أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # شاعر وقصيدة # دع أمريكا تكن أمريكا














المزيد.....

# شاعر وقصيدة # دع أمريكا تكن أمريكا


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


هذا العنوان الواخز ليس من اختلاقي, إنما هو عنوان قصيدة ذائعة الصيت للشاعر الأمريكي الأسود "لانغستون هيوز" 1901 - 1967 الذي حصل على شهرة أدبية عالمية واسعة, عبر شعره وكتبه وأنشطته المتعددة, وتجواله في العديد من البلدان, وقد ترجمت قصائده الى معظم اللغات بما فيها اللغة العربية.

يمتاز شعر هيوز بمضامين إنسانية عالية مستقاة من تجاربه الحياتية في حي "هارلم" على وجه الخصوص, حي الزنوج الذي أحبه واستوحى من قاعها وأزقتها ثيمات قصائده الغنائية ذات النفس الثوري المتمرد والطابع الدراماتيكي, حتى أنه كان يقرأ شعره بصحبة موسيقى "الجاز" ذات الأصول الأفريقية, ومن آلاتها المعروفة "الساكسفون"

وحسب تقديري الشخصي, أن لا أحد يعرف أمريكا جيدا أفضل من أبناء أمريكا أنفسهم, ولا أحد يستطيع أن يعبر عنها ويصف معالمها, ويفكك خطابها مثلما يفعل أدباؤها وفنانوها ومفكروها.

والشاعر الزنجي لانغستون هيوز استطاع بحسه الشعري المرهف أن يجسد الصورة الحقيقية لأمريكا كما عرفها وخبرها وعايش تفاصيلها اليومية دون رتوش وتزويق لفظي.

(دع أمريكا تكن أمريكا) قصيدة احتجاجية صادمة, كتبها هيوز في منتصف الثلاثينات, ومازالت تحتفظ بنكهتها ورونقها وحيويتها, بالرغم من مرور هذه السنوات كلها, كونها تقترن بحدس الشاعر وصدق أحاسيسه وانفعالاته, لأن أمريكا هي أمريكا مذ وجدت ولم تزل, ولم تكن (سوى الحلم الذي يكاد يموت اليوم) حسب قول هيوز الذي يصرخ بلسان مواطن أمريكي زنجي أسود.

نعم .. دع وطني يكن موطن الحرية المتوجة / لا بالغار الوطني الكاذب
بل بالفرص الحقيقية والحياة المتحررة والمساواة بالهواء الذي أستنشقه
فلم تكن هناك مساواة بالنسبة لي في أرض الأحرار.

هذه القصيدة بالرغم من مباشرتها, تعد من دون أدنى شك شهادة حية وصادقة وصادمة لشاعر من طراز "والت ويتمان" الذي أثر في شعر هيوز بشكل أو بآخر, وهو يرى تطلعات المواطن الأمريكي المتأرجح بين يوتيبية الحلم وبشاعة الواقع.
فالأمريكي سواءً كان أبيض أم أسود أم أحمر أم مهاجرا, يلاقي المصير نفسه, ويواجه ذات المأساة, حيث القوي يأكل الضعيف.

أنا الأبيض الفقير غُدر بيّ فانعزلت / أنا الأسود الذي يحمل ندب العبودية
أنا الأحمر المطرود من الأرض / أنا المهاجر أتعلق بالأمل الذي أجري خلفه
ولا أجد غير اللحظة الغبية نفسها / كلب ينهش آخر وقوي يسحق ضعيفا

وهذا المصير المفجع لا ينال من الفرد وحده, إنما من المجتمع الأمريكي برمته, كما ينشد هيوز ويشكو متألما ...

أنا الشعب / بائس, جائع, حقير / جائع اليوم برغم الأحلام.

فالأحلام هي البضاعة الأكثر رواجا, والأكثر سحرية وغرائبية لأولئك المهاجرين الذين تركوا أوطانهم, وانقطعوا عن جذورهم, طمعا بالحرية والرفاه والبحبوحة, ليشيدوا (وطن الأحرار)

أنا الذي غادر ساحل ايرلندا المظلم / وسهول بولندا / وحقول انكلترا الحشيشية
والذي انسلخ عن سواحل أفريقيا ليشد وطن الأحرار.

وهو يسخر بمرارة من مفردة (الأحرار) في بلد يعاني فيه الزنوج من أغلال العبودية ونير التمييز العنصري المقيت, ويتساءل حانقا غاضبا ...

من قال أحرار ؟ فحتى المسيح يصلب في الجنوب إذا كان أسود
والفقير الجائع يرمى على قارعة الطريق حتى لو كان أبيض.

هكذا يرسم هيوز ويجسد بدقة (بورتريت أمريكا) لوحة العالم الجديد, عبر لمسات ناصعة البياض قاتمة السواد, ونبرة احتجاجية عالية وهو يدين أمريكا (الوحش الحضاري) التي لعبت بمقدرات الشعوب وغرت مخالبها وأنيابها في أجساد وأرواح الفيتناميين دون هوادة, لذا نراه يستغيث بشجن ...

دع أمريكا تكن أمريكا لمرة واحدة / الوطن الذي لم يكن بعد

وهيوز يعلن ويجزم ويكرر دون مواربة, بعد كل مقطع في هذه القصيدة - الصرخة, إن أمريكا (لم تكن أمريكا بالنسبة لي)

المصدر / كتاب (لانكستون هيوز - مقدمة وقصائد) ترجمة محمد باقر علوان .. وزارة الإعلام بغداد 1972
...
جريدة الثورة 29 / 6 / 2001



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب والحياة
- # من أرشيفي القديم # 14
- هواة الأدب مهلا
- المبدع ومعادلة السعادة والألم
- مرثية الذات في الظل الأنيق
- النقد والإنصاف النقدي
- # من أرشيفي القديم # 13
- العولمة وأفق الثقافة
- وحشة منزل الأم
- النقد التهويمي
- نهاد التكرلي .. بقلم سامي مهدي
- سياسة الجعجعة .. وثقافة الطحين
- هؤلاء في إبداع صلاح زنكنه
- ثقافة كاتم الصوت
- القصة القصيرة والصحافة
- عرض حال بصيغة سؤال
- الثقافة وشرط المثقف
- أدب الداخل .. أدب الخارج
- # أدباء المحافظات # 2
- الطريق الى بغداد .. طريق الى الإبداع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # شاعر وقصيدة # دع أمريكا تكن أمريكا