أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد علم الدين - الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه















المزيد.....

الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 07:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الأمثال الشعبية خزائن الأمم الثقافية المفتوحة الأبواب للعامة قبل المثقفين وموجودة عند كل الشعوب. لكل مثل حكاية، ولكل حكاية مخاض فكري خاص نابع من رحم المجتمع وخبرته الطويلة مع الأيام. مليء بالمعاني والدروس والرموز. عميق عمق تاريخ الأمة، عريقة عرق حضارتها، معبر عن تجربتها، ويحمل عصارة حكمتها وطريقة تفكيرها في معالجة مشاكل الحياة. إنه حكم، ونصائح، وتحذيرات مسكوبة باختصار في جمل مفيدة الكلمات تتناقلها الأجيال وترددها من جيل إلى جيل مؤكدة صحتها في أحاديثها، للتدليل والتذكير، أو للتنبيه والتحذير، أو للفت النظر لكي لا يقع الإنسان في أمر خطير. فالمثل الذي يقول "الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه" يعرفه ويردده اللبنانيون ومنذ أجيال من الجنوب إلى الشمال ومن الساحل إلى قرى أعالي الجبال. والمثل يقال عندما يريد الإنسان الحديث عن مشكلة وقعت كان من الممكن تجنبها إلا أن أحدهم أوقع نفسه بها تهورا لدرجة أنها تحولت إلى ورطة من الصعب التخلص منها وعلى المتمشكل الآن أن يتحمل مسؤولية عواقبها، خاصة إذا كانت مع شخص قوي، ذي نفوذ، التمشكل معه ليس بالأمر السهل! فالقط هنا هو رمز للإنسان القوي القادر على إيذاء من يتحداه أو يتحرش به دون رحمة. كما أسلفنا فهذا المثل لم يأت من فراغ وإنما من تراكم التجارب التي دفع ثمنها أصحابها دما عندما لاعبوا قطهم أو بالأحرى تحرشوا بمن يملك القدرة على جرحهم.
فكيف إذا كان هذا القط دولة جارحة كإسرائيل؟
قطة مستنمرة لا تعرف اللعب، متأهبة دائما للقفز والضرب، مستنفرة لرد أي اعتداء بالدمار المزلزل والحرب.
ولهذا ذكرني هذا المثل في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها لبنان بالمأزق الصعب والدامي جدا رغم المكابرات وهوبرات النصر التي لا تجدي نفعا، ولا تعمر بيتا، ولا تطعم جائعا، ولا تكسي عريانا، ولا تعمر بيتا ب 12 ألف د. وزعها حزب الله على المنكوبين من اللبنانيين. مع العلم أن المبلغ المطلوب تعويضا للدمار الذي تسبب به بسبب إشعاله هذه الحرب يفوق 15 مليار د. وأكثر، حسب الأمم المتحدة.
هذا المأزق أوصل إليه نفسه حزب الله بمشاريعه القاتلة في المقاتلة، وفي فتحه صراعا ضد إسرائيل لمصلحة سوريا ومشاريع إيران الكبرى على حساب دماء ومستقبل وآلام شعب لبنان. جارّا معه إلى هذه المآساة المدمرة لبنان وبقية أبناء الوطن دون إرادتهم، بل غصبا عنهم، متهما أكثريتهم النيابية الممثلة لقرارهم والتي حازت بجدارة ومن خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة حرة وباعتراف المراقبين الدوليين المحايدين على أكثر من 70 نائبا من أصل 120، متهما إياها بالأكثرية الوهمية على لسان الشيخ نصر الله وذلك ترديدا لما قاله بشار بالأكثرية العابرة ولحود بالغابرة، وعون بالفاجرة. أما عون فقد أعلن في بداية الحرب بان السيد حسن نصر الله قد أبلغه بعد حدوث العملية ان "سقفها تبادل الأسرى مع اسرائيل". وكأن اللعب مع القط مضمون العواقب. ولو انه كذلك لما قيل "الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه". "وليس كل مرة بتسلم الجرة". يعرف العماد عون قبل غيره بأن للحروب أسبابا مباشرة وأخرى غير مباشرة. ودائما الأسباب الغير مباشرة هي أهم بكثير من المباشرة وهي أساس اندلاع الحروب حقيقة. أخطاء حزب الله في فرض نفسه كدولة ضمن الدولة، ورفضه انتشار الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل، وعدوانيته الشرسة ضد القرار الأممي 1559 الذي يطالب وبكل بساطة باحترام السيادة اللبنانية وفرض سلطة الدولة اللبنانية " وليست الإسرائيلية" على كامل أراضي لبنان. ورفضه تسليم سلاحه وسلاح باقي الميليشيات الفلسطينية الى الدولة، وحربه من أجل مسمار شبعا والأسرى رغم أن ذلك كان ممكن معالجته سلميا بواسطة الطرق الدبلوماسية.
لقد كاد كل زعماء لبنان الكبار ومن كل الطوائف في جلسات الحوار الوطني تقبيل يدي حسن نصر الله قبل وجنتيه ليوفر على لبنان هذه المأساة المدمرة. وقدموا له كل العروض الممكنة لكي يكون قرار الحرب والسلم وما يخص مزارع شبعا والأسرى وكل القضايا الأخرى بيد الدولة. لأنهم كانوا يدركون تماما خطورة الخطابات الحماسية والشعارات الثورجية وتحدي الشرعية الدولية والتصرفات العسكرية المتكررة التي كان يمارسها حزب الله ضد إسرائيل. إلا أنه كان يلعب على الوقت، يناور بدل أن يحاور، يبتسم بدل أن يعبس، يقبِّل الآخرين بسرور ويرفض كل عروضهم. ولم يترك للصلح مطرحا، خاصة عندما اعتبر السلاح مقدسا. انتهى الحوار!
وهل يستطيع أحد في بلاد الشرق الاقتراب من المقدس؟
وببساطة لقد فرض حزب الله على لبنان حربا شعواء، وصراعا شرسا، غير متكافئ مع دولة معسكرة اجتماعيا، صناعية، قادرة، معبئة دوما، ومدعومة من القوى العظمى وخاصة القطب الأوحد أمريكا، وعدوانية بتفوق. مجهزة بأحدث المعدات الحربية برا وبحرا وجوا لخوض الحروب التي أثبتت فيها باعها وبراعتها بجدارة لافتة لنظر العالم أجمع ومدججة ليس فقط حتى الأسنان بأحدث المخالب وأقوى الأنياب بل أيضا بسلاح العلم القوي وسلاح الديمقراطية الأقوى وخاصة حرية الصحافة والإعلام والتعبير والمحاسبة والفكر والنقد الحر، الذي هو القوة الحقيقية لمجتمعها قبل صواريخها وبوارجها. وهو السبب الأول لتحالف أمريكا معها. وهل ممكن أن تتحالف أمريكا مع إسرائيل هذا التحالف العضوي لو كانت إسرائيل دولة الحزب الواحد، والدكتاتور القائد، والصنم الجامد، والرئيس الرائد، والولد المعاند، والخاحام المجاهد، والفكر السائد، والنظام العائلي الفاسد ككوبا كاسترو أو كوريا سونغ أو سوريا بشار مثلا؟ بالتأكيد لا!
عشرة أيام مرت على قرار وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وما زالت إسرائيل تحتل أراضي في الجنوب وتحاصر لبنان المنكوب، براً وبحراً وجواً، وتقوم بانتهاك الأجواء ساعة تشاء فوق معظم المناطق والقرى. نحن اليوم بفضل استراتيجية حزب الله الدفاعية بحاجة إلى إذن من إسرائيل لتحط طائرة في مطار رفيق الحريري الدولي أو لتقترب سفينة من المرفأ. العالم اليوم عبر الأمم المتحدة ومعه العرب المعتدلون يرجون إسرائيل حتى الانبطاح لفك الحصار.
وأخيرا اعلن رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد اليوم لصحيفة "البلد" "ان حزب الله لن يخرق الهدنة مع اسرائيل لكنه سيرد على "انتهاكات" الدولة العبرية اذا ما قررت الحكومة اللبنانية ذلك. وتابع" بقرار سياسي من الحكومة"
جميل جدا هذا الكلام، لكن لقد كان الثمن غالي جدا جدا لنصل إلى هذه القناعات المنطقية السليمة. وبهذه القناعات المنطقية السليمة يستطيع لبنان القوي بديمقراطيته وحريته وأحراره ودبلوماسييه وصحافييه وجيشه وشعبه ومقاومته الوطنية تحويل القطة المستنمرة إلى قطة وديعة. برلين 06.08.24











