أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال محمد تقي - الحرب السادسة ليست اخر حروب المنطقة















المزيد.....

الحرب السادسة ليست اخر حروب المنطقة


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يخطأ من يعتقد ان الحرب الاخيرة هي اخر حروب العرب مع اسرائيل ، ولا اغالي اذا قلت ان الحرب العدوانية على لبنان لم تنتهي بعد !لقد انتهت جولة من هذه الحرب ، معركة من معاركها ، فصل من فصولها ، وجه من اوجهها المتعددة ، والان وبعد ان توقفت المواجهات العسكرية ، ابتدأت وفور صدور قرار مجلس الامن 1701 معركة سياسية ودوبلوماسية شديدة الوطئة والتعقيد ولا تقل اهمية عن المعركة العسكرية بل اخطر منها ، لان الكثير من ميادينها ستكون في ظل هيمنة العدو ذاته ، الامريكي الاسرائيلي ومن يحالفهم ، وستكون قنوات وخنادق الالتفاف والمناورة وانفتاح جبهاتها على بعضها محليا واقليميا ودوليا اضافة الى سعة حركتها الزمنية وطول نفسها ، كلها عوامل لوجستية مساعدة للمشروع الامريكي الاسرائيلي ومن يتحالف معه في الداخل والخارج ، لذلك فأن المخاطر كبيرة على مكاسب النصر العسكري الاستراتيجي الذي حققته المقاومة بل انها يمكن ان تحوله الى هزيمة اثناء المعالجة السياسية للازمة وتعقيداتها ، في حالة فشل المقاومة ومن يحالفها في الداخل والخارج من استثمار انجازاتها على الارض وترجمتها الى مكاسب سياسية تساعدها على تحصين نفسها سياسيا بوجه استحقاقات الضغوط والقرارات الدولية المجحفة والتي تعكس تخلل في ميزان القوى العالمي لصالح مشروع الهيمنة الامريكية الذي يرسم ملامح الشرق الاوسط على مقاسات المصالح الحيوية لامريكا وحليفتها اسرائيل بالاستفادة من خنوع اكثرية الانظمة العربية واستسلامها المذل مقابل دعم بقاءها في السلطة .
الحرب هي سياسة بوسائل حربية ، والسياسة هي حرب بوسائل سياسية ، والان هي الحرب بوسائل سياسية ، هذا مايجري في لبنان بعد وقف القتال ، فالحرب السياسية تشتعل الان في لبنان وعلى حلفاء المقاومة فيه ، وفي المنطقة كلها ، من طهران الى دمشق الى غزة الى كل تحرك عربي واسلامي شعبيى قد يساهم بالمدد السياسي المساند للمقاومة في معركتها الاخطر معركة المصير المنظور .
ان التحالف الامريكي الاسرائيلي بمساندة الانظمة العربية المتواطئة معه ، سوف لن يكون مستعدا لتحمل هزيمتين متتاليتين ، احداهما عسكرية واخرى سياسية ، رغم تلازم الوجهان ، وعليه ستكون المواجهات السياسية القادمة من القساوة بحيث يمكنها ان تؤدي الى ولادة معركة عسكرية جديدة بين طرفي النزاع سيبذل بها كل طرف قصارى جهده لتحقيق مكاسب عسكرية اكبر اذا لم تكن حاسمة ، لتوفير شروط جديدة يقطف بها نصرا يستكمل من خلاله سعيه لتحقيق اهدافه الباعثة على الحرب بمجملها .
