أحمد محمد النهير
الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 08:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل يسمح الغرب عموماً, والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص بقيام أي تطور ديموقراطي جوهري يفضي إلى ازدهار حقيقي في المنطقة العربية ؟ .
الإجابة عن هذا التساؤل تتطلب أولاً, تسليط الضوء بشكل مكثف وموجز على الديموقراطية , بمفهوميها: الديموقراطية الليبرالية الغربية, والديموقراطية الشعبية الاشتراكية . ومدى تأثيرهما على الوطن العربي ؟.الديموقراطية تاريخياً, تعود جذورها في الغرب إلى سقراط , وأفلاطون, وآرسـطو, وإلى التطبيق الأثيني, فهي مفهوم تاريخي . اتخذ عبر تطور المجتمـعات وتعدد الثقافات صوراً وتطبيقات متباينة , جوهرها, توسـيع دائرة الحقوق بين البشر , بحيث يتساوون في فرص الحياة , ويتضمن ذلك تعظيم الحريات , وتوسيع المشاركة .
أنها سلاح الفقراء والضعفاء والمتطلـعين إلى عالم افضل لكي ينتزعـوا حقوقهم السياسـية والاجتمـاعية , كما أنها / الديموقراطية / كانت موضع عداءٍ وشكٍ وريبةٍ من الصفـوات المتميزة التي ربطت بين إعطاء الحقوق الديموقراطية للجمـاهير , وتهديد الامتيازات التي تتمتع بها .أو تغيير الأسـاس الاقتصادي للمجتمع الذي يوفر لـها تلك الامتيازات (( 1 )) .
والحـديث عن الديموقراطية يفترض الحديث عن الليبرالية , بعد التزاوج فيما بينـهما, وظـهور ما يسـمى بالديموقراطية الغربية . فالليبرالية نشأت منفصلة عن الديموقراطية . وقد قاوم المفكرون الليبراليون الديموقراطية أولاً . ثم استوعبوها تدريجياً,إذ إن الديمقراطية الليبرالية قامت على افتراض أساسي. وهو حرية الاختيار, ونقلت مفهوم حرية المستهلك من مجال الاقتصاد إلى مجال السياســة , فكما تصورت الليبـرالية نظامـاً اقتصاديا يقوم على المنافسة . المستهلك فيه هو السيد الذي يختار بين السلع المتنافسـة وفقاً لقوانين حرية السوق و العرض والطلب . تصورت أيضا نظاماً سياسيـا يقوم على حرية الاختيار بين الأحزاب والاتجاهـات السياسيـة ,ووفقاً لهذا التطور , فإن المجتمع _ اقتصادياً وسياسياً _ يتحرك استجابةً لتفضيلات واختيار المستهلك , رجال الأعمال يتحركون وفقا لتفضيلات المستهلك نفسه , كما يعبر عنها السلوك الانتخابي والتصويت .
وهكذا , فكما يوجد السوق الاقتصادي , يوجد أيضا السوق السياسي . ومن هذا المنطلق , إن كلمـة الديموقراطية في رأي البعض,هي مجرد تعبير مائع (( 2)) يتغير مضمونه,بتغيير المتحدث والظروف , ففي المفهوم البرجوازي الغربي , تكون الديمقراطية مرادفة لمفهوم الحرية الفردية في إطار المجتمع الرأسمالي والمساواة القانونيـة للجميع , وعدم تدخل السلطة الحاكمة في ميادين (( الرأي, والحياة الشخصية )) ومكوناتها الثلاث (( الحرية , المساواة , عدم تدخل السلطة )) ليست مطلقة . وتحتاج هذه الديموقراطية لتكون صحيحة مجموعة من وسائل التنفيذ (( الاعتماد على الانتخاب , حرية تكوين الأحزاب , حرية الصحافة , استقلال القضاء .. الخ )) لتسمح لأفراد المجتمع بممارستها (( 3 )) .وفي المفهوم الماركسي/ اللينيني - الماوي .استند تحليل الديموقراطيـة على عامل الاستلاب السلعي , أو الاغتراب , الذي يتسم به نمط الإنتاج الرأسمالي , ومعناه : أن المجتمع الرأسمالي يخضع لقوانين اقتصادية موضوعية تعمل كأنها قوانين الطبيعة , أي مجتمع خاضع لقانون السوق , يتبلور في ظاهرة العرض والطلب التي تبدو كأنها قوة خارجة عن إرادة المجتمع . فلا بد إذن من إلغاء هذا النظام , وإلغاء وجود الطبقات أيضا , من أجل سيطرة المجتمع على مصيره , وتحريره من سلطان القوانين الاقتصادية بالمعنى المطلق , فإحلال الملكية الجماعية محل الملكية الخاصة يضمن هذا التحرر من " الاستلاب السلعي" والانتقال إلى الاشتراكية عبر سلسـلة ثورة عمالية في المركز / ماركس / . أو عبر سلسلة ثورات شعبية في أطراف النظام الرأسمالي العالمي المتخلفة / لينين . وبدلا من الإسراع بالتصنيع بواسطـــة التمويل على حساب الجماهير الريفية , كان النهج الماوي يعطي الأولوية في التنمية للريف , وإقامة صناعات , أهدافها الأساسية تحقيق هذه الأولوية, وتكريس التحالف الشعبي , ورغم ذلك لم تنجح الديموقراطية الشعبية . لا في روسيا التي أنهار نظامها تماماً .وانضمت أشلاء كبيرة منه إلي الديموقراطية الليبرالية الغربية / الاتحاد الأوروبي . ولا في الصين أيضا ًبسبب استفحال البيروقراطية , وهيمنة ديكتاتورية البروليتاريا على النظام السياسي برمته .
