|
كتاب السعادة _ جزء 1 و2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 14:53
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كتاب السعادة _ الجزء 1 و 2 ( مقدمة عامة )
1 العيش في الحاضر ، مشكلتنا المشتركة والمزمنة... " فجوة الألم " تسميتها في التنوير الروحي : أنت هنا ، وعقلك هناك . جسدك في الحاضر المباشر ، وعقلك في الماضي أو في المستقبل . .... هذه المشكلة المزمنة ، مشتركة بين جميع البشر وبلا استثناء . غاية التركيز والتأمل ، تحقيق وحدة الجسد والعقل في الحاضر المباشر . لماذا يصعب تحقيق هذه الغاية المشتركة " العيش في الحاضر " ، إلى درجة تقارب الاستحالة ومنذ عشرات القرون ؟ الجواب الصحيح والأقرب للعلم ، لأننا لا نعرف ما هو الواقع الذي نعيشه ، أو الذي نعيش فيه . بالإضافة إلى بقية جوانب المشكلة المعرفية ، مثل النضج على المستوى الشخصي ، والعيش في دولة حديثة على المستوى الاجتماعي والثقافي ، وغيرها . .... ذكرت عدة مرات ، مواقف ثلاثة من كبار المفكرين المعاصرين من الواقع ، وفهمهم لمشكلة الواقع والوجود : 1 _ نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . 2 _ فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . 3 _ هايدغر : يلزم تحليل الحاضر ، كيف يحضر الانسان في العالم هو السؤال الأهم . .... أن يطلب الانسان العادي والمتوسط ، او غير المثقف ، أجوبة بسيطة وسهلة وممتعة أيضا على مشكلة الوجود _ ذلك من حقه ، ويمكن فهمه وتفهمه . لكن المشكلة تمثلت في القرن العشرين بالشعبوية ، وانتشارها الكاسح في وسط الفيزيائيين خاصة ، عبر التساهل المفرط مع الذات . ودخول العلماء في سباق الفئران نحو قطعة الجبن . ( مثالها النموذجي فكرة السفر في الزمن ، واعتمادها كنظرية علمية . والمشكلة كما اعتقد ، تقوم على الحل السيء والذي يتضمن التضحية بالمستقبل لأجل الحاضر _ العكس وحده الحل الصحيح والجيد ) . .... الواقع زمن وحياة ، تربطهما علاقة جدلية عكسية . الزمن + الحياة = الصفر . هذا الفكرة تمثل خلاصة فكر القرن العشرين بمجمله ، كما فهمتها . وخاصة نيوتن واينشتاين ، عبر مساهمتهما الأساسية لفهم الزمن _ والعلاقة بين الزمن والحياة بشكل خاص . كان تركيز نيوتن يتمحور حول الزمن فقط ( الحاضر ) ، ومن وجهة نظره يمكن اعتبار الحاضر كمية صغيرة جدا ، أو لامتناهية في الصغر ويمكن اهمالها في الحسابات دون أن تتأثر النتيجة . بالمقابل ، تركيز اينشتاين كان على الحياة ( الحضور ) ، ومن وجهة نظره يمكن اعتبار الحضور كل شيء ويمثل اللانهاية الموجبة . ويشاركه هايدغر هذه النظرة ، مع كثيرين غيره . .... الحاضر بين الصفر واللانهاية الموجبة . أيضا الحاضر بين المستقبل والماضي . هذه ظاهرة مباشرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . بعد فهم هذه الأفكار ، المعلومات ، الجديدة . تتكشف المشكلة الحقيقية ، بشكل أوضح وابسط . كل يوم جديد من جانب الزمن وقديم من جانب الحياة . ومهمة الانسان ، الفرد ، تحقيق الانتقال بالفعل من الأمس إلى اليوم . كيف يتم ذلك ؟ ! هذا بحث طويل ، ويتضمن مختلف أبعاد الوجود والواقع . وهو بالطبع يتجاوز مقدرتي على صياغته بشكل بسيط ، وواضح وسهل . .... الماضي الجديد أو المستقبل القديم أو الحاضر المباشر ( الواقع المباشر ) . الماضي الجديد ، يتمثل باليوم الحالي ( خلال 24 ساعة ) ، بالإضافة إلى السلوك المتكرر من خلال العادات الحالية ( الهوايات أو الإدمان ) مصدر الرضا والكفاية أو القلق والغضب المزمن . قبل تحقيق النصر الذاتي ، أو التنوير في الفكر الشرقي القديم ، أو النضج المتكامل بمصطلحات اليوم _ تستمر حالة القلق المزمن وعدم الكفاية . بحسب تجربتي الثلاثية ، الثقافية والاجتماعية واليومية ، يتمثل النصر الذاتي بالانتقال _ الفكري والسلوكي _ من موقع الانكار والضحية ، إلى موقف المسؤولية الحقيقية . وعلامة ذلك نهاية الغضب المزمن . والسؤال الأهم كما أعتقد ، كيف يمكن تحويل القلق والغضب المزمن والاستياء إلى موقف إيجابي ، عبر قبول الواقع الشخصي بمختلف حالاته _ السلبية خاصة ؟! مثال تطبيقي ، وأنا اكتب هذه الكلمات ، أمامي خيارات عديدة ، ومتنوعة ... يمكنني تحويل نشاطي الجسدي أو العقلي إلى جوانب مختلفة يتعذر حصرها . أولها الاستمرار بعملية التفكير ، عبر الكتابة بمشكلة العيش في الحاضر . .... الماضي الجديد بدلالة الساعة المزدوجة ، ساعة الزمن وساعة الحياة ... الزمن موضوعي ، بأنواعه الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل ( للحاضر طابعه النسبي المتميز ) ، ومستقل بالكامل عن حياة الانسان ومشاعره ومواقفه . هنا أخطأ اينشتاين وأصاب نيوتن . أتخيل الآن وضع الساعة المزدوجة ، من خلال حياتي الشخصية ، عبر ثلاث حالات ... 1 _ قبل عشر سنوات : 30 / 10 / 2011 . هنا الماضي الموضوعي ، يتعذر تغييره . وكل ما نعرفه عنه ، ابتعاده عن الحاضر بسرعة ثابتة هي التي تقيسها الساعة . 2 _ الآن سا 8 صباحا ، يوم السبت 30 / 10 / 2021 . 3 _ بعد عشر سنوات : 30 / 10 / 2031 . أدعوك إلى مشاركتي هذا التمرين الذهني البسيط ، والممتع ... لنتخيل الحياة يوم 30 / 10 / 2031 ؟ .... صباح 30 / 10 / 2031 ... الشعور بالرضا والتقدير الذاتي المناسب ، حيث أن السنوات السابقة عشتها بالطرق التي تنسجم مع القيم والقناعة الحقيقية ، وليس تحت ضغط الخوف أو الغضب أو الطمع وبقية المشاعر السلبية . .... إذا وصلت إلى سنة 2031 ، ويوم 30 / 10 القادم موضوعيا بالطبع ، بعضنا لن يصله ذلك اليوم... ربما يكون أفضل يوم في حياتي ، وأنا في عمر 71 سنة . وأترك الوقت والدور لك بالمقابل ، عزيزي _ ت القارئ _ ة ... ذلك اليوم ، 30 / 10 / 2031 ؟! 2 الفرد الإنساني ثلاثي البعد : 1 _ المورثات 2 _ البيئة 3 _ الشخصية . المورثات تجسد الماضي غير القابل للتغيير . البيئة الاجتماعية والثقافية تمثل الحاضر ، المزدوج بطبيعته بين الحياة والزمن . وأخيرا الشخصية ( أنت وأنا ) تمثل المستقبل ، وهي مسؤولية الانسان بالكامل . ( مشاعرك هي مسؤوليتك ) . 3 الطبيعة البشرية بين أريك فروم والدلاي لاما ... تفسير أريك فروم للمرض العقلي والنفسي ، أنه نقص في النضج لأسباب فيزيولوجيه واجتماعية ( خارج مسؤولية المريض _ة ) . مع أنه يعتقد بالطبيعة الخيرة والايجابية للإنسان . تفسير الدلاي لاما أقرب للمنطق العلمي _ التجريبي ، فهو يعتبر أن الطبيعة البشرية مركبة من وتتضمن الجوانب السلبية والايجابية معا ، ويقارن إمكانية التخلص من الجوانب السلبية ( أو التقليل منها ) بالمعرفة والتعلم . حيث يولد جميع البشر في حالة الجهل ، لكن مع إمكانية المعرفة وهذه العملية ( الاستنارة في البوذية ) تمثل شرط السعادة الوحيد ، وهو التخلص من الجوانب السلبية ( او التقليل منها بشكل مستمر ) والتي تتمثل بالغضب والغرور والخوف والكراهية ، عبر التأمل الذاتي اليومي . .... بعد فهم التكوين الثلاثي للفرد : البيولوجي الذي يمثل الماضي والمورثات ، والبيئي الذي يمثل المجتمع والثقافة عبر الحاضر ، والجانب الشخصي وهو الأهم ، يمثل المستقبل ، وهو مسؤولية الفرد الحقيقية . بينما الجانب الوراثي مسؤولية الطبيعة أو القدر ، وبينهما الحاضر والمباشر وهو ثابت نسبيا ومتغير نسبيا بالتزامن ، وحل المشكل بشكل صحيح متوازن ومتكامل يحتاج إلى البديل الثالث الإيجابي . 4 المعرفة والصحة العقلية والسعاة والحب ... من يعرف يحب ويعيش بسعادة . المعرفة 3 أنواع أو مستويات : 1 _ المعرفة الفعلية ، من يعرف ضرر التدخين يقلع عنه . ومن يعرف فائدة الموسيقا يحسن الاصغاء . 2 _ المعرفة المؤقتة ، تتمثل بالقلق والأحاسيس العابرة والمتناقضة بطبيعتها . 3 _ المعرفة السلبية ، يشعر ويعتقد المدخن أنه يحب التدخين . ( خلاصة تجربتي الثلاثية ) . 5 فكرة جديدة العلاقة بين الحياة والزمن ، تجسد علاقة الشكل والمضمون . الحياة مضمون الزمن ، وتجسد أصغر من اصغر شيء . بينما يمثل الزمن شكل الحياة ، وأكبر من اكبر شيء . أعتقد أنني وجدتها . .... .... كتاب السعادة _ دفاتر جديدة
المعرفة مستويين ، أولي بدون كبير فائدة ، والمستوي الثانوي للمعرفة وهو الأهم _ الذي يرتبط بالفعل والخبرة الشخصية . المستوى الثانوي للمعرفة يميز ، ويفرق بوضوح ، بني العيش على مستوى اللذة _ المشترك والأولي _ وبين العيش على مستوى السعادة الذي يشترط النضج المتكامل كمدخل وعتبة . بعبارة ثانية ، على المستوى الثانوي لا يمكن الفصل بين المعرفة والفعل والسعادة .
