة على قول شيء .. حاول إشغال نفسه عني مرة بإشعال سيجارة وتارة برشفه الشاي ..
صوت الصمت خيم على المكان .. نظرت إليه .. كيف يمكن للعالم أن يختزل بإنسان واحد .. لاحظ شرودي وسكينتي البائسة وهي تحاول التشبث بيّ .. الوردة البيضاء على يميني ثارت انتباهي .. كيف لم الحظها من قبل .. رفعت يدي لاضعها على جبيني .. واغمضت عيني لبرهة .. لم اشعر الا ويدة تسحب يدي وبكل رقة .. يرفعها قريبًا من وجه .. ويدعها تحتضن خده .. فإذا به يحجز أصبعي بخاتم ماسي صغير وقبلة ..
كل عام وأنتِ حبيبتي .. إنها الذكرى الأولى لمولد حبنا ..
وهنا .. فوجئت بانطلاق موسيقى عزفت بالقرب منا •••••••



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت الموج
- تعالي لنرقص الفالس
- مذكرات امرأة في سلة المهملات
- استغرب
- حواء وآدم
- أنا وظلي
- يحدث أن تكون مع غيري
- ليتني ..
- طائر السامون
- غمازة ع اليمين
- قمر منتصف الحلم
- الورقة الأخيرة
- مسافة أمان
- إلى الحسناء جارتي
- نومها المقدس
- ماذا احتاج لأكتب عنك ؟
- في غابات القلب
- رسالة من طليقي
- أهمية النقد الأدبي في مسيرة الكاتب


المزيد.....




- أسئلة الثقافة في زمن التأفيف
- بمزيج من الشعر والموسيقى اختتام مؤتمر قصيدة النثر في العراق ...
- زاخاروفا ترد على دعوة ممثل أوكراني لضرب الأطفال بسبب تحدثهم ...
- أحمد مالك: لم أعد مهتمًا بالسينما العالمية بسبب ما يحدث في غ ...
- ممثل أوكراني يدعو إلى ضرب الأطفال الذين يتحدثون اللغة الروسي ...
- متحف الأرميتاج يفتتح معرضا عن أتباع مايكل أنجلو بمناسبة الذك ...
- فيلم -دبوس الغول- يثير جدلا في تونس لتجسيده شخصيتي آدم وحواء ...
- ?دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المب ...
- الرواية القصيرة جداً و الأولوية
- الدورة الـ30 لمعرض الكتاب بالرباط تستقبل أكثر من 400 الف زائ ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - والتقينا