|
أقوال الكاتب جلال عامر.. سيد النثر المصري الساخر!
محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 17 - 21:05
المحور:
كتابات ساخرة
الساخر جلال عامر ..عبقرية التكثيف والتبسيط
الإثنين 4 يناير 2016
مصر أنجبت محمود السعدني وأحمد رجب وأحمد فؤاد نجم و المئات من الساخرين... لكن جلال عامر يبقى حتى الآن سيد النثر المصري الساخر.
في إحدى رسائله المطولة، حينما كان في المنفى، كتب الزعيم المصري الكبير سعد زغلول لصديق له معتذرًا عن طول رسالته يقول: "أعذرني على الإطالة فليس لدي وقت للاختصار". ولم يفرنقع عنا القرن المنصرم، إلا وكانت مصر قد أنجبت سيد الاختصارات والتكثيفات الساخر جلال عامر في 25 سبتمبر عام 1952...عام الثورة.
قبل أن يكون ساخرًا، كان عسكريًّا وشارك في ثلاثة حروب ضد إسرائيل (لكنه مات وهو يخوض حرب الثلاث وجبات)، وساهم ضابطًا في حرب تشرين عام 1973، وشارك في معركة تحرير منطقة القنطرة.. وكان يكتب الشعر والقصة، تحول بعدها – ربما بعد تقاعده- إلى كاتب ساخر لم تنجب مصر مثيلاً له حتى الآن، وكان قد درس القانون في كلية الآداب، وعمل في بداياته الكتابية صحفيًّا في جريدة "القاهرة" الرسمية.
صحيح أن مصر أنجبت الكثير من الساخرين، وكان أول نص ساخر في منطقة الشرق الأوسط كتبه مصري ...على لسان العبد الذي يسخر من سادته، وقد وجد النص محفوظًا في مخطوطات الفراعنة قبل خمسة آلاف عام.
وصحيح أن مصر في العصر الحالي أنجبت محمود السعدني وأحمد رجب ويوسف معاطي وفيليب جلاب وأحمد فؤاد نجم والعشرات، لا بل المئات غيرهم... لكن جلال عامر يبقى حتى الآن سيد النثر المصري الساخر.
انضم جلال عامر إلى سادة التكثيف بين رواد السخرية العالميين، من اليوغسلافي المقدوني تشيدومير إلى الفيلسوف الإيرلندي برنارد شو والأمريكي مارك توين، ليتفوق عليهم جميعًا في تخصصة بالكلمة المكثفة، إضافة إلى اعتماده ما يسمى في عالم النقد الأدبي بتيار الوعي والتداعي الحر، الذي يستخدمه الروائيون الكبار، أمثال فوكنر وفرجينيا وولف.. لكن جلال عامر كان أول من استخدمه بشكل عبقري في الجملة الساخرة المكثفة.
توفي جلال عامر عام 2012 في منطقة رأس التين في الإسكندرية، إذ أصيب بنوبة قلبية حادة، خلال مشاركته في مظاهرة ضد حكم العسكر، عند هجوم فيالق من البلطجية على المتظاهرين، فغضب إذا رأى أهل مصر يقتل بعضهم بعضًا.. وظل يصرخ قائلاً: "المصريون بموتوا بعض"، وظل يرددها في المستشفى العام الذي نقل إليه إلى أن توفي بعد عدة أيام... وقال قبل وفاته بقليل: "مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون في مكان واحد، لكن في أزمنة مختلفة"... وهو قول ينطبق على العرب جميعًا.
فيديو.. الكاتب الساخر الكبير جلال عامر وحوار مع باسم يوسف في البرنامج؟ https://www.youtube.com/watch?v=j_XwZSc4ai0
ترك جلال عامر وراءه عدة كتب، وصلني منها كتاب "مصر على كف عفريت"، وكتاب "قصر الكلام" الذي كان في المطبعة عند وفاته، وصدر بعدها، وقد تصدرته كتابات لزوجته ولكريمته رانيا ولأولاده راجي ورامي ينعون فقديهم.. بل فقيدنا الكبير جميعنا.
الثروة الكبرى التي تركها الفقيد الكبير فقد كانت كتاباته الكثيرة والمتنوعة والممتعة التي نشرها في عموده اليومي "تخاريف" في جريدة "المصري اليوم"، وكتابات في صحيفة الأهالي، إضافة إلى مئات المشارات في مواقع إلكترونية مثل موقع "الحوار المتمدن" وغيره، ما تزال روائعه تجتذب الكثير من القراء، وبعضهم يقتبس منها وينشره في "فيسبوك" و"تويتر" وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا واحد من هؤلاء المسحورين بكتابات جلال عامر التي يصعب، بل يستحيل، تقليدها.
في مقدمة كتابة "مصر على كف عفريت" كتب جلال عامر:
- هذا الكتاب لبحث حالة وطن كان يملك غطاء من ذهب، فأصبح بدون غطاء بلاعة.