هذا الكتاب
فن السعادة ( أو التعاسة والشقاء )... أحمل بعض التصورات المحددة والبسيطة ، حول موضوع السعادة . أرغب بمناقشتها خلال الفصول القادمة ، مثل مفارقة اللذة والسعادة ومغالطة الغباء والسعادة ، أيضا العلاقة بين الصحة العقلية والسعادة ، وكذلك العلاقة بين القيم الأخلاقية والسعادة وغيرها . عدا ذلك أعتبر نفسي قارئ أول للكتاب ، ... مثل قارئ _ة جديد _ة . .... مقدمة عامة
لماذا لا يعيش الانسان بسعادة !؟ أو بالصيغة التي قدمها معلمو التنوير الروحي منذ عدة آلاف سنة : هل كان أحد ليختار الشقاء ! .... بالطبع الجواب البسيط ، والمباشر ، والنهائي لا . السؤال بصيغته الأولى أقرب إلى الحوار ، وجوابه أيضا بسيط ومباشر ونهائي : لأنه لا يعرف كيف يعيش بسعادة . 1 اشتغلت سابقا على موضوع ( السعادة ) ، كفكرة وخبرة ونمط عيش وخاصة علاقتها بالصحة العقلية . وهي منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، ويمكن للقارئ _ة الرجوع إليها بسهولة عند الحاجة أو الرغبة . وهذا الكتاب ، يمكن اعتباره نوعا من التكملة مع الإضافة والمراجعة والتدقيق لبحث السعادة المستمر ، والمتجدد منذ عدة سنوات . ويعود الفضل في إعادة إحياء الفكرة ، أيضا تحويل خلاصة البحث إلى كتاب للصديق الأستاذ أبو العز له كل الشكر والامتنان . .... السؤال الثاني ، البسيط والواضح أيضا : لماذا لا يعرف الانسان ، الفرد الناضج والبالغ ، كيف يعيش ( أو تعيش ) بسعادة ؟ جواب السؤال الثاني أيضا سهل ومباشر ونهائي : لأنه لا يعرف نفسه . السؤال الثالث ، المباشر أيضا : لماذا لا يعرف نفسه ( أو تعرف نفسها ) هذا الانسان ؟ جواب السؤال الثالث واضح ، وصادم : لأنه لا يحب نفسه . والفضل في هذا الجواب يعود إلى الفيلسوف والمحلل النفسي المعروف أريك فروم . السؤال الرابع ، واضح أيضا : لماذا لا يحب الانسان نفسه ؟ الجواب على هذا السؤال يمثل خلاصة البحث السابق ، وهو واضح وصادم أيضا : لأنه لا يمنح نفسه الاهتمام الحقيقي ، أو بكلمات أخرى ، لأنه لا يعطي لنفسه الجهد والوقت اللازمين والكافيين . وهذه الأسئلة سوف أناقشها عبر الفصول القادمة ، بشكل أوسع ، وخاصة سؤال الحب المتبادل ( الذاتي والموضوعي ) بالتزامن . 2 تتمثل مشكلة فهم السعادة ، كسلوك وفكرة ونمط عيش ، بالخلط بينها وبين اللذة والفرح وبينها وبين الألم والحزن . والأهم من ذلك ، الفصل التعسفي بين السعادة والصحة والعقلية ( وبين التعاسة والمرض العقلي ) . .... السعادة والصحة العقلية وراحلة البال متلازمة ، وأعتقد أنها أقرب إلى المترادفات منها للمتشابهات . والعكس أيضا الكآبة والمرض العقلي والجشع أو عدم الكفاية متلازمة ، وهي مترادفات أيضا . .... تتمثل الصحة العقلية بالاتجاه : ( أيضا اتجاه السعادة وراحة البال ) اليوم افضل من الأمس وأسوأ من الغد . وعلى النقيض من ذلك اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . ( أيضا اتجاه الشقاء والاكتئاب ) . .... بين الصحة العقلية والمرض العقلي ، توجد الحياة الإنسانية بكاملها . بعد الانتقال من التصنيف الثنائي إلى التصنيف العشري مثلا ، تتكشف الصورة بوضوح ، وبينهما التصنيف الثلاثي : 1 _ المرض العقلي والتعاسة . 2 _ الحالة العادية والروتينية . 3 _ الصحة العقلية والسعادة وراحة البال . الحالة العادية ، أو المتوسطة ، تتمثل بمرحلة الطفولة أو المجتمعات البدائية أو الدول غير الحديثة . حالة الطفل _ة ( المتوسط _ة ) الطبيعية بين السعادة والشقاء ، وتمثل ثلاث درجات على المقياس العشري ( 4 و 5 و 6 ) . بينما تتمثل حالة السعادة ، بالتدرجات نحو الصحة العقلية المتكاملة من 6 حتى الدرجة النهائية . وبالعكس تتمثل حالة الشقاء ، بالتدرجات المعاكسة بين 4 والصفر . .... بعد هذا التوضيح يسهل فهم العلاقة بين السعادة واللذة ( او الألم ) ، بالمقابل العلاقة بين الشقاء واللذة ( او الألم ) . 3 تكمن مفارقة السعادة بأنها اقرب إلى الألم منها إلى اللذة ، والعكس صحيح أيضا ، حالة الكآبة والشقاء أقرب إلى اللذة منها إلى الألم . وهذه الفكرة الأهم كما أعتقد ، في هذا الموضوع . مثال تطبيقي : ممارسة التدخين لذة وبقية العادات السلبية ( الإدمان ) ، بينما التوقف عن التدخين سعادة . والعكس بالنسبة للعادات الإيجابية ( الهوايات ) ، حيث العلاقة بين اللذة والسعادة طردية ، او وفق متوالية هندسية . .... العلاقة بين اللذة والسعادة ثلاثة أنواع ، أو مستويات : 1 _ المستوى الأول ، الأعم والأشمل ، علاقة تناقض . مثال التدخين ، وبقية العادات السلبية ( الإدمان ) . 2 _ المستوى الثاني ، وينافس المستوى الأول بدرجة اتساعه وانتشاره يتمثل بالعلاقة النسبية أو المحايدة . مثلها علاقة الفرد بالطعام أو الشراب أو العمل وغيرها ، قد تكون علاقة إيجابية تدعم الصحة المتكاملة والسعادة أو العكس ، علاقة سلبية وإدمانية . 3 _ المستوى الثالث ، وهو لحسن الحظ متوفر للجميع أيضا ، العلاقة بينهما طردية . اللذة والسعادة في اتجاه واحد مع الصحة العقلية بالطبع ، مثالها العادات الإيجابية ( الهوايات ) . .... المسؤولية الإنسانية ، الحقيقية _ زيادة التجانس بين التكلفة والجودة وبين الغاية والوسيلة _ محور الزمن القادم ... بتسارع يتعذر ضبطه أو تحديده ، أو حتى اللحاق به وفهمه بالفعل ، خاصة مع بداية عصر الذكاء الاصطناعي _ يتمثل بالتعلم الذاتي للروبوت _ يتزايد الترابط بين القرارات والأفعال مع المسؤولية الشخصية والمباشرة . تتناقص إمكانية التهرب من المسؤولية _ تزوير الماضي الموضوعي ( كل ما سبق حتى هذه اللحظة ) ويتزايد الأمر بسرعات جنونية _ ويحدث بالتزامن مع تصنيف جديد للأفراد بدلالة الأداء الشخصي والمعايير الموضوعية ، بصرف النظر عن بقية الاختلافات بين البشر والأفراد خاصة . أعتقد أن هذا الموضوع يحتاج _ ويستحق _ الاهتمام والحوار المفتوح ... 4 في الخمسين تغيرت حياتي بشكل دراماتيكي . كنت مدمنا على الكحول والتدخين والسهر حتى الخمسين ، وفي السنة الأولى بعد الخمسين سنة 2011 _ السنة العجائبية ، بالنسبة لي شخصيا وللعلم كله _ فقد بدأتها وبشكل شخصي بمشروع ثلاثي : التوقف عن التدخين ، والكحول ، مع الالتزام بتدوين يوميات السنة يوما بيوم . ونجحت تجربتي الشخصية ، حيث أخفق الربيع العربي بصورة مأساوية وتحول إلى حروب أهلية ، وخارجية ، مدمرة في سوريا واليمن وليبيا بصورة خاصة . .... كنت أشعر وأعتقد أنني أحب التدخين والسكر والسهر والحفلات ، والعلاقات الجديدة خاصة ، وكنت أظن أن ذلك النمط من العيش يمثل ذروة الحياة السليمة ، ويمثل طريق السعادة الأساسي والوحيد كما كنت أعتقد . تلك التجربة كما عشتها وعايشتها في سوريا ، منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن بعنون " 2011 سنة البو عزيزي " ، وأعتقد أنها جديرة بالقراءة والاهتمام . فهي شهادة شخصية عن خبرة التوقف عن الإدمان المزدوج للتدخين والكحول ، بالتزامن مع تدوين يوميات تلك السنة بشكل اقرب ما يمكن إلى الموضوعية . .... كانت معرفتي عن السعادة ضبابية وغامضة ، تمثل الموقف الاجتماعي والثقافي السوري العام . وكنت أعتبر أن ( السعادة واللذة والفرح ) تسميات لفكرة وخبرة واحدة . سنة 2014 ، كنوع من الاستجابة ( غير التقليدية ) لظروف العيش في الداخل السوري ، بدأت مشروع دراسة عن السعادة . وأشكر بشكل خاص ، موظفات _ ين المراكز الثقافية في بيت ياشوط واللاذقية ، حيث ساعدوني بكل لطف واحترام على الوصول إلى الكتب الموجودة في المركزين ، حول موضوع السعادة . .... أريد أن أضيف فكرة واحدة فقط ، كي لا تطول المقدمة كثيرا ، استفدت من كتب أريك فروم بشكل خاص ، أيضا موقف الدلاي لاما ، بالإضافة لآراء الصديقات والأصدقاء عبر الحوار المفتوح والمستمر ... يعتبر أريك فروم أن السعادة والصحة العقلية واحد لا اثنين ، ونقيض السعادة الاكتئاب لا الحزن أو الألم . موقف الدلاي لاما يتلخص بعبارته : السعادة غاية الحياة . كل الشكر والمودة والامتنان . بدأ مشروع الكتاب ، بشكل فعلي ، خريف 2021 . .... .... كتاب السعادة _ دفتر 1
1 محاولة التمييز بين اللذة والسعادة مشكلة مزمنة ، ومتجددة في الفكر والفلسفة ، وفي الثقافة العالمية بصورة عامة ، وهي ليست عملية سهلة بالطبع ، كما أنها تختلط بالغرور والطيش غالبا _ ربما . لا أزعم بأنني توصلت إلى طريقة علمية وصحيحة ، منطقيا وتجريبيا ، للفصل بينهما بشكل دقيق وموضوعي . ولا أعتقد أنني فشلت . وربما تكون تجربتي المتكاملة ، الثلاثية ، مع السعادة ( كفكرة وخبرة ونمط عيش ) تستحق الاهتمام والقراءة _ خاصة تجربة التدخين الارادي . .... تشبه عملية التمييز بين اللذة والسعادة محاولة التمييز بين الادراك والوعي ، مع فارق نوعي يزيد من صعوبة التمييز بين اللذة والسعادة ، حيث أن اللذة تمثل وجها واحدا من ثنائية اللذة والألم _ وجهان لعملة واحدة _ لا يمكن أن يوجد أحدهما بمعزل عن الثاني . بينما علاقة اللذة والسعادة تختلف من حيث أنها تتكون من ثلاثة أنواع : العلاقة الطردية حيث التوافق والانسجام الثابت بينهما ( الهوايات ) ، أو العكس حيث العلاقة بينهما متناقضة ( اللذة عكس السعادة _ كما في حالة الإدمان ) ، والنوع الثالث والعادي ، حيث العلاقة الاعتباطية بينهما ويشمل هذا النوع من العلاقة ، أغلب الأنشطة الضرورية ، والحيوية خاصة مثل الأكل والشرب والتنفس . .... التغير المستمر من لحظة الولادة إلى الموت ، غير المرئي وغير المريح _ بل المثير للخوف والذعر على المستوى اللاشعوري غالبا _ مصدر ثابت للمعاناة الإنسانية كما تفيد الحكمة الشرقية والبوذية خاصة . ( وهذا أيضا _ سوف يزول ) مقولة يرددها حكماء الهنود باستمرار لأنفسهم ، ومع تلاميذهم ومريديهم ، وتنسب إلى بوذا . التعامل الصحيح والمناسب مع حقيقة أن التغير دائم ، _ يشمل الوجود بلا استثناء _ يكون عبر الفهم والتقبل الواعيين . يترجم ذلك على مستوى الخبرة اليومية ، والعملية من خلال الامتنان لمعطيات الوجود والحياة . 2 الواقع أو الوجود ثلاثي البعد بطبيعته ، ويتكون من التقاء السبب والصدفة معا في كل لحظة ، الماضي والحياة مصدر السبب ، والمستقبل والزمن مصدر الصدفة بالمقابل . هذه الفكرة الأساسية في النظرية الجديدة ، تمثل نقلة نوعية في فهم الواقع والوجود الذاتي والموضوعي بالتزامن . بعد فهمها على المستوى المنطقي والتجريبي معا ، يسهل فهم الفرق بين اللذة والسعادة وبين الأمس والغد . .... لنتخيل ولادة طفل _ة الآن ... قبل سنة وأكثر ، كان _ت في وضع مزدوج ، وشديد الغرابة : جسده وحياته ( مورثاته ) جاءا من الماضي عبر أجساد الأسلاف _ بعدهما الأبوين ، بالتزامن ، كان زمنه الحقيقي ( عمره ) في المستقبل . وهما ( الحياة والزمن ) يلتقيان لحظة الولادة ، أو لحظة تلقيح البويضة . لنتخيل الفكرة ( التجربة ) نفسها بشكل مزدوج : قبل / وبعد مئة سنة ... الصورة واضحة ، ومفهومة بالنسبة لمن ولدوا قبل قرن ، سنة 1921 . هم انتقلوا إلى الماضي ، أو في طور الاحتضار اليوم . تتكشف الصورة بوضوح كامل ، مع تخيلها في الجهة المقابلة أيضا : مواليد سنة 2121 وما بعد ... جميعهم الآن ، في نفس الوضع المزدوج : مورثاتهم وحياتهم في أجساد الأسلاف _ بالتزامن زمنهم الحقيقي ( عمرهم _ أعمارهم ) موجود الآن في المستقبل _ بالطبع ليس في الماضي ولا في الحاضر . 