أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - نعيش كي لانعيش














المزيد.....

نعيش كي لانعيش


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 07:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يمثل الاستبداد حافز سكون وركود في حياة المجتمعات الإنسانية..وعائقاً أمام أي نشاط
أو إبداع فردي كان أو جماعي ,,لأنه يعمل على حجر العقول وسد مسامات التفكير المنفتح ليظل محنطاً كأصحاب الكهف والرقيم ويتشكل حسب أوعية تفكير النظام السياسي السائد.
فالاستبداد بجميع أشكالة وباءٌ قاتل يستل نور الحياة ويقتل كل بهجة ويقيد كل وثبة إرادية للنهوض والرقي بالأمم ، ولذلك فإننا في الوطن العربي لم نحقق أي تقدم أو نهوض على الرغم من تغير الأوضاع وتحقق بعض الإصلاحات في عدد من المجالات ..لكن الإصلاح والتجديد والتغيير المطلوب والمنشود لا يزال حلما بعيد المنال بدليل أن موضوع الإصلاح والتجديد لا يزال محل بحث ونقاش وتقام لأجل معالجته العديد من الندوات والمؤتمرات.
ويظل السؤال عالقاً في أذهان الباحثين والدارسين..لماذا فشلت هذه المشاريع التجديدية في النهوض بالأمة من كبوتها هذه التي طال أمدها ..وقد اختلفت وجهات نظرهم عن الأسباب والعوائق فمنهم من عزى ذلك إلى رسوخ قيم التقليد والانغلاق والجمود الفكري ومنهم من حمّل الاستبداد السياسي المسؤولية ومنهم ذهب إلى ترجيح العوامل الخارجية كالاستعمار بكافة أشكالة، وهكذا نحن العرب والمسلمون نُلقي بخيبات فشلنا على الآخرين كنوع من التبرير في مواجهة الذات التي تعتبر مكمن الخلل.. وبيت القصيد في عملية النهوض.
إلاّ أن الأغلبية الساحقة من الباحثين والدارسين والمفكرين في الوطن العربي يعتبرون الاستبداد السياسي روماتيز التغيير والإصلاح لأنه يستشري في كافة مفاصل الحياة العامة ويستفحل فيها ويحد من فاعلية الأفراد والمجتمعات ..فغياب الحرية بمفهومها العام هو الذي أدى إلى فشل هذه المشاريع إذ لا يمكن فصل الحرية عن الإرادة والتفكير والإبداع والتجديد والتعدد والاختلاف..لأن هذه المفردات هي المقومات الأساسية لمفهوم وجوهر الحرية وبالتالي النهوض والتقدم لذلك عندما تتعرض حرية الأفراد والشعوب للكبت والمضايقة فإنها تؤدي إلى أزمة حقيقية في تجلي هذه المفردات ومفاهيمها على الواقع فيحل الظلام والجهل والاستبداد والتخلف..
وإذا نظرنا إلى المجتمعات التي تحتل مكانه متقدمه ومتفوقة ..نلاحظ أنها تتفوق تماماً في المحافظة على الحريات والاحترام الكامل لحقوق مواطنيها وتغيب فيها الوصاية الفكرية والسياسية والأيدلوجية والثقافية.
إن غياب الديموقراطية بمفهومها الصحيح والمستقر والمنظم أدى إلى ضعف المشاركة الجماهيرية وسوء الحاكمية وبطىء عمليات الإصلاح بل والالتفاف على الإصلاح والتهرب من استحقاقاته تحت دعاوىٍ فارغة تكرس الاستبداد وتشيع (أفيون) التسليم والتصديق ومسكنات الإذعان والاستسلام فيتوقف العقل عن التفكير وتنعدم إنتاجية المجتمع وحيويته ..
إننا في العالم العربي ما زلنا نراوح في دائرة الفعل المتخلف على الرغم من الطاقات الإنسانية الهائلة ومواد الخام وإمكانيات التقدم ، لكن ما ينقصنا هو الإنسان الفاعل الذي يعي ذاته كإنسان حر كريم يرفض العبودية والاستبداد ويستعصي على كل محاولات الترويض العبودي..ويسعى لإمتلاك إرادته وحريته لأن الحرية وحدها الكفيلة بجعل الإنسان فاعلاً وطموحاً يسعى لاستثمار إمكانياته الذاتية من مواهب وقدرات ويحولها إلى واقع تنموي ونهضوي تقدمي في كافة المجالات العلمية والعملية.
إننا كمجتمعات في الوطن العربي كما يقول المفكر( خالص جلبي) نعيش خارج إحداثيات التاريخ والجغرافيا إلى إشعارٍ آخر ..نعيش على أفكار ميتة وأخرى قاتله نعيش كي لا نعيش.



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - رداد السلامي - نعيش كي لانعيش