-.. فقد بدأت مصر بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، مع أن كل مسؤول يتولى منصبه يقسم بأنه سوف يسهر على راحة الشعب، دون أن يحدد أين يسهر ولساعة كام.
- .. لم يعد في مصر من يستحق أن نحمله على أكتافنا سوى أنبوبة الغاز.
أما كتابة الكبير "قُصر الكلام" فهو معجم رائع لتركته العملاقة، وسوف اقتبس هنا بعض التكثيفات المذهلة:
- في مصر يموت الميت و(نصوّت)عليه، وفي أول انتخابات يعود ليصوت بنفسه.
- هناك يدًا خفية في مصر تمنعها من الدخول في العصر النووي والاكتفاء بعصر الليمون.
- استمرار لظاهرة التدين الشكلي التي تنتشر هذه الأيام، أصبح معظم سائقي التاكسي يشغلون "القران"، ومع ذلك لا يشغّلون "العداد".
هذه هي الوحدة الوطنية، عندنا بوليس، وعندنا حرامية، وكل واحد قاعد في حاله، إعمالًا لمبدأ قبول الآخر.
-إذا الشعب أراد "الحياة" أو "دريم" أو "المحور" فلا بد ان يستجيب الريموت.
- كان نفسي اطلع محلل استراتيجي، لكن أهلي ضغطوا عليا لأكمل تعليمي.
- كلنا أبونا آدم، إلا الحكومة أبوها "آدم سميث".
- نصحتك لا تبع الثلج في بلاد الأسكيمو، ولا تبع الجهل في بلاد العرب.
- النيل ينبع من بحيرة فكتوريا، ثم يصب في خراطيم المياه في ميدان التحرير.
- المرشح يقبّل يد الناخب لينتخبه، وبعد شهر، الناخب يقبل يد المرشح لخدمته.
- ليس من حقك أن تتطلع إلى منصب مهم في بلدك، فهي مثل مقاعد الأوتوبيس مخصصة لكبار السن.
وليس آخرًا
أعترف أولاً أنني منحاز لهذا العبقري، ولا يمكنني أن أصف شهادتي عنه بالموضوعية، وأعترف ثانيًا، بأنني لم أعطه كامل حقه في هذه العجالة، وأتمنى على كل قارئ أن يبحث عن كتاباته وكتبه في المواقع والمكتبات، وليقرأها... ولن يشتمني على الأقل.
وكتب جلال عامر عن نفسه، على غلاف كتابه الأخير:
عابر سبيل
ابن الحارة المصرية
ليس لي صاحب...
لذلك كما ظهرت فجأة
سوف اختفي فجأة...
فحاول تفتكرني
وخير ما أنهي به هذه الكلمات هو عبارة نشرها نجل جلال عامر على "فيسبوك" يوم وفاته يقول فيها: "جلال عامر لم يمت، فكيف تموت الفكرة؟؟؟؟ الفكرة مقدر لها الخلود".
بقلم يوسف غيشان
لقراءة المزيد ومشاهدة الصورة أرجو فتح الرابط https://al-ain.com/article/38691
فيديو.. لقاء سابق لجلال عامر مع محمود سعد فى قناة التحرير.. كان اللقاء فى أغسطس 2011 https://www.youtube.com/watch?v=LAyGifFcZwA
*من أقوال المرحوم الكاتب المصري الساخر جلال عامر :*
*■ البلد دى فيها ناس عايشة كويس ، وناس كويس إنها عايشة .*
*■ الجامعة العربية للإنصاف لها «موقف» كبير ، يتسع لأكثر من مائة سيارة أمام المبنى .*
*■ فى مصر لا توجد «محاسبة» إلا فى كلية التجارة .*
*■ بعد أن حصل على «الليسانس» بدأ فى «تحضير» الماجستير ، وبعد أن حصل على «الماجستير» بدأ فى «تحضير» الشاى للزبائن .*
*■إذا استمرت سرقة الآثار بنفس المعدل فلن يتبقى في مصر إلا آثار الحكيم.*
*■أنا لا أصبغ شعري ولا أعالج التجاعيد لكنني أقاوم الزمن بما هو أكثر من ذلك , فكلما مرضت صممت على الذهاب لطبيب أطفال.*
*■أصبحنا نعالج الدولة على نفقة المواطن.*
*■نربي الكلاب في الشقة والفراخ في المنور والأطفال في الشارع.* *■اعلم ان المنافقين في الاخره في الدرك الاسفل من النار , لكنهم في الدنيا في الصفحات الاولى من الصحف والاخبار.* *■يتوفى الإنسان مرة واحدة في العمر ويموت عدة مرات يومياً في بلد بدأ بـ اكفل طفلاً ثم اكفل أسرة ثم اكفل قرية وقريباً اكفل وطناً.*
*■استمراراً لظاهرة التدين الشكلي التى تنتشر هذه الأيام، أصبح معظم سائقي التاكسي يشغّلون القرآن ومع ذلك لا يُشغّلون العداد.*
*■معظم الهاربين بفلوسنا، كانوا يقيمون لنا موائد الرحمن .. وأتاري احنا اللي عازمينهم.* *مواطن مصري ايل للسقوط *
فيديو.. الكاتب الساخر جلال عامر في العاشرة مساءً https://www.youtube.com/watch?v=Ybj09_zlEU0
من أقوال جلال عامر
■ كان نفسى اطلع محلل استراتيجى لكن أهلى ضغطوا علىّ لأستكمل تعليمى.
