صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 19:09
المحور:
الادب والفن
إذا أردنا تحليل شخصية ما، فعلينا الرجوع الى طفولة تلك الشخصية, ودراسة مواصفات وظروف ومناخات تلـك الطفولة التي تعد الحجر الأساس فـي بنـاء الشـخصية المستقبلية, في سنوات النضج.
الطفل ابن بيئته، ومنها يسـتمد أفكاره وتصوراتـه وسلوكياته وشخصيته الحقيقية، والبيئة هـي مجمـوع عناصر التربية والتعليم والأخلاقيات السائدة, والتي تتوافر في الحاضنات الرئيسة وأعني (البيت، والمدرسة, ثم المجتمع).
إن المجتمعات المتقدمة (كفرنسا وألمانيا وايطاليا) مثلا, والتي تسـعى نحو المستقبل، تهتم أشد الاهتمام بالطفل والطفولة, بـدءاً من الجنين في بطن أمه, ومرورا بمرحلـة الرضاعـة ورياض الأطفال, ودخوله المدرسـة, وانتـهاءً بنضجـه، ولغاية دخوله معترك الحياة بكل تفاصيلها, وتسخر من أجل ذلك كل طاقاتها, لتجعـل مـن مراحـل الطفولة هانئة رخية ومكتفية بكل الأسباب التـي تدفـع الطفل وتحفزه على الخلق والإبـداع, كون الأطفـال هـم مستقبل الأجيال دائما.
إن التكوين الثقافي, هو مـن أهـم مكونـات الطفـل الأساسية بعد التغذية والترفيه (مساحة اللعب والتسلية) والـذي يسهم في التكوين النفسي للطفل, والـذي على أساسـه يكون الإنسان ويتكون مستقبلا، ومن روافد هذا التكويـن (الموسيقى والرسم والأشعار والأغـاني والحكايـات والقصص) التي تعمل مجتمعة على تنشـئة وتهذيب شخصية الطفل وبنائه بناءً صحيحاً وسليما معافى.
الشعوب الحية العظيمة, تشيع وتنمي ثقافة المحبة بين أطفالها، ثقافة الصدق في العمل, ثقافة الحقوق والواجبات, ثقافة الحرية والسلام ونبذ العنف والكراهية, وما علينا سوى أن نعمل مثلهم, كي نبني جيلا متعافيا, خاليا من العقد والأمراض والأحقاد, وبعيدا عن التطرف الديني والمذهبي والاستعلاء القومي.
علينا أن ندربهم ونعلمهم, كيف أن يكونوا, لا كيـف كنـا, لأن كينونتهم تكمن في المستقبل, والأطفال هم أبناء الغـد وبناة المستقبل.
...
جريدة الأنباء 4 / 1 / 2004
عمودي الأسبوعي الثابت (على حافة الثقافة)
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