أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - تونس تناديكم...يا من يسكن الوطن فيكم














المزيد.....

تونس تناديكم...يا من يسكن الوطن فيكم


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7091 - 2021 / 11 / 29 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


في ذكرى مولد ثائرها الأفصح، مازالت ثورة تونس الأجمل تنتظر حُكم القضاء فيمن أسَالوا دَمَ فَتَى فِتْيان الثورة ذات يوم عاصف من العام الثالث للثورة.
اليوم 26/11/2021 و الذي يوافق تاريخ ميلاد الشّهيد، يُقرّر القضاء التونسي مجدّدا تأجيل النّظر في قضية اغتيال شكري بلعيد إلى أواخر شهر مارس من العام القادم لتكون وقتها قد اكتملت حلقة تسع سنين بالتمام و الكمال على رحيله المفجع من دون أن نعرف حتّى بعض الحقيقة حول من قرّر و دبّر جريمة ضرب الثورة الوليدة في مَقتلٍ صباح السادس من فيفري 2013.
السادس من فيفري من ذلك العام!!!
آهٍ ... من ذلك اليوم الذي كان! و آه... من وجع ذكراه اليوم في البال...
ومن منّا ينسى يوما كان على تونس شديد...يوما ارتقى فيه المغدور بلعيد شهيد...
ذلك اليوم الأمرّ في عمر الثورة الطريّة و في عمر كلّ من آمن بأنّها ثورة تونس النقيّة على وجهها السّقيم : وجه الظلم و القهر والبؤس و العبوس.
كانت ثورة واعدة بالاحلام العِذاب؛ انتفضت معها تونس فجأة من رمادها، و اشتعلت النّار في شبابها و كان صوت شكري بلعيد الهادر يُجلجِلُ، مُدويا، في كلّ أنحائها.
كان شكري قائدا فصيحا...و كان رجلا رقيقا.... و كان فَطِنا بليغا حكيما.
كان صاعدا نحو حلمه بتؤدة فأَرْدُوا جسده أرضا و طار حُلمه -منهم-... بعيدا-عنهم- ... بعيدا جدا...في عُلاه.
كان مؤمنا بما يقول...
كان ينطق صِدْقًا... فما أسقطوه، و ما استطاعوا،إلاّ غَدْرًا!!
يوم أسقطوا جسده النّحيل...سقط ما في يدي،،،
انكسرقلبي و فاض دمعي... فنهض قلمي و استجمع قواه و حمل عنّي حلُمي و ... كتَبَ:
تونس تُناديكم يا من يسكن الوطن فيكم...
أغيثوني أحبتي،،،أغيثوني، قد خرجت من رحِمي وحوش تبغيني لِتُفنيكم!
هلمّوا إليَّ أحبّتي و لا تتكاسلوا و لاتتدافعوا...حياتي اليوم أمانة بين أيديكم.
جاؤوكم كالتتار من هنا و من هناك، ليستعبدوكم، ليقهروكم... و استعانوا بالغريب و بحُسن معشركم فغلبوكم.
ضحكوا عليكم...
وعَدُوكُم فصدّقتُم و يَدُكُمْ لهم مددتُم...فعقروكم!! يا لدهائهم و يا لبراءة الثوّار التي بها ابتُلِيتُم!
اليوم يقولون لكم: ثورتكم صارت لنا و هذا البلد أضحى شيئا من مُلكنا و كما رأينا يوما جهنّم، إيّاها اليوم نُورِيكُم!!
يا ويلكم منهم... هذا بلاء عظيم، يا أهل الخير، أَلَا فاستفيقوا.
تجلّدوا، أحبّتي، و لا تقنطوا و لا تطلبوا ثأرا!!!
ثوروا فقط عليهم: الثائر الحق لا يطلبُ إلّا الحق فهاتوا منهم حقوقي.
ثوروا...تحرّكوا، تراقصوا و لكن لا تخرجوا منّي...إلى أين تخرجون؛ أَ إلى البحر؟ أم إلى الكمَدِ أم إلى النّوم العميقِ!؟
سأموت في بُعدكم شوقا...أَلَأ فادركوني...
هذا ندائي الأول و الأخير، أَوَ تسمعون إِذْ أناديكم؟؟؟
أما يكفيني، أحبّتي أن حُرمتُ دوما من أجمل و أصدق من فيكم!!
ليس لنا من لقاء إلاّ هنا و من هنا سأظل أغنّيكم...
كونوا معي و أحلى الحياة، كما تمنّيتم، إن شاءالله، أُهديكم.
ولكن، يا أحبّتي، و برغم إيماني و برغم كل أحلامي، فإنني اليوم في أرضي دمعة هائمة و حزينة،،،فأنا الثكلى و أنا الأرملة و أنا اليتيمة!! قلبي على كبدي ملتاع و وجهي ملطّخ بذكراه...بالغدر الذي فجّر الرّأس التي كانت للحق تَهديكم.
أحبّتي، كلّ رجائي وضعته فيكم فأجيبوني: أيُسفكُ دمُ الحبيب أمام أعينكم و القاتل يرتعُ بينكم حرٌّ طليقٌ؟؟؟؟
لا يا أولادي، لن أرضى عنكم ما رضيتُم بغادرٍ فوق أرضي.
تموت بالغدر أرض الحب، فلتُحيوني لِأُحْيِيكم.
لن أرضى عنكم إن تخاذلتم و لن أعفو عنهم و لن أصفح...
إنّه الدّم يا أولادي!!! إنّه الدّم.
دَمُ العزيز، دم الثائر، دم الأبي،دم الصّادق، دم الجَسور، دم المغدور...دَمُ شكري.
وَيْحَكُمْ!!! أَنَسِيتُمْ حتّى أُذَكِّرُكُمْ بحقِّ أخيكم.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمّة الهمّامي...و السّياسة غير -راضية-!!
- أَقْتَلُ الحُرُوبِ... حُرُوبُ الأَزْوَاجِ!!
- لو كان رئيسا لتونس بحق..!!!
- تونس المسروقة...لنا تعود
- و تشقى النّاسُ…بالنّاسْ!!
- لستُ إمرأة!!
- يَوْمَ التقى القلبان...
- للرّجعية في تونس اليوم... عنوان: عبير موسي و شيخ الإخوان!
- الرَّئِيس يَلْتَجِئ إِلَى ʺالمَعَرِّيʺ... وَ مَنْ ...
- ابشروا...إنه الربيع البشري
- بركات الوباء
- لا في الفناء...و لا في البقاء
- مرحبا بالوباء
- حضارة طالت ...و اليوم إلى زوال
- أحبّ أدوارهم...
- نحن المطلوبون...للموت
- الكوكب الأجرب !!!
- لِتَفْهَمُوا...لماذا أَتَى!
- النّاس، بالخوف، ميّتون...
- ظَلَمُوا الكوكب البديع!


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - تونس تناديكم...يا من يسكن الوطن فيكم