أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - حريق ...في طريق الوحدة.














المزيد.....

حريق ...في طريق الوحدة.


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


حريق ....في عمارة الوحدة...
●●●●●●●●
في طريق الوحدة توجد عمارة الوحدة.. يسكنها اناس مختلفون..في كل شيء..في الطباع والعرق وفي الاحساس مع الاندفاعات البشرية ..ابوابها من حديد ومنزوعة الاقفال..وحراسها من خنوثيات غافلة البال..لا هم لهم و لسكانهاسوى التفاخر والتهكم والقيل والقال..عمارة الوحدة لهذه الاسباب يعدونها جد راقية في طريق الوحدة ..!!..لم تكن عامرة عن اخرها..فلا تزال بعض شققها شاغرة..الا ان الساكنة القاطنة بها كافية لاحداث الحركة و الضجة والحياة في مصعدها ودرجها وفي طبقاتها ..كأنها مصب نهر كبير فيه تصب كل الشعب والمسيلات المتنوعة ..بعض السكان قادمون من المداشير والمدن الصغيرة المحيطة بها والبلدات المجاورة الاخرى..وقرويون يطمحون في الاستقرار في الحضيرة لمزاولة مهن خفيفة في النسيج المدني الهادر بعيدا عن صفاء الحقول وهبوب الريح وسقوط الامطار..وبسمة الطبيعة العذراء..متبرمون من الجهد والكد البطيء والمثمر.. شغلهم الشاغل في نزع حقهم من النعم الجديدة والرفاهية والازدهار الوهمي الذي تغرقهم به علامات الاشهار وشاشات التلفاز والاجهزة الهاتفية الذكية ..منهم..مهاجرون سود من بلدان جنوب الصحراء...من طبعهم الرخاوة والتختل والتيه بخطوات مرفهة يحلمون بغد غني وسهل عن طريق التسول في المنعطفات..وملتقيات الطرق الكبرى القريبة من عمارة الوحدة..ومنهم كذلك اولئك الفارين من الخراب العربي..الذي داهم بعض الدول الديكتاتورية العربية الهشة من سوريا وليبيا ..واليمن وو غيرها ..!!..ومنهم طلبة وطالبات فاتنات يبحثن عن متعة الجسد والتيه والعزلة عن مجتمع منهك ومحصور ..بعضهم يقول انهم ليسو سوى .ارهابيين .هاربين من الاحياء الجامعة المتخمة بالصراعات السياسية والفكرية والدينية التافهة ...على كل حال تنغل عمارة الوحدة في شارع الوحدة بالكلامالفارغ والثرثرة والحوارلت المتقطعة و الساخنة القصيرة عن الامال والاحلام والخيبات في مسالك العيش لساكينيها...والبعض يعتقد انها عمارة تسكنها الطبقات الوسطى ..شرائح احتماعية لاهي قريبة من القاع الاجتماعي الموغل في القهر والحرمان ..ولاهي حققت امانيها في المال والجاه والسيادة في المجتمع..ولذلك من الطبيعي ان سكانها لا يجتمعون على كلمة واحدة توحد مواقفهم من الحريق..ذلك الحريق الذي شب في شقة في العمارة ..!..وترك جدران العمارة سوداء..
فمن الرصيف المقابل للعمارة صاح تاجر الحلزون الملتحي الذي لا يكف عن الاستغفار ..ولو للحظة واحدة ..قفز من أمام عربته .يصيح..حريق...حريق...اينكم يا حراس العمارة ..ويداه تهتزان تشيران الى النيران المتسربة من الشرفة في الطابق الثاني..و السنة اللهب طويلة وممتزجة بالادخنة السوداء..تراقص الرياح الى الاعلى ..الى الاعلى ..الى الشرفة العلوية المجاورة...قال احدهم لاخر ...طول اللهيب يصل الى ثلاثة امتار...او اربعة ..قال اخر..خمسة امطار واكثر ..وصاحت بجانبهم امرأة..خرجت لتوها من باب العمارة تجر اطفالها ترتدي بدلة النوم تضع على وجهها قناعا من الحنا السوداء ..صاحت ...انقذونا...انقدونا...ماء...ماء..،!..كادت تلك المراءة ان تسقط ارضا من شدة ما كانت تختنق..ولا احد من المتجمهرين اسفل العمارة اثارت انتباهه.او سمع صراخها ..كان الجميع مشغول بلقط الاشرطة والصور بهواتفهم الذكية..لطول اللهيب ..!!..قلة منهم اتصلت بالفعل بهاتف الوقاية المدنية..ورجال المطافئء.لكن كانت الخطوط مشغولة..بمتابعة اشواط مبارة المنتخب الوطني..ضد منتخبا وطنيا اخر...!....من الرصيف المقابل وصلت النجدة شباب غريب عن العمارة ..تطوعوا حاملين وسائل الاطفاء..اطفئوا الانارة ..ومدوا الخراطيم..!..
لا احد من سكان العمارة ..عمارة الوحدة كان على معرفة بهؤلاء الابطال ...!..كانوا ابطال حقا في الخفاء.اغتسلوا ثم .حملوا عدتهم وغادروا ..المكان ..بعد ان اطفئوا النيران..!..عندها وعندها فقط استفاق سكان العمارة من غفوتهم و حققوا في الصور و الاشرطة في وجوه هؤلاء الغرباء..الذين اخمدوا نار.عمارة الوحدة .بوسائلهم البسيطة...ثرثروا..وتقولوا ..واجمعوا..على انهم مجرد ارهابيين ..ارسلهم...بائع البربوش,,,( الحلزون.)..!!!
ع.س......



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما قال فلوبير ..انا ...مدام بوفاري
- بعض الناس ...صناديق
- من سيعيد تربية الاخر ..الشعب ام الحكومة ؟
- الحرطاني في معرض الفنون الجميلة ..
- الكأس الاخيرة
- بنت الشيطان ...
- بوشعيب ..المعلم المحبوب
- مدام زنوبا في باب الرخاء..
- طير... يا حمام..........
- في شاطئء الكلاب..
- سيكاتريس 2
- سيكاتريس 1
- المشي في طريق الكلس
- كلب الفيلسوف
- فودكا....
- لجنة النموذجي التنموي.وتقرير اللاجدوى..
- سلاليم الريح
- تحشيش في الممكلة.
- في ساحة بطعم الغبار...
- غسلوا عقولنا..وتركوهاخاوية..


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - حريق ...في طريق الوحدة.