|
مسار الإصلاح الاقتصادي في العالم العربي / يتطلب إلى ربيع أخرّ …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 21:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ عادةً السياسي لا يحارب بالسلاح تماماً 👍 كما هو الذئب ، إلا بعد إستخدام ابتسامته والتى تعتبر أكثر نعومة إذا جاز القول هكذا ، ولكنها أكثر حزماً ، ولم يكن مدهشاً ، بل تعود المراقب على السياسة المتحركة والمتغيرة ، وفي هذا المجال كل شيء مفتوح ، وهو غير ثابت ، لكن في المقابل ، يعي المرء جيداً 😎 أن التصالح هنا 👈 أو هناك👆 ، لا يعني أن الخلافات ستنتهي أو سيعلنون المتنافسون الإقليميين بدفن صراعاتهم مرة واحدة ☝ وللأبد ، لكن أيضاً ما يلفت الانتباه له حقاً 😟 ، ومن المفهوم ذاك البسيط الكلاسيكي للسياسة العصرية ، أن المصالحات بين القوى النافذة على الصعيد الإقليمي تكفل في عدم إنجرار الصراعات القائمة أكثر ما هي عليه ، بل ما يمكن 🤔 لمسه من هنا 👈 أو هناك 👆 ، لأخطار تهدد بمزيد مِّن التدهور الاقتصادي في المنطقة ، هو أن ثورات الربيع العربي وما تعرض له الاقتصاد بسبب الفيروس من انتكاسات ، كانا السبب🤬 في الركود والكساد في أغلب اقتصاديات العالم ، بالطبع تفاقم الوضع بسبب تفشي 😷 فيروس 🦠 كوفيد19 ، لهذا ، وقبلئذ في الواقع ، تحتاج الدول في الشرق الأوسط الذهاب إلى مسار الإصلاح الاقتصادي وأيضاً الإعتماد على تنويعه وتوسيعه بأسلوب يصل به إلى معالجة التضخم والفائدة العالية والركود .
هنا 👈 درس بليغ ، بالطبع ، يتبعه الكثير من جواهر الدلالات ، وهي سطور تسعي في الأصل ، في المقابل ، إلى التركيز على الرأسمالية المثقلة بالديون ، وبعيداً عن الثورة الصناعية أو المكانة العلمية ( المرتفعة ) التى بفضلها اتاحها النظام الرأسمالي ، إلا أن ومع سقوط النظريات المنافسة ، أدى ذلك إلى ترحيل أزمات الرأسمالية/ الديمقراطية إلى مربع يُعرف أو بالأحرى يُطلق عليه ، ( بشراء الوقت ) ، ولعل أن الأزمات الكبرى غير ظاهرة للبشرية تماماً 🤝 👌 كما يجب ، لأن حتى الآن لم يظهر بديل حقيقي يعالج ما تعانيه الرأسمالية من ثنائية البطالة والديون ، وبالرغم أيضاً ، أن القارة الأوروبية كانت قد عالجت مبكراً الرأسمالية من خلال هندسة 📐 العلاقة بين أقتصاد السوق والطبقة العاملة ، عندما أضافت البعد الاشتراكي والاجتماعي عليها ، لكن لا يمكن القول أن الأمور أستمرت👍 على النحو السابق ، بل مع مرور الزمن ، ومع مجيء الثنائي ماغريت تاتشر ورونالد ريغان إلى سدة الحكم ، وضعا النيوليبرالية كنظام جديد وبأسم الحرية لكي يتماشى مع الأجيال الجديدة ، بالفعل كانت الخطوة التى أسست إلى مأسسة الفساد والاستبداد الاقتصادي ، وهذا بالطبع ، لا يخفى على الإنسان العادي فكيف بالاقتصاديين البارعين ، لقد بدأت ركائز الاجتماعية بسبب النيوليبرالية تصاب باختلال مصيري ، لأن القواعد التى كانت تحمي العمال والقوانين والتى بدورها تكفل في توزيع الثروات بشكل عادل أو منصف على الأقل باتت مهمشة أو تم القفز عليها .
