لم يبق لنا سوى حب هذا الكلب..

عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 02:51
المحور: الادب والفن
    

_كانه لم يبق لنا سوى حب هذا الكلب...؟...............
واضيعتاه لم يبق لي سوى حب هذا الكلب ؟...كلما دخلنا قسم الرياضيات يحدق الاستاذ الخليع في (ص).قائلا ( قف اذا جئت الينا ...ثم سلم ياحبيبي ) فتتحول وجنتي (ص)..الى فرولات ناضجات ايلات الى السقوط..وينتشر الانفلات والارتباك بين الصفوف..لم يكن الاستاذ الخليع يحفظ جيدا اشعار ابو نواس ..كان ينتقي من هنا وهناك ..لا لشيء سوى التعبير عن هيامه بجمال (ص)..(اجل نحب الرياضيات لكننا نكره هذا الكلب )..هكذا رددنا على المدير ..لا تخلو اية حصة من الشجار والخصام ما بيننا وبين الاستاذ..استاذ نريد انجاز التمارين والعمليات الحسابية..لا نريد السماع لشعرك المكرر كل حصة نريد التمرن على.المنطق والرياضيات ..وحده هذا القسم من بين الاقسام يتحول الى رحبة لشعر الغزل .يعود فيه الزمن الى عصر العباسين اوالامويين .وتتحول فيه المعادلات الصعبة الى قصائد شعرية في التغزل ب (ص)..الاستاذ لا يحيد نظراته الماجنة عن محيي (ص).وهذا الاخير يدس راسه في كراسته ..لا يبالي بهذا الهراء ..وبعض الاصوات ترتفع في الصفوف الخلفية تحتج وتشوش على الاستاذ الخليع..الذي لا يستحي ويتابع مجونه واستهتاره بالصف الدراسي...اصوات تردد ( الgمان )..والgمان شخصية مشهور بممارسة الشذوذ في المدينة .و(ص)..شاب جميل ..هوالذكر الوحيد من بين رزمة من الاخوات الفاتنات لتاجر كبير في البن المستورد من افريقيا وامريكا اللاثينية ..كل سمات النعمة والنبل والاخلاق الحميدة بادية في شكله وهندامه وكلامه وحركاته ....اجمل ما في (ص) وجهه الصبوح ..عيونه الواسعة العسلية..شفته العليا الوردية المكومة ..وطريقته الغنجاء في الحديث بمهل ..تظن انه ينحدر من سلالة المهجنين الافارقة ..ولم يكن يبد اي رد فعل قاس ضد التعذيب الذي يتعرض له من طرف الاستاذ الخليع..باردا..ومحترما..همه في التحصيل وتحقيق افضل الرتب في الرياضيات ..الا انه يوجد دائما من ينتصر للشر ويقدف بالاحجار النجباء الصغار في طريقهم الى الافضل ..ومنهم هؤلاء الذين يهينون التعليم..اساتذة العجز والعاهات النفسية ..المستديمة..ففي الجامعة تعرف (ص) على طالبة سينغالية من اسرة ارستقراطية في نفس تخصصه ( طب النساء ) شاركته تخطي المحن وتزوجا..وبعد التخرج تعاونا واقاما عيادتهما الخاصة .. واصبحت لهما سمعتهما الطيبة في السوق ..وحين زاره مرة استاذه الخليع ..في عيادته انفرد به في مكتبه وصرح له ( والله يابني ..ما كنت ومازلت احبك الا في الله )..
ولا ادري كيف سمح الراوي لنفسه بادراج هذه القولة لجنان ..والجميع يعرف من هي جنان ..في تاريخ الغزل العربي ...( وا ضيعتاه ...؟ لم يبق لي سوى حب هذا الكلب ...)...
ولا شك انه على صواب .....
ا(بطال ضغار ...قصة رقم .5)

#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات