حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا لأن تكون التجربة الكولومبية مسارا ملهما لإعادة التعايش بين فئات المجتمع الواحد فى أثيوبيا ، ونحن من قبله بكثير لم نمل من أن نعيد ونزيد من أجل إستنساخ نفس التجربة فى واقعنا العربى بوجه عام والمصرى بوجه خاص ؟
فواقع منطقتنا يستدعى العمل من أجل إيجاد صيغة للمصالحة والحوار بين كافة الأطياف السياسية المعارضة من جهة ، و السلطات الحاكمة من جهة أخرى ، وهناك العديد من مظاهر التشرذم التى تسود كافة المجتمعات القطرية العربية ، فبلاد يسودها العنف والتقاتل ، وبلاد تمتلئ سجونها بالمعارضين والمخالفين ، وبلاد أخرى تحكمها قواعد سياسية إقصائية لا تقبل بمشاركة قوى بعينها ، واقطار أخرى تحكمها قواعد القبيلة او الأسر الحاكمة، وبلدان تسودها الطائفية ويحكمها الإنقسام الدينى ، ودول أخرى منقسمة جغرافيا وسلطويا ، وكل تلك الموبقات تؤججها وتساعد على إشتعالها قوى خارجية متعددة ، وإن لم نبادر من أنفسنا لإحداث مبادرات ذاتية على مستوى كل قطر لإيجاد مصالحة مجتمعية شاملة، فلا يلومن أحد أيا كان تلك القوى الخارحية التى تتلاعب بمصائرنا ،
لكن المصالحة القومية والسياسية والإجتماعية الشاملة تتطلب خطوات شجاعة تعتبر ضرورية لكسر الحواجز النفسية الجامدة المتصلبة، واول هذه الخطوات هو إيقاف العنف والعنف المضاد ، و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ،وإلغاء الإقصاء والأحادية ، وإنهاء الطائفية السياسية ، وتحويل حكم الأسرة والقبيلة إلى ممالك دستورية ، وإعادة توحيد الصفوف والقضاء على الإنقسام السياسى والجغرافى ، وإعتماد الإحتكام إلى الديموقراطية كثابت إستراتيجي أبدى لا يتغير ؟
هذا إن أردنا السير على هدى ما تم فى دولة كولومبيا بين النظام السياسى وبين جبهة فارك المعارضة هناك ، و التى كانت مصنفة كمنظمة إرهابية دولية، فتم احتوائها وإشراكها فى العملية الديموقراطية بعد خمسين عاما من الإنقسام والقتل والسجن والتنكيل وتبادل الإتهامات بالخيانة والعمالة للخارج والإرهاب ؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