أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - عندما قال فلوبير ..انا ...مدام بوفاري















المزيد.....

عندما قال فلوبير ..انا ...مدام بوفاري


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 7092 - 2021 / 11 / 30 - 23:24
المحور: الادب والفن
    


عندما قال غوستاف فلوبير ..انا مدام بوفاري ؟
بعد ان اشترى والده قصرا كبيرا يطل على نهر السين قرر الابن فلوبي ران يتخد منه مسكنا . وكان يكتب لمدة ستة ساعات في اليوم ويمزق ما كتبه في اليوم الموالي ..وفي ذلك الوقت يلتقي بالشاعرة لويز كوليه التي سرعان ما اصبحت عشيقته .حدثها عن حيرته في الكتابة كان قد قرا عليها قصة بعنوان البائسون وما ان انتهى من القراءة حتى قدف بالاوراق من النافذة وصاح ( هراء ...هراء ...كل ما كتبه هراء .متى متى تبدأ يافلوبير بدليتك الحقيقية ؟)..
قالت له كولييه ( يجب ان تعدل تماما عن كتابة موضوعات غامضة ..خد موضوعا من الواقع ..الم تقرأ في الصحف عن حكايو مدام (دلفين ديلمار )..انها تستحق عملا ممتازا بشرط ان لا تقول لي انك كنت احد عشاقها ؟)..
_ لللسف لم اكن في قائمتها .
_ حسنا اكتب عنها اذن .لو كنت امتلك موهبتك لما ضيعت هذه الفرصة ...
_ ماذا لو تعرضت الى مضايقة عشاقها ؟ هل تريديني ان انهي بقية عمري في السجن بتهمة التشهير بمواطنين شرفاء ....
ضحكت كوليه على عبارة مواطنين شرفاء. وكانت تدرك في قرارة نفسها ان الموشوع قد اسنهوى فلوبير وانه سيكتب عليه قريبا ..
اخد فلوبير يبحث عن حكاية المدام ديلمار . فماذا وجد ؟
كان الزوج يوجين ديلمار طالب طب يدرس الجراحة على يد والد فلوبير .(....).
وكان طابلا عاديا فشل في العديد من الاختبارات الجامعية ولم يستطع نيل دبلوم الطب فاصبح مامورا في احدى مراكز الصحة.و في ذلك الوقت تزوج بامراءة تكبره في السن لكنها توفيت بعد سنوات فاصبح وجيدا وراح يبحث عن رفيقة لحياته . عندئد قابل فتاة في السابعة عشرة من عمرها جميلو دات شعر اشقر وقوام متناسق كانت ابنتة لواحد من مرضى ديلمار . تعلمت في دير وقد امتلاء راسها بالاحلام التي تثيرها قراءة الروايات الرومانسية . في البدء انها تزوجت بفارس احلامها لكنها سرعان ما اكتشفت ان ديلمار انسان فاشل بل وثقيل الظل ولا يملك الطموح .وهي كانت تحلم برجل مندفع ومثير .لكنها بدى من ذلك تزوجت بانسان غبي يصفه فلوبير بدقة :( كان حديثه مسطحا مثل رصيف الشارع .انه لا يستطيع السباحة .لا يستطيع المبارزة والامساك بسلاح ناري .مشاعره عادية .يعانقها في اوقات محددة .واصبح الجلوس معه لا يحتمل .يحلو له ان يلتهم الطعام الذي امامه بشراهة ثم يذهب ال الفراش ليستلقي على ظهره ويشخر ..)
وكانت كثيرا ما تردد حين تكون وحدها :( يالاهي لماذا تزوجت ؟)..وتحاول ان تتخيل ذلك الزوح الذي لم نعرف رجلا وسيما وفطنا ومتميزا وجدابا ..وتسال نفسها ما العمل :؟
