أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجي صباغ - هؤلاء شركاء في اضطهاد النساء














المزيد.....


هؤلاء شركاء في اضطهاد النساء


ماجي صباغ

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 11:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ماجي صباغ و مصطفى عبد الغني
مبروك والسيسي
“الرئيس الإنسان”.. “السيسي أب لكل المصريين”. إذا بحثت بعباراتٍ كهذه على يوتيوب، سوف تجد في الأغلب فيديو دعائي من إحدى القنوات الداعمة للنظام تصور السيسي على أنه أب لكل المصريين، وأنه يولي اهتمامًا خاصًا بالنساء. ولأن كل دعايته تسقط دائمًا عند أول موقف حقيقي، ظهر علينا في مكالمة مع الشيخ مبروك عطية ليكشف لنا الوجه الحقيقي للرئيس الأب “المنحاز للنساء”.

في إحدى حلقات برنامج “يحدث في مصر“، الذي يُعرض على قناة MBC مصر ويستضيف الشيخ مبروك، أحد أشهر الوجوه الإعلامية في مجال حل المشاكل الأسرية وتقديم النصائح المستندة إلى تعاليم الدين الإسلامي، استضاف البرنامج امرأةً تعرضت للعنف الجسدي على يد زوجها، الذي أصابها بأضرار بدنية ونفسية، فما كان من الشيخ إلا أن اختلق قاعدةً تقول: “مِن يوم ما ربنا خلق العالم إلى يوم القيامة، النساء مبالغات في الشكوى”!

وفي مداخلة تليفونية في الحلقة التالية من البرنامج نفسه، تحدث الرئيس للشيخ مبروك بإجلال، قائلًا: “أنا مش هقول ملحوظة ولا حاجة، العلماء الأجِلَّاء ماينفعش نقول عليهم ملحوظات”، بينما عاتبه على إرسائه تلك القاعدة دون مراعاة اختلاف وتنوع ثقافة المشاهدين، حتى لو الكلام الذي ذكره الشيخ “له أسانيده ووجاهته العلمية والفكرية” على حد قول السيسي.

فالمرأة من وجهة نظر الشيخ ورئيسه، “بطبيعتها”، كثيرة الشكوى والثرثرة، وتميل في وجهة نظرهم إلى تضخيم حجم معاناتها، وبالتالي فإن القاعدة هي التشكيك في شهادات النساء اللائي يتعرضن للعنف، بل وتبرير قبول التعنيف الجسدي للنساء.

أرسى الشيخ مبروك هذه القاعدة، التي لا تمت للعلم بصلة، إنما تنم عن جهل بالعلوم الطبيعية والإنسانية، وهي في الواقع تضليلٌ متعمد واستغلال لنفوذه وتأثيره كأحد رجال الدين لفرض سيطرة الأفكار التي تمجد الذكر في المجتمع فيما تقلل من شأن النساء وتلصق بهن صفات الضعف والغباء والثرثرة.

أما السيسي، فقد تقمَّص في تلك المداخلة الدور المفضَّل له، وهو دور الأب الواعظ، ليتماهى هو الآخر مع العنف الأسري ويؤيد كلام الشيخ مبروك، مضيفًا أن هذا الرأي له “أسانيده العلمية والفكرية”، فيما لم يذكر الرئيس ولا الشيخ مبروك سندًا علميًا واحدًا من تلك الأسانيد، حتى أن هذا الجهل لم يستفز المذيع ليستوضح من الشيخ أسانيده العلمية التي تخفى علينا جميعًا!

يتمحور خطاب النظام بوجهٍ عام إزاء المرأة حول رؤية رجعية، فقط باعتبار المرأة أم وأخت وزوجة، أي فقط باعتبار الصلة التي تجعلها تابعة للرجل بهذا الشكل أو ذاك، وليس بصفتها طالبة وعاملة ومنتِجة.. بل ومناضلة أيضًا. لكن خطاب السيسي لا يقتصر تجاه النساء بشكلٍ عام على ترسيخ مثل هذه الأفكار الرجعية، بل أيضًا يتقاطع تاريخه القمعي، ضد الفئات السياسية المعارضة وحتى الفئات الاجتماعية المهمشة وخاصة النساء، مع ما تواجهه النساء من المجتمع الأبوي في مصر.

السيسي، المسئول عن كشوف العذرية في مارس 2011، هو نفسه السيسي الذي حبس نظامه فتيات التيك توك وأغلق قضية الفيرمونت وقضية فتاة ميت غمر. يتعامل السيسي مع المشكلات الاجتماعية بعقلية الأب الذي يسمع الجميع كلامه لأن المسدس في يده الأخرى. نسخة أكثر عنفًا ودموية من الأب المعنِّف ولكنها تسير على نفس مبادئه. إذا كان المجتمع يضطهد المرأة، فإن النظام يعيد تدوير وتكريس هذا الاضطهاد قولًا وفعلًا.

لا مجال للشك أن مثل هذا التعقيب الذي أدلى به السيسي لا يجب أن يلقى من المنظمات النسوية والحقوقية أي استحسان أو ثناء، فهو بعيد كل البعد عن التقدمية والمساواة التي تنادي بها تلك المنظمات. وأي نضال من أجل حقوق المرأة، ضد العنف والإخضاع والاضطهاد، يجدر به أن يستنكر مثل هذا التعقيب.

ما تحتاجه القضايا النسوية في مصر هو جموع النساء، وكل من يدعم قضايا المرأة، من أجل حشد الضغط لتحدي الخطاب المحافظ، بل والرجعي، الذي يعيد النظام تدويره وتكريسه بالقول والفعل. أما الرضا بمداخلة هاتفية للسيسي، وفي الوقت نفسه تجاهل تأييده الضمني لقهر المرأة بادعاء “أسانيد علمية”، فهو يعبر عن رؤية ستحطِّم أي أمل في إحداث أي تغيير جذري في المجتمع ضد قهر النساء والسلطة الأبوية.



#ماجي_صباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم “ريش”.. الواقع أسوأ
- ثورة يناير وقضايا النساء.. بابٌ لن يُغلَق
- التطبيع الخليجي في مقابل استقرار الديكتاتوريات
- قضية الفيرمونت: النظام هو الراعي الأول للرجعية والاضطهاد
- عمال البناء.. أقسى اغتراب وأقصى استغلال
- هل هناك بديلٌ عن الرأسمالية؟


المزيد.....




- شهادات ناجيات من سجون الأسد عن العنف الجنسي
- امرأة بريطانية تستيقظ من السكتة الدماغية وهي تتحدث الإيطالية ...
- “سوسو الرغاية” اضبط الآن تردد قناة الاطفال كراميش 2025 نايل ...
- الهيئة النسائية لأنصار الله تكرم قناة -العالم- 
- فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرض ...
- -الطفلة هنا يا إلهي-.. مستقبلة مكالمات الطوارئ تساعد امرأة ح ...
- هل أصبحت 2000 دينار.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في الب ...
- جريمة مروعة.. رجل يشعل النار بامرأة نائمة داخل قطار في نيويو ...
- أوكيناوا.. مظاهرة حاشدة تطالب واشنطن بالاعتذار عن اغتصاب جند ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل مهاجرا مشتبها في إشعاله النار بامرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماجي صباغ - هؤلاء شركاء في اضطهاد النساء