أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد قاسم علي - الهروب من القبيلة














المزيد.....

الهروب من القبيلة


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(Syd A. Dilbat)


الحوار المتمدن-العدد: 7090 - 2021 / 11 / 28 - 11:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"أنا أبوك، إحترم!
ما السبب الذي يجعلني أن أحترمك، قدم لي سبباً واضحاً و أنا سأتنازل عن كٌل ما قلته لك. أعطني سبب واحد.
لا يوجد سبب، هكذا كان رده. أنظر، أن تقول لا يوجد سبب. أنا قلت له.
12 دقيقة مرت حتى أنهى المكالمة، لعدم قدرته على تحمل كيل الإهانات الثقيلة التي وجهتها له. كلامه حفز الدم على الغليان في العروق.
فكرت جدياً، في حال وفاته، سأقول، اليوم مات وغد من الاوغاد. لم تمضي إلا بضع دقائق حتى و أرسل رسالة عبر الهاتف المحمول، أجبته بحدية قاطعة، إضطرته الى الضغط الى خيار الحظر."
بعد هذه المكالمة و الرسائل التي تلتها أنا إنسان آخر. لقد مررت بتجربة كبيرة و عميقة غير مسبوقة بالنسبة لي، لم يكن بوسعي تحمل الفعل الشنيع الذي إقترفه، بهذا الفعل القبيح الذي فعله، إبتعد فلسفياً عني، فالمسافة إزدادت في الإتساع، لا أذكر يوماً بأننا كنا نقترب فلسفياً أو بأن أفكارنا كانت تتقارب ، ربما كانت تتقارب لكن ما تلبث لوهلة إلا و تباعدت و إتسعت المسافة. عبارات أمي كانت تتردد على مسامعي، حينما علِمت بزواجه الثاني و الذي جرى خِلستاً. قالت له "أنت سَقَطت مجتمعياً" ليته أدرك معنى هذا الكلام. لا بد لفعلته الشنيعة تلك من جذور متأصلة تتصل ب أخلاق القبيلة التي إنبثقت من بين كثبان الرمال الصحراوية. بعد المكالمة التي إستمرت 12 دقيقة، إعتبرت نفسي الهارب الناجي من أخلاق القبيلة، ليس هذا وحسب بل وضعت على عاتقي واجب إدانة مثل هكذا فعل جبان منحط. تكمن هذه الفضاعة و الصفاقة في الموقف من قبله بالتعاليم الدينية المتوارثة التي وصلت عبر الدين الإسلامي و تم شرعنتها في داخل المجتمع بطريقة يصعب السيطرة عليها، كيف يٌمكن للدولة أن تستند الى مثل هذه الشريعة المنحطة؟
دعني أسلط الضوء على بعض ما دار في المكالمة، قلت له "كيف لك ان تفعل ذلك رغم أنك تٌدرك توجهاتنا و افكارنا." بالنسبة له من المؤكد أنه تخلى عن أي إلتزام أخلاقي. لكنه أختلس خلستاً و سعى بهذا الإنحطات مستغلاً ثغرات قانونية تستند الى الشريعة الإسلامية التي من المفترض أن تٌعتبر ضمن الشرائع التي عفى عليها الزمن و أصبحت من الماضي بين طيات الكٌتب.
الإدانة و الشجب لا ينفعان دون إتخاذ خطوات عملية و حازمة تٌوقف هذه الأعمال الجبانة. في مكالمة هاتفية بيني و بين شخص مرموق كان مديراً لإحدى البلديات في شمال السويد و هو عضو في حزب اليسار السويدي، أسردت له ما جرى، لأنه يعرف والدي شخصياً. إندهش مما سمعه، أضفت له بالقول لو كان قد فعلها في السويد، ل زٌج في السجن. أجابني "قطعاً، بلا أدنى شك". أنا على معرفة جيدة بهذا الشخص المرموق، قلت له و أنا أتحدث عن والدي، كان لابد له من أخذ بعض المحاظرات عن ماركس، أجاب، كان علينا فعل ذلك.
و أنا أستمر في الحديث معه قلت له، لن اسامحه مطلقاً على فعلته، أجابني ، لا تفعل إن لم يتوسل لك بالعفو و المغفرة.
شكرته على إتصاله بي و قلت له ، كانت هذا المكالمة الهاتفية مهمة جداً بالنسبة لي ، كنت أشعر بالضغط النفسي ، بمجرد الإفصاح لك جعلتني أشعر بالراحة، تلاطفنا الحديث ، أضاف بالقول، ليست مشغولاً يوم السبت سأمر عليك لكن قبل ذلك سأعطيك إشارة. أجبت ، أهلاً بك ، أنا أنتظر. قال: سأتناول الكعك مع القليل من القهوى ، لا تٌكلف نفسك في فعل شئ. أجبته ، لا أستطيع أن أعدك. ضحك و ضحكت معه.
كيف لي تحت أي ظرف من الظروف أن أغض الطرف عما إقترفه والدي بحق نفسه و عائلته. لابد لهذه الأعمال الجبانة من نهاية، إن لم يكن أنا هو الشخص المعني بتعرية هكذا جرائم فمن سيكون ذلك الذي سيأخذ على عاتقه مواجهة هذه الشنائع و القبائح؟ لا بد لي كشخص مثقف، عاقل ، واعي، أن أعري تلكم الأفعال، الأ تستحوا أيها الأوغاد؟ متى ستتعلموا، حان الوقت لكي تٌدفن تحت التراب تلكم هي أفعالكم النكراء التي توارثتموها من عصور الإضمحلال و التقهقر الفكري و الإنساني. إن أصر على ما هو عليه، فأنا لست نادماً ، سأقولها حقاً عند وفاته "اليوم مات وغد من الاوغاد".



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       Syd_A._Dilbat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصم ...
- هل إستخدمت أمريكا السلاح النووي ضد العراق؟
- مٌحاولة إغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي و دور الميليشيات ف ...
- يبدو أن قادة الميليشيات قد أسرفوا بالتمادي
- الطائفية ، كيف يٌمكن أن يكون ذلك طبيعياً؟
- -فرقة الموت- التي قتلت الصحفي البصري أحمد عبد الصمد في قاعة ...
- باسكال-علاقة القلب بالإيمان المسيحي
- كٌسرت الجرة فوق رأس هادي العامري
- ساهمة الأدباء في رسم سور الأمة و بناء جسدها و نقل تأريخها و ...
- القديس أوغسطين و تأثيره على الفكر السياسي الغربي
- دور البلطجة في تحديد الكتلة الأكبر
- الإرهاب
- خطاب الكراهية
- ثقافة التهجم و التحاسد
- الإستخفاف و رفاهية الحزن
- الأدب الصيني في عصره الذهبي
- يا لها من وقاحة
- شئء من شعر دو فو
- دعوات لهدم تمثال المنصور بعدما هدّموا الدولة.
- لماذا أتعلم اللغة الصينية وما تأثير الشعر في ذلك؟


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد قاسم علي - الهروب من القبيلة