حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:48
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد طول إنتظار بدأت محاكمة الدكتاتور صدام وأعوانه حول إحدى جرائم العصر ضد الإنسانية ، جريمة حملات الأنفال والتي راح ضحيتها أكثر من 180 ألف إنسان ، إضافة الى الدمار والخراب الشامل الذي أصاب الشجر والحجر وكذلك البشر في مناطق كردستان العراق .
وقد ظهر في قفص الإتهام صدام وعلي حسن المجيد وغيرهما من أزلام النظام المنهار ، وكانوا يستمعون لشهادات الضحايا حول هذه الجريمة البشعة ، التي لا زال صداها يسمع من قبل كل إنسان شريف في عالمنا هذا .
ولكن كان من الملفت للنظر ، عندما كانت تتحدث إحدى الشاهدات عن المآسي والظلم والموت خلال هذه الحملة الإجرامية التي قادها علي حسن المجيد وأعوانه بأمر من السجين صدام ، فبكت هذه المرأة الشاهدة الضحية عندما ذكرت أخوها الشهيد وإبنها كذلك ، فإبتسم صدام أولا ثم ضحك عندما كانت المرأة الضحية في حالة من الحزن والتعب والبكاء وهذا شئ طبيعي لإنها إستذكرت تلك الأيام السوداء التي نفذت بها جريمة الأنفال .
فماذا كان صدام يريد بضحكته الصفراء هذه ؟ ، هل كان يريد أن يقول للمشاهدين والمستمعين بأن كلام هذه السيدة المنكوبة ليس له أية صحة وإنه مجرد تلقين فقط ؟ ، أم إنه كان في حالة من الإرتياح ، لأنه يرى ضحاياه في حالة من الحزن الشديد حتى بعد إنهيار نظامه الأسود .
لأن مثل شخصية صدام ترتاح وتتلذذ عندما تعذب الآخرون وتساهم في قتلهم وتدميرهم ، لأن هذه الشخصية السادية لا يمكن أن تتغير إذا كان صدام في السلطة أو خارجها ، لأنه شخصية تآمرية إنقلابية دموية حتى خلال حياته اليومية وتعامله مع أقرب المقربين له .
ولكن فليعلم صدام وأعوانه ، بأن دموع الضحايا وأهاليهم ستبقى تلاحقهم حتى ذلك اليوم الذي ستعلن به المحكمة حكمها العادل بحقهم .
أما إبتسامات صدام وضحكاته السفيهة ، ما هي الى دليل على هزالته وضعفه وجبنه ، عندما يواجه بجرائمه وأفعاله بحق العراقيين والجيران والإنسانية .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