مزهر بن مدلول
الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 10:59
المحور:
الادب والفن
أنا ايضا تأنفلت
كنت قد عدت للتو من مشقة ، دامت اكثر من خمسة عشر يوما
وكنت مدججا بالقنابل والرصاص.
في مغامرتي هذه ، ركبت فضاءً
فدرت حول شيرين وكارة ومتين .
ادهشتني اضواء مدينة بامرني ، فتسللت في الليل الى هناك ،
يتسرب من عمود الكهرباء الى الغرفة نور، عبر نوافذ زجاجية كبيرة ، فيظهر فستان احمر ذي نهدين ، معلقا امامي على الجدار ، وقد تركته الفتاة دون قصد .
لم انم ، ولا اريد ..
فصغت من الفستان اعجب العجائب
وكتبت في دفتري الصغير اجمل القصائد
معركتي مع الثلج في هذه المفرزة ، تركت في ذاكرتي هاجس خوف من موت مفاجئ ، لا يبدده الا قدرتي على نسج الاحلام ..
مخلوقات احلامي الرائعة ، اجدها في عالم اجهله ، انه عالم غريب ، ليس من السهل لاحد ان يتصوره ،انا اريدها كذلك ، وارفض ان يكون لها وجود ، او ظل وجود ، لاني اعتقد في ذلك سر نقاء الجمال فيها ..
ومع ذلك ففي العليجة التي احملها على ظهري علبة من لحم البقر، احتفظت بها ليوم قحط لابد ان ياتي ، وفيها ايضا جناحان ملونان لفراشة فارقت الحياة بسبب دخان القذائف .
ألفتُ الاشياء كلها هناك ..
نهر وشجر ، انسان وحيوان ..
لكني لم اتوسد حجر ..
في تلك الجبال ايضا حجر..
ذلك يثير فضول احاسيسي ، في الشعور به واكتشافه بشكل متزايد .
له رائحة تختلف ، وله لون مختلف ..
في كل اشتباك ، للحجر وظيفة تختلف ..
كنت ابحث عنه ..
في كل مرة ابحث عنه ..
وفي كل منحدر، كانت لي حكاية مع الحجر ..
يطوق راسي بالجنون ، و يلتحف جسدي دون ان اختبأ في داخله .
فاين هو الان ، كان بعيدا عني ..
كان حزينا وشاحبا ، انه يعرف مهما فعل لايستطيع حمايتي .
توقف القصف ، كان جسدي سليما ..
عجائبي تبعثرت ..
اشم رائحة العفن ..
تاتي من كل مكان
من اسفل ومن اعلى
من النهر ومن البستان ..
ثم رايت كيف سقط الحجر مضرجا
اقبيتنا خالية من الهواء
اقبيتنا بلا ابواب
وكان مذاق الليل فيها ، وحشيا كالقئ والغثيان ..
ففر من مخيلتي الفستان الاحمر وتلك النهدين ..
ثم انبعثت رائحة الموت من علبة اللحم
واختفت من جناحي الفراشة الالوان
مزهر بن مدلول
#مزهر_بن_مدلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