علاء الهويجل
الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 07:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تسارعت الاحداث بشكل ملفت للنظر في العراق في اليومين الماضيين فيما يخص التحشدات العسكرية الانكلوامريكية على الحدود العراقية الايرانية وعلاقتها بالملف النووي الايراني.
فقبل ايام قليلة من انتهاء مهلة القرار الاممي الخاص بايران والمتعلق بملفها النووي شهد العراق تحركات عسكرية مثيرة للشك والريبة على الحدود العراقية الايرانية .
فالقوات البريطانية المرابطة في معسكر ابو ناجي في العمارة تركت معسكرها بضروف غامضة وسريعة قبل يومين ودون أي تنسيق مع القوات الامنية العراقية وتوجهت الى الحدود الايرانية العراقية .
هذا التوجه السريع والغير منسق تسبب بنهب معسكر ابو ناجي من قبل المدنيين وعدم سيطرة القوات الامنية العراقية عليه لانها لم تتسلمه اصلا بشكل رسمي من القوات البريطانية ما يشير الى ان التحرك البريطاني من المعسكر صوب الحدود الايرانية جاء نتيجة قرار بريطاني محض وبدون تنسيق مع العراقيين ولاسباب اقليمية وليست امنية عراقية داخلية .
فكل الانسحابات العسكرية لقوات التحالف بالعراق تكون بتنسيق مشترك بين الحكومة العراقية والقوات المنسحبة كما حصل قبل ايام في انسحاب قوات التحالف من محافظة المثنى .
وما يبعث على الريبة في هذا الخصوص هو زيارة رئيس القوات المركزية الامريكية الجنرال جون ابي زيد الى بغداد واجتماعه مع كبار القادة الامريكان رغم ان العاصمة بغداد تشهد تحسنا امنيا ملحوظا هذه الايام لا يستدعي أي زيارة لمسؤول عسكري كبير .
الاوساط الصحافية هنا في بغداد سربت معلومات شبه مؤكد حول علاقة زيارة ابي زيد بانتهاء المهلة الاممية لايران في نهاية اغسطس الجاري .
ورغم ان الموعد المذكور لا يشير الى أي تدخل عسكري ولا حتى فرض عقوبات في الوقت الحالي الا انه ربما يعطي اشارة واضحة الى ايران من ان تطور الامور سيواجه في نهاية المطاف برد عسكري وعمليات عسكرية محدودة ضد ايران من داخل العراق.
او انه يشير في الاتجاه المعاكس الى ان امريكا والغرب اصبحت مستعدة الان للمواجهة قبل ان تطرح مشروع فرض العقوبات الاقتصادية على ايران وان اية ردة فعل ايرانية عسكرية ضد القوات الاجنبية في العراق سيواجه بالمثل .
ومهما كانت التفسيرات فان مجرد التحرك العسكري المريب والمثير للشك هذا يؤكد ان موعد الحسم مع ايران اصبح قريبا جدا وان العراق في كل حال من الاحوال سيكون جزء من المشكلة .
#علاء_الهويجل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