|
كتاب السعادة _ دفتر 11
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7091 - 2021 / 11 / 29 - 08:04
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
دفتر 11
( الشقاء الإنساني )
تذكير بنوعين وطريقين للشقاء ، أو السعادة ، يختلفان بالكامل : 1 _ السعادة بدلالة نمط العيش السليم ، اليومي ، كما يمثلها الدلاي لاما . 2 _ السعادة بدلالة الموقف العقلي المتكامل والمرن ، كما يمثلها أريك فروم .
1 اقتراح صفقة ذكية بين القارئ _ة والكاتب : هذا الكتاب عن الزمن 1 أو 2 أو 3 ، وأنشره بشكل متسلسل بعد تكملة قراءته ، يتعهد الكاتب بأن قراءة الكتاب _ وهذا النص ولو لمرة واحدة بهدوء _ سوف تضيف لمعلوماتك عن الزمن ، وتصحح بعض أفكارك الخاطئة ، عن العلاقة بين الزمن والحياة بشكل خاص . وفي حال العكس ، يمكنك ترجيع الكتاب واستعادة ثمنه . ويحق لك التشهير بخداع الكاتب والكتاب ، في حال العكس . .... للتذكير فقط ، القارئ _ة مع عملية القراءة مصدر المعنى الأول والأهم ، وبعده تأتي أدوار السياق الثقافي ، والنص ، والكاتب _ ة في انتاج المعنى ، وهي أدوار ثانوية مقارنة بدور القارئ _ة والقراءة . 2 أعتقد بوجود حالة ثالثة للعيش بسعادة وراحة بال ، تختلف عن نمط العيش السليم الذي يحقق السعادة وراحة البال ، لمن يمكنهم الالتزام بقواعده الأساسية ( تمثله حياة الدلاي لاما ) ، ويختلف بالمقابل عن الموقف العقلي الحديث ( وتمثله حياة أريك فروم ) ، وهي إضافة كما أعتقد للموقفين السابقين ، وتتكامل معهما بالفعل . الحياة بدلالة الأزمنة الثلاثة : الماضي والحاضر والمستقبل . بعد ترتيب القيمة الحقيقية ، حيث القادم هو الأهم والغاية ، والحاضر تاليا وهو المهم ، يبقى للماضي قيمته الحقيقة أيضا لكن بالدرجة الثالثة . ومن الحكمة اعتبار الماضي وسيلة لا غاية ، والعكس تماما مع المستقبل وذلك بدلالة الحاضر حيث نوجد ونحيا . بعبارة ثانية ، الوجود الإنساني يمثل مشكلة بطبيعته ، وعلى كل فرد التوصل إلى حل لها يخصه كشخص . مشكلة الوجود ، تتحدد بين الولادة والموت . توجد ثلاثة أنواع من الحلول : 1 _ الحل السيء ، التضحية بالمستقبل والغد لأجل الماضي والأمس . واتجاهه الثابت : اليوم أفضل من الغد وأسوأ من الأمس . 2 _ الحل الجيد ، التضحية بالأمس والماضي لأجل الغد والمستقبل . واتجاهه الثابت : اليوم أسوأ من الغد وأفضل من الأمس . 3 _ التسوية بينهما أو الموقف الاجتماعي ، وهو موقف الأغلبية عادة ، التضحية بالماضي والمستقبل لأجل الحاضر . الحل الأول يمثل المرض العقلي الصريح . الحل الثاني يمثل الصحة العقلية المتكاملة . الحل الثالث يتوافق مع المجتمع ويتعارض مع العقل . 3 الشعور الكاذب مشكلة الانسان المشتركة ، والمزمنة . ثنائية الشعور واللاشعور ( المصطلح الذي شهره فرويد ) ، مع فوائدها المعرفية المؤكدة ، ربما تفوق سلبياتها أعراضها وآثارها الجانبية فوائدها . الشعور والفكر اثنان لا ينفصلان ، ولا يندمجان ، مثل العقل والجسد . في حالة الفصام فقط ، يحدث الفصل الحقيقي بينهما . حيث تسيطر الهلوسات السمعية او البصرية على العقل المريض . ويتكشف هنا جانب أخر للمشكلة اللغوية المزمنة ، المشتركة ، والتي لا تقتصر على لغة محددة كالعربية أو غيرها . 