إذنً ، لا بد ترحيل الأزمات الحالية وقلق الشعوب إلى العارفين في الشأن الاقتصادي ، لأن السؤال المركزي ، هو كيف يمكن🤔 الخروج من الأزمة الحالية ، وبأقل التكليف ، شخصيًا أنحاز إلى القاعدة التى تقول ، على أيةُ حكومة ترغب بمعالجة أقتصادها ، ببساطة عليها اللجوء إلى تخفيض الفائدة كخطوة أولى في الطريق الصحيح ، وأيضاً ، المباشرة في تقليص النفقات العامة والتى تندرج تحت👇بنود المصاريف ، ثم لا بد من مواجهة حقيقة 😱 ، كانت قد ترسخت في ذهن الدولة والشعب معاً ، هي مسألة العملة المحلية ، تورطت الدول النامية في إتباع سلوك ونهج ما يسمى باستقرار العملة في الدول الصناعية ( المتقدمة )، كان فهم الاستقرار هنا خاطئ 😑 وكارثي لدرجة أنعكس ذلك سلباً على النمو وبات التضخم يتصاعد أكثر فأكثر ، الذي دفع تاريخياً الدول هذه إلى فرض مزيد من الضرائب غير النافعة ، أي أنها لا توظف في الخدمات والمشاريع التى تنفع دافعها ، وبالتالي ، الرئيس ريغان السابق 🇺🇸 ، وفي الخلاصة بسيطة ، وأقول ذلك دون تردد ، لقد أنقلب على الأسس التى وضعها الرئيس الأسبق 🇺🇸 روزفلت والتى بدورها ساهمت في ترسيم العلاقة الثلاثية بين أصحاب العمل والعمال والحكومات ، وهذه العلاقة بصراحة 😶 مهدت إلى انتشال الاقتصاد من أزمته السابقة وبات يصنف بالاقتصاد الواعد ، لأنه أعتمد على الإبداع والإنتاج ، بالطبع ، من أهم انجازته وضع حد للحكومة من اللجوء لطباعة المزيد من النقود لمنع التضخم .
في خطوة أولى قبلئذ ، منذ الحرب العالمية الثانية ، كما هو معروف ، النظام المالي العالمي توحد ، وهو النظام الذي سيطر ويسيطر على المجتمعات ، لكن أيضاً في المقابل ، وجدت مثل القارة الأوروبية طريق للوحدة ، وعلى الرغم من اختلافاتها ، لكن توحدها لم يكن بسبب الدين أو اللغة أو القومية بقدر أن اليورو ( عملة الإتحاد الأوروبي 🇪🇺) هي السبب في وحدتها بعد التحالف العسكري ، والحال أن مع الديون المتفاقمة وجائحة الوباء ، إرتفعت الأسعار الاستهلاكية في الحياة اليومية والشهرية بشكل جنوني ، أو بالأحرى خرجت الأمور عن المنطق ، وهذا الخروج قدم سؤالاً استهلالي بات يطرح من عامة الناس ، ماذا 🤬 الذي يحصل ، بل لم تتوقف التطورات إلى هنا 👈 ، لقد شجعوا النيواليرليون بعضهم البعض في تأزيم الواقع ، فالبنوك المركزية والمحلية أخذوا نفس الخطوات ، عندما رفعوا الفائدة من أجل 🙌 تعويض خسائرهم التى فرضها الفيروس ، وكلاهما في حقيقة 😳 الأمر ، وجهاّ ضربات قاسية وربما قاتله لأي مشروع حكومي يهدف انعاش الاقتصاد مرة آخرى ، بل ما يجري بصراحة 😶 سيكون هو السبب في عدم قدرة أي حكومة معالجة التضخم أو ربما قد تفلت الأمور من السيطرة ، بل ايضاً لعل التصعيد الحاصل والذي لا يكترث لأصول العلاقة الثلاثية ، تشير ☝ بأن النظام العالمي اليوم يعتمد على نهج بليد ذهنياً ، وهو أشبه بسلوك المقامرين ، بالفعل ، لا يرغب سوى بمنطق الاستسلام واللجوء إلى رفع أسعار السلع وأيضاً الفوائد البنكية ، وهذا النهج غير المدروس ، سيضاعف الأزمة ، لأن ببساطة البطالة ستزداد ، بالإضافة للعاطلين عن العمل ، سيكون هناك 👈 شرائح واسعة ستضطر إلى تقديم استقالتها من أجل 🙌 البحث عن فرص عمل وبرواتب تلبي المعيشة الجديدة ، بالطبع ، كل هذا في إعتقادي الشخصي ، هو نابع من عدم قدرة الحكومات من إيجاد اقتصاد بديل عن الفائدة المرتفعة والتى تهدف منها البنوك توفير السيولة .
