أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - ياسين وجميلة ( الحلقة الحادية عشر)














المزيد.....


ياسين وجميلة ( الحلقة الحادية عشر)


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طلب الحاج دواي من إخوته زاير وعبد ومسلم ان يحضروا في داره على عجل فلما حضروا راح يحدثهم عن رغبة ابن أختهم ياسين بالتوجه نحو الاهوار لغرض الانضمام لصفوف المعارضة فكان الخوف والحزن والاستغراب واضحا على وجوههم فقد كانوا في موطن لا يحسدون عليه لا سيما ان ياسين قد فأجئهم بالأمر ، تكلم الحاج زاير وهو يوضح لإخوته بان احد أولاده يعرف رجلا اسمه (فلحي) يسكن في النهروان يمكن ان يساعدهم في توجه ياسين نحو الجنوب ، كانت ساقي فلحي قد بترتا في احدى معارك الخفاجية في بداية الثمانينيات ، وراح يعتاش على عمل النماذج العسكرية المزورة داخل داره ، بعد أيام قلائل كان حميد واخيه الأصغر عقيل عند (فلحي) وقد زودهم بنموذج عسكري مزور لاجتياز السيطرات المنتشرة على طول الطريق الواصل بين بغداد والعمارة .
أصبح كل شيء جاهزا أمام ياسين لمغادرة النهروان والتي شكلتاهم واخطر انعطافة في حياته بعد ان اطلع على الثقافة الوطنية والثورية فكان أنسانا أخرا بكل معنى الكلمة
اتصل بوالدته واخذ يطيل التحدث معها كما أطال التحدث مع أخواته الواحدة تلو الأخرى فربما كانت تلك المرة الأخيرة التي سيستمع فيها لأصوات اقرب الناس على قلبه أحست والدته بشيء غريب لا يريد ياسين ان يبوح به الا ان ياسين كان يطمئنها وهو يستمع لصوت والدته الممتلئ رقة وحنان وعذوبة وعفوية .
في صبيحة اليوم التالي انطلق ياسين بصحبة خاله وولده حميد نحو النهضة ليستقلوا من هناك باص (نيسان) والتي كانت مكتظة بالجنود وهم يقصدون وحداتهم العسكرية في جنوب العراق .
ما ان وصل الحاج دواي لأبناء عمومته في أطراف العمارة وبعد فتناولوا غداؤهم بعد الساعة الثالثة والنصف واخذوا قسطا من الراحة حتى اخذ الحاج دواي يوضح لهم سبب مجيئه المفاجئ مبينا رغبة ياسين بالتوجه نحو الهور لم يتردد ( غاجي ) في الاستجابة فقد كان رجلا خبيرا بطرق الهور ومسالكه المتشعبة وأين يستقر المجاهدون وكيف يصل اليهم دون ان ترصد حركته وحدات الجيش العراقي كما كانت له علاقات وطيدة مع بعض من سكنوا الهور من أبناء المحافظة من المنشقين .
لم يمض سوى أسبوع وإذا ب (غاجي) قد هيئ كل الأمور للالتحاق بالمعارضين وهذا ما حصل ودع ياسين خاله وولده وقد احتضنه خاله وهو يبكي بكاء مرا أما حميد فكان يضم ياسين لصدره بقوة وقد اختنق بعبرته
ـ خوية ياسين مودع بالله
خوية الله يحرسك .
ـ ما اوصيك بامي واخواتي خالي .
ـ خالي انته اهتم بروحك واختي ابطن عيني .
بعد صلاة المغرب انطلق (غاجي) وياسين في رحلة استمرت لساعة عبر المشحوف الذي كان يقوده غاجي بحذر وبطيء كان الظلام حالكا والصمت مطبقا الا من صوت المياه الذي يمخر مياه الهور ، توقف غاجي فجأة واخذ يصيح بأعلى صوته :
كطان
كطان
كطان
واذا بزورق يخرج عليهم من وسط اعواد القصب المتراصة ، في داخله مجموعة من الرجال الذي يحملون بنادق الكلاشنكوف وقاذفات الصواريخ يتجهون نحو غاجي وقد توسطهم فتى يحمل بيده مصباح كهربائي (لايت)

