|
الاكوان الفلسفية في ديوان- تساليزم ،إخناتون يقول - للشاعر طارق سعيد أحمد
السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 7085 - 2021 / 11 / 23 - 21:34
المحور:
الادب والفن
يبدأ طارق النص الذي يمس الكثير من الأمور المتعلقة بالحريات الجمالية والحقوقية والإنسانية والفكرية بجملة "لا أنصح كل من استسلم للنمطية أن يقرأ هذا العمل فهو لكل حر أراد أن يحقق وجوده..إليك أنت." بدء حر من النظرات العادية لنصه، بسبب سائد المقروء الذي لا يخفى على أحد ولا يسلم منه أحد. وفي البداية يطرح حتى الجملة له إن حاد عن حيده المعنائي اللانهائي، بوجود أول قصيدة "إلى أنا". في قصائد مليئة بأكوان كاملة من المجازات السينمائية والتي تفوز بعقل القارىء وتضعه على سماوات بعيدة، تأسيس بلا نقص هو الشعر الذي يمس الجوهر والخبيء والمنطوي. يستخدم طارق لغتين اللغة الحسية واللغة التجريدية ويخلط بين المعاني الفلسفية المعقدة وبين المعاني البسيطة، مرة بمزاوجة الشعور بصورة كونية ومرة بمزاوجة الشعور بصورة تفصيلية اللغة الحسية واللغة التجريدية يكتب الشعراء غالبا قصائدهم على حسب ذائقتهم في تناول العالم إما بشكل محسوس أو بشكل مجرد. وهناك أنواع لغات أخرى لفظية منها الوصفية مثلا. واللغة المحسوسة هي التي تعطي للقارىء صورا يمكن أن يدركها بالحواس الخمسة فاستخدام الكلمات التي تمثل الالوان والأشياء والأصوات تساعد القراء في تخييل صور قوية في رؤوسهم أثناء قراءة القصيدة. بينما اللغة التجريدية فهي تؤشر لكن لا تخبر، آفاق التأويل فيها مفتوحة للقارىء وهي اللغة التي تؤسس فيها المفاهيم الكبرى مثل الفلسفة والتي تحرك مصير الكتابة. وتؤسس فيها المفاهيم الكبرى لأنها بعيدة عن الحس وفي الأغلب لا تجذب هذه اللغة القارىء بشكل كبير لعدم وجود هذه الاستجابات الحسية. التسويق والشهرة بين اللغتين بالتأكيد تحظى اللغة المحسوسة بالشهرة أكثر لأنها هي الأقرب إلى التداول في الخطابات الكلامية بينما اللغة التجريدية هي الأقرب للتداول الفلسفي. واللغة المحسوسة أقرب للغالب لأسباب منها: ١.عدم وجود تفكير فلسفي عميق في الاصول الوجودية أو الماورائية ٢.الارتكان إلى الحواس بشكل جزئي في الإدراك أو بشكل كامل ٣.أن التجريد يؤصل للمعاناة لأنه في طريقه تحدث كمية هدم كبيرة للقيم السائدة في الذات وإعادة خلق لانهائية مما يصيب الإنسان بالغربة والوحدة ٤.التجريد عمل ذهني وتأملي ،عمل ينشط الوحدة، لا يمكن إلا تجريبه ذاتيا لمحاولة الفهم. و القارىء من كثرة الخطابات التي تلقي له معاني مباشرة ومشاعر، أصبح يتجنب هذا النوع من الكتابة. لا توجد نصوص كاملة التجريد ولا توجد نصوص كاملة الحسية لأن كليهما متداخل لكن توجد نصوص الجزء الاكبر فيها هذا أو ذاك والتجريد تيار فني وأدبي. نص طارق مزاوجة بين اللغة التجريدية واللغة الحسية له ما في التجريدية وله ما في الحسية. ما في التجريدية من التكوين الذي يضم القصائد بدرجة كبيرة وفي الأبيات يزاوج بين الحسية والتجريدية. الحرية والألم هناك ألم من تلك الحرية التي أرهقت النور فيه وأججت سوداوية رقيقة بألفاظ كثيرة مشددة في