3 النصر الذاتي والسعادة والصحة العقلية والحب والمسؤولية متلازمة . .... النصر الذاتي أو تحقيق الانسجام بين العمر العقلي والعمر البيولوجي ، هدف مشترك بين الفلسفة والعلوم الإنسانية والثقافة بصورة عامة . يتمثل الهدف المشترك بعملية رفع الانسان ، ونقله من العيش على مستوى الغريزة إلى العيش على مستوى العقل . .... الجزء الثاني علاقة السعادة والألم السعادة نتيجة ، حالة أو مرحلة ثانوية بطبيعتها . مثلها أو نقيضها حالة الكآبة والشقاء . .... ما العلاقة الصحيحة ، الحقيقية والموضوعية ، التي تربط بين الألم والسعادة ؟ كتبت سابقا ( الألم يجعل المرء خبيثا ) ، وهو بحث منشور على صفحتي في الحوار المتمدن . موقفي الآن مختلف ، واشعر بالحرج والخجل بصراحة . لقد تطور فهمي للعلاقة بين الألم والسعادة ، من خلال البحث والحوار . الألم غالبا أقرب إلى السعادة من اللذة ، ويمكن فهم ذلك بدلالة الفائدة . وأخيرا تتكشف الصورة الحقيقية ، العلاقة بينهما ، بالكامل بعد تغيير الموقف التقليدي من المصلحة _ الفردية خاصة . بعد إدخال عامل الفائدة ، إلى العلاقة بين اللذة والألم ، تتكشف العلاقة الحقيقية والمتكاملة بين السعادة واللذة _ وبين السعادة والألم بالتزامن . يمكن تصنيف اللذة ، أيضا الألم ، بدلالة الفائدة إلى ثلاثة فئات : 1 _ الألم ( أو اللذة ) المفيد _ ة . 2 _ الألم ( أو اللذة ) الضار _ ة . 3 _ الألم ( او اللذة ) المحايد والاعتباطي . اللذة المفيدة معروفة للجميع ، مثل الهواء والماء والغذاء . أيضا الهوايات . الألم المفيد معروف أيضا ، ويرتبط بمرحلة التعلم والصبر _ والتسامح بصورة خاصة . الإدمان والهوايات نقيضان ، أو نوعين من العادات سلبية أو إيجابية : الإدمان ( العادة السلبية ) ، سهل التعلم ، لذيذ وممتع في البداية . ويصعب التحرر الذاتي منه . الهواية على النقيض تماما : صعبة التعلم في البداية ، قبل تحويلها إلى عادة سارة ومبهجة . ويسهل التحرر منها دوما ، بل أكثر من ذلك ، ترك الهوايات عملية سهلة ولذيذة ومريحة . تفسير ذلك سهل أيضا : الهوايات ( العادات الإيجابية ) ترفع نمط العيش ومستواه درجة أعلى من العادي والمتوسط الاجتماعي ، فيسهل الخلاص منها والنزول إلى المشترك والمتوسط . والادمان بالعكس ، يخفض نمط العيش ومستواه عن المتوسط الاجتماعي والعادي ، فيتعذر الخروج من الحفرة أو الهاوية ( بحالة المخدرات مثلا ) بشكل منفرد . بين العادات الإيجابية ( الهوايات ) والعادات السلبية ( الإدمان ) توجد العادات الجديدة التي تنشأ عن التطور الطبيعي ، مثلا أدوات التواصل الحديثة أو الذكاء الاصطناعي . بالإضافة إلى ذلك ، يشمل مجال الألم المفيد مختلف جوانب العيش غالبا ، فهو يتوافق مع توسيع دائرة الراحة ، بعكس العادة والتكرار . المثال النموذجي للألم المفيد مهارة وخبرة الصبر والتسامح على سبيل المثال . ( التسامح يتضمن الثأر والانتقام ، بينما العكس غير صحيح . موقف التسامح مستوى أعلى بطبيعته ، ويشبه مهارة تعلم لغة جديدة واكتسابها ) . الألم الضار المؤذي ندركه بشكل غريزي ، وهو ما يمنح للألم مزاياه الإيجابية الخاصة مقارنة بالملذات . تتوضح الفكرة بدلالة عتبة الألم . حيث أن عتبة الألم المرتفعة دلالة على السعادة والصحة العقلية بالتزامن . والعكس صحيح أيضا ، عتبة الألم المنخفضة جدا دلالة المرض العقلي والشقاء ، كما في حالات الهوس والهستيريا التي نعرفها ونخبرها جميعا . تتكشف العلاقة الحقيقة بين الألم والسعادة بدلالة المصلحة الفردية خاصة . يوجد سوء فهم شائع ، ومشترك ، لفكرة المصلحة الشخصية خاصة . حيث يقتصر الفهم العام للمصلحة على الجانب الضيق منها ، المباشر والأناني . بينما المصلحة الحقيقية للفرد ، تتضمن حياته المتكاملة بمختلف مراحلها في الماضي والحاضر والمستقبل . من المفارقات الطريفة ، التي حدثت معي خلال بحث السعادة كانت فكرة المصلحة الشخصية والمتكاملة أكثرها أهمية كما اعتقد . وهي تتصل مباشرة بالفهم الصحيح للواقع ولحركة الزمن . كما أنها دفعتني بشكل مباشر إلى الاهتمام بالأزمنة الثلاثة ، الحقيقية ، الماضي والحاضر والمستقبل وعلاقتها الفعلية مع بعضها . ثم تطور ذلك الاهتمام إلى العلاقة بين الحياة والزمن ، وهذا مجال واسع وجديد ، ناقشته بشكل تفصيلي وموسع عبر الكتاب الأول ( النظرية ) ، بجزئيه . يمكن تقسيم المصلحة الإنسانية ، على المستوى الفردي خاصة ، إلى ثلاثة مستويات وأنواع : 1 _ المصلحة المباشرة . الأنانية والضيقة بطبيعتها ، وتتمثل بالانغماس بالشهوات والملذات . 2 _ المصلحة المتوسطة . تمثل العلاقة مع القادم والمستقبل ، بين سنة وخمس سنوات . 3 _ المصلحة الحقيقية والمتكاملة . تشمل الحياة الشخصية بمجملها ، من الولادة إلى الموت . بين المراحل الثلاثة للمصلحة علاقة تتام ، تشبه إلى درجة المطابقة العلاقة بين الطفولة والمراهقة والكهولة . الكهولة تتضمن المراهقة والشباب ، بينما العكس غير صحيح . العيش على مستوى الطفولة ، او بدلالة المصلحة المباشرة فقط ( الأنانية ) ، كلنا خبرنا هذا المستوى في المراهقة والشباب الأول على الأقل . حيث الغضب المزمن ، والجشع وعدم الكفاية . المستوى الثاني ، والثانوي ، أو العيش على مستوى المراهقة والمصلحة المتوسطة وبدلالة السنوات الخمسة ، يتمثل بتبادل المنافع والانتهازية ، أيضا نعرفه جميعا . المرحلة النهائية ، حيث النضج المتكامل والمصلحة الإنسانية الحقيقية . يوجد مثال نموذجي كما أعتقد ، يتضمن العلاقة بين السعادة واللذة والألم والفائدة بالتزامن ، ويتمثل بالسنة الدراسية لطالب _ة بكالوريا . أيضا بالتقسيم الثلاثي : 1 _ الفئة الأولى ، تمثل المقدرة على بذل الجهد والوقت . هذا المستوى أو النمط من العيش يمثل المصلحة المتكاملة . ( مهارة الصبر والمرونة العقلية ) . 2 _ الفئة الثالثة والأخيرة ، تتمثل بعدم المقدرة على التركيز ، أو بذل الجهد والوقت اللازمين للفهم والنجاح . 3 _ الفئة الثانية ، والمتوسطة ، وتمثل الغالبية في مختلف الثقافات واللغات والمجتمعات ، حيث الشخصية النمطية والمتوسطة . .... على هامش الدفتر 1 لا تقل أهمية ما نجهل ، عن قيمة وأهمية معرفتنا ، بل تتجاوزها . يحددنا ما نجهل بطرق يتعذر معرفتها ، ليس هذا فقط ، بل كل ما نعرفه اليوم حالة خاصة ، وتفقد القيمة والمعنى في المستقبل بصورة مؤكدة . هذا الواقع الثقيل يدفعنا في اتجاهين ، نحو التواضع والحكمة أحيانا ، ويدفعنا إلى الغرور والطيش غالبا للأسف . ملحق 1 مؤلمة ، وغير مفهومة وبلا منطق أحيانا ، ويتعذر تحملها غالبا ، لكن مع ذلك ، هي كل ما لدينا . .... السعادة نمط عيش ، وهوية ثانية أو موقف عقلي متكامل . .... الطريق ، أو الطرق ، التي نستجيب بها لأحداث الحياة تمثل المصدر الثابت للشقاء أو السعادة ، والاحتمال الثالث شبه الحياد أو عدم التأثير . تتوضح الفكرة _ الخبرة من خلال مقارنة بسيطة بين تجربة الصوم الارادي ، وبين المنع القسري عن الطعام والشراب كعقوبة تفرض من الخارج . في حالة الصوم الارادي ، وخاصة عن التدخين أو الكحول وغيرها من أشكال الإدمان المتنوعة ، تكون نتيجة التجربة حالة من الرضا والتقدير الذاتي المرتفع والمناسب أيضا . وعلى النقيض من ذلك ، في حالة المنع بالقسر والاكراه ، النتيجة تؤدي غالبا إلى موقف الضحية ، السلبي والذي يدمر الثقة بالنفس والآخر . ملحق 2 الواقع المباشر ، يمكن تصوره بشكل تقريبي على مستوى الكرة الأرضية . فهو مجال فوق سطح الأرض ، فجوة أو مساحة أو فضاء ، يتشكل بنتيجة الالتقاء بين تيارين متعاكسين بطبيعتهما ، تيار الحياة وتيار الزمن . الحياة تبدأ من الماضي الموضوعي أو الأصغر في اتجاه المستقبل والأكبر ، عبر الحاضر الآن والمباشر . والعكس اتجاه تيار الزمن ، من المستقبل أو الأكبر في اتجاه الماضي الداخلي والأصغر . .... بعد استبدال عبارة ( الواقع المباشر ) بمكوناتها الثلاثة : الحياة والزمن والمكان أو الحضور والحاضر والمحضر ، تتكشف الصورة بوضوح . .... أعتقد أن للفهم الصحيح ، مع تشكيل التصور المناسب للواقع والوجود دور محوري في الصحة العقلية والسعادة ( أو المرض العقلي والتعاسة ) . ملحق 3 التسامح مع أنه قفزة يتعذر تبريرها منطقيا ، يبقى الشرط الدائم والأولي للعيش في الحاضر . كيف يحضر الانسان في العالم ؟ هو الأهم بدون شك . .... لا أحد يعرف نفسه لتهدأ نفسك .... ما أزال أرى الأحلام الغريبة كل يوم ، رغم أني تركت 61 سنة خلفي . مثلك تماما كل يوم أتفاجأ بصورتي في المرآة ، وأضحك ... ثم اضحك من كل قلبي . .... التسامح فخ وفرصة بالتزامن ... مكافأة المعتدي قد تحوله إلى وحش . .... .... الدفتر 2 مغالطة السعادة والغباء ( أو الذكاء والتعاسة )
