ربيع نعيم مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 04:08
المحور:
كتابات ساخرة
قد يكون أول المقال كُفر، كما يُقال، لكن الحال في بعض البلاد قد يكون أشد كفراً، فمنذ زمنٍ ليس ببعيد تتردد على المسامع ألقاب وصفات لأشخاصٍ حكموا عبيداً يحترفون التملق، كأنهم أدمنوا العبودية، وصار لسان حالهم (اللهم انا نعوذ بك من الحرية).. وبصراحة لم تكن عندي نية للكتابة عن هذا الموضوع لانشغالي بمراجعة سلسلة من المقالات بهدف نشرها، لكن ظروف العمل أجبرتني على اجراء بحثٍ عن احد الطغاة (الراحلين ).
البحث قادني الى بضعة أسطر، عن الزعيم الذي تمتع بأطول لقبٍ بروتوكولي، وهو الرئيس الأوغندي السابق عيدي أمين دادا، فبحسب ما نقلت جريدة الشرق الأوسط، تمتع الرئيس بلقب: (صاحب السيادة فاتح الامبراطورية البريطانية، الحاج الماريشال الدكتور عيدي امين دادا، الرئيس مدى الحياة لجمهورية اوغندا، القائد الاعلى للقوات المسلحة الاوغندية، رئيس مجلس الشرطة والسجون)، ولا أدري إن كانت هذه المعلومة حقيقية أم انها ضرب من المبالغة!!.
اللقب بمجمله مثير للعجب، لكن.. عند التفكير في الصفات والألقاب التي وردت فيه سنجد ان عيدي أمين كان متواضعاً لقبوله بهذا اللقب المختصر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمتع الرئيس العراقي السابق صدام حسين بمجوعة من الاسماء والصفات يفوق ما حاز عليه عيدي أمين.
فألقاب الرئيس العراقي وصفاته كانت خطاباً مفروض السمع على الشعب من قبل وسائل الاعلام المحلية، والتي هللت بها وطبلت لها ردحاً من الزمن، بعضها لازال يشغل حيزاً من الذاكرة، فالرئيس كان: القائد المجاهد، وحامي البوابة الشرقية، القائد الضرورة، المهيب الركن، المنصور بإذن الله، وباني مجد الأمة العربية، عبد الله المؤمن – فقط عند التعرض لهزيمة -، وحفيد نبوخذ نصر ، وحفيد النبي (ص)، وقائد الحملة الايمانية، والدكتور – بشهادة فخرية -، و... و... و..... الخ، وهذا ما عَلِق في الذاكرة من قائمة طويلة لصفاته وألقابه التي كان آخرها الرئيس السابق والمرحوم والشهيد.
وباختصار، هذه الألقاب والصفات لو قُدِر لها ان تُقَدّم من قبل أحد المنشدين لكانت كارثة عنوانها (أسماء الرئيس الحسنى).
#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