رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 02:10
المحور:
الادب والفن
القصيدة الكاملة
"لم أشأ"
عبد السلام العطاري
"لم أشأ أن أعبرَ تلكَ الطّريقَ
إلى موعدٍ أقلقَني
وأغمَضَ عينَيهِ على النومِ
وأيقظَني
وتركَ لي الشّوقَ يخزُّني
كلّما استعجلتُ خطواتي
تعثّرتُ بالخطوةِ التي تسبقُني
هذا القلقُ الذي صادقَ قلقي
فصدّقتُه
ومضيتُ خلفَ السّرابِ كأنه
ماءٌ لأطفئَ في الماء ظمئي".
عندما تنسجم فكرة النص/القصيدة مع الألفاظ، فإن هذا يعطي المضمون قوة إضافية، وعندما تأتي الحروف التي تتشكل منها الألفاظ حاملة للمعنى فهنا يكون النص/القصيدة قد اكتملت، وأصبحت مطلقة، تتوحد فيها الفكرة مع الألفاظ مع الحروف في خدمة المضمون/الفكرة.
عبد السلام العطاري في قصيدة "لم أشأ" يجمع بين الفكرة واللفظ والحرف، بحيث يمكن للمتلقي أن يصل إلى فكرة القلق من خلال أيا من هذا المعطيات،.
بداية العنوان والفاتحة "لم أشأ" يشير إلى التردد، وهذا ما نجده في الأفعال والألفاظ المتناقضة: "أغمض/أيقظني، استعجلت/تعثرت، السراب/ماء، الماء/ظمئي" هذه الألفاظ المتناقضة تخدم فكرة القلق/الاضطراب التي يمر بها الشاعر.
كما أن وجود كم كبير من الألفاظ يشكل حرف القاف أحد حروفها يخدم فكرة القلق: "الطريق، أقلقني، أيقضني، الشوق، تسبقني، القلق، صادق، قلقي، فصدقته" فلفظ حرف القاف يخدم فكرة القلق والاضطراب، كما أن تكرار لفظ قلق ثلاث مرات: "أقلقني، القلق، قلقي" أكد على الحالة التي يمر بها الشاعر، من هنا يمكن للقارئ أن يصل إلى الفكرة من خلال عدة مداخل للقصيدة، التي خرجت للحياة بعد أن نضجت وختمرت في الشاعر، فكتبته وكان هذا التماهي بينهما.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