4 مشكلة المنطق بصيغتها الحالية يمكن التوصل إلى معرفة المجهول والغائب في الماضي ، بدلالة المعلوم والحاضر بشكل منطقي وتجريبي . ولكن يتعذر معرفة المجهول والغائب في المستقبل بدلالة المعلوم والحاضر . وهي مشكلة المعرفة المزمنة ، والمشتركة أيضا في الثقافة وفي الفلسفة والعلم خاصة . النظرية الجديدة للزمن ، تقترب خطوة فعلية على طريق الحل الصحيح ( المنطقي والتجريبي معا ) ، بكشفها للعلاقة الجدلية ، والعكسية ، بين الحياة والزمن . 5 حب الغريب والمختلف مشكلة مزمنة ... حب هنا وهناك بالتزامن ، الأخ والغريب . تلك الدعوة مشتركة بين الأديان على المستوى الفكري ولكن ما يحدث على المستوى العملي ، واليومي العكس غالبا . .... تحريم الجنس بين الأخوة والآباء والأبناء ، غشيان الحارم ، موقف وسلوك مشترك في مختلف الثقافات والمجتمعات ، وهي الإيجابية الأهم للأديان وللتحريم عامة . ويجادل الكثيرون أنها الوحيدة . الغريب والمجهول يمثل المشكلة الثقافية المزمنة ، والمشتركة بين العلم والفلسفة والأديان . .... ملحق علاقة مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي ... لنتأمل في موقف ستيفن هوكينغ أحد أشهر الفيزيائيين ، من الزمن والحياة وعلاقتهما الحقيقية . 1 _ وهو يتابع فيلما ، أو يستمع إلى الموسيقا .... بسهولة يمكنه أن يوقف شريط الفيلم أو الموسيقا ، عندما يحتاج لحركة ما . بنفس السهولة ، يستطيع تقديم الفيلم أو الشريط أو إعادتهما لوضع سابق . وهو يعتقد أن سهم الزمن يتحرك من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر . وفق الصيغة التي أنشأها نيوتن ، وعززها اينشتاين من بعده . 2 _ يقوم بحركة ما ، فتسقط الكأس عن الطاولة وتنكسر . 3 _ لماذا لا تعود الكأس المكسورة إلى وضعها السابق مطلقا ! بينما يعود الشريط الموسيقي والفيلم وغيرها ... وبعد تفكير طويل ، يكتب تاريخ موجز للزمن ، كتاب غني بالمعلومات والفائدة ، ومشكلته في اعتقاده أن الزمن تناظري بين الماضي والمستقبل . ..... الانسان في مختلف مراحل العمر ، وخاصة خلال الطفولة والمراهقة ، يشعر ويعتقد أن الحق معه غالبا ، وأنه يقوم بدوره المطلوب في علاقاته وجوانب حياته المتعددة . ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد من التحريف للواقع الموضوعي وتزييفه ، بل يشعر ويعتقد بالتزامن ، أنه لا يحصل على حقه الطبيعي والعادل . والأغلبية أيضا يلقون باللائمة على شركائهم وزملائهم وأهلهم ، ويتهمونهم بالتقصير الدائم . ..... الموقف الدوغمائي ، الثنائي خاصة ، ما يزال يحكم العالم بلا استثناء . نحن _ ضد _ هم نحن أل ... الخير والصواب والجمال والحق والمعرفة والحب .... وهم أل ...