أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - شبح الطرف الثالث














المزيد.....

شبح الطرف الثالث


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في القانون هناك طرفين في الدعوى المقامة، المدعي والمُدَّعًى عليه . وكذلك في العقود . وهناك طرف ثالث اذا وجدت حاجة او مصلحة في دخوله . ولكل طرف من هذه الاطراف حقوق والتزامات ، وعند اخلال اي طرف بالتزاماته فعليه عقوبات او اجراءات معينة منصوص عليها بالقانون او بالعقد .
وفي المجتمع هناك طرف ثالث يصلح بين الطرفين المتنازعين بالخير . 
اما بالسياسة فهناك طرف ثالث يكون غامضا ، ويذكر للدلالة على العمل السئ الذي تقوم به جهة مجهولة الهوية .

وفي العراق شاع اسم الطرف الثالث في انتفاضة تشرين 2019 . لالقاء اللوم عليه في قتل المتظاهرين والناشطين ضد الفساد السياسي والاداري والعمالة للاجنبي . 
وكانت حكومة عادل عبد المهدي سيئة السيط وابواقها المأجورة ، ومن وراءها الميليشيات الولائية تبرر غدرها بابناء الشعب بالقاء التهم على طرف مجهول سمته الطرف الثالث ، للتخلص من المسؤولية القانونية والجنائية في استخدام العنف المفرط لقمع المظاهرات واغتيال الناشطين . 

ثم اصبح الطرف الثالث يستهدف القوى الأمنية تارة ، والمتظاهرين تارة اخرى .

وكلما أُرِيد نكران اي عمل سئ او شنيع ذكر الطرف الثالث فاصبح شماعة جاهزة في كل وقت للتملص من المسؤولية .

وهكذا اصبحت الحكومة ومن وراءها الاحزاب الحاكمة غير  قادرة على الاستغناء عن نظرية الطرف الثالث ، حتى صار جزء من هويتها .

وهذا ماشاهدناه ايضا في ادعاءات تزوير الانتخابات الاخيرة ، فهناك طرف ثالث تسبب في خسارتهم الفادحة بالانتخابات !

وفي محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي باطلاق اربعة صواريخ على داره . تنصلت الميليشيات الولائية من مسؤوليتها عنه، رغم تهديداتها السابقة له ، فتم القاء اللوم والمسؤولية على الطرف الثالث !

وهكذا فعند كل وضع حرج للميليشيات ، يظهر لنا الطرف الثالث لتحميله المسؤولية .
حتى اصبح الطرف الثالث شبحا  يهدد الوضع السياسي والاجتماعي في العراق . فكل المهمات والاعمال القذرة للميليشيات تعزى الى الطرف الثالث . ابتداء" من قتل وخطف المتظاهرين والنشطاء السياسيين ، وليس انتهاء" بالتآمر على رموز الدولة بوضح النهار . 

ان تحميل الطرف الثالث المجهول للمسؤولية مرارا وتكرارا للتخلص من التبعات القانونية يؤكد مدى الانحطاط والتعامل اللااخلاقي واللاانساني من قبل الميليشيات المنفلتة التي تصول وتجول تحت مسميات وطنية او مقدسات دينية . ويظهر مدى هزال الدولة وضعف الامن العام وسلطة القانون .
وممازاد الطين بلة الفساد السياسي والاداري وانتشار الرشوة والمحسوبية والتهديد بالسلاح . اضافة الى فسح المجال للتدخلات الدولية والاقليمية في الشأن العراقي .

كل هذه المعطيات والكوارث سببها الرئيس تعدد مراكز القوى وميليشياتها ، وماينتج عنها من تعدد مصادر القرار ، الذي ادى الى فقدان هيبة الدولة .
ان عدم احتكار الدولة  للقوة المسلحة (على وفق العالم الاجتماعي ماكس فيبر)  ، قد تسبب في التطاول عليها من قبل جهات تحمي نفسها بقوة السلاح ، وتحميل الطرف الثالث للمسؤولية عن كل الاعمال العدائية والمنافية للقانون ولحقوق الانسان .

ان شبح الطرف الثالث سيظل يلاحق مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء ، طالما هنالك ميليشيات وسلاح منفلت خارج اطار الدولة ، مع غياب سيادة القانون والافلات من العقاب .

  



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الوزراء القادم
- عندما تصبح السلطة غاية وليست وسيلة
- مسلسل لعبة الحبار يعكس ازمة النظم الرأسمالية
- الانتخابات العراقية الفرصة الاخيرة للنظام السياسي
- الأحزاب الإسلامية من الخطاب المضلل الى السقوط
- العراق بين الديكتاتورية السابقة والدكتاتوريات الجديدة
- سلوك بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعكس مدى الانحدار في الاخ ...
- النفق المظلم الذي دخلنا به هل هناك ضوء في نهايته ؟
- الانسحاب الأمريكي من افغانستان. . دروس وعبر
- الناصرية مدينة الحضارة والادب والبطولة
- تأثير العقل الباطن في حياتنا
- تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل
- التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با ...


المزيد.....




- ماذا قالت هيلاري كلينتون عن تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ...
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- إسرائيل توسع أهداف الحرب بعد تلويح جديد بالخيار العسكري ضد ح ...
- هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق ...
- -لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن- هاريس-.. ماسك يحذف منشورا أث ...
- واشنطن: التحقيقات الأولية بشأن عائشة نور لا تبرئ إسرائيل
- نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- مثول المتهم بمحاولة اغتيال ترامب أمام محكمة فيدرالية
- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - شبح الطرف الثالث