يستخلص المرء من التراث الاقتصادي العالمي أمرين ، بالفعل ، هناك مدرستان طاغيتان ، الأولى أعتمدت على إنشاء مشاريع حقيقية على الأرض 🌍 ، توفر لها عوائد لكي تسدد فوائد المدخرين ، وهي فوائد تعتبر ضمن المنطق والمتاح ، والأخرى ، ذهبت مع الذاهبين ، تُرحل هذه المدخرات إلى دول مثل روسيا 🇷🇺 والأرجنتين 🇦🇷 وايضا هناك قائمة طويلة من الدول الأخرى ، لكي تحصل على فوائد عالية ، وهذا الترحيل الخارجي يُحرم الاقتصاد المحلي من الحركة والنمو والتطور ، بل هي معرضة بكل تأكيد إلى الإفلاس ، تماماً 👌 كما حصل مع الدولة اللبنانية 🇱🇧 ، بل قد تكون الأزمة اللبنانية ليست كما أشير لها ، على أنها أزمة سياسة فحسب ، بقدر أن الأزمة المالية سببها إرتفاع نسبة الفوائد والتى ببساطة إن صحت المعلومات ، فإن أموال المدخرين تآكلت بين تسديد الفوائد والجهات التى حصلت على رأس المال .
لا يجد المراقب غضاضة صريحة في الإقرار بأن طريقة تركيا 🇹🇷 لمعالجة الديون والتضخم من خلال تنزيل الفائدة لصفر ، هو أمر صحيح وصحي ولا لبس فيه ، في المقام الأول ، بل يجنب الدولة من الإفلاس ، لكنه أيضاً ، يُنفر المستثمرون من الدولة ويدفعهم إلى مناطق تعتمد على طريقة المقامرة ، ترتفع فيها الفائدة ، لكنها غير أمنة ، إذنً ، من يتجاسر على تقديم البديل ، كما صنع الرئيس روزفلت 🇺🇸 عندما أعاد الاقتصاد الواعد من خلال العلاقة إياها ( الاجتماعية الاشتراكية ) بين أصحاب العمل والعمال والحكومات . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سؤال الميلون / تحولات مرضية بين نهاية الأسبوع والفيروس …
-
تعويم العلمة التركية 🇹🇷 / شرط أساسي للانتقال
...
-
التفكيك الصيني 🇨🇳 للاحتواء الأمريكي 🇺
...
-
المأساة العراقية تفوقت على اليابانية / بين مقذوفات اليورانيو
...
-
جيم كاري 🇺🇸 الطاقة المتنوعة / لم يقعده المرض
...
-
التوازن بين فوائد إنتاج التكنولوجيا وعواقب ذلك على حياة الكو
...
-
دعوة مريخية / نيازك تتساقط ومراكب تتصاعد …
-
باب المندب وما أدراك ما هذا الباب / كما هو نعيمي ايضاً هو با
...
-
السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن
...
-
التعرية بقرار ذاتي / من عين المخبر إلى عدسة كاميرات 🎥
...
-
حتى الآن 800 آلف مقاتل 👮♂👩🏿&
...
-
الاستعمار مازال مستمر / لكن بطريقة تتناسب مع التطور الكوني /
...
-
مافيويون بأقنعة سياسيين ، مافيِة كل شيء …
-
التاريخ والذاكرة والهوية الجامعة 🌝 🇯🇴
...
-
أنتصار ✌أكتوبر 🇪🇬 ، العبور الذي غير ال
...
-
هل صياح الديك 🐓 🇫🇷 كافي لإيقاظ أمةً
...
-
بين فقدان الثقة ومضاعفة الثقة / اغتصابات بلا كعب 👠 و
...
-
فرنسا 🇫🇷 تكرم العملاء ، من يكرم أحرار فرنسا
...
-
عقدة 🪢 التجديد / انفق ابو رؤوف ...
-
من سيشكل الشرق الأوسط الثاني ...
المزيد.....
-
شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
-
بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟
...
-
هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
-
أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
-
باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ
...
-
وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص
...
-
تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
-
من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين
...
-
سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص
...
-
وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|