أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سناء أبو شرار - أقوى دوافع الإنسان هو ما يكر














المزيد.....

أقوى دوافع الإنسان هو ما يكر


سناء أبو شرار

الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 23:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأرض الصخرية تجعلك تتسلق
الأرض الرملية تجعلك تمشي
النعومة لا تستفز الحواس
الخشونة تنبه الحواس وتوقظ الألم
نحن نكره ما يزعجنا، نكره الحقد والحسد والضغينة، نكره التكبر والجفاء واللؤم، نكره الهزيمة والاستسلام، أي أننا نكره كل ما هو سلبي، وحين نكره تتجه طاقتنا بكليتها إلى الطرف الآخر وننسى أننا نحمل قليلاً من كل هذا أو كثيراً منه، وأنه ليس بيننا ملائكة ولكن منا من يفهم نوازع نفسه السيئة فيترفع عنها وينظر إلى هدف سامي يتجه إليه بدلاً من البحث على الأرض على كل ما يعتريه العفن والقباحة.
نحن لدينا جميعاً شيء أو بعض من هذه المشاعر ولكن منا من تعلم كيف يروضها وكيف يجعلها في المخزن السفلي من أفكاره أو حتى تمكن من إلغائها من مشاعره لأنها وببساطة لا تقود إلا إلى الهشاشة الذاتية وإلى تعظيم الآخرين ومنحهم ما لا يستحقون.
ولكن كل هذه المشاعر السلبية إذا واجهها أي منا فكيف يكون رد فعله تجاهها وهو المهم؟ منا من يختزلها بأعماقه ولا يتخلى عنها كأنه كنز مدفون ويبني كل حياته على هذه المشاعر التي واجهته ربما من أقرب الناس إليه، ومنا من يبحث عن الانتقام ومنا من يجد راحته بنسيان مًفتعل ولكن مريح. والأفضل من كل هذا هو القدرة على جعل كل هذه المشاعر السلبية والسيئة حوافز للنجاح والتقدم، فأسوء ما يمكن أن تقدمه لمن أساء لك ليس الانتقام منه بل أن تقدم له النجاح والإنجاز على طبق فضي خالٍ من الأحقاد ولكنه ممتلئ بصور الخيانة والإساءة التي صدرت عنه، فيرى نجاحك ثم يرى بشاعته الذاتية ثم لا يستطيع أن يتابع النظر إلى ذلك الطبق الفخم والرائع ألا وهو النجاح.
حتى الدول والشعوب عانت أو تعاني من الخيانة ومن الاستغلال والاستعمار، فالأمة التي تقوقعت على ألمها تبكيه وتنتحب لأجله وتابعت حياة مريضة بائسة على بقايا هذا الاستعمار لم تنهض ولن تنهض أبداً لأنها أسست واقعها على الهزيمة واجترار المهانة والذل؛ بينما الأمم التي رفضت الاستسلام والمهانة وأصرت على البقاء والمقاومة أسست حياة كريمة لها ولأجيالها القادمة، لم تنتحب لم تبكِ البؤس ولكن قضت كل وقتها في العمل والتطور والبحث عن مخرج لكل الأزمات، جعلت من كل ما هو سلبي جسر تسير فوقه بصعوبة ولكنها تصل في النهاية.
ونحن في هذا الحياة لا نتسلق حين نسير على الرمال ولكننا نحث الخطى حين نتسلق الصخور، نشحذ كل طاقاتنا وحواسنا للوصول إلى القمة. فلماذا نكره تلك المشاعر السلبية؟ لماذا نكره خيانة الآخرين وجفائهم؟ لماذا نرفض تغير الزمن وتبدل الأحوال والأشخاص؟
كل هذه المحن ليست سوى وسيلة لتطوير الذات لمن فهم معنى هذه المحن وجعلها سلم صعب يرتقي به إلى الأعلى ولا يجعله حفرة تغوص به إلى الأسفل، ومن أهم الدوافع للنجاح هو المشاعر السلبية أكثر من التشجيع، لأن هذه المشاعر السلبية والكلمات القاسية لا يمكن أن تمر دون أن تترك ندبة في الروح، فإما أن تكون ندبة ملتهبة دائماً أو ندبة تجف وتترك لنا أثر نفخر به دائماً. من أعلى مراتب النضج لدى الإنسان هو قدرته على جعل المحن حجارة كبيرة أو صغيرة تحت قدميه وأن يستمر في المشي لأن خلف الطريق الوعر هناك دائماً حديقة سرية لن يكتشفها إلا من يتابع المسير.



#سناء_أبو_شرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سناء أبو شرار - أقوى دوافع الإنسان هو ما يكر