1 من الصعب فهم العداء الثقافي المزمن للعقل والذكاء الإنساني ، عداك عن تقبل ذلك واعتماده كنمط عيش واعتقاد شخصي ! ( ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) المتنبي . ( الوعي الشقي ) هيغل ذروة المبالغة مع فرويد ويونغ ، حينما يرفع يونغ اللاشعور إلى درجة عليا وميتافيزيقية بالفعل ، ويسبق غيره في طريق العداء للعقل والضمني للعلم . وذلك ضمن سياق ثقافي ، سائد إلى اليوم ، يعتبر أن العقل زائدة دودية ، ومع هيرمان هيسه تحولت الفكرة إلى حائط ومبكى . .... غير العادي أن تلتقي بأحد يشكو ذكاء أحبابه ، أو أهله وأصحابه . أو يشكو من تعقلهم وحكمتهم . والعكس صحيح أيضا ، يصعب أن تلتقي بأحد يفاخر بغباء أهله وأصحابه وطيشهم . كيف يمكن تفسير ذلك التناقض ، العداء للعقل ، الصريح أحيانا ، مع التبجح وزعم حيازته من قبل الذات والأهل ( غير الصحيح غالبا ) ؟! 2 الأذكياء سعداء ، والأغبياء تعساء . أعتقد أن هذا الاتجاه الصحيح الحقيقي ، والعملي ويمثل القاعدة العامة . .... علاقات : السعادة والشقاء ، أو الصحة والمرض ، أو الذكاء والغباء ، أو المعرفة الجهل ... خارج ثنائية التشابه أو التناقض ، هي علاقة تتام بين مرحلتين أولية وثانوية . السعادة تتضمن الشقاء ، أو بعبارة أوضح السعادة مرحلة ثانية ، وثانوية تتضمن التعاسة بالضرورة ، والعكس غير صحيح . نفس الشيء ثنائية الصحة والمرض ، حالة الصحة تمثل الوضع الخاص والاستثنائي التي تتضمن كل ما سبق بشكل متكامل وحقيقي ، بينهما الحالة المتوسطة والاعتيادية ( الحساسية الزائدة ، أو البلادة والتدجين بالتسمية الصحيحة للشخصية المتوسطة ) . والأمر نفسه بالنسبة للذكاء والغباء ، الذكاء يتضمن الغباء والعكس غير صحيح . يتميز الغباء ، والشخص الغبي باعتقاده المفرط بدرجة ذكائه . فقط الأذكياء يشكون من نقص ذكائهم ، بينما العكس دوما بالنسبة للأغبياء . الشخص الغبي لا يشك مطلقا بذكائه ومعرفته . .... الصحة العقلية تتضمن المعرفة والذكاء ، والمرض العقلي حالة شاذة . 3 يوجد خلط في العربية ، غير مبرر وغير مفهوم ، بين المرض العقلي والنفسي . حيث يعتبر المرض العقلي والنفسي واحد لا اثنين . المرض النفسي ، فيزيولوجي أو اجتماعي أو الاثنين معا . المرض العقلي ، فكري ( مشكلة المريض _ة في أفكاره المزيفة ) . والأهم بعملية التمييز بينهما عنصر المسؤولية . الانسان مسؤول بالكامل عن مشاعره ، لا عن ظروف حياته وخاصة العوامل الخارجية كالمرض والحوادث والموت . في حالة المرض النفسي ، حيث النقص أو الخلل مصدره بيولوجي أو اجتماعي ، لا يتحمل المريض _ة أي مسؤولية عن سوء الوضع . يختلف ذلك عن المرض العقلي ، أمثلة موسوليني وهتلر وستالين ، مقارنة مع غاندي ومانديلا والدلاي لاما . 4 تغيير الموقف العقلي ، المهارة الأصعب ، والأكثر أهمية . لا يتغير الموقف العقلي سوى بسبب الألم والمعاناة ، بالتزامن مع النضج المتكامل . ولا يمكنني التصديق أن تغيير الموقف العقلي ، يمكن أن يحدث في الحالات الطبيعية والاعتيادية . أتذكر عندما كتبت " الألم يجعل المرء خبيثا " ، وأعتذر عن ذلك . .... مشكلة النضج موروثة ، مشتركة ، وعالمية . لا أحد يمكنه أن يحقق التطابق الكامل بين عمره العقلي والبيولوجي . وهذه ميزة الألم والمعاناة ( الوحيدة ) ، لكن الأكثر أهمية وضرورة . يدفعنا الألم بالقوة للنظر في بقية الجهات ، المكروهة والمخيفة ، والمجهولة الجديدة خاصة . بعد فهم الجدلية العكسية ، بين حركتي الحياة والزمن ، تتكشف الصورة الكاملة بوضوح غير مسبوق . الذكاء ميزة إنسانية جوهرية . 5 كيف يحضر الانسان في العالم ؟ لماذا يتعذر العيش في الحاضر ؟ أعتقد أن السؤالين لهما جذر واحد ، وجوابهما الصحيح ، الحقيقي ، واحد . .... العمر المضيع ، أو الذي لا يعاش بشكل حقيقي ومناسب ، مصدر المرض العقلي الثابت والمستمر . .... على هامش الدفتر 2 النضج المتكامل أو العيش في الحاضر فكرة ، وخبرة ، واحدة . الحياة تأتي من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . والزمن بالعكس ، يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي أخيرا . يمكن معرفة ماضي الحياة ( الماضي الموضوعي ، والمشترك ، وقبله الأزل ) نظريا وموضوعيا . لا يمكن معرفة ماضي الزمن ( المستقبل الموضوعي ، المشترك وبعده الأبد ) . قبل تصحيح الموقف العقلي الموروث ، والمشترك ، من الواقع ، وعلاقة الزمن والحياة المتعاكسة بطبيعتها ، يتعذر فهم فكرة وخبرة العيش في الحاضر . بسهولة يمكن ادراك ، وفهم ، الاتجاه الصحيح لحركة الحياة . لكن فهم حركة الزمن ، تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والتركيز . لأنها غير مباشرة ، ولا يمكن معرفتها مباشرة عبر الحواس . أفضل برهان علمي ، منطقي وتجريبي معا ، على الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن مثال العمر الفردي . حيث تتزايد الحياة ، مراحل العيش ، من الصفر إلى العمر الكامل . بالتزامن ، تتناقص بقية العمر ، الزمن المعاش ، من العمر الكامل إلى الصفر . .... كتبت على صفحتي العبارات بالترتيب : التسامح فخ وفرصة مكافأة المعتدي قد تحوله إلى وحش ، مكافأة الخطأ أيضا . .... النضج المتكامل عتبة التسامح وشرط السعادة اللازم والكافي . .... النضج المتكامل مشكلتنا المشتركة ، والمزمنة . .... معاوية وعلي ثلاثة أو واحد ، لا يمكن أن يكونا اثنين . .... إعادة الحياة إلى الماضي ممكن نظريا ، ومنطقيا ، لكن إعادة الزمن إلى المستقبل مستحيل . .... كيف يحضر الانسان في العالم ؟ الجواب على تساؤل هايدغر المزمن ، وهاجسه الذي تحول إلى هوس ، يتضمن معالجة سؤال الواقع أولا ( طبيعته وحركته ومكوناته ) ، وحركة الزمن ضمنا . النظرية الجديدة تقدم الجواب المنطقي ، بانتظار المستقبل والأجيال القادمة ...لاختبار صحة الجواب أو خطأه ، مع الجواب العلمي _ المنطقي والتجريبي . .... ملحق 1 الوعي والادراك والفكر والشعور ، لا يمكن فهم العلاقة الصحيحة بينها قبل ترتيبها ، أو بالتزامن ... 1 _ الإحساس ، الآني ، سلبي ومزعج أو إيجابي ومريح . 2 _ الادراك . 3 _ الشعور . ( وربما الادراك بعد الشعور ، قضية جدلية لم تحم بعد ) . 4 _ الوعي . 5 _ الفكر . الفكر تعددي بطبيعته ، ويحتاج إلى تقسيم بين الفكر العلمي _ الحديث بطبيعته _ وبين الفكر قبل العلمي الفلسفي أو الديني . .... ملحق 2 الفارق النوعي بين الفكر العلمي وغيره ، يتركز في الموقف من المستقبل والمجهول ، ويتمحور حولهما . المستقبل مصدر القيم والحقيقة . .... ملحق 3 الألم خبرة مركبة بطبيعتها ، في المستوى الأول فيزيولوجي ، وفي المستوى الثانوي يكون الألم تجربة ذهنية وفكرية تتضمن الخوف والغضب والاستياء . هذه الفكرة تفيد في التمييز بين المرض العقلي وبين المرض النفسي ، حيث المرض العقلي يتمحور حول الأفكار الخاطئة ، بينما ينتج المرض النفس عن مشاكل فيزيولوجية أو اجتماعية . ( هذا الموضوع ناقشته سابقا ، وأرغب بالعودة لمناقشته بشكل أوسع ) . .... ملحق 4 الحياة الإنسانية تبادلية بطبيعتها ، لتأخذ عليك تعلم العطاء أولا . لتكون هنا عليك أولا أن تتخلى بالفعل ، عن كل مكان آخر . وأحيانا تتعقد الصورة كثيرا ويتعذر فهمها ، هذه خبرتي الفعلية . .... لا أعتقد أنها مجرد صدفة ، أن تقوم الوصايا العشر على المنع : لا تقتل . لا تزني . لا تسرق ... تشببها النسخة الأحدث للقيم الإنسانية " الإعلان العالمي لحقوق الانسان " ، من حيث ضرورة تعلم الاحترام المتبادل للنفس والآخر . مع ذلك أعتقد مثل كثيرين ، أن السعادة هنا في الحياة الحالية : اليوم ، في البيت ، في العمل ، في الشارع ، ومع الأصدقاء والأهل أو الغرباء ، وفي مختلف الظروف والأحوال هي الحقيقة وكل ما لدينا . .... .... السعادة _ دفتر 3
مع أن الرغبة في التوصل إلى حل موضوعي ومتكامل ، منطقي وتجريبي بالتزامن ، هدف مشروع لكل بحث علمي أو منطقي . يبقى أقرب إلى الحلم والخيال منه إلى إمكانية التحقق الفعلي ، مرات ينتهي البحث دون التوصل إلى الهدف المقصود ، وقد يحدث الابتعاد عنه بدل ذلك . عملية التمييز بين اللذة والسعادة ، أيضا بين الألم والكآبة ، كانت _ وما تزال _ من أهم الأفكار التي أرغب بمناقشتها ، وتحليلها ، إلى أبعد وأعمق ما يمكنني التوصل إليه ، سواء على مستوى السلوك أو التفكير النظري . السعادة ، أيضا نقيضها الكآبة والشقاء أو الهستيريا ، أو ثنائي القطب ، تتعلق مباشرة بمشكلة الاشباع وتتصل بها على أكثر من مستوى . بدوره الاشباع يرتبط بثنائية الطعم والأثر ، غير القابلة للحل حتى اليوم . المثال المبتذل البصل والثوم ، يحب الغالبية طعمها أو فائدتها بالتزامن مع النفور من أثرها ( رائحتها ) . مشكلة السعادة مع اللذة أكثر تعقيدا ، ومع الألم هي الأهم والأصعب . العلاقة بين السعادة والألم ... السعادة بعد الألم ، وليست قبله ، أيضا السعادة أقرب للألم من اللذة . مثال بسيط علاقة السعادة والصبر ، الصبر والسعادة متصل واحد . والعكس الغضب والكراهية والعنف ، متصل ثابت مع الكآبة والشقاء . لكن القضية _ المشكلة _ أكثر تعقيدا ، وعمقا ، واتساعا بالتزامن . وأكتفي بمثال آخر شائع ، ومبتذل أيضا : _ العودة من تأدية واجب ، أو عمل غير مريح ، كزيارة مريض بحالة مستعصية أو المثال الأكثر تكرارا العودة من عيادة طبيب الأسنان . هي دوما مع نتائج مرضية ، وتفوق التوقع . _ العودة من سهرة أو حفلة وغيرها ، أو نشاط لذيذ وممتع ، تنتهي غالبا بنتائج دون مستوى التوقع . وتحت الرضا عادة . 1 ليست الحياة جميلة ولا قبيحة ، لا عادلة ولا ظالمة ، الحياة والزمن وجهان لنفس العملة _ العملة التي نجهلها إلى اليوم للأسف ، وربما يستمر الجهل لوقت يطول . موقف اللامبالاة من العلاقة بين الزمن والحياة يصعب فهمه ، وتقبله أسوأ . .... ليس السلوك هو المهم ، بل تفسير السلوك هو الذي يعطيه المعنى والقيمة . توجد أمثلة لا نهائية تدعم الفكرة ... الصيام المسيحي والصيام الإسلامي والصيام البوذي بدلالة الخمر ولحم الخنزير ولحم البقر مثلا ؟! هل يوجد تفسير واحد وموحد ؟ بالطبع لا . التفسير فوضى بطبيعته . ( كل قراءة إساءة قراءة _ جاك دريدا ) . لكن في المجال النفسي ، يتم التركيز على التفسير الذاتي أو التأويل الشخصي للسلوك _ الذاتي أو الاجتماعي وغيره . الطعام " الحلال " في البوذية يختلف عنه في الإسلام واليهودية والتباعد في المسيحية أكثر مع الخمر . بدل الطعام الحلال _ العبارة غبية وبليدة ، وعنصرية _ الصحي مثلا . مقبولة ، لكن تنقصها الاثارة . التفسير والتأويل أو القراءة الصحيحة ، قضية جدلية يتعذر حلها . ..... لحسن الحظ بدأت تتكشف بعض الجدليات التقليدية ، والمزمنة . مثلا الشكل والمضمون ، علاقة الزمن والحياة . الحياة مضمون الزمن ، والزمن شكل الحياة . 2 السعادة نمط عيش سليم وأداء مرتفع ، والعكس حالة التعاسة والشقاء نمط عيش أولي وبدائي وأداء منخفض . ينسجم نمط العيش السليم والأداء المرتفع مع العيش على مستوى عقل الفريق ، أيضا مع تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، وبالعكس تتصل التعاسة والشقاء بنمط العيش على مستوى الغريزة وقواعد قرار من الدرجة الدنيا . 3 مشكلة اللون خداع بصري بالتواطؤ مع الدماغ . الدماغ البشري يشابه جهاز الكمبيوتر ، ولا يقيم وزنا للحقيقة والواقع ، بل هو نفعي بطبيعته . ويفضل الحاضر والمباشر على الماضي والمستقبل ، ويهتم لمصلحة الجسم والعضوية المباشرة فقط ، بغض النظر عن أي اعتبار آخر علمي أو ديني أو أخلاقي وغيره . هذه التأملات الشاردة ، اثارتها قراءة كتاب " فن السعادة " حوار مع الدلاي لاما أجراه المحلل النفسي الأمريكي هوارد سي كتلر . ونقله إلى العربية عبد الكريم ناصيف . .... التمييز بين الفعل وما يحدث وبين تفسيره ، أو بين ما يحدث لنا وبين فهمنا وتفسيرنا الشخصي لما يحدث . الفكرة تتصل بالتمييز بين ذات وموضوع ، وهو ما يرفضه الفكر الشرقي القديم والتنوير الروحي بصورة عامة . وهي محور الاختلاف مع العلم ، حيث يقوم العلم على التجزئة والتكامل ، وعلى التصنيف وغيرها من المناهج الحديثة ، وخاصة الفصل المبدئي بين الذات والموضوع . هذه الفكرة تحتاج إلى قراءة مركزة ، ومتكررة ، ومثالها عملية البصر : ما الذي نراه ؟! هل نرى الواقع كما هو ، أم اعتقادنا وتفسيرنا يغيران الواقع ؟! هذا موضوع جدلي ومزمن ، وقد تقدم البحث العلمي خطوة جديدة بالفعل ، ما نراه هو علاقة بين الواقع والجهاز البصري متمثلا بالعين والدماغ . بعبارة أوضح ، نحن لا نرى الواقع الحقيقي ، بل صورة رمزية وتأويلها . .... .... السعادة _ دفتر 4 ( السعادة بدلالة الحب )