■ أكتب قصة شاب تخرج فى الجامعة بتقدير «امتياز» موضحًا أسباب انتحاره.
■ الحاكم فى العالم الثالث مثل شعر الرأس كل ما تحلقه يطلع لك تانى.
■ اعلم أن المنافقين فى الآخرة فى الدرك الأسفل من النار، لكنهم فى الدنيا فى الصفحات الأولى من الصحف.
■ أصبح للحكومة صحف وتليفزيون وموقع وكتاب وبقى أن تكون لها إنجازات.
■ يطبق القانون على «المغضوب عليهم» لكنه يتغاضى عمن يقول «آمين».
■ «مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخبا، ولا يهمه العارى إلا إذا كان امرأة».
■ مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون فى مكان واحد لكنهم لا يعيشون فى زمان واحد.
■ الشرطة مهمة مثل الماء والهواء لكنها مثلهما تحتاج إلى تنقية.
■ سوف نعبر هذه المحنة عندما تصبح مدرجات الجامعة أهم من مدرجات الكرة، ومعامل البحث العلمى أهم من مكاتب البحث الجنائى، وعندما نعرف أن أسوأ ما فى «الأمة» هو «الأمية».
■ لا ناصر ولا السادات ولا مبارك، لكن الجندى المجهول الذى لا نعرف قبره، هو بطل الحرب والمواطن البسيط الذى لا نعرف بيته هو بطل السلام.
■ كنت بحب مصر من ورا مراتى وبعد 25 يناير صارحتها بالحقيقة.
■ كل شعوب العالم لا تعرف ماذا يحدث فى المستقبل إلا الشعب المصرى فإنه لا يعرف ماذا يحدث الآن.
■ الملكية العامة فى بلادنا مثل الدنيا.. نظرياً «كلنا لها»، لكن عملياً «ماحدش واخد منها حاجة».
■ «هذا منهج ثابت الحكومة تهمل حلاً يحتاج إلى ملايين وتنتظر حتى يحتاج إلى مليارات».
■ قد نختلف مع النظام لكننا لا نختلف مع الوطن ونصيحة أخ لا تقف مع «ميليشيا» ضد وطنك حتى لو كان الوطن مجرد مكان ننام على رصيفه ليلاً.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1326358
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنشطة إرهابية لحزب الشيطان اللبناني.. بالتنسيق مع عصابات الم
...
-
محكمة شعبية دولية.. لمقاضاة قادة الزمرة الخمينية!/2
-
محكمة شعبية دولية.. لمقاضاة قادة الزمرة الخمينية!/1
-
تصريحات زعيم حزب الشيطان.. تعمق مشاكل وأزمات لبنان!
-
البطل البحريني علي منفردي.. وتاريخ من الانجازات والسجل الذهب
...
-
ثورات الخبز والاحتجاجات العفوية .. من فرنسا إلى الدول العربي
...
-
قاآني يواصل جرائم سلفه سليماني.. ويطبّق المثل: يقتل القتيل و
...
-
عجائب البحار والمحيطات.. من قنديل وسرطان البحر.. إلى فرس الن
...
-
الخيانة واللعبة السياسية القذرة.. بين أميركا والزمرة الخميني
...
-
مسيّرات الزمرة الخمينية.. تدمر وتقتل شعوب الدول العربية!؟
-
طالبان وداعش والزمرة الخمينية.. مثلث الإرهاب والإبادة الهمجي
...
-
البحرين من الطواحين المائية.. إلى أزمة المياه الجوفية
-
استمرار مجازر طالبان.. بحق المواطنين الأفغان!؟/2
-
استمرار مجازر طالبان.. بحق المواطنين الأفغان!؟/1
-
صرخة البشرية.. من أجل إنقاذ الكرة الأرضية!؟
-
عفواً يا أستاذة سعاد عزيز.. مجاهدي خلق منظمة إرهابية!
-
شعب البحرين أدرى بشعابها.. والمواطنة مفهوم مدني وليس طائفيّا
...
-
الشعب البحريني أدرى بشعابها.. والمواطنة مفهوم مدني وليس طائف
...
-
حزب الشيطان يشارك عصابات الملالي في نشر الإرهاب والمخدرات!؟
-
دور عصابات الملالي.. في قطع المياه ونشر المخدرات بين الشعب ا
...
المزيد.....
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|