وفي الوطن العربي , المختلف أصلاً عن الغرب في خصوصيتـه الدينية والاجتماعية والسياسيـة . تعرضت الهياكل الاجتماعية _ الاقتصادية , لتغيرات متواصلة , منذ القرن التاسع عشر , أسوة بما حدث في بقية بلدان الإمبراطوريـة العثمانية المنهارة وقد زادت حدة التغيير مع زيادة درجة الاختراق الغربي للوطن العربي, وأدى هذا الاختراق التجاري والسياسي في البداية , ثم العسكري السافر بعد ذلك , إلى سرعة تآكل الهياكل الاجتماعية والاقتصادية التقليدية , ولأن هذا التطور كان بفعل عوامل خارجية في الأساس , وليست استجابة, أو تعبيراً عن نمو التكوينات الاجتماعية المحلية . فقد جاء مشوهاً ومعرقلاً لتطور سياسي وطبيعي وتدريجي , ومحافظاً على تقليدية السلطة العثمانية في الوطن العربي , ولتعظيم وتعميق التناقضات والتشوهات الهيكلية .ومع الاستعمار الغربي السافر للوطن العربي , كانت العملية التاريخية المجتمعية تتم في إطار رأسمالي عالمي يلعب فيه الوطن العربي دور التابع المنهوب . فالتآكل القديم كان بمثابـة القتل البطيء , إن لم يكن الاغتيال . وولادة الجديد , كانت بمثابة الولادة القيصرية المتعسفة لأجنة غير مكتملة النمو , إن لم تكن مشوهة عضويا (( 4)) . فكانت هذه هي بدايات تدمير المستقبل العربي , فالجنين غير مكتمل النمو , سيموت حتماً والجنين المشوه خلقياً قد تم الحكم عليه بالإعدام
في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية , حققت الحركة الوطنية نجاحات مهمة في نضالها من أجل التحرر واستطاعت رغم زرع إسرائيل كياناً صهيونياً استعمارياً توسعيا ً في قلب الأمة العربيـة , أن تحقق الاستقلال السياسي لكل البلدان العربية باستثناء فلسطين , وانطلقت في مجالات التنميـة الاقتصادية , فأحدثت تغييرات مهمة في البنية الاقتصاديــة والاجتماعية القائمة , واشتدت وتيرة النضال من أجل نوع من التوحد العربي , وبدأت بخطوات ولو محدودة في اتجاه تعاون عربي اقتصادي وسياسي , وعلى الرغم من النجاح النسبي الذي أحرزتـه الجيوش العربية في معركتها لتصفي العدوان الإسرائيلي عام 1973 , وعلى الرغم من التأثير المهم لاستخدام النفط في هذه المعركـة في إعادة بناء توازن القوى لمصلحة حركة التحرر العربية , فإن النتائج الإيجابية لحـرب 1973 قد أُهدرت إلى حد بعيد , فقد ظن بعض صانعي القرار في الوطن العربي , إن الثراء المفاجئ يحل مشكلة التنمية ويضع أصحابه في صف الدول الغنية , وأن تعاملها مع الدول الصناعية وبصفة خاصة . الولايات المتحدة الأمريكية , يمكن أن يجري على أساس من المصالــح المتبادلة ورعايتها المشتركة , وكان هذا خطأ في فهم حقيقة كل من التنمية والإمبريالية وفي ضوء ذلك تبرز مجموعة من الأسئلة المهمة المتفرعة عن السؤال الرئيسي : هل يسمح الغرب عموماً , والولايات المتحدة الأمريكية على وجـه الخصوص بقيام أي تطور ديموقراطي جوهري .يفضي إلى ازدهار حقيقي في المنطقة العربية ؟ وإذا كان الجواب عليه إيجابياً . فلماذا يمدُّ الغرب الديموقراطي ,الكيان الصهيوني بكل سبل القوة العسكرية الضاربة وبالدعم اللامحدود سياسياً واقتصاديا لتحطيم مقدرات الأمة العربية , ولكبح عجلة التطور أو زعزعـة الاستقرار والأمن فيها .