1 القانون العكسي : الألم من أقرب الطرق إلى السعادة ، واللذة بالعكس ، من أبعد الطرق عن السعادة . هذه الفكرة ، الخبرة ، معروفة منذ عشرات القرون . وتمثل إحدى الأفكار القليلة ، شبه المشتركة ، إلى اليوم بين التنوير الروحي والفلسفة وعلم النفس الحديث _ الاجتماعي خاصة . ما يبقينا داخل دائرة الراحة يبعدنا عن السعادة ، والعكس صحيح أيضا ، الخروج من دائرة الراحة أقصر الطرق إلى السعادة . والاختلاف حول هذه الفكرة ، بين التنوير الروحي ومدارس الفلسفة الإنسانية ( سبينوزا واريك فروم ) وعلم النفس الحديث يكاد يقتصر على المصطلحات والجانب اللغوي ، بينما التشابه بينها يقارب التطابق . .... بعد اللذة ألم ، نفسي أو جسدي . بعد الألم راحة وهدوء . نهاية الألم _ لا أحد يجهل تلك الخبرة اللذيذة والمرضية ، والهادئة . بالمقابل لا أحد يجهل ألم ما بعد اللذة ، أو الحزن والمرارة . .... المشكلة المزمنة تكمن في فهم ذلك وتفسيره . لا خلاف على ما سبق ، خلاصة الثقافة العالمية في القرن العشرين . لكن المشكلة في التوصل إلى التفسير العلمي ، المنطقي والتجريبي . أعتقد أن ذلك التفسير ، مع الدلائل والبراهين التجريبية ، تقدمه النظرية الجديدة بصيغتها الثانية خاصة ، وهي تكملة مباشرة للكتاب الأول . .... أمام الانسان أحد الخيارات الثلاثة : 1 _ التركيز على الماضي ، واعتباره الأهم بين الأزمنة الثلاثة . ( الخطة آ ) 2 _ التركيز على الحاضر ، المباشر . ( الخطة ب ) 3 _ التركيز على المستقبل . ( الخطة ج ) الخيار الأول السلفي والتقليدي بطبيعته ، التمحور حول الماضي واعتباره المصدر المشترك للحياة والزمن . وأعتقد أنه باتجاه المرض العقلي . الخيار الثاني ، التركيز على الحاضر بطبيعته وهمي ، لا شيء اسمه الحاضر . نتيجة هذا الخيار العصاب والاغتراب ، ثنائي القطب بالتسمية الحديثة . الخيار الثالث والتركيز على المستقبل ، أو الغد خلال 24 ساعة القادمة ، يمثل الصحة المتكاملة ، واتجاه الموقف العقلي الصحيح . .... بدون فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يبقى الانسان حبيس أحد الخيارين 1 و 2 . لا يعني هذا الأمر ، أن من سبقونا كانوا مرضى عقليين بالطبع . يشبه الأمر الموقف العقلي ، الحالي ، من الكون ... قبل غاليلي كانت الأرض ثابتة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ( لم يكن يخطر في بال أحد أن الأرض هي التي تدور حول الشمس ) وكانت هذه الحقيقة المشتركة ، والتي تدعمها الحواس والدين والفلسفة . بالطبع ، ليس جميع من عاشوا قبل تلك الفترة مجانين أو مخطئين ، بل هم يشبهون غيرهم في بقية الأزمنة . وأعتقد ، انه من الممكن خلال هذا القرن ، أن تحدث اكتشافات جديدة ، قد تعزز النظرية الجديدة أو ترميها في نفايات الماضي . 2 ما هو الحب ؟ لا احد يجهل الحب ، ولا أحد يمتلك التعريف الكافي للحب إلى اليوم . خلاصة بحث طويل في مشكلة الحب ( طبيعته ، وأنواعه ، وماهيته ) تختصر في التصنيف الثلاثي للحب : ثلاث مستويات ، أنواع ، متدرجة من الأدنى والأقدم إلى الأرقى والأحدث 1 _ الحب على مستوى الحاجة . 2 _ الحب على مستوى العادة . 3 _ الحب على مستوى الثقة والاحترام . ويمكن اختصارها إلى نوعين : الحب السلبي ( التعلق ) ، والحب الإيجابي ( الاحترام والعطاء ) . .... من لا يحب نفسه لا يحب أحدا . ومن لا يحب الإنسانية لا يمكنه أن يحب نفسه . ( إضافة أريك فروم ونقده لفرويد ) . هي جدلية بالفعل ، حيث يعارض فرويد الدعوة المسيحية لمحبة الغريب ، بالتركيز على محبة الابن والشريك والشبيه . الصحة العقلية عتبة الحب الحقيقي ، الإيجابي ، والذي يتمحور حول الثقة والاحترام والعطاء . .... المشكلة الحقيقية مع الحيوان الداخلي . الشخصية الغاضبة العدوانية والعنيفة ، ما يزال الحيوان الداخلي يسيطر على حياتها : السلوك والتفكير والمشاعر . الشخصية المتسامحة ، نجحت في عملية التحرر من الحيوان الداخلي بدرجة متقدمة . الحب على المستوى الثالث : الحب بدلالة الثقة والاحترام تبادلي بطبيعته . من يحترم نفسه يحترم غيره بالتزامن ، والعكس صحيح أيضا . .... الاحترام عتبة الحب . الحب يتضمن الاحترام ، والعكس حالة خاصة . العلاقة بين الاحترام والحب علاقة تتام ، مثل المراهقة والشباب . .... العدو الداخلي بتعبير الدلاي لاما . العدو ( الداخلي ) أسوأ من أي عدو خارجي بتعبير الدلاي لاما أيضا . .... ليس الحب فقط غياب العداوة والغضب . الحل فعل وموقف بتعبير أريك فروم . 3 الحب والسعادة والمصلحة الشخصية : هل يعرف الانسان الحالي ، أنت وأنا ، مصلحته الحقيقية ؟ الجواب بنعم ، حماقة وتسرع بلا مبرر . الجواب بلا ، يحمل إدعاء معرفة الآخر أيضا . الحقيقة بينهما . .... المصلحة الإنسانية ، على المستويين الفردي والاجتماعي ، تقبل التصنيف الثلاثي : 1 _ مصلحة مباشرة وضيقة ، انانية بطبيعتها . 2 _ مصلحة متوسطة ، اجتماعية ، توازن بين المصلحة المباشرة والحقيقية . 3 _ المصلحة الحقيقية ، تتمثل بتحقيق القيم والمعايير المشتركة والمرغوبة . وتحقيق التجانس بين الأقوال والأفعال . ملحق القانون العكسي في العلاقات الإنسانية والعاطفية خاصة : الطرف الأضعف والسلبي في العلاقة ، لا يرضى بالتكافؤ والمساواة . .... .... ملحق خاص بين الجزئين 1 و 2
آلة السفر في الزمن ، مناقشة 1 و 2 الجزء 1 نحن نعرف الحياة بدلالة الزمن ، ولا يمكننا معرفة الحياة بدلالة الحياة أو المكان فقط . بالمقابل نحن نعرف الزمن بدلالة الحياة ، ولا يمكننا معرفة الزمن بصورة مباشرة أو بدلالة المكان . الحياة والزمن وجهان لنفس العملة ، لكن العلاقة بينهما تختلف عن أي نوع آخر من العلاقات . وهذه المشكلة الحقيقية التي تحتاج ، وتستحق ، إلى الاهتمام والبحث والحوار المفتوح . .... الخطأ مشترك ، وموروث ويصل بين ارسطو ونيوتن ، افتراض أن العلاقة الواقعية المحورية _ أو الوجودية _ هي بين المكان والزمن _ هذا خطأ . العلاقة الحقيقية التي يتمحور حولها الواقع ، والوجود ، بين الحياة والزمن . ومن الضروري أن تصير في دائرة الاهتمام ، وداخل البحث الثقافي العالمي الفلسفي والعلمي معا . .... هذه الفكرة أو التصور الجديد ، يمكن تشبيهها اليوم ، بحالة الفكر اليوناني القديم مع مشكلة : شكل الأرض بين الكروي او المسطح ؟ اكتشف فلاسفة اليونان القدامى كروية الأرض ، قبل عشرات القرون ، بواسطة بعض الأدلة المنطقية أولها مغيب الشمس . لو كانت الأرض مسطحة ، لكانت الشمس ( أيضا السفن ) تختفي دفعة واحدة خلف البحر . وهذا الدليل الأوضح والأقوى ، بعدما صحته العلمية والتجريبية . الدليل الثاني هو ظل الانسان على الأرض ، لو أن الأرض مسطحة لكان ظل الانسان سيختلف بين مكان وآخر . والدليل الثالث ، يتمثل بظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية غالبا ، هي دلالة أيضا على كروية الأرض . .... بالرغم من ذلك الوضوح في المنطق والبرهان والأدلة ، بقيت البشرية في موقف المقاومة للجديد ، ترفض ذلك التبصر العقلي والمتكامل لعشرات القرون . .... أعتقد ان ما يحدث معي _ خلال بحث الزمن خاصة _ يشبه إلى درجة كبيرة موقف فلاسفة اليونان القدامى ، مع فارق نوعي ومؤسف . لقد كانت الثقافة في اليونان القديمة ، افضل من وضعها اليوم في كثير من بلدان العالم . بالرغم من التطور التكنولوجي واهميته الفائقة _ مع خطورته _ وخاصة الذكاء الاصطناعي ، الذي ربما ينقذنا أو بالعكس يعجل بالكارثة النووية ! .... أتخيل الآن إحدى الجامعات ، وفي أي مكان على هذا الكوكب ، تتبنى موضوع الزمن ( وعلاقة الزمن والحياة ) كفكرة للنقاش ؟! للتدريس ! ذلك خيال علمي ، وأقرب منه للوهم والهذيان . .... الحياة والزمن والمكان ، ثلاث مستويات للطاقة أو أنواع . المكان يمثل البعد الثالث ، لا الثاني ولا الأول . بينما البديلان ، الأول والثاني ، هما الحياة والزمن . بكلمات أخرى ، الوجود أو الكون ، ثلاثة مستويات من الطاقة الموجبة والسالبة والمحايدة . الطاقة المزدوجة الإيجابية والسلبية ، تمثل العلاقة بين الحياة والزمن . بينما الشكل الثالث ، او النوع ، يتمثل بالمكان . الزمن أكبر من اكبر شيء ، وحركته انكماش من الخارج إلى لداخل ، عبر الآن المباشر . الحياة أصغر من اصغر شيء ، وحركتها انتشار من الداخل إلى الخارج ، عبر الآن المباشر . هذا التصور أولي ، وتقريبي ، وهو موضوع للتفكير والحوار المفتوح . .... .... الجزء 2