لقد تأكد ان العدوان الاسرائيلي الاخير لم يكن رد فعل فوري على عملية اسر الجنديين الاسرائيليين من قبل حزب الله ، وحسب تقارير امريكية واسرائيلية تم نشرها في الصحف الامريكية والاسرائيلية مؤخرا فان هذا العدوان كان عملية مخطط لها بعد تعثر المشروع الامريكي لاحتواء لبنان باكمله وتجنيده ليكون واحدا من دول الشرق الاوسط الجديد المنزوعة السيادة لصالح هيمنة التوجه الامريكي الاسرائيلي عليها ، لذلك فان فشله هو فشل ضمني للمشروع الامريكي للمنطقة كلها والتي كلفت اسرائيل بتنفيذ مفرداته الخاصة بسحق المقاومة ناهيك عن نزع سلاحها .
من جهة اخرى فان المقاومة ارادت من عمليتها المحدودة ، التي ورغم محدوديتها اعطت دفعة معنوية كبيرة لكل الناقمين والمستائين والمقاومين في مختلف جبهات المواجهة في فلسطين والعراق ، وما يقاربها ان تكون جسرا لتحقيق وعدها في اطلاق سراح اسراها واسرى فلسطين ، كتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولا يزال لاستفراد وابادة واستباحة دون ناصر او معين ، لكن وبعد ان وصلت الامور الى ما وصلت اليه ، فان اي تنازل عن تحرير كامل الارض اللبنانية بما فيها مزارع شبعة واطلاق سراح جميع الاسرى ودفع تعويضات للبنان عن الخراب والتدمير المتعمد الذي شمل معظم الارض اللبنانية ، سيكون بمثابة انتحار سياسي مجاني .
لقد كانت ومازالت دوافع العدوان الاسرائيلي على لبنان تشكل استجابة متوقعة ومنطقية لمسلسل تصفية القوى المعرقلة للمشروع الامريكي الاسرائيلي ، الشرق الاوسط الجديد ، والذي تريده ساحة ومهبط ممهد لسياسات الهيمنة الشاملة التي تميز استراتيجية الامبراطورية الجديدة ذات النزعات الامبريالية المتغولة على نحو يشل اي ممانعة في طريقها لتحقيق اهدافها الكلية التي تشمل كل المراكز العالمية المؤثرة ، كأسيا الصاعدة والقادرة لاحقا على ارهاق الاقتصاد الامريكي فقط بابدال التمويل والتعاقد والتعامل وآلضمان النقدي من الدولار الى اي قوة نقدية اخرى موازية ، كاليورو مثلا ! ودول الاتحاد الاوربي القادرة على اضعاف الهيمنة الامريكية على السوق العالمي اقتصاديا وسياسا اذا انتهجت سبيل فك ارتباطاتها التبعية لها وهذا احتمال قائم خاصة اذا امنت جانبها المتاخم للدب الروسي ودول امريكا اللاتينية قادرة هي الاخرى على ضعضعة التغلغل الامريكي في القارة سياسيا واقتصاديا ، وروسيا والصين والهند دول تنمو لتأخذ دورها العالمي سياسيا واقتصاديا وطبعا هذا سيكون على حساب الهيمنة الامريكية ، وعليه فأمريكا تتسابق مع الزمن لمنع اي تغيير قد يعصف بزعامتها الاحادية للعالم .
منذ انكسار شوكة الدب السوفياتي كقطب موازن لها في ميزان الصراع العالمي ، اخذت تضع الشرق الاوسط في اولويات حساباتها لتكريس زعامتها على العالم الى ماشاء الله ، وذلك لمخزونه الهائل من ثروات الطاقة ، النفط والغاز ، ولكونه الجسر الذي يربط العالم ببعضه ، فهي تدرك ان التحكم المطلق بهذه المنطقة من العالم يعني استمرار تحكمها بالعالم نفسه ، لذلك هي تسرع الخطى من اجل تطويع شعوبها واعادة هندسة كياناتها لتكون سهلة الانصياع واطاعة ما تمليه عليها ، سيدة العالم ، امريكا ووكيلتها اسرائيل ، وعلى هذا الطريق تتواصل حرب افغانستان والعراق وفلسطين ، ثم الحرب الشاملة على لبنان ، والبقية تأتي .