هل سيدوم هذا البؤس الى الابد ؟وهي تتوق الى الحياة الصاخبة تبحث عن الحب عن رجل يختطفها ويطير بها بعيدا . لذلك قررت ان تفتح الباب المظلم .ففي مقابل احتقارها لزوجها وللحياة السخيفة التي تعيشها معه نظرت في المرأة ال جمالها وايقنت انه بامكانها ان تحول احلام اليقظة الى واقع حي .قررت ان تكتشف عالما اكثر اثارة يجقق لها وجودها . وبدات تبالغ في انفاق الاموال على الالبسة وحضور الحفلات دون ان يعلم زوجها . وسرعان ما تراكمت عليها الديون وبعد ان تفقد الشهوة في الملابس والحفلات تقرر مع نفسها ان تغوي الرجال ..في البداية كان العشيق جارا لها يدعى كامبيون , ثم عامل المزرعة ,ثم كاتب العدل والعقود ,ثم العديد من الموظفين الشباب ..ويكتب فلوبير في الرواية لقد بدات تعيد الى ذهنها بطلات الرويات التي قراتها . وبدأ هذا الفيلق من النساء العاشقات يغرد في راسها ..اهملت زوجها وابنتها الصغيرة واقاربها وجيرانها .لكنها في النهاية بدات تشعر بالملل . كل هؤلاء العشاق الذين مارست معه الجنس مخيبون للامال ..واخيرا في فجر السادس من اذار 1848م بدات المشاكل تحاصرها . زوجها افلس .العشاق تبخروا .وهي تقرر ان تتناول جرعة مميتة من الزرنيخ لتنهي حياة بلا طعم ولا امل ...
كان فلوبير مقتنعا بان بان قصة (ديلمار )هذه هي الوسيلة الوحيدة لاثبات موهبته الادبية . ولاسكات الاصوات التي كانت تقول ان هذا الشاب الذي دخل عامه الثلاثين سيظل مجرد مراهق ابله طائش يلهت وراء رائحة النساء . الا ان هناك مشكلة يجب ان يجد لها حلا ..فاقصة سوقية ونشرتها معظم الصجف الصفراء ..لكنه لم يستطع مقاومة سحر السيدة ( ديلمار ) واصرارها على التمتع بكل ذرة منجسدها . بقيت مشكلة اخرى هي رفض امه القاطع ان يكتب موضوعا عن هذه السيدة خوفا من مقاضاته ..وايضا لان الموضوع مبتدل ..لكنه في النهاية استطاع اقناعها بعد ان قرر تغير اسماء الشخصيات لتتحول السيدة (ديلمار ) ال المدام بوفاري ..فلا اخد يعرف هذه الاخيرة ...
حسنا ...سارت الرواية ببطء شديد في كتابتها .ستة صفحات في كل اسبوع ..ومرو قال لامه : ( يالها من مهنة صعبة مهنة الكاتب ..والقلم اشبه بمذاف ثقيل ..)
ظل يعمل سبع ساعات في اليوم على مدى اكثر من خمس سنوات ..درس خلالها كل ما يتعلق بالروايات الرزمانسية ربما التي قراتها السيدة (ديلمار )..او مدام بوفاري ..وحاول دراسة ثاتير مادة الزرنيخ على وظائف الجسم ومن حين لاخر كانت الكتابة تصيبه بالمرض ..يقول :( عندما كنت اصف تسمم ايما بوفاري كنت احس بطعم الزرنيخ في فمي وقد عرضني ذلك الى الام في النعدة وسوء في الهضم ..رافقني طول حياتي .)
ويكتب ال صديقه :( لقد توقفت عن الكتابة ؟ لا استطيع مغالة دموعي ؟)..
ولم يكتف فلوبير بشهادات الجيران ومعارف السيدة (ديلمار) بل ذهب الى القرية يستطلع مجريات الاحداث التي تتعلق بتفاصيل حياة البطلة .. وفي الدوائر الرسمية ومراكز الشرطة اطلع على التقرير التالي ( يوم السادس من اذار 1848م انتخرت في قرية ري نورمانديا سيدة في السادسة والعشرين من عمرها بتعاطي كمية كبيرة من الزرنيخ )
وفي النهاية يجد نفسه قد كتب اكثر من 1800 صفحة من القطع الكبير .