لماذا يغـمض الديموقراطيون الغربيون عيونهم , ويتجاهلون الفضائع والجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل يوميا بحق الشعــب العربي الفلسطيني الأعزل ؟ ولماذا يشجع الغربيون الديموقراطيون الكيــان الصهيوني العنصري على انتهاك القانون الدولي والشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن , ويوفرون له غطاء سياسياً حامياً ضد أي قرار دولي ؟ .
وفي المقابل . نجد الغرب الديموقراطي / الانكلو- أمريكي / الصهيوني , يسمي المقاومة الوطنية ضد الغزو والاحتلال إرهابا, ويعلن الحرب عليها , ويحتل عسكرياً دولاً أخرى " فلسطين – أفغانستان – العراق " بذرائع الحق التاريخي ومقاومة الإرهاب وامتلاك أسلحة الدمار الشامل , ويدمر بنيتها وتاريخها تدميراً بربرياً كاسحاً , الإجابة عن تلك الأسئلـة , تتطلب أولا وقبل أي شيء , البحث عن الجذور التاريخية والفكرية التي أسهمت في بلورة موقف غربي عام اتجاه قضايا الشـرق عموماً, والشرق العربي على وجه الخصوص , و فحص الظواهر التاريخية الكبرى التي عمت المنطقة وتوالت عليهـا, وإفرازاتها في كلا الاتجاهين .
يعتبر ظهور الإسلام في قلب الجزيرة العربية وانتشاره فيها , من أهم الظواهر التاريخية على الإطلاق وتنامي سيطرته العسكريـة والثقافية والدينية . بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عام 632 تنامياً عظيماً , ففي غضون سنوات قليلة من المجابهة بين العرب المسلمين , والفرس , سقطت بلاد فارس سقوطاً كارثياً , ومن ثم انهزم البيزنطيون وسقطـت سوريا في معركتين الأشـهر تاريخياً في زخم الصراع (( القادسية ـ اليرموك )) وغيرتا صيرورة الأحداث . وتلا ذلك سقوط أفريقيا في أيدي الجيوش العربية الإسلامية , وفي القرنين الثامن والتاسـع تم فتح إسبانيا وصقلية , وأجزاء من فرنسا , في موجة قوية كاسحة , روعت أوروبا وسادهـا شعور بالرهبـة والخوف , فالعرب المسلمين ,أصبحـو _ في الفكر الغربي ـ رمزاً للرعب والدمار, وأفواجـاً من البرابرة الممقوتين , كل ذلك أحدث رجة مأساوية دائمة , تهدد الحضارة المسيحية كلها, تهديداً دائماً (( 6 )) وحينما شعرت أوروبا بشيء من القوة , عمدت أولاً إلى بناء عقيدة مسيحية على غرار العقيدة الإسلامية .ومناهضة لها في الوقت نفسه, والسعي إلى اختراقها وتدميرها . وكانت البداية في تشرين الثاني 1095 عندما عقد بابا روما أوربان الثاني مجمعا لرجال الدين في مدينـة كليرمون فران الفرنسية ثم طاف على الأديرة الكلونية في الجنوب واحداً بعد آخر , يحشد لحربه المقدسة ضد العرب المسلمين القادة والواعظين , و المقاتلين والفرسان , الذين يمتلكون السيوف و الرماح الطاهرة لتحرير قبر السيد المسيح في القدس, ولإنقاذ الاخوة العائشين في الشرق :" فالنصر يعود عليهم بمنافع أرضية محسوسة " لأن في الشرق "تفيض الأرض في الثروات وتسيل عسلا لبناً ً(( 7 ))أنها دعوة استعمارية مفضوحة, تحرض على شن حرب صليبية في الشرق ,فكانت هذه هي البداية . ولم تتوقف عمليا تلك الحروب , حتى بعد اندحار(( فرسان الرب)) في المشرق العربي فالطابع(( العالمي)) (( الكلي)) الذي اكتسبته القيمـة الذاتية للأيديولوجية الصليبية قد بقي في القرون التالية. سواء في القرون الوسطى , أو في الأزمنة الجديدة , وحتى في أحدث الأزمنة . وفي الحرب العالمية الأولى , وضعت الدعاية الصليبية موضع الاستعمال , وقد زعم الحلفاء أنهــم يخوضون الحرب من أجل" القيم العليا للأخلاق المسيحية, ودفاعاً عن الديمقراطية " وفي كانون الأول 1917 دخلـت قوات إنكلترا القدس , وأعربت الصحافة الإنكليزية عن فرح