أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!














المزيد.....

نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


(1-2)
انقسم المنظرون للكوميديا، قديماً وحديثاً، الى فئتين: الاولى، تعتقد ان الكوميديا تضيء للجمهور بعض المعايب لدى البشر . الثانية، تعتقد ان الكوميديا تظلّم للجمهور طريقهم في الحياة حين تكشف معايب البشر، ترأس (ارسطو) الفئة الاولى وترأس (افلاطون) الفئة الثانية. ويتركز الاختلاف بين الفئتين حول المعنى وحول السؤال الثاني: هل تخلف الكوميديا معنى او تميته؟
وتعتبر الفئة الاولى اجابة للسؤال، الانسان مفكرٌ ومليء بالروح وهناك امكانية لتحسينه واكتماله بينما تعتبر الفئة الثانية بان الانسان عاطفي حيواني وشيطاني.
يُعد (جورج ميريديث) من الفئة الاولى للمنظرين للكوميديا المضيئة وفي (مقالة في الكوميديا) يذكر بان الكوميديا تحتاج الى قدر كبير من الحساسية ومن التفكير المركب وان مقصد الكاتب الكوميدي شفاء افراد المجتمع من داء المشابهة وتعليمهم الاستفادة من الوعي وفهم العالم المحيط بهم وجوهر الفطرة السليمة والمساواة بين الناس حيث تتم تعرية الدجالين والمغفلين والظلمة وادانتهم وافضل مثال لذلك مسرحيات موليير، وتؤكد نظرية (ميريديث) على المعقولية والتبرير والقيم الاجتماعية للكوميديا الجيدة . ويأتي (هنري برغسون) ثانياً في التنظير للكوميديا المضيئة. في كتابه (الضحك) يوضح بان الكوميديا ظاهرة انسانية متفردة ويجب عدم مقارنتها بتكشيرة الحيوان فهي ترنو الى الفطنة وتنتفع من التغرض والاجحاف او الاذى الاجتماعي بدون اثارة للعواطف ويعتقد بان كل ما هو آلي في الحياة وكل ما هو متخشب يثير الضحك وان الشخص المضحك لا يعي عيوبه بل يخفيها بقناع مع انها ظاهرة لعيان الاخرين .
ويرى (برغسون) ان هدف الكوميديا هو الاصلاح الاجتماعي عن طريق الضحك ويعرف الكوميدي كونه قشرة آلية تقوقع الحياة .. واذا كانت الكوميديا تتعامل مع ما هو عام وشمولي فان شخصياتها تمثل انماطاً من البشر يتصفون بصفات مشتركة . ويرى (برغسون) ايضا باننا لا يمكن ان ندرك الواقع ونقيمه الا بعد ان ننفصل عنه ونراه عن بعد.فالكوميديا تجمع بين ما هو حقيقي وما هو محتمل والضحك يكيف الفرد للجمع . وبحالاتها اللامعقولة تشابه الكوميديا الصور الحلمية وبالتالي تدعو الى الاسترخاء وتهيئ الناس للعب. ولكن الكوميديا تتعمد الاذلال عندما تصبح وقحة حيث تستخدم القسوة التي تتمثل في سلوك الشخصية الكوميدية . ويؤدي الضحك الى شفاء الانسان من عدوانيته وبذلك يتجدد المجتمع . واذا كان (برغسون) يرى ان في الكوميديا جوانب كثيرة مضيئة فإن فيها ايضا جوانب اخرى عاطفية مظلمة.
ترى (سوزان لانغر) وهي من فئة المنظرين للكوميديا المضيئة بان هناك في الكوميديا اشارات للحظ السعيد في المستقبل وذلك بالضد من التراجيديا التي تنظر الى المستقبل كمصير محتوم.
وترى ان هدف الشخصية الكوميدية هو كسر التوقع بشكل فجائي والتفريج النفسي والفكري وتحرير للطاقة عن طريق الضحك ويصبح التفريج هبة من هبات الحياة واستمرارها. وبالنسبة للانغر ليس هناك ما هو نهائي في الكوميديا وليس هناك من انتصار وهدية بل هناك حركة مستمرة وسلسلة من الصدامات في مجرى الحياة. وركزت (لانغر) على الجانب العاطفي في الكوميديا الذي قلله (بيرغسون) ومع هذا فهي لا ترى ان الكوميديا ضد المنطق ومدمرة للجتمع كما يدعي منظرو الكوميديا المظلمة بل تراها خلاّقة اجتماعياً وقوة واقية له.
يرى (فراي) ان هناك ازدواجية في الكوميديا وهناك تناقض وهناك توتر بين المشاركة والانفصال – مشاركة المتفرج وانفصاله وبهدف الفعل الكوميدي الى ازالة الضغوط ومنها الضغوط الجنسية عن طريق انفجار السرور الشهواني..



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 1
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي 2
- دراما تورجيه ام دراما توركيه ؟!
- المسرحيات الكوميدية انواع!
- جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
- المصداقية في العرض المسرحي
- المصداقية في العرض المسرحي 2
- لماذا (المونودراما)؟!
- رَحَلَ الكاتب المسرحي (نور الدين فارس) مغترباً منسياً
- خضير ميري الذي لن أنساه
- بعض أخطاء (المعجم المسرحي) لماري الياس وحنان قصاب حسن
- لغة الجسد.. وسيلة اتصال عالمية ومصدر للعرض المسرحي
- ماذا عن الميتا مسرح؟! 2
- (أرامل).. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة
- لماذا يلجأ الممثل الكوميدي الى نمطيّة الأداء؟!
- مرة أخرى نناقش (السينوغرافيا)
- الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير
- الوحدة في العمل المسرحي ومعارضوها
- القناع والتقنع
- المسرح العربي ومواكبة العصر!!


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - نظريتان للكوميديا (المضيئة والظلماء)!!