السفر في الزمن فكرة وهمية ، أو خرافة ، لا أكثر ولا أقل . هذه الفكرة تقوم على عدة مغالطات ، سوف أناقشها بوضوح . 1 لا يتوقف عاقل اليوم عند فكرة ، عودة الشيخ إلى صباه ، النسخة الأصلية لفكرة السفر في الزمن . يعرف الجميع أن الشيخوخة مرحلة حتمية في الحياة ، لو طال العمر . التعامل الصحيح مع هذا الواقع ، يكون بفهمه أولا ، وتقبله ثانيا . عدا ذلك ، موقف غير علمي وغير منطقي بالتزامن . أكتب بهذا الوضوح والصراحة ، لكوني وصلت _ لحسن الحظ _ إلى مرحلة الكهولة ( 61 سنة ) وبداية الشيخوخة كما يتفق الجميع . .... ما هو الزمن ؟ لا أحد يعرف طبيعة الزمن ، وماهيته . الموقف السائد اليوم أنه عداد ، وفكرة عقلية لا اكثر . هل يمكن السفر في عداد ! ولحسن الحظ أيضا يوجد موقف معاكس ، يعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل عن الانسان والحياة . لا أتفق مع هذا الموقف فقط ، بل قطعت خطوة جديدة بالفعل ، على طريق فهم العلاقة بين الحياة والزمن . 2 توجد مشكلة في العربية خاصة ، تتمثل بالزمن والوقت والزمان ، ثلاثة تسميات لفكرة وخبرة واحدة . ( مثل البيت والمنزل والدار ، او السيف والمهند والحسام ، وغيرها ) البرهان العلمي _ المنطقي والتجريبي بالتزامن _ على ذلك ، ساعة الزمن هي نفسها ساعة الوقت أيضا ساعة الزمان ، ومع جميع مضاعفاتها كاليوم والسنة أو أجزائها كالدقيقة والثانية . وهذه الفكرة ناقشتها بشكل تفصيلي ، وموسع ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... توجد مشكلة أساسية ومشتركة أيضا بين مختلف اللغات ، بما فيها العربية ، تتمثل بالعلاقة بين الزمن والحياة . هذه المشكلة أدركها شكسبير ، وعبر عنها بوضوح : " أنت التقيت بما يموت وانا التقيت بما يولد " بترجمة أدونيس . يوجد مثال نموذجي على العلاقة بين الحياة والزمن ، يتمثل بالحياة الفردية أو العمر الفردي . بعد ساعة من ولادة الطفل _ة ... ت _ يكون في وضع مزدوج ، وغامض : زادت حياتهما ساعة ونقص العمر ساعة مقابلة بالتزامن ؟ لا يمكن حل هذه المشكلة ، إلا بعد معرفة العلاقة الجدلية بين الحياة والزمن ، المتعاكسة بطبيعتها : الحياة + الزمن = الصفر . تجمع بين الحياة والزمن علاقة صفرية من الدرجة الأولى . يتزايد العمر بدلالة الحياة ، بنفس الكمية تتناقص بقية العمر بدلالة الزمن . أيضا هذه الفكرة ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . 3 يوجد سؤال بسيط وواضح ونموذجي : اليوم الحالي ( خلال قراءتك لهذه الكلمات ) هل يوجد في الحاضر أم في المستقبل أم في الماضي ؟ الجواب الصحيح _ العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) ثلاثي أيضا : 1 _ بالنسبة لجميع الأحياء ، اليوم الحالي في الحاضر ويمثله . 2 _ بالنسبة لجميع الموتى ، اليوم الحالي في المستقبل ويمثله . 3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي في الماضي ويجسده . .... يوجد سؤال ثالث أيضا ، بنفس درجة الوضوح والأهمية : قبل قرن ، وأكثر ، من ولادة الانسان أين يكون ؟ أيضا هذا السؤال ناقشته ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، وخلاصته ، قبل ولادة الانسان بأكثر من قرن ، يكون في وضع مزدوج : حياته ومورثاته في أجساد الجد _ة والجد ( في الماضي ) ، وزمنه وعمره يكون في المستقبل ( لا في الحاضر ولا في الماضي بالطبع ) . تتضح الصورة وتتكشف بالكامل ، بعد نقل الفكرة نفسها إلى المستقبل ، لنتخيل ولادة طفل _ة بعد قرن من الآن ( لحظة قراءتك ) : هي أو هو يوجدان الآن بوضع مزدوج ، الحياة والمورثات في أجساد الأسلاف ، الذين سيتعاقبون خلال هذين القرنين الحالي والقادم ، بالتزامن الزمن والعمر يتواجدان في المستقبل أيضا . 4 اليوم الحالي نتيجة ، ومحصلة الأمس والغد بالتزامن . ( وكل يوم أيضا ، يحدث بنفس الطريقة ) الحياة تأتي من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . والزمن بالعكس يأتي من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . وربما الصيغة : داخل خارج والعكس تناسب الفكرة أكثر : اتجاه حركة الحياة من الداخل إلى الخارج ، عبر الآن المباشر . واتجاه حركة الزمن من الخارج إلى الداخل ، عبر الآن المباشر . 5 خطأ نيوتن الثاني ، الربط بين الزمن والمكان ، وما تزال الثقافة العالمية تكرر ذلك الخطأ . خاصة بعد إضافة اينشتاين : الزمن بعد رابع للمادة . بينما العلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة ، وتمثل الوجود الإنساني . تتكشف العلاقة بينهما عبر المقارنة بين ساعة الحياة وساعة الزمن ، او مضاعفاتها أو اجزائها ، ساعة الحياة إضافة _ بينما ساعة الزمن نقصان . ربما تكون الإشارة والاتجاه بين الزمن والحياة اعتباطية ، مثل جانبي الكلمة : الدال والمدلول . .... ( لا يمكن إعادة الزمن للوراء ) هذه العبارة تتكرر في النصوص الأدبية ، وفي المقالات الفلسفية أو العلمية وغيرها من الأنشطة الثقافية ، وبمختلف اللغات كما أعتقد . وهي خطأ ، ويجب تصحيحها : لا يمكن إعادة الزمن إلى الغد والمستقبل ، ولا يمكن إعادة الحياة إلى الأمس والماضي . .... الواقع المباشر ثلاثي البعد : حياة وزمن ومكان أو حضور وحاضر ومحضر . اتجاه حركة الحاضر ( الزمن ) من المستقبل إلى الماضي عبر الآن . اتجاه حركة الحضور ( الحياة ) من الماضي إلى المستقبل عبر الآن . اتجاه حركة المحضر ( المكان )غير معروفة ، وهي تمثل الكون . .... الماضي يبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . والمستقبل يقترب من الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة وهي أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . تتمثل المشكلة اللغوية في كلمة الحاضر أكثر من غيرها ، فهي متعددة الاستخدامات ، من حيث أنها تدل على الزمن وعلى الحياة وعلى الواقع المباشر بالتزامن . أعتقد أن العلاقة بين الحياة والزمن مشكلة مركبة ، لغوية ، ومنطقية بالتزامن . وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام والبحث ، على مستوى المؤسسات الدولية أيضا . أمر محزن ، ويدعو إلى اليأس أن تبقى خارج مجال الاهتمام والتفكير ، وبعد حوالي ألف سنة تتردد صرخة أبو العلاء المعري ، بلا جدوى لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي . .... .... كتاب السعادة _ جزء 2
رأي وتصور عام فهم الواقع مقدمة وعتبة ، وشرط مسبق ، للسعادة والصحة العقلية أولا . حركة الواقع المزدوجة : حركة الحياة وحركة الزمن ، موضوع ما يزال خارج مجال الاهتمام والتفكير في الثقافة العالمية ، وفي العلم والفلسفة . 1 _ حركة الحياة في اتجاه المستقبل . وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . 2 _ حركة الزمن في اتجاه الماضي . وهي ظاهرة أيضا وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . .... حركة الحياة مزدوجة أيضا ، حركة الفرد وحركة النوع ( والجنس ) . حركة الفرد ذاتية ، واعتباطية بطبيعتها . بينما حركة النوع ثابتة ، ومنتظمة : من الجد _ة إلى الابن _ ة إلى الحفيد _ ة ( من الماضي ، إلى الحاضر ، إلى المستقبل ) حركة الزمن مزدوجة أيضا ، حركة تعاقبية وحركة تزامنية . الحركة التزامنية : حاضر 1 ، حاضر 2 ، حاضر 3 ، ...تقابل الحركة الذاتية للحياة . لكن تختلف عنها بأنها ثابتة ومنتظمة . تتمثل بفرق التوقيت العالمي ، وتوضحها حركة تقديم وتأخير الساعة في بعض البلدان . الحركة التعاقبية ، تمثل النقيض المكافئ لحركة الحياة المشتركة . وهي تبدأ من الغد إلى اليوم إلى الأمس . اليوم ( توقيت الكتابة ) اثنين 8 / 11 / 2021 ، قبله كان أحد 7 / 11 ، وقبله سبت 6 ...( اتجاه حركة الماضي كما نعرف جميعا ، وهي تبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ) . والعكس تماما اتجاه حركة المستقبل ، غدا الثلاثاء 12 / 11 / 2021 سوف يصير اليوم خلال 24 ساعة ، ثم يصل الأربعاء ، فالخميس ... بنفس السرعة التي تقيسها الساعة لكن بشكل معاكس لحركة الماضي . الماضي يبتعد عن الحاضر ، والمستقبل يقترب من الحاضر . هذه حركة الزمن التعاقبية ، وهي تعاكس الحركة الموضوعية للحياة . .... بالطبع فهم الفقرة أعلاه بالنسبة لقارئ _ة أول مرة صعب ، وبطيء . مع أن هذه الصياغة الأحدث ، والأقرب ربما ، للواقع المباشر . وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . .... كتاب السعادة _ جزء 2 دفتر 5 السعادة بدلالة الشخصية والموقع 1 توجد مواقع تساعد بطبيعتها في تحقيق السعادة ، أو تنسجم مع حالة السعادة في الحد الأدنى ، وهي مرغوبة اجتماعيا وفي مختلف الثقافات . من أمثلتها الشاعر _ة ، الفنان _ة ، الفيلسوف ، ويمكن إضافة الطبيب _ة ، وغيرها . ( ترددت كثيرا بوضع موقع الحاكم أو القائد ) . توجد مقابلها مواقع مكروهة ، ومنبوذة اجتماعيا ، وتتنافى مع الأخلاق والقيم الإنسانية . من أمثلتها تاجر _ة المخدرات ، أو الأسلحة ، المجرم _ة ، ويمكن إضافة عديم _ة المواهب ، وغيرها . وهي على نقيض السعادة ، وتتلازم مع الكآبة والشقاء أو الهستيريا ( ثنائي القطب ) . توجد بالمقابل تدرجات ، لا نهائية للشخصية الفردية وتنوعها ، من حيث درجة النضج وتحقيق الانسجام بين العمر العقلي والبيولوجي للفرد . بعبارة ثانية ، السعادة والنضج والصحة العقلية والحب ، وتحقيق الانسجام بين جوانب الشخصية ، متلازمة . والعكس صحيح أيضا ، يتلازم الشقاء والمرض العقلي مع الطفالية ونقص النضج غالبا . .... ثنائية الفرد الشخصية والموقع تشبه ثنائية الممثل ، الدور والأداء . عملية اختزالها إلى الواحد مضللة ، بالتزامن ، وتجزئتها إلى أكثر من أربعة يفقدها خاصية التماسك الداخلي والانسجام ، أو يزيد من حالة الركاكة والتشويش . التقسيم الثلاثي للفرد مهم أيضا : مورثات وشخصية وبيئة ( موقع ) . .... موضوع الحب مشترك مع بقية جوانب الحياة والفردية والمشتركة . ويقبل التصنيف الثنائي ، السلبي أو الإيجابي ( التعلق أو الالتزام ) ، مع الثلاثي أيضا ، حيث الالتزام الإيجابي بطبيعته مقابل التعلق السلبي بطبيعته ، وبينهما العادة . .... لأهمية العادة في حياة الانسان تستحق ، وتحتاج ، إلى بحث خاص . وأكتفي في هذا النص ، بتلخيص سريع ومختصر بدلالة تجربتي الشخصية مع العادة ، من حيث طبيعتها ونوعها . التكرار طبيعة العادة وماهيتها . يمكن تصنيف العادات بشكل ثلاثي ، وثنائي ضمنا : 1 _ عادات إيجابية ، تمثلها الهوايات . مرغوبة على المستويين الاجتماعي والإنساني ( الأخلاق والقيم ) . وهي تنسجم مع اتجاه الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . 2 _ عادات سلبية ، يمثلها الإدمان . وهي مكروهة على المستويين الاجتماعي والإنساني . وهي نقيض الصحة العقلية : اليم أسوأ من الأمس وافضل من الغد . 3 _ العادات المحايدة . أعتقد أن العادات الحيادية شخصية ، وفردية ، ويتعذر تحديدها مسبقا . مثال على ذلك السلطة والمال . عندما يمتلك شخص أحمق السلطة أو المال ، يتحول إلى طاغية ، ويفسد حياة من حوله ، كما يخرب حياته بالنهاية أمثال هتلر وستالين وغيرهم . والعكس تماما بالنسبة للحكماء ، أمثال غاندي ومانديلا وبيل غيتس . وربما تتوضح العادة الثالثة ، المحايدة ، بدلالة الإدمان الإيجابي ، أيضا التدخين الارادي . شخص لا يدخن ، تكون السيجارة حيادية بالنسبة له . بعد مرحلة من التدخين ، خاصة بعد تحول العادة إلى إدمان ، يتحول إلى عادة سلبية . بحسب تجربتي الشخصية ، يمكن تحويل عادة التدخين الإدمانية ( الانفعالية والسلبية ) إلى هواية وعادة إرادية . هذه الفكرة _ الغريبة إلى حد ما _ ناقشنها عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . 2 التمييز بين الشخصية والموقع ، حتى على المستوى النظري ، مغامرة . مثلا العمر ثنائي بين الشخصية والموقع . على خلاف ذلك درجة النضج والصحة العقلية والسعادة ، تتعلق بالشخصية بشكل صريح وواضح . وبالعكس العائلة والمهنة والجنس ، تتعلق بالموقع . .... بعد الانتقال إلى التصنيف الرباعي للفرد تتكشف الصورة بشكل أوضح : 1 _ الموقع 2 _ الدور الاجتماعي 3 _ الشخصية 4 _ الموقف . تتضاعف صعوبة التمييز بين الموقع والدور الاجتماعي ، أيضا بين الشخصية والموقف . .... .... ساعة الحياة وساعة الزمن _ والعلاقة الصحيحة بينهما ؟!
