نورجان سرغاية
كاتبة وناشطة مجتمع مدني
(Nourjan Srghaieh)
الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 20:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يروى أن مؤتمرا عقد في فرنسا سنة 673م. لتحديد الطبيعة القانونية للمرأة فيما إن كانت إنسان أو حيوان، وقبل ذلك بثلاثة عقود ونيف (644م.) رفعنا شعارا تنويريا متقدما مفاده أن "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!" يخيل لي أحيانا أننا تبادلنا وإياهم المواقع في القرن الحادي والعشرين، بل وقتلوا غاليلو غاليلي عام 1642لقوله بمركزية الشمس وكروية الأرض...
انتصرت رعايا عشائر واق الواق على جهلهم وطُويت صفحة عصور الجهل والفوضى. وقطعوا أشواطا على درب التقدم العلمي لدرجة الغوص وزج الأنف في نظم النفس البشرية السوية القادرة على التمييز بين التحرر والانحلال، ثورة صدحت بصوت العقل لا النقل.. تطلعوا لبناء مجتمع إنساني صاغوا "العقد الاجتماعي" ولم يلحق جان جاك روسو بسلفه غاليلو، بل ومارسوا العدالة والحرية وأرسوا أسس العيش المشترك. تتكرر الصورة في المشرق اليوم وهاهم يتناهشون نصر حامد أبو زيد ومحمد شحرور وأحمد عبده ماهر وأشباههم، إنه صراع طرفاه العقل وحيدا قبالة عدة وعتاد الكهنة يتقدمهم حاكم البلاط ومفتي البلاط وقس البلاط وشاعر البلاط. أما نحن دهماء البسيطة لسنا سوى حطبا لحروب طواحين الهواء الدونكيشوتية، وجعلوا هم المواطن الأول هو الحصول على قوت يومه، حتى صار التفكير ترفا من ضروب الكماليات.
هذا ومازلتُ كلي قناعة أني سأروي يوما قصة أولئك الذين حطموا صخرة الطائفية والقومية والاثنية وكل أشكال التمييز التي أشغلونا بها عنهم. وأعي أننا سنُحكّم العقل ونبرح النقل، وسنحصل على جواب واضح للسؤال الكبير الذي يؤرقنا " كانوا خلفنا، كيف تقدموا ولماذا تأخرنا!".
#نورجان_سرغاية (هاشتاغ)
Nourjan_Srghaieh#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