لبنان بين رهانين :

بعد احتلال العراق وتعثر المشروع الامريكي فيه ، كان لابد من فتح خطوط تنفيس اخرى تساهم بالتغطية على الفشل الدائم هناك وتحاصر وتقلم اظفار الاطراف التي مازالت تمانع ولا تبايع ، فكانت الهجمة الشرسة على حكومة حماس ومحاولة اسقاطها ، وتزايد خطر التهديد العسكري الامريكي المباشر على بؤر الممانعة العربية والاسلامية في سوريا وايران ولبنان .
لبنان في الحسابات الامريكية الاسرائيلية يشكل الحلقة الاضعف في حزام المواجهة القائم بين قوى المقاومة والرفض والممانعة في الشرق الاوسط ، لذلك احالوه للتعاطي الاسرائيلي الميداني المتزامن مع الضغوط الامريكية السياسية والاقتصادية وبالتنسيق مع بعض الجهات العربية الفاعلة والتي لها حضور لبناني واضح يتلاقى مع اتجاهها لفصل لبنان تماما عن دائرة الصراع العربي الاسرائيلي وتلازمه مع المسار السوري والفلسطيني ، والارتماء بالاحضان الامريكية لتكون مظلة دولية واقليمية تشكل حزام يكتف ويسيح قوى المقاومة والرفض اللبناني دون الحاجة لخوض حروب مباشرة قد تفسد الطبخة كلها ، وقد وصلت هجمة الضغوط على لبنان الى ذروتها في استصدار قرار من مجلس الامن يطالب بنزع سلاح حزب الله واخراج القوات السورية من لبنان ، وكأنهم كانوا على موعد مع تداعيات اغتيال رفيق الحريري الذي لم يحسم التحقيق الدولي حتى الان امره في تحميل اي جهة كانت المسؤولية الجنائية للجريمة التي اهتز لها كل لبنان وتم استثمرتها داخليا وخارجيا بالضد من مصلحة لبنان ووحدته الوطنية بل كانت عملية تدويلها توحي بانها قد رتبت وتم الاستعداد المسبق لاستثمارها، وبعد ان اخفق مشروعهم في جعلها فزاعة لانهاء المقاومة وتجريدها من سلاحها ، راحوا يخططون للحرب الاخيرة بدفع وتخطيط امريكي مباشر .
ان خطاب حسن نصرالله الاخير يجسد قمة الوعي بمخاطر المرحلة المقبلة ويضع خارطة طريق وطنية لتمكين لبنان من سيادته الحقيقية وجعله محصنا بدولته واسناد مقاومته الشعبية ضد اي تجاوز جديد ، وجاء التاييد الشعبي العربي والاسلامي لمنهج المقاومة وحنكتها القيادية تزكية من الامة كلها لتدابيره الاحقة ، وكانت المواقف السورية والايرانية ومازالت ظهير قوي للمقاومة ونهجها الوطني التحرري ، والتي يجب ان تكرس الان لدعم لبنان واعادة بناء ما تهدم منه ، ودعم التضامن الداخلي ضد كل المناورات التي تهدف لزرع الفتنة الطائفية فيه ،اذا ما فشل المشروع الامريكي الاسرائيلي لتجريده من مقاومته ، فالحرب لم تنتهي بعد في لبنان وغيرها من جبهات المقاومة في المنطقة ، والرهان رهانين الاول رهان المقاومة والسيادة الكاملة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية المستقلة ولذلك كله ثمنه ، والثاني رهان الموالاة للمشروع الامريكي الاسرائيلي على حساب سيادة وحرية البلاد والعباد والدخول في خانة القرود العربية التي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ، وثمن ذلك ان يمشي لبنان جنب الحيط لا من شاف ولا من دري ! .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار البورصة السياسية في العراق الجديد
- اقطاعية شمال العراق نموذج للديمقراطية الدموية في العراق الجد ...
- عزل لبنان عن الصراع العربي الاسرائيلي مهمة مستحيلة
- الحلقة الاخيرة من عراق الازل بين الجد والهزل
- عراق الازل بين الجد والهزل
- اجتثاث مكارثي في العراق
- فدرالية العراق مهيج حيوي للانعزال القومي والطائفي
- قول الحقيقة لا يغضب احدا سوى اعدائها يا طالباني
- انظمة عربية لا تحترم نفسها
- لقطات ليست بريئة
- كارت احمر للفصائل المقاومة في مونديال المصالحة الوهمية
- مطابقات شعبية ترتقي لفعل مقاومة الاحتلال الاجتثاثي
- هبوا ضحايا الاغتصاب
- خازوق الاحتلال لا يستثني احد
- الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي
- الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
- دولة الناس ودولة الله
- أرهابيون لكن ظرفاء
- كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه ...
- هجوم امريكي مضاد لتثبيت افرازات الاحتلال ! خمس ساعات من التو ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال محمد تقي - الحرب السادسة ليست اخر حروب المنطقة