هذا الموضوع ناقشته سابقا ، والنص يتضمن ما سبق مع بعض الإضافة .... بعدما تستبدل ثنائية الزمن والمكان الزائفة بالعلاقة الحقيقية ، أو بالجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، ربما يتكشف الواقع بصورة واضحة ومقبولة . وهي الصورة الأوضح والأقرب إلى الحقيقة كما أعتقد ، كونها تتضمن ما سبقها ، بينما العكس غير صحيح . الفكرة جديدة ، وجديرة بالاهتمام والتأمل ، فهي ربما تصحح غلطة نيوتن ومن بعده اينشتاين وستيفن هوكينغ ، وغيرهم . .... أعتقد أن البدء بساعة المكان كفكرة وخبرة خطأ ، لكن إضافة ساعة المكان إلى بحث العلاقة الحقيقية بين ساعة الزمن وساعة الحياة _ المحددة والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم _ ليست مفيدة فقط ، بل ربما تكون ضرورية لفهم العلاقة الصحيحة بين الحياة والزمن ، والمكان بالمرحلة الثانية والتكميلية . 1 لو توجهنا بسؤال الفرق بين ساعة الحياة وساعة الزمن ، إلى عدة شخصيات من أهل الثقافة والمعرفة والعلم اليوم 11 / 11 / 2021 : العالم _ة : جوابه الطبيعي لا أعرف . وربما يفسر أو يشرح جوابه أكثر . المعلم روحي : نفس جواب العالم . التواضع والصدق يجمع بينهما ، التقوى دافع المعلم للصدق والحقيقة دافع العالم . الفيلسوف ، جوابه : لم أفكر في الموضوع بما يكفي ، أو لم أفكر فيه بعد . المثقف _ة : عربي أو مسلم ، غالبا سوف يبدأ بالجواب قبل أن ينتهي كلامك ، والنتيجة كلام انشائي ، ولا يخلو من التناقض الصريح ، الذاتي والمنطقي والواقعي معا . سأكتفي بهذه الأمثلة ، البسيطة والواضحة . وهي تمثل خلاصة خبرتي الثلاثية ، حيث أنني حتى الخمسين ، كنت أعجز عن قول لا أعرف ، عن أي موضوع مطروح للحوار ، ببساطة ووضوح . .... سنة 2018 بعمر 58 ، بدأ يتبلور تصوري الجديد للواقع والزمن خاصة . ساعة الحياة وساعة الزمن وجهان لعملة واحدة . مع فارق نوعي ، أن ساعة الحياة ظاهرة للحواس ومباشرة في الحاضر ، بينما ساعة الزمن على النقيض ، وتتحدد بدقة في الماضي أو المستقبل . يمكن التحقق من الفكرة ، بشكل تجريبي وعن طريق الاستنتاج أولا . 2 للساعة ثلاثة أنواع ، ساعة الزمن ، وساعة الحياة ، وساعة المكان . .... الخطأ الموروث من نيوتن ، يتثمل في اعتبار العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، عبر اهمال العلاقة بين الزمن والحياة . .... الساعة المستخدمة حاليا تمثل ساعة الحياة ، وهي تتحرك بعكس اتجاه حركة الزمن ( من الماضي إلى المستقبل ، بينما حركة الزمن من المستقبل إلى الماضي ، كل الأحداث تتحرك من الحاضر والمباشر إلى الماضي ) . حركة ساعة الزمن لا تظهر ، إلا بعد مرورها . أو يمكن فهمها عبر الاستدلال والاستنتاج . لأنها تأتي من المستقبل ، المجهول بطبيعته . بينما حركة ساعة الحياة ظاهرة للحواس ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . مع ذلك ، يتعذر ادراك أحدها إلا بدلالة الثانية ، ندرك حركة الزمن بدلالة الحياة والعكس أيضا ، ندرك حركة الحياة بدلالة الزمن . ساعة المكان ، أكثر غموضا . وربما تتوضح عبر البحث الجيولوجي ؟! 3 الفهم الصحيح للواقع ، طبيعته وحركته ، لا تنفصل عن الصحة العقلية . بل أعتقد أن شرط الصحة العقلية فهم الواقع كما هو عليه ، لا كما تحرفه الرغبات والمخاوف والمصالح الإنسانية المباشرة ، الأنانية والضيقة . .... تبقى المشكلة الأولية ، المشتركة ، أن الزمن غير محسوس . كيف يؤمن الانسان بما لا يمكن أن يدركه بشكل مباشر ، أبدا ؟ قفزة الثقة . الايمان والسعادة أيضا ، بعد قفزة الثقة وليس قبلها . الايمان مرحلة ثانوية بطبيعته ، مثلها السعادة والحرية والحقيقة والجمال . الايمان نقيض التعصب ، يحتاج الايمان إلى قفزة الثقة . 4 لا يمكن الفصل بين التسامح والخيانة . كما لا يمكن الفصل بين الولاء والتعصب . .... المشكلة اللغوية لا تقتصر على العلاقة بين الحياة والزمن . .... وإن يك صدر البيت ولى فإن غدا لناظره قريب . ملحق خلال التفكير ، خاصة بشكل محدد ومعياري أو علمي ، أيضا في حالات التفكير العملية والبسيطة ، عبر الشرود خاصة تحدث مفارقات عديدة . مشكلة اللغة مثلا ، مشتركة بين كل عمليات التفكير الجديدة والإبداعية . لكن المفارقة السعيدة تصادفنا أيضا ، كما حدث معي في موضوع العلاقة بين الفكر والشعور ، ولاحقا علاقة الحياة والزمن . من الأسهل التفكير بثنائية الشعور والفكر ، من عملية التفكير المنفصلة لكل منهما على حدة . تتوضح الفكرة أكثر في علاقة الزمن والحياة ( بعكس علاقة الزمن والمكان ) ، من محاولة فهم كل منهما بمفرده . يتعذر فهم الزمن سوى بدلالة الحياة ، والعكس صحيح أيضا يتعذر فهم الحياة إلا بدلالة الزمن . وربما المكان . بعبارة ثانية ، محاولة فهم الزمن بدلالة المكان تمثل غلطة نيوتن المستمرة إلى اليوم ، ذلك يؤدي إلى التشويش والبلبلة الفكرية دوما . بالنسبة لي شخصيا ، ما يزال البعد الثالث للواقع والوجود المكان ، يمثل عقبة على طريق فهم الواقع ، والعلاقة بين الزمن والحياة بشكل خاص . ربما مع الأجيال القادمة ، ومن خلال طرق تفكير جديدة نجهلها اليوم ، يمكن اختبار هذه الفكرة بشكل تجريبي ، وصولا إلى اهمالها أو اعتمادها وتعميمها ؟! المستقبل ، القريب ربما ، سيحكم بهذه القضية وفي غيرها أيضا . .... غير العلماء ، لا أحد يرغب بمعرفة الحقيقة . .... .... كتاب السعادة _ دفتر 6
(هذا النص مهدى إلى صديقي عيسى اسمندر ، بفضله تعرفت على الشاعر رياض الصالح الحسين وعلى كثيرات وكثيرين ، ومنه تعلمت فن الحب والثقافة ، والمحزن أنه لن يقرأه ) .... السعادة بدلالة المستوى المعرفي _ الأخلاقي للشخصية
1 في هذا النص سوف أستخدم عبارة ( المستوى المعرفي _ الأخلاقي للشخصية ) لأول مرة بشكل دقيق ومعياري . سابقا كنت أستخدمها بصورة عامة . يمكن وضع تصنيفات عديدة ، ولانهائية لتدرجات عملية النضج المتكاملة . وهذا التصنيف أحدها ، ويبدأ من المستوى الأولي ، المشترك ، والأدنى إلى المستويات الأحدث والأعلى . 1 _ النرجسية . المرحلة الأولى ، والأدنى للصحة العقلية وهي تعلو طور الفصام وتفكك الشخصية ، وتتصل معه مباشرة . تمثل النرجسية عتبة الصحية العقلية ، وسقف الشخصية الفصامية . 2 _ الدوغمائية . مرحلة ذوبان الشخصية بالأسرة ، والعشيرة وأل نحن . تمثل الدوغمائية سقف النرجسية وعتبة الأنانية . 3 _ الأنانية . مرحلة لا يجهلها أحد بعد الرشد . عتبتها الدوغمائية وسقفها الموضوعية . 4 _ الموضوعية . تتمثل بالاعتماد على المعاير الموضوعية ، والقيم الإنسانية المشتركة . والتي تتمثل بالوصايا العشر في المجتمعات القديمة ، وتتمثل بالميثاق العالمي لحقوق الإنساني في المجتمعات والدول الحديثة . عتبتها الأنانية وسقفها الإنسانية . 5 _ المرحلة الإنسانية . عتبتها الموضوعية وسقفها الإرادة الحرة والسعادة والابداع . .... التصنيف أعلاه ، مستمد من عدد من التصنيفات السابقة للطبع الإنساني الفردي أو الاجتماعي . بداية من التقسيم الكلاسيكي القديم للشخصية الفردية إلى أربع أنواع : الترابية والهوائية والمائية والنارية . مرورا بتقسيم فرويد للشخصية الفردية ، إلى أربع مراحل أيضا : 1 _ المرحلة الفموية . 2 _ المرحلة الشرجية . 3 _ المرحلة القضيبية . 4 _ المرحلة التناسلية ، وتمثل النضج الفردي برأي فرويد . بينما اكتفى يونغ بالتقسيم الثنائي : 1 _ الشخصية الانبساطية ، ونقيضها 2 _ الشخصية الانطوائية . وأفضل تصنيف أريك فروم ، واعتماده الطبع الاجتماعي : 1 _ الشخصية التلقفية . 2 _ الشخصية الاستغلالية . 3 _ الشخصية الادخارية . 4_ الشخصية السوقية ( أو التسويقية ) ، اختلف عليها المترجمون . 5_ الشخصية الإنتاجية . .... بالنسبة للتصنيف الذي اعتمدته ، هو نوع من الاختيار والتركيب الثقافي . جميع الأفكار التي يتضمنها ، قرأتها من فلاسفة وكتاب وشعراء خاصة . واعتقد أن هذا التصنيف ، وهو يشبه مراحل التعليم من الابتدائية إلى ما بعد التعليم الجامعي _ إلى درجة تقارب التطابق _ يمثل خلاصة الثقافة العقلية والنفسية للقرن العشرين . 2 السعادة تمثل الصحة العقلية ، والشقاء يمثل المرض العقلي . هذه خلاصة تجربتي الثلاثية ، الشخصية والاجتماعية والثقافية . الأذكياء سعداء ، والأغبياء تعساء . .... السعادة غاية الحياة ، هذه فكرة الدلاي لاما . وأنا أصدقها بالكامل . مثال تطبيقي ومباشر ، مأخوذ من كتاب ( الخوف إلى متى ، سوزان جيفرز وترجمة جهان الجندي ، وإصدار دار الحصاد ) . غضب الأبوين وقلقهما المزمن ، من يريده ويحبه ! المحزن أننا نكرر ، خلال حياتنا غالبا ، أكثر الصفات التي كنا نكرهها عند احد الأبوين أو كلاهما ( من كتاب أمي مرآتي ، مترجم أيضا ) . 3 التصنيف الرباعي للقيم الإنسانية ، من الأدنى والأقرب إلى المرض العقلي إلى الأعلى والأقرب إلى الصحة المتكاملة ( العقلية والعاطفية والاجتماعية والروحية ) : 1 _ الصدق النرجسي . مثاله النميمة والوشاية ، والثرثرة القهرية . 2 _ الكذب . محاولة شرحه أو توضيحه ، لا تتجاوز الحذلقة والثرثرة . 