لم يحاول فلوبير قراءة الرواية على المقربين منه . زيكتب ا مه :( اشعر انني كتبت عملا كبيرا .لا اريد عرضه على هواة تحطيم الادباء وحفاري قبور الاعمال الفنية . ساذهب بالمخطوطة الى الناشر ..توا )..لكنه ما ان يسلم هذه الحزمة الكبيرة من الاوراق الى احد الناشرين المعروفين الذي وجد صعوبة في قراءة خطه الرذيء . وايضا لم يستهويه الاسم . من يشتري رواية اسمها (مدام بوفاري )؟ كما ان الرواية تحتاد الى تعديلات سيقوم بها الناشر نفسه بدءا من الاسم الذي سيتغير الى (قلوب في العاصفة ) وانتهاءا بمشهد الموت حيث اقترح الناشر ان تقتل المدام بوفاري على يد زوجها بعد ان يضبطها متلبسة بالخيانة ....لم يريد فلوبي ران يصفع الناشر لكنه طلب منه بهدوء ان يرد الية مخطوطته ..وانصرف .
ذهب بروايته الى( صديقه مكسيم دو كامب ) الذي نشرها في مجلة ( ريفيو دو باريز ) على ستة اقسام . وقد اثار نشر الاجزاء اولى عاصفة .فما ان ظهرت الرواية حتى ثار المشتركون في المجلة وصاحوا غضبا ِ| ان المجلة تنشر قصصا فضائحية و لا اخلاقية | وكتبوا رسائل يهددون الناشر لان الرواية تسيء الى سمعة فرنسا بكاملها | وهل ثمة امثال تلك المراة . نساء يخدعن ازواجهن .ويقابلن عشاقهن في الفنادق وبيت الزوجية |
ويحاول الناشر ان يهدئ غضب القراء بان يطلب من المؤلف ان يجري تعديلات على الاحداث ..(اسف لن اعدل حرفا ..) اجاب فلوبير ..
_ انت لا تعرف حرج موقفي ...؟قال الناشر وهو يخرج من جيبه خطابا من سكرتير القصر الامبراطوري الفرنسي يقول فيه ان نابليون الثالث ..مزق العدد الذي نشرت فيه اول حلقة وقدف به في وجه السكرتير .....وما ان تمضي المجلة في نشر الحلقات الاخرى حتى تقوم نقابة الاطباء برفع دعوى تطالب فيها المؤلف والناشر بتعويض مالي كبير نه اساء الى سمعة الطب والاطباء .بعدها يتقدم عدد من المواطنين بدعاوى جديدو الى المحكمة بتهمة نشر عمل اباحي يسيء الى الدين ....ويقف فلوبير امام القضاء مدافعا عن وليده ..قائلا:( ايما بوفاري من ابتكارات خيالي ونتاج عبقريتي الفنية .. ايما بوفاري ...هي انا ...)
واخيرا اصبحت مدام بوفاري حرة ..واقترح احد الاصدقاء نشر الرواية كاملة في مجلدين ..وحلال عام 1857م صدر الجزء الاول الذي بيع منه 50.000 نسخة في شهر واحد. وارسل فيكتور هيغو تهانيه الحارة واعجابه الشديد بالرواية (مدام بوفاري ) وقال عن مؤلفها ان له اسلوب خاص به .

ع.س



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الناس ...صناديق
- من سيعيد تربية الاخر ..الشعب ام الحكومة ؟
- الحرطاني في معرض الفنون الجميلة ..
- الكأس الاخيرة
- بنت الشيطان ...
- بوشعيب ..المعلم المحبوب
- مدام زنوبا في باب الرخاء..
- طير... يا حمام..........
- في شاطئء الكلاب..
- سيكاتريس 2
- سيكاتريس 1
- المشي في طريق الكلس
- كلب الفيلسوف
- فودكا....
- لجنة النموذجي التنموي.وتقرير اللاجدوى..
- سلاليم الريح
- تحشيش في الممكلة.
- في ساحة بطعم الغبار...
- غسلوا عقولنا..وتركوهاخاوية..
- سقوط في الفناء...


المزيد.....




- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - عندما قال فلوبير ..انا ...مدام بوفاري