#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان الشرق الأوسط الثلاثة
- نصر أم دمار -استراتيجي- ياشيخ نصر الله؟
- السنيورة يبكي ونصرالله يُمَنِّنْ
- لبنان ليس سوريا ولا إسرائيليا يا سيد حسن نصر الله
- خمسمئة يوم مرت، والجريمة لن تمر دون عقاب
- لا تَحْزَنَّ أيها الكويتيات!
- ضرورية العلمانية بالنسبة للدولة الحديثة
- العلمانية والديمقراطية وجهان لميدالية ذهبية واحدة
- الأوطانُ تُنْهِضُها الهامات وليس التهديد والعنتريات أيها الع ...
- الصوت أمانة شراؤه وبيعه خيانة
- أيها اللبنانيون البسوا ما يفصل لكم حزب الله وأنتم الناجون!
- إلى أين يريد حزب الله أخذ لبنان ؟
- فتح الانتفاضة، انتفاضة على من ؟
- ثورةُ الأَشجارُ
- الإرهاب أصبح ماركة عربية إسلامية مسجلة
- عندما حاولَ الدَّجاجُ الْطيران
- الأمير الكبير وكسرى الصغير
- ولقد شبع اللبنانيون من لحود حتى التخمة القاتلة
- الواقعُ العربي الواقفُ كعامود الخيمةِ فوق الرؤوس
- - يا سامعين الصوت-


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد علم الدين - الذي يلعب مع القط عليه بتحمل خراميشه