الشر والغلط والقبح والباطل والجهل والتعصب والحقد ... وعندما يغير أحدنا موقفه العقلي لسبب ما ، تبقى المتلازمة السابقة على حالها عادة . يعزو الناس ، في مختلف الثقافات والمجتمعات ، نجاحاتهم لأسباب ذاتية وشخصية ، بالتزامن يفسرون فشلهم بالبيئة والصدفة وسوء والحظ . بنفس الوقت ، يعزون نجاح خصومهم وجيرانهم ( أو أهلهم أحيانا ) للصدفة والحظ ، ويعزون فشلهم لأسباب ذاتية وشخصية فقط . ..... ضيعتنا الطرق السهلة . ..... الطرق السهلة تنحدر إلى الهاوية والقاع ، بشكل طبيعي ومباشر . وبالعكس تماما ، الطرق الصعبة تتجه مباشرة نحو السقف والقمة . لا يتوقف أثر القانون العكسي عند هذا الحد ، فقط من يحققون النضج المتكامل ، وليس قبل ذلك ، يمكنهم إدراك النواقص والعيوب الذاتية . ..... يكرر ستيفن هوكينغ ، في كتاب تاريخ موجز للزمن السؤال مرات : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟ السؤال ساذج وبلا معنى ، يشبه ثياب الامبراطور في الحكاية لكن بالمقلوب وعبادة السلطة . الجواب مباشر ويدركه طفل _ة متوسط الذكاء بعد العاشرة : الماضي حدث بالفعل ، بينما المستقبل موجود بالقوة فقط . والمستقبل احتمالي بطبيعته ربما يحدث ، وربما لا يحدث . .... كتبت سابقا عن العلاقة الجدلية ، العكسية بطبيعتها ، بين الحياة والزمن مرات ، في نصوص عديدة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . بدون فهم العلاقة الحقيقية بين حركتي الزمن والحياة ، يتعذر فهم الواقع ، كما يتعذر فهم حركة الزمن خاصة . المثال الأوضح ، والأبسط أيضا ، العمر الفردي . مزدوج بطبيعته ، يدمج بين الزمن والحياة بطريقة ما تزال غير معروفة ، وغير مفكر فيها . ساعة الزمن وساعة الحياة متناقضتان ، أيضا أجزائهما كالدقيقة والثانية واللحظة أو مضاعفاتهما كاليوم والسنة والقرن . ..... تعديل الشعور الكاذب ، الذي يقودنا إلى الأسفل والقاع ، والهاوية بالنتيجة ، إلى الشعور الصحيح _ الذي يتوافق مع الواقع الموضوعي _ يتطلب النضج العقلي المتكامل كشرط مسبق وعتبة . لا أعتقد بوجود طرق أخرى ، أو طريقة سهلة ومختصرة . جميع الطرق إلى النضج والسعادة ، تمر بالصبر والتعلم والتسامح . وهذه الفكرة مشتركة بين الدلاي لاما وأريك فروم وغيرهم ، وأنا أصدقها وأتبناها بالكامل . .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقة غير مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي
-
القسم الثاني _ كتاب السعادة
-
العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة السعادة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني المقدمة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني
-
كتاب السعادة _ دفتر 10
-
كتاب السعادة _ دفتر 9 تكملة
-
كتاب السعادة _ دفتر 9
-
كتاب السعادة _ جزء 3 + دفتر 8
-
كتاب السعادة _ جزء 3
-
كتاب السعادة _ جزء 1 و2
-
كتاب السعادة _ دفتر 7
-
كتاب السعادة _ دفتر 6
-
الحياة والزمن _ والعلاقة الصحيحة بينهما
-
كتاب السعادة _ جزء 2
-
كتاب السعادة _ جزء 1
-
آلة السفر في الزمن _ تكملة مع المناقشة
-
آلة السفر في الزمن
-
كتاب السعادة _ دفتر 3 و 4
-
كتاب السعادة _ دفتر 4
المزيد.....
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|