خاص: ((من جديد يملك المسيحيون المدينة المقدسة "وهذا " إنجازاً عظيمـاً , أهم من ولادة الأمم وإبادتها (( 8 )) ولقد اصبح بعد ئذ الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام الصهيونية , وراحت تعمل بكل جد ونشاط في سبيل تحقيق مخططها الرامي إلى قيام الدولة اليهوديـة في فلسطين , وقد غدا وعد بلفور بعد قبوله في مؤتمر سان ريمو 1920 دستوراً للسياسة البريطانية في فلسطين ((9 )) وبعد الحرب العالمية الثانية . أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأكثر تأثيراً في العالم , حاملة لواء الديموقراطية المزعومة , وشرطــي العالم المسلـح , الذي وحده القادر على حماية حرية الشعوب بأحدث الصواريخ من طراز كروز وتوماهوك , فهي لا تخضع لنزوات مفاجئـة دائماً وأبداً فقط , وإنما تخضع لهذه النزوات بصفتها حامي حمى التجارة الحرة أيضا (( 10 )) التي تدر عليها بأكبر الأربـاح وعلى هذا الأساس لم تكن تصريحــات الرئيس الأمريكي جورج بوش من قبيل زلات اللسان أبان تحضيره لشن حربه المدمرة على العراق . بأنها حرب صليبيـة فهي في حقيقتها كانت من أجل السيطـرة على " النفط " والفتك بالشعوب الضعيفة وإذلالها المتعمد وإعادة تشكيل المناطق الجغرافية سياسياً , ورسم خرائط جديدة لها , فالحرب على الإرهاب والبحث عن أسلحة الدمار الشامل , ومحاسبـة الدول المارقة , والتهديد المتواصل لدول أخرى , ما هي إلا حرباً صليبية غايتها صياغة برنامج الأهداف العالمي .لأن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض لنفسها حضوراً فيزيائيـاً في المنطقة العربية , تهيمن من خلالـه على منابع النفط وتؤمن حمايـة دائمة للكيان الصهيونـي . فاحتلال أفغانستان والعراق هو في جوهره تسويقاً لديموقراطية التفكيك , والتفتيت , وتدمير مستقبل الشعوب وتحريض الأقليات على تمزيق الجغرافية الوطنية , والترويج لثقافة الاستهلاك وللنمط الغربي المعولـم . أنها لعبة الديموقراطية . ومن أجل أن يستمر الوضع المهين . يجب أن تستمر المذابح في فلسطين وفي العراق . ويجب أن يستمر معه التشتت والضياع والخضوع أيضاً , ويجب أن يستمر فقدان الأمن وانتشار الإرهاب في جميع بلدان الشرق الأوسـط , لتبرير الوجود الأمريكي , وذريعة الاحتلال , واستمراره , ولتكون مادة إعلامية ساخنة تؤثر في الرأي العام الأمريكي وتحثه على المزيد من التهديد , والاحتلال ما دامت الأوضاع تسمح بذلك .
* سوريا – القامشلي – ص.ب 349 Maktoob.com@alnhier
المراجع . والهوامش
1- علي الدين هلال . مفاهيم الديموقراطية في الفكر السياسي الحديث . أزمة الديموقراطية في الوطن العربي . مركز دراسات الوحدة العربية ـ بيروت 1984 ص36
2ـ سمير أمين . ملاحظات حول منهج تحليل أزمة الديموقراطية ـ المرجع السابق ص313
ً3ـ سعد الدين إبراهيم .مصادر الشرعية في أنظمة الحكم العربية ـ المرجع السابق ص412
4-مجموعة من الباحثين ـ صور المستقبل العربي . مركز دراسة الوحدة العربية بيروت 1982 ص 134
5- أد وارد سعيد . الاستشراق : المعرفةـ السلطة ـ الإنشاء ط 1981 ص59
6- ميخائيل زايوف – الحروب الصليبية . دار التقدم – موسكو ص44
7- ميخائيل زايوف – المرجع السابق ص345
8- سمير أمين : الثقافة والإمبريالية . دار الآداب . بيروت 1997 ص 358
9- احمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ . العربي للطباعة والنشر والتوزيع 986 ص620 وما بعد
10- هانس بيتر مارتين . هارالد شومان . فخ العولمة . سلسة عالم المعرفة الكويت ط2 2003 ص349 .
#أحمد_محمد_النهير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