جادة كركوك

نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 11:00
المحور: الادب والفن
    

الشارع سيدنا النبيل
الشارع حاكم عريف
يمتثل الكل لسلطانه
يأتي المساء
يفتح أبوابه
يعانق شهواتنا
والتحدي الجسور
آخر الليل
يغلق أبوابه
يقول وداعا
( ابتعدوا ستأتي الحكومة )
الشارع سيدنا النبيل
كل مساء يصير لنا بيتا
يعانقنا
ثم يوزع أسرارنا في القرى
كالرغيف
.....
رصاصا تصير الشجاعة
أول الليل
جمرا تصير الحماسة
عند اجتياز المعابر
.....
آخر السهل
غادرت شمسنا
بطيئا يجئ المساء
بطيئا يهبط الليل
بطيئا يعشب الصمت
......
آخر السيارات
التي غادرت الشارع الإسفلتي
مودعة قرية(كه ر دز)
كانت سيارات الفلاحين
(التيوتا البيضاء)
محملة بالفلفل الأخضر
و البطيخ الأحمر و التبغ
متجهة صوب أربيل
عن بعد نرقبها
بمراصد يد روسية سوداء
وهي تدخل عاصمة(الحكم الذاتي)
كما يسميها سلطان بغداد
.......
الليل صديقنا الأبدي
وسط حلكته تزهر رغباتنا
الليل صديق الثوار
حزينا يجئ كلذة
يجملنا بالأمنيات
......
أجمل لحظات النشوة
أن تشرب في أكواخ الفلاحين
شايا أسود حار
شايا ممزوجا
بأحاديث الشكوى والزرع
أجمل الليل
أن تهزأ بالحكومة
تعفط لها
تبول عليها
على دباباتها العصرية
المتقنة الصنع
الروسية و الفرنسية
و تلك الصغيرة
المرعبة البرازيلية
أجمل الليل
أن تجتاز الدوريات الليلية /
الجند/الاستخبارات/الأمن/
الفرسان/الخاصة/العامة/المنظومة
ويطول العد
أجمل الليل
أن تعبر بطول القامة
تجهلك البراجكترات المشعة
ذات الألف وات
تلك التي ترى ثقب الإبرة
في الليل الحالك
لكنها عمياء
لا ترى الأنصار
وهم يعبرون قرية( كرده ره ش)
وسط حقول الحنطة
......
يأتي المساء
سيدنا الشارع البهي
يفتح أبوابه
ذاك الشريان النابض
بين رئتي اربيل و كركوك
يصير لنا
يعانقنا
ثم نغادره في حسرة
نحو الشمال
حيث(بست الشه رغه)
و تلك الحقول البعيدة
المواعيد , الناس , البشر الصامدون
آخر الليل
يغلق أبوابه
نغادره
صوب الشمال
و التلال الكبيرة
حيث لا حكومة
و لا هم يحزنون
.....
نغادره آخر الليل
على صدره
تزحف سياراتنا
سيارات الثورة
( التيوتا اليابانية – البرازيلي – الميسوبوشي )
السيارات المكتظة باال (بي.كي.سي)و(أر.بي.جي)
و الرمانات اليدوية
والى آخره .. من ..
الثورة ليست جائعة
و هذا ليس زمن البرنو


ملاحظة
شرعت في كتابة هذه القصيدة النثرية منتصف الثمانينات في جبال كردستان العراق ثم أكملتها في دمشق 1990 و نشرتها في المجموعة الشعرية التي صدرت في السويد عام 1993 تحت اسم (وداعا للسفوح) .

#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات