|
البرهان يبل أوراق قراراته و يشرب مويتها !!!
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 03:06
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
اكاد ان أقول اجازماً بأن الجنرال البرهان في متاهته الاخيرة قد بدأ فعلاً في بل أرواق قراراته الانقلابيه . لا بل انه بالفعل قد اخذ في شرب مويتها و سيشربها حتي الجمة الاخيرة . أظنه أخذ في بلها و شربها ساعة بعد ساعة و يوماً بعد يوم دون ان تطفيئ ظمأه او حتي تبل ريقه الناشف . و يقولون بأن الدخول في الشبكات هين لكن يبقي التأمل في الخروج الامن صعب هو الامر الغاية في الصعوبة . فالجنرال الان أضحي مغلوباً علي أمره كما لو كان مبحراً لوحده في سفينة مثقوبة في بحر تتلاطمة و تتقاذفه الامواج و العواصف و الانواء العاتية . الجنرال في مأزق حقيقي و فرص نجاته تتلاشي بسرعة فالشعب الثائر يحاصره من كل حدب و صوب . كل العالم يقف ضده و يندد به و يرفض قراراته و يطالبه بالتراجع عنها و العودة الي ما الخامس و العشرين من اكتوبر2021م . لكن هيهات هيهات فحتي فرص العودة الي هنالك باتت مستحيلة . فسقف الثوار اليوم قد علا جداً و طرق العودة صارت مستحيلة كما الردة و بحسب الذين حسموا أمرهم و مصممونى يقولون . ما تدي قفاك للعسكر العسكر ما ح يصونك بس ادي قفاك للشارع الشارع ما ح يخونك . فقد رأيت بأم عيني التي ستأكلها الدود كما يقول المصرين رأيت الثوري الثأثر .رأيتهم يرددون نشيد الوطن و هم يضعون أكفهم اليمني علي صدرهم في مكان أفئدتهم قلوبهم و كلهم عزم و اصرار و تحدي حتي استرداد ثورتهم .. حريه سلام و عدالة و الثورته خيار الشعب . حال الجنرال اليوم بالحق يحنن . لم يعد يملك نفسه و لم يعد في جعبته قرار يصدره بل و لم يبق بيده شيئاً يفعله . اشبه حاله بحال سلفه البشير في ايامه الاخيرة و هو قاب قوسين او ادني من الذهاب الي مذبلة التاريخ . فقد استند البشير علي فقه يتيح له شرعية قتل ثلث الشعب او نصفة حتي يتمكن من احكام سيطرته علي حكم الثلثين او النصف الباقي و هو مطمئن و مرتاح البال . حال الجنرالنا اليوم نفس حال سلفه جنرال الامس و بنفس الملامح و الشبه و التصرفات . لم يتعلم البرهان و لم يتعظ او يعتبر فهو علي كل حال ليس بحال احسن من حال البشير بل هو في احوال كثيرة جداً اسوأ كثيراً من البشير جداً جداً . اول أورق قرارات البرهان الانقلابية التي قام ببلها و شربها مائها هو أعادة تكوين او تعين أعضاء مجلس السيادة فهذه ردة من ردات البرهان و تراجعه عن قراراته الانقلابية . فمن داخل مجلسه السيادي أكد احد اعضائها بأن قرارات البرهان بفض الشراكة كان انقلاباً كامل الدم و ليس اصلاحاً لمسار الثورة . من هنا يتأكد للجميع حتي للراكبين مع البرهان في سفينته الخربة يتأكد لهم بأن سفينتهم مثقوبة و غير صالحة لأتمام الرحلة و ايصالهم الي غاياتهم او حتي ايصالهم لأقرب بر أمن . و الايام حبلي بالمفاجأت التي تنتظر من رهنوا أنفسهم للبرهان . مازال البرهان يكذب و يتحري الكذب و هو اليوم عند كل الشعب السوداني و كل العالم مكتوب البرهان الكذاب . ففي الليلة الاخيرة للآنقلاب كذب البرهان علي شريكه عبدالله حمدوك . للآسف الشديد كان حمدوك المؤمن مصدقاً لكل أكاذيب البرهان منذ اليوم الاول للشراكة حتي الليلة الاخيرة للأنقلاب عليها . و ما زال البرهان كل يوم يواصل الكذب علي حمدوك طالباً منه القبول بتكوين الحكومة المدنية القادمة . فالبرهان يواصل كذب الصريح لنفسه التي باتت تصدق اقواله . فكيف لحمدوك القبول بهذه المهمة و هو رهين الاقامة الجبرية او الاعتقال فالرجل لا يزال منذ الخامس و العشرين من اكتوبر سجيناً و معتقلاً في بيته او مكان ما . و لا يفرق كثيراً معني السجن ان يكون حمدوك مسجوناً في منزل البرهان او في منزله هو . و الا ففسروا لنا معني السجن و الحبس و الاعتقال من قاموسكم الخاص . في ذات تلك الليلة الاخيرة نفسها كذب البرهان و بعين قوية للمبعوث الاميريكي الذي كان يستشعر نية البرهان علي الانقلاب . قال فولتمان للبرهان بنص الكلمة بأن أي انقلاب في السودان سيكون له عواقب وغيمة علي السودان و القرن الافريقي و الشرق الاوسط . فطمأنه البرهان بأنه اكثر حرصاً علي السودان و سلامة الفترة الانقالية حتي قيام الانتخابات و تسليم السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية . و هكذا ظل البرهان يكرره القول ليل نهار خلال العامين المنصرمين بمناسبة او دونها فالرجل كان و لا يزال يقول قولاً و يفعل ضده . فوجيئ و صدم المبعوث الأمريكي في غضون أقل من خمس ساعات للقائه بالبرهان و هو يستولي علي الحكم في السودان بالانقلاب . و هذا ما جعل الرجل يخرج من طوره الدبلوماسي و يصف البرهان بالخائن . هكذا كل يوم دواليك يخرج البرهان علي الناس في السودان و العالم بكذبة جديدة . فالرجل يعد و لا يفي بالوعد ... الرجل يتعهد و ينكص العهد . يقول للناس جميعاً سنطلق جميع المعتقلين لكنه فاقد للمصداقية حتي لحلفائه الذين يشاركونه في انقلابه من عقار و جبريل اصحاب المصالحة الشخصية البحتة . هذا الرجل البرهان بجرمة الكبير ادخل السودان في نفق مظلم لا يدري الا الله نهايته . اعلانه حالة الطوارئ .. ابطال السلطة القضائية و قطع الانترنيت الذي اعيد بصورة سيئة بعد ملاحقة مدراء الاتصالات و تخويفهم بالقبض عليهم ... قتل الشباب و سحلهم بدم بارد في مواكبهم و تظاهراتهم السلمية في يومي 13 و 17 نوفمبر الحالي . كل هذه و تلك و الوحشية و الرعونة في التكنيل و التقتيل لن تشفع لك ايها البرهان فأنت ذاهب ذاهب الي نهايتك الحتمية لا محال . فكل اجراء تعسفي و كل قرار قمعي تكتبه و تتجذه ضد الشعب و شبابة هو بمثابة احكام جزائية تكتبها لنفسك و هي التي ستشهد عليك عن قريب جداً . وقتذاك ستعض اصابع الندم حيث لا ينفعك الندم . فالاسلم و الاحسن لك ان تترك هذا الشعب لخيره و خياراته التي لن يتنازل عنها حتي الرمق او النفس و الروح الاخيرة . الثورة مستمرة و النصر المأزر قريب .
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البرهان يسقط بس من ثم مذبلة التاريخ !!!
-
الراحل المقيم ديريك الفريد اويا انا سوداني و سوداني
-
أهمية رعاية العجزة المسنين و المجانين
-
جبريل ، مناوي و اردول صحيح الاختشوا ماتوا !!!
-
معاً لدعماً الحملة القومية لأسقاط او تنحي البرهان حميدتي
-
حمدوك في لقاءه بالبرهان يستعيد زمام المبادرة بترتيب ورقة الل
...
-
ابراهيم الشيخ يرد علي البرهان و نائبه حميدتي .
-
البرهان يعلن لنقلابه علي السلطة الثورية و الوثيقة الدستورية
-
ترك البرهان و مسرحية محاولة الانقلاب الفاشلة .
-
القديس او الدرويش كدردور
-
ايلول الاسود مع العشماوي ابودب و الوجه الاخر للأرهاب
-
رحلة وجدانية لسبر اغوار عوالم المثال العالمي اسعد كومي
-
البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة .
-
البطل استفن ارنو يواري الثري في أرض المعركة
-
في انتظار قرار اقالة والي شمال كردفان
-
ملف مناهج التربية المسيحية علي طاولة وزارتي التربية و الشئون
...
-
التربية المسيحية في السودان ما لها و ما عليها
-
الجنيه السوداني المنهار و حتمية تغييره
-
الراحل استيفن أمين ارنو : لن اكون وزيراً غير شرعياً
-
امبروطوريات الاتصالات السيئة من يكبح جماحها ؟
المزيد.....
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
-
برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر
...
-
غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره
...
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|