الدلالة، وغليظة على الروح "اتهرت، مَرّ مُر "ولكنه يؤمن في نهاية القصيدة/نهاية الآن الإبداعي ب "يا لبراءة المنظر" هذه التأرجحات بين الإيمان بالحرية والكفر بها ليس للقيد ولكن للزوال، ولكن الزوال على نفس حاله الحر. " إنه يوجد = إنه حر" الحلم لا يزول فيه ومن عينه، حتى وإن لم يره، وأعتقد أن وظيفة الكتابة الحقيقية هذه وهي التجلي على كاتبها بتفاصيل يجهلها هو نفسه في لحظات أخرى. الأصل السريالي للشعر أي مجاز هو علاقة سريالية لكنه لم يؤصل له إلا كنمط فني في السائد والعالم لأنه يعشق التأصيل المفاهيمي لا الجوهر لم يكتشف هذا السريالي في الشعر. في الديوان هناك الكثير الكثير من السريالية الخالصة التي لها علاقة بكون الشاعر متقمص كشاعرين الأوائل الجهاز الاستيحائي لهم "الضل ابيض" المفاهيم الفلسفية يقوم النص على هيكل فلسفي بشكل كبير حتى وإن نزع من طارق اليومي ويظهر ذلك في أمور عدة : 1. التعدد الذاتي وهذا ما تفرده وتوضحه بعض الكائنات الشعرية مثل المرآة واللغة الخ ففي قصيدة" تحريض" يعاير كل منتجاته الحسية من صوت واسم وملامح على ذاته نفسها، هذا الهاجس لدي الشعراء بالتعدد وعدم الوحدة التي تخنق الاستيحاء والاستيلاء على أكثر كمية وكم من العالم بأبعاده جميعها. 2. السوداوية الرقيقة التي لا تُعنِف بل تدفع إلى الحلم وذلك بالتذكير والتعليق على حال العالم وحالنا وحاله "خليني أقول لك أنت مت كام مرة وقد إيه هاتعيش ميت" 3. الأسئلة الخبرية المتكررة عن جذور الكثير من الأشياء التي بالبداهة لا يسأل عنها الكثير وتؤخذ عند التحرش بها على أنها مسلمات عامة للجميع بدأت حياتنا كده وما عرفناش إحنا ولاد مين 4. الأنثوي الجديد الذي لا يتناول الجماليات المعتادة المستهلكة في الشعر العربي بكثرة ومزجه بدلالات مصرية قديمة ومفاهيم مجردة. والحداثة التي لم تنزع من الشاعر الطبيعة البدائية وذلك في قصائد كثيرة يحيط بصور لها علاقة بمفرداتها. "أول بكا شق عين في الجبل ماكنتش عارفة الدمعة تنزل تروح علي فين بألف صوت إتغزل أنين" لينك الديوان : https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D8%AE%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-pdf
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقتطفات من ديوان أعلم أني سأموت منتحرا أو مقتولا
-
فصلان من رواية الجوكر العربي
-
يقول الإله
-
عندما حاولت الانتحار
-
لا
-
في أندريا القديمة
-
عنقاء مصرية
-
رواية كانيون للشاعرة والكاتبة سارة عزب
-
تأملات في الموسيقى وأغنية يا بحرية لمارسيل خليفة
-
بيت دعارة
-
ريفيو لرواية الأستاذ رجائي موسى - نهايات سعيدة مشفوعة بسيرة
...
-
رسالة إلى ربة وحي مصرية
-
رسالة إلى الله 2
-
أقنعة المبدع_ السعيد عبدالغني
-
في نقد المجتمع العربي 1_السعيد عبدالغني
-
المدارس الفنية : الدادائية
-
مناقشة قصيدة آن سكستون _أريد أن أموت_
-
لا تنقل اللغة مواجيدي يا إلهي
-
التداخل بين الشخصيات ريفيو لفيلم عباس كيارستمي كلوز أب
-
كسّرت صليبي يا إلهي ولم أنظر لأعلاه
المزيد.....
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|