3 _ الصدق . أيضا يعرفه الجميع . 4 _ الكذب الإيجابي ( الأبيض ) . نموذجه التواضع وانكار الفضل الذاتي . ( كان الصديق الراحل عيسى مثالا ومعلما ) . .... المرض العقلي ، يتمثل بالمستوى المعرفي _ الأخلاقي للشخصية الفردية التي تعيش حياتها غالبا ، بين المستويين 1 و2 . ( بين الصدق النرجسي والكذب ) . نمط العيش على مستوى الصحة العقلية على النقيض ، بين المستويين 3 و 4 . ( بين الصدق والكذب الإيجابي ) . المستوى الثالث والمتوسط ، بينهما . نعيش نحن ، غالبية البشر بصرف النظر عن الثقافة واللغة والمعتقد والجنس ، بين المستويين 2 و 3 ( بين الصدق والكذب ) . 4 صدمتني قبل عدة سنوات ، منذ بداية هذا البحث ظاهرة ، أعتقد أنها حقيقة إنسانية مشتركة ، تشابه الصحة العقلية مع القيم الإنسانية المشتركة ( نموذجها الحالي احترام حقوق الانسان ) وإلى درجة التطابق . العيش على مستوى السعادة ، هو نفسه العيش على مستوى القيم المشتركة . من المهم جدا ، الانتباه إلى الفرق النوعي بين القيم والأخلاق . القيم نظام انساني ، دينامي ، ومشترك ، وشامل . مثاله النموذجي الوصايا والعشر والميثاق العالمي لحقوق الانسان . الأخلاق نظام اجتماعي ، دوغمائي ، ومغلق بطبيعته . مثاله النموذجي : الأخلاق الدينية . الخلاف حول لحم الخنزير ولحم البقر ولحم الخروف ، بين الأديان الثلاثة الكبرى : البوذية والمسيحية والإسلام ، تغني عن التأويل أو التفسير . .... .... كتاب السعادة _ دفتر 7 ( الخوف والغضب ، حيث الغريزة تقود العقل )
1 لذة الانتقام مع الغضب الانفجاري ، أو المضمر ، لا يجهلها أحد . سعادة التسامح والتجاوز معروفة أيضا ، لكن بدرجة أقل . .... كلنا نفضل في الأحوال العادية ، الطريق الأول كنمط عيش . أو الاعتماد على العادة والغريزة في أغلب الأحيان ، واهمال التفكير الهادئ والمحاكمة المنطقية . خلال قراءتك الآن ومع حدوث مثير داخلي أو خارجي ، يكون أمامك أحد خيارين : 1 _ السلوك على مستوى العادة والغريزة : مثير _ استجابة . بدون أن يتدخل العقل والوعي ، وأي شكل من التفكير المنطقي . 2 _ السلوك على مستوى الإرادة والوعي : مثير _ تفكير وقرار _ استجابة . هنا يمكن وبسهولة ، التمييز بين نمطي السلوك . النوع المشترك وظيفته الأساسية الحفاظ على الحياة في الحالات الطارئة والخطرة خاصة ، وكان له الفضل في استمرار أسلافنا وبقائهم على قيد الحياة . لكن مشكلته التكلفة العليا ، وتقترن مع الجودة الدنيا غالبا . النوع الثاني بالعكس وظيفته حكم القيمة ، أو الموازنة بين الخيارين أو الخيارات ، بشكل منطقي مع حساب العواقب ( التكلفة والجودة ) . الاستمرار في النشاط الذي نقوم به حاليا ( متابعة القراءة مثلا ) ، أو اهمالها والجري بسرعة إلى مصدر الاثارة ( صوت ، أو حركة ) . .... نوعان من السلوك ، نمارسهما بشكل اعتباطي عادة . الأول موروث ومشترك ، والثاني فردي ومكتسب . ويتحدد الاختلاف بين فرد وآخر بدلالة السلوك الثانوي أو العقلي ، وليس الغريزي طبعا . خلال قراءتك الآن ، عملية الاستمرار بالقراءة مع التركيز حتى نهاية النص ، يجسد السلوك العقلي والفكري _ الذي يتطلب بذل الجهد والوقت الكافيين ، بينما يتمثل السلوك الأولي الغريزي ، والمشترك ، بترك ما تفعله قبل أن يكتمل ، نتيجة مثير ما ، صوت في الشارع أو بالغرفة المجاورة أو نتيجة إحساس عابر ومبهم ولاشعوري غالبا . ونسيان ما كان في عقلك ، وبين يديك قبل قليل . بعبارة ثانية ، الحياة العقلية والواعية مع الأنشطة المختلفة التي ترتبط بها ، تختلف بشكل جذري عن الحياة الغريزية أو اللاواعية واللاشعورية بطبيعتها . الاختلاف بيننا يتحدد بنسبة كل منهما في حياتنا اليومية . العقلاء ، والمفكرون_ ات خاصة يلزمهم الوعي والمسؤولية بالتزامن . واعتقد أن تحمل المسؤولية ( عملية الانتقال من موقع الانكار والضحية إلى موقف المسؤولية ) عتبة الوعي والفهم والحرية ، والعكس يمثل حالة نكوص إلى نمط العيش على مستوى الغريزة فقط ، أو استمرار العيش الصبياني على الرغم من تقدم العمر ، وزيادة الفارق بين العمر العقلي والبيولوجي . 2 علاقة الجودة والتكلفة أيضا تقبل التصنيف الثلاثي : 1 _ جودة عليا مع تكلفة دنيا ، مرغوب جدا من الجميع ، دائما . 2 _ جودة دنيا وتكلفة دنيا ، أو جودة وتكلفة متوسطة ، مقبولة . 3 _ جودة منخفضة بتكلفة عليا ، غير مقبولة وتتمثل بالإدمان . طبعا توجد أنواع أخرى عديدة ، لكن بين التصنيفات الثلاثة . النوع الثالث ينطوي على مغالطة ، كانت شائعة خلال القرن العشرين وسابقه خاصة ، حيث كان التدخين مرغوبا به ونوع من الامتياز الاجتماعي أيضا . .... نعيش حياتنا غالبا وفي معظم الأحوال ، على مستوى موقف التجنب أو الحالة الخاصة والطوارئ _ الرغبة المزمنة بتوفير الوقت والجهد _ طريق الكآبة والهستريا المفتوح بطبيعته ( ثنائي القطب أو العصاب بالتسمية الكلاسيكية ) . 3 تتوضح ثنائية التكلفة والجودة ، عبر علاقة المفترس والفريسة . تعيش المفترسات على مستوى الجودة الأعلى ، حيث كل يوم وبشكل مستمر ، أمامها خيار الصيد أو الموت جوعا . بالمثل يكون وضع الفريسة ، الهرب بنجاح أو الموت قتلا . بنقل الفكرة إلى المستوى الإنساني ، تعيش المفترسات بدلالة الاثارة . والعكس حياة الفريسة على مستوى الأمان . .... ملاحظة جماعة من الأسود تصطاد فريسة أضعاف حجمها ، مثل الزرافة أو الفيل المتوسط . لتنجح جماعة الأسود في عملية الصيد ، يلزم تحقيق الانسجام الكامل بين عمل المجموعة . تشبه عمل فريق كرة القدم أو السلة من الدرجة الأولى ، ويمكن تشبيهها بعمل الأوركسترا أيضا . العمل أو العيش ، على مستوى الجودة العليا . على العكس ما يحصل مع الفريسة ، فهي نتيجة الذعر المباشر يختل الانسجام بين وظائفها الحركية والادراكية . يمثل الهرب العشوائي العمل أو العيش على مستوى التكلفة الدنيا . 4 بعد عدة ساعات أجلس على البلكون واقرأ في كتاب ( كيف نفكر ) ، ذكرته سابقا ، واشرب القهوة ... كنت مستغرقا بفكرة ، يعرضها جون ديوي بترجمة محمد على حرفوش : " لا يستطيع الكائن الذي لا يستطيع التفكير دون تدريب أبدا التدرب على التفكير ، قد يكون على المرء تعلم التفكير جيدا ، وليس التفكير " . الفكرة معقدة ، ويمكن القاء اللوم على جهات مختلفة ... الطباعة ، أو الترجمة ، لكنني أعتقد أن المشكلة في الفكرة أيضا ( عملية التفكير ) ؟! وقفت ذبابة على الصفحة حاولت طردها سلميا بالنفخ ، ثم ضربتها بورقة كرتون ، ورأيتها تسقط على الأرض . .... الفرق بين الفكر والتفكير ، أحد هواجس هايدغر المزمنة .... كما يلاحظ القارئ _ة المتابع لكتابتي الجديدة خاصة ، أكملت بعض هواجس هايدغر . واعتقد أنني توصلت إلى بعض الأجوبة الصحيحة ( العلمية ) على أسئلة كانت تؤرقه ، لعل أكثرها أهمية : ما الذي تقيسه الساعة ؟ تقيس الساعة سرعة مرور الوقت ( أو الزمن ) ، السرعة التعاقبية أيضا لا التزامنية فقط . وبعد فهم الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، يمكن فهم العلاقة الصحيحة بين حركتي التعاقب والتزامن ، أيضا العلاقة بين الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) . وهذا الموضوع ناقشته بشكل مفصل ، عبر نصوص عديدة ، ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... ليس التفكير هو الفكر نفسه ، يكررها هايدغر ، بما يشبه الشكوى . الفكر نظام اجتماعي وثقافي ، سابق على الفرد ، وينفصل عنه بالفعل . التفكير مهارة فردية ، ومكتسبة بطبيعتها . بسهولة تتكشف بعض الأبعاد الجديدة للمشكلة ، بعدما نفهم العلاقة بين الفكر والشعور تشبه _ إلى حد ما _ العلاقة بين الزمن والحياة . الشعور نظام بيولوجي _ عصبي ، ومشترك بين الأحياء . الفكر نظام اجتماعي _ ثقافي ، خاص بالبشر . وأما بالنسبة للعلاقة بين الفكر والشعور الانسانيين ، أعتقد أن لدى النظرية الجديدة ما تضيفه بالفعل ، وهي تتقدم خطوة حقيقية على طريق فهمها بشكل صحيح أو علمي . 5 الزمن والحياة والمكان بحالة تغير مستمرة ، ولا أحد يعرف كيف ولماذا . لا شيء ولا أحد يعود إلى طبيعته ، ذلك مجرد وهم . .... .... يتبع الجزء الثالث ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب السعادة _ دفتر 7
-
كتاب السعادة _ دفتر 6
-
الحياة والزمن _ والعلاقة الصحيحة بينهما
-
كتاب السعادة _ جزء 2
-
كتاب السعادة _ جزء 1
-
آلة السفر في الزمن _ تكملة مع المناقشة
-
آلة السفر في الزمن
-
كتاب السعادة _ دفتر 3 و 4
-
كتاب السعادة _ دفتر 4
-
كتاب السعادة _ دفتر 1 و2
-
كتاب السعادة _ مقدمة عامة
-
كتاب السعادة _ دفتر 2
-
كتاب السعادة _ دفتر 1 مع المقدمة والهوامش
-
كتاب السعادة _ دفتر 1
-
مقدمة كتاب السعادة
-
كتاب السعادة _ دفاتر جديدة
-
النظرية الجديدة _ الصيغة النهائية
-
خلاصة ، مؤخرة ، بتكثيف شديد النظرية الجديدة
-
خلاصة ، ملخص بتكثيف شديد ، النظرية الجديدة
-
النظرية الجديدة _ المخطوط الكامل
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|