أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - مدافع الفكر بعيدة المدى














المزيد.....

مدافع الفكر بعيدة المدى


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7096 - 2021 / 12 / 4 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


«الكتاب هو ذلك الشيء الذي تقرأه فتحس أنك لست نفس الشخص الذي كنت قبل قراءته». قائل هذه العبارة هو الشاعر والكاتب كامل الشناوي، ونقلها عنه يوسف إدريس في أحد مقالاته، خصصه لحديث عن كتاب أعجبه، ورأى، في ثنايا هذا المقال، أن الكتاب الذي يُغيّرنا فلا نعود بعد قراءته كما كنا قبلها، يُذكره بوظيفة الجامعة وأساتذتها، كونها منبراً للفكر.

ثمة علاقة بين الكتاب والجامعة، في تقدير إدريس، وأن بين مهام أساتذة الجامعة، إن لم يكن أهمها، تأليف الكتب التي تطلق «مدفعيات بعيدة المدى» حسب وصفه، وأن يبنوا الصناعة الفكرية والثقافية الثقيلة.

لم يقل يوسف إدريس في هذا المقال القصير ما كان متعيناً أن يضيفه، وهي إضافة ليست غائبة عن مبدع ومثقف بوزنه بالتأكيد، هي أن ليست كل الكتب أهلاً لأن تحدث تلك النقلة في أذهاننا ونفوسنا، فنشعر بعد أن ننهي قراءتها أننا بتنا أشخاصاً مختلفين، وصرنا نعرف شيئاً جديداً ونؤمن بقناعة مختلفة، وأن أذهاننا تحررت من أوهام كانت مترسبة فيها.

هناك كتب بعينها، كتب من الوزن الثقيل في المحتوى لا في الحجم، هي التي تحدث ذلك التغيير، وبالمقابل هناك كتب لا نطيق الاستمرار في قراءتها، وإن استمررنا وأكملناها لغاية من الغايات، نخرج «خالي الوفاض»، لأنها لم تضف لنا جديداً، وربما انتابنا الشعور بأننا أضعنا وقتنا في ما لا طائل من ورائه.

استدراك آخر كان على يوسف إدريس أن يقف عنده، طالما أنه شبّه وظيفة الكتاب المشعل للذهن بالجامعة وأساتذتها، هو أنه ليس كل الجامعات ولا كل أساتذتها أهلاً لأن يقوموا بالدور المرتجى، ونظرة عجلى على مخرجات كثير من جامعاتنا العربية ومستوى الأساتذة فيها كافية للبرهان على ذلك.

غاية يوسف إدريس من قوله هذا التمهيد للحديث عن كتاب عن سلامة موسى، ألّفه فتحي خليل وعنوانه: «سلامة موسى وعصر القلق»، وهو كتاب أتينا على سيرته هنا قبل نحو شهرين، ومع أن يوسف إدريس ذكر أنه قرأ معظم مؤلفات سلامة موسى، وقرأ الكثير عن عصره أيضاً، لكنه يؤكد أنه بفضل هذا الكتاب الصغير في حجمه، العميق في محتواه، استطاع أن يدرك مكانة سلامة موسى في عصره، الذي وصفه مؤلف الكتاب ب «عصر القلق».

في ذلك العصر القلق نجح سلامة موسى ومجايلون آخرون له في إطلاق مدافع الفكر بعيدة المدى، وأفلحوا في رسم خريطة للمستقبل، لو واصلنا السير عليها لوجدنا أنفسنا اليوم في موقع آخر غير الذي انتهينا إليه.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنميط العالم
- أي أوجاع يُورث المنفى
- الخصوصي والكوني
- فرانز فانون نازع القناع البيض
- أوقات غسان كنفاني
- هشاشة الثّقافة المدنيّة
- تهشّم صورة المثقف
- الجدران الغليظة
- يوم تخلينا عن ابن رشد
- علي الوردي سوسيولوجي أم مؤرخ؟
- من يصنع الطاغية؟
- كيف كُتب التاريخ؟
- النفط والخليج في المنظور الأدبي
- المرأة في الخليج والحداثة
- انتكاسة الحداثة العربيّة
- الكونيّة وتشظي الهُويات
- المثقف النقديّ
- عقلانيّة التعليم كمضاد للتطرف والإرهاب
- نقد مفهوم الهُويّة الخليجيّة
- ماذا لو مكث عبد الرزّاق جورنه في زنجبار؟


المزيد.....




- ماذا قالت هيلاري كلينتون عن تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ...
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- إسرائيل توسع أهداف الحرب بعد تلويح جديد بالخيار العسكري ضد ح ...
- هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق ...
- -لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن- هاريس-.. ماسك يحذف منشورا أث ...
- واشنطن: التحقيقات الأولية بشأن عائشة نور لا تبرئ إسرائيل
- نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- مثول المتهم بمحاولة اغتيال ترامب أمام محكمة فيدرالية
- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - مدافع الفكر بعيدة المدى