ـ السلام عليكم شلونك
ـ هله بغاجي
ـ شنهي وين الكطان
ـ هذا عمي الكطان وياي وراح يشير بيده نحو ياسين
ـ اهلا وسهلا
يالله اخوي حول ويانه
تعانق ياسين مع (غاجي) قبل ان يتحول مع المجموعة المسلحة تحت جنح الظلام
لم تمض سوى أسابيع قليلة لياسين مع صفوف المعارضة حتى تعرف على عدد من أبناء محلته في جانب الكرخ فقد كان هناك الأستاذ جمال مدرس اللغة العربية جمال وكان هناك سالم المهندس الزراعي كما كان هناك يوسف الجندي الشيوعي الذي ترك الخدمة والتحق بالاهوار قبل سنوات .
بعد مرور شهرين وصلت إخبار عن طريق بعض المتعاونين مع المجاهدين بان الجيش العراقي يهيئ لهجوم واسع النطاق وان الهجوم الهجوم سوف تقوده مجاميع من الرفاق الحزبين الذين سيتقدمون قوات الجيش العراقي كان ياسين تواقا لخوض المعركة الاولى مع هؤلاء الرفاق الذين ضيقوا على والده وعليه من قبل كما ضيقوا على ابناء شعبه فكانوا بذلك ركنا من أركان السلطة الغاشمة
كانت معركة حامية الوطيس استبسل فيها المجاهدون الذين اعجبوا بشجاعة ياسين أيما إعجاب فقد قاتل ياسين قتالا لفت انظار كل من كان حوله وسط أزيز الرصاص وارتفاع السنة اللهب . تراجعت جميع القوات المهاجمة بعد ان لاذ الرفاق بالفرار وقد اشتد القتل في صفوفهم
قرر جمال بعد انتهاء المعركة ان يكون ياسين قائدا لمجموعة من المقاتلين وان كانت تلك اول معركة يشترك فيها داخل الاهوار .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسين وجميلة (الحلقة العاشرة)
- ياسين وجميلة (الحلقة التاسعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة الثامنة )
- ياسين وجميلة ( الحلقة السابعة)
- ياسين وجميلة (الحلقة السادسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الخامسة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الرابعة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثالثة)
- ياسين وجميلة ( الحلقة الثانية)
- ياسين وجميلة
- هل خذلت المرجعية الدينية من قبل الشارع العراقي في الانتخابات ...
- محمد السيد محسن ...رجل وعدة استفهامات .
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت تجري على لسان والدتي ( ...
- مقتطفات من حياة رجل ... اسمه صدام
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- بعض الامثلة والحكم والمواعظ التي كانت ترد على لسان والدتي (ر ...
- المطرب البكاء
- حديث عن الثقافة والمثقفين
- العجوز الحكيمة


المزيد.....




- دار أزياء راقية تُقيم عرض أزياء في -حمّام عام- بباريس
- سوريا.. تقرير أممي يكشف مقتل عائلات بأكملها في عنف طائفي
- إصابة مرافق للميناء وحريق ضخم في أوديسا وانفجارات في مناطق أ ...
- تحرير 100 راكب من قطار مختطف في باكستان وتواصل عملية تحرير ا ...
- بروكسل ترد على ترامب بفرض رسوم مضادة على منتجات أمريكية
- لافروف يعلق على مسألة استئناف الحوار بشأن برنامج إيران النوو ...
- زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب إقليم ستافروبول الروسي
- لابيد: وقف الحرب له ثمن سياسي نتنياهو لا يريد دفعه
- الإعلام العبري يشير إلى -ظهور أبو عبيدة- في مصر (صور)
- جورجيا.. الحكم بالسجن 9 سنوات على الرئيس الأسبق ساكاشفيلي


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - ياسين وجميلة ( الحلقة